لا مكان آمن.. ماذا تبقّى من مستشفيات قطاع غزة المحاصر؟
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
"مستشفيات شمال غزة خرجت عن الخدمة وهناك صعوبات في تشغيل جزء من مجمع الشفاء" بهذه الجملة أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، عن ما بات يوصف بـ"الوضع الكارثي للقطاع الصحي في قطاع غزة المحاصر".
وتابع المتحدث، معبّرا عن المأساة الإنسانية التي باتت تحيط بالأهالي في غزة، من كل جهة، وتحرمهم من تفاصيل الحياة الكريمة: "إننا سوف نُواصل محاولات تشغيل أي مستشفى في قطاع غزة، رغم وجود العديد من الصعوبات"، مبرزا أن "مستشفى ناصر برفح أصبح مكتظا بنحو 1000 جريح، والمصابين يفترشون الأرض".
لا علاج في غزة..
مع كل يوم من عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، كان ينهار جُزءا من القطاع الصحي؛ ومع دخول العدوان المُتواصل، إلى شهره الثالث على التوالى، مع استمرار الإبادة الجماعية، وانتهاك تام لكافة القوانين الإنسانية، فى مناطق شمال وجنوب القطاع، عقب القصف الجوي العنيف والمكثف من طيران الاحتلال، انهار القطاع الصحي في غزة.
الهلال الأحمر للتلفزيون العربي: القطاع الصحي في قطاع غزة منهار تمامًا وبحاجة إلى إسناده بكوادر من خارج القطاع. و60 في المئة من الجرحى في قطاع غزة بحاجة إلى إخراجهم من القطاع لتلقي العلاج فورًا. — Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) December 7, 2023
وفي هذا السياق، أعلن الهلال الأحمر الفلسطينى فى غزة، توقف العمل فى مركز إسعاف الجمعية بمحافظة شمال غزة بسبب نفاد وقود المركبات، مؤكدا "خروج المستشفيات العاملة من الخدمة، إلى استحالة العمل فى إخلاء الجرحى والشهداء، فيما لا يزال العمل جاريًا حتى اللحظة فى النقطة الطبية فى جباليا، للتعامل مع الحالات الطفيفة والمتوسطة والتى تستقبل ما لا يقل عن 250 جريحا يوميا".
ما بين مستشفى ناصر ومجمع الشفاء
"مستشفى ناصر برفح جنوبي قطاع غزة، أصبح مكتظا بمئات الجرحى وإن المصابين يفترشون الأرض، كما أن مجمع الشفاء الطبي لا يوجد فيه كهرباء حتى الآن، وامتلأ بآلاف النازحين" بهذه التفاصيل أوضحت وزارة الصحة في قطاع غزة، عن الحالة المأساوية التي باتت عليها المستشفيات التي ظلّت صامدة في القطاع المحاصر، على الرغم من العدوان المتواصل من الاحتلال الإسرائيلي، غير أن المقوّمات الطبية المتوفرة عليها، في انحدار.
قناة TRT Haber :
["أيتام (مستشفى) شهداء الأقصى" وسط قطاع #غزة
أنقذت سما من تحت أنقاض منزل دمره هجوم إسرائيلي في اليوم الأول، وماريا في اليوم الثالث، ولانا باليوم الرابع.
وجمع الصحفيون الأخوات الثلاث، اللاتي فقدن أكثر من 60 من أقاربهن في المنزل، لأنه لم يبق لهن "أحد".]#Gazze pic.twitter.com/bzxTTY8pn0 — ناصر بن علي - Nasır Ali Oğlu (@NasirAliOglu) December 7, 2023
ومن أجل الحرص على صحة الأهالي، والبحث عن أمل للبقاء، أكد المتحدث باسم وزارة الصحة بغزة، أشرف القدرة، الخميس، "سنواصل محاولات تشغيل أي مستشفى في قطاع غزة رغم الصعوبات”، مشيرا إلى أنه "تم افتتاح مركزين للرعاية الصحية في الأزقة لكي نلبي الحاجات الصحية، وأن إعادة تشغيل المستشفيات تواجه صعوبات كبيرة مع نقص الوقود".
د. منير البرش مدير عام وزارة الصحة:
كان من المفترض ان يتم إجراء مقابلة معه حول الوضع الصحي لكن تفاجأنا بوصول عدد من أفراد عائلته قد ارتقوا شهداء.. فكانت هذه المقابلة والتي ختمها بالحديث عن الواقع الصحي الصعب شمال قطاع???????? غزة pic.twitter.com/0d4iTXS5dj — Maarof hamdi ابن الشعب والقضية (@IrgebiHamdi) December 7, 2023
إلى ذلك، أكد المكتب الإعلامي الحكومي عن وكيل وزارة الصحة المساعد في غزة، ماهر شامية قوله، إن: "مجمع الشفاء الطبي، لا يوجد فيه كهرباء حتى الآن، وامتلأ بآلاف النازحين؛ وإن إعادة تشغيل المستشفيات تواجه صعوبات كبيرة مع نقص الوقود.. ونحتاج إلى طواقم طبية وكل أنواع الأجهزة الطبية كي نقوم بخدماتنا".
وأردف المتحدث نفسه، أن "مجمع الشفاء الطبي الذي تعرض لاقتحام الاحتلال الإسرائيلي وطرد المرضى والأطقم الطبية والنازحين، يعاني من غياب الكهرباء حتى الآن، وامتلأ بآلاف النازحين".
كمال عدوان
مثل غيره من مستشفيات غزة، أعلنت وزارة الصحة في غزة، الثلاثاء، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة شمال القطاع "أخرجت مستشفى كمال عدوان عن الخدمة، بالقوة"؛ الذي يقع في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، وكان في الأصل عيادة طبية اسمها "عيادة مشروع بيت لاهيا".
لمن لديه قلب ينبض , لكل ضمير حي
مدير عام الصحة بغزة:
مستشفى كمال عدوان خرج عن الخدمة ونحو 800 ألف شخص حتى الآن في شمال غزة بدون خدمات صحية. #Gaza#مساء_الفرج pic.twitter.com/1npGYTgO1p — زهرة (@Zohreh1407) December 7, 2023
وأوضحت الوزارة، في بيان مقتضب، نشرته على صفحتها الرسمية في منصة "فيسبوك": "إن قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة في شمال القطاع تخرج بالقوة والإرهاب وبفوهات الدبابات مستشفى كمال عدوان عن الخدمة".
وأضاف الجهة نفسه، في بيان آخر، أن "أكثر من 400 ألف نسمة في شمال القطاع أصبحوا بلا خدمات طبية على الإطلاق، مع استمرار الإبادة الجماعية ضد شعبنا الأعزل".
بدورها قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأنروا" إنّ "قطاع غزة بأكمله أصبح من أخطر الأماكن في العالم ولا توجد منطقة آمنة فيه"، فيما قال المدير العام لوزارة الصحة بغزة، إنّ "مستشفى كمال عدوان أصبحت دون وقود والاحتلال يطلق النار على كل من يتحرّك داخله ويحصاره على بعد كيلومتر واحد من كل اتجاه".
مدير وزارة الصحة بـ #غزة: حفرنا أمس مقبرة جماعية بسوق جباليا لأكثر من 100 شهيد تعفنت جثامينهم بمستشفى كمال عدوان المحاصر.#بوابة_الأخبار #حرب_غزة #Gaza_Genocide pic.twitter.com/xMqQAeZpOA — بوابة الأخبار | bawabaanews (@bawabaanews) December 7, 2023
تجدر الإشارة إلى أن مستشفى الشهيد كمال عدوان الحكومي هو مستشفى حكومي عام، ويُعد أحد أكبر المستشفيات في القطاع؛ في عام 2002، وأثناء الانتفاضة الفلسطينية الثانية، تم تطويره وتحويله إلى مستشفى لخدمة سكان شمال القطاع، لا سيما بيت لاهيا وجباليا وبيت حانون.
وكان للمستشفى دور كبير في علاج الجرحى خلال الحروب على غزة في 2012، و2014، واشتباكات 2021 و2022، وحالياً في حرب 2023. أما اسمه فقد جاء تيمناً بالشهيد كمال عدوان، وهو أحد قادة منظمة التحرير الفلسطينية، الذي اغتيل على يد القوات الإسرائيلية في عملية فردان في 1973.
مستشفى الأقصى
كذلك، إن مستشفى الأقصى، الذي يعمل ويعيش فيه طاقم منظمة أطباء بلا حدود الفلسطيني والدولي، يستقبل فى المتوسط ما بين 150 و200 جريح حرب بشكل يومي؛ حيث قالت منسقة طوارئ أطباء بلا حدود فى غزّة، مارى أورى بيريو ريفيال، إن "هناك 700 مريض فى المستشفى، ودائما ما يصل مرضى جدد، وإن الإمدادات الأساسية تنفذ".
شاهد | وصول شـ ـهداء وجـ ـرحى جراء #استهداف في محيط #مستشفى_شهداء_الأقصى قبل قليل @doaadoaad4 #شاهد_المسيرة pic.twitter.com/auK4rxLHZ6 — شاهد المسيرة (@ShahidAlmasirah) December 7, 2023
وحذّرت منسقة طوارئ أطباء بلا حدود فى غزّة، من أن "نقص الأدوية والوقود يمكن أن يمنع المستشفى من تقديم الرعاية الطبية الأساسية أو إجراء العمليات الجراحية أو توفير العناية المركزة".
وتابعت بأنه "دون الكهرباء لن تعمل أجهزة التنفس الاصطناعي، وسوف تتوقف عمليات التبرع بالدم، ويصبح تعقيم الأدوات الجراحية مستحيلًا، لذا فمن الضروري تسهيل توريد المواد الإنسانية"، مؤكدة أن "المستشفى بحاجة ماسة لمجموعات جراحية خارجية، ومثبتات الكسور والأدوية الأساسية، بما فيها الأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة".
إلى ذلك، منسقة طوارئ "أطباء بلا حدود" إلى "وقف فورى ودائم لإطلاق النار وإنهاء الحصار، وضرورة توفير الإمدادات الطبية والمساعدات الإنسانية بشكل عاجل لجميع أنحاء قطاع غزّة".
هل سيتم وقف إطلاق النار؟
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قد حذّر الأربعاء، من "انهيار كامل وشيك للنظام العام" في القطاع الذي يتعرض لعدوان الاحتلال الإسرائيلي المستمر، وذلك في رسالة غير مسبوقة إلى مجلس الأمن شدد فيها على "وجوب إعلان وقف إنساني لإطلاق النار".
وللمرة الأولى منذ عقود، أكد الأمين العام للأمم المتحدة، "تفعيل المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، لوصف الوضع في غزة وإسرائيل باعتباره: تهديدًا للسلم والأمن الدوليين". فيما تنص المادة على أنه "للأمين العام أن ينبه مجلس الأمن إلى أي مسألة يرى أنها قد تهدد حفظ السلم والأمن الدوليين".
وفي السياق نفسه، أكدت منظمة الصحة العالمية، أن "تفشى الأمراض المعدية، بسبب النزوح والاكتظاظ فى أماكن الإيواء"، مشيرة إلى "إصابة 120 ألفًا بالتهابات الجهاز التنفسى الحادة، و86 ألف حالة إسهال، إضافة إلى الإصابة باليرقان والجدرى والتهاب السحايا".
من جهته، أكد المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، جيمس إلدر، أن "وقف إطلاق النار وحده الكفيل بإنقاذ أطفال غزة فى الوقت الحالى"، مردفا أن "هذه الحرب على الأطفال استؤنفت بضراوة على نطاق يتجاوز أى شىء فى جنوب وشمال القطاع".
كما أعلنت منظمة "أطباء بلا حدود" عن أن "توافر الوقود والمستلزمات الطبية وصل إلى مستويات حرجة في مستشفى الأقصى وسط قطاع غزّة بسبب إغلاق الطرق، فى حين يحتاج مئات المرضى لعلاج طارئ بسبب قصف الاحتلال الإسرائيلي المتواصل".
مساعدات محدودة..
على الرغم من "انهيار شبه التام للقطاع الصحي" في قطاع غزة المحاصر، وتوالي عدوان الاحتلال الإسرائيلي بشكل عنيف على الأهالي، والحاجّة الماسّة لأي مساعدة. إلا أن السلطات في القطاع ومنظمات الأمم المتحدة المعنية، تكشف أن "المساعدات الإنسانية، ولا سيما المستلزمات الطبية والوقود، التي تدخل غزة محدودة جدًا".
غزة - مسعفون يقدمون العلاج لعدد من المصابين في مستشفى شهداء الاقصى جراء العدوان الاسرائيلي على دير البلح
تصوير - وفا pic.twitter.com/cSjABT92h6 — Wafa News Agency (@WAFA_PS) December 7, 2023
ويتابع المصدر نفسه، في وصفه للوضع الإنساني الذي يعاني منه القطاع، في مقارنة مع حجم المساعدات التي تصل إليه، إذ يقول إنها "لا تتناسب مع حجم الكارثة الإنسانية غير المسبوقة"؛ في ظل حرب مدمرة وقيود شديدة تفرضها دولة الاحتلال الإسرائيلي على القطاع، حيث يعيش نحو 2.4 مليون فلسطيني.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة فلسطين فلسطين غزة طوفان الاقصي سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی مستشفى کمال عدوان أطباء بلا حدود وزارة الصحة شمال القطاع مجمع الشفاء فی قطاع غزة فی القطاع عن الخدمة pic twitter com حتى الآن فی غزة
إقرأ أيضاً:
شهداء وجرحى ومفقودون تحت الأنقاض في قصف عنيف على غزة
شهدت مدينة غزة بعد منتصف الليلة الأحد/الاثنين، تصعيدا خطيرا إثر قصف مدفعي وإطلاق نار كثيف جنوب المدينة، فيما أسفر قصف للاحتلال الإسرائيلي على منزل في حي التفاح شرقي غزة عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى، ولا تزال فرق الإسعاف تحاول إنقاذ مفقودين تحت الأنقاض. وأفادت مصادر فلسطينية بسماع دوي انفجارات متتالية شمال مخيم النصيرات وسط القطاع، بينما استهدفت طائرات الاحتلال الحربية مدينة رفح جنوبا، ما أسفر عن استشهاد واصابة عدد من المواطنين الفلسطينيين. وفي شمال القطاع، واصلت قوات الاحتلالي في وقت سابق ، استهدافها للمرافق الصحية، حيث تعرضت مستشفيات كمال عدوان، والعودة، والأندونيسي لقصف مباشر، ما ألحق أضرارا كبيرة بهذه المستشفيات. وأفادت مصادر فلسطينية من مستشفى كمال عدوان أن القصف المدفعي طال أقسام المبيت وحضانة الأطفال، وساحة المستشفى وخزانات المياه، ما أدى إلى إصابة طفل بجروح خطيرة. كما قصفت مدفعية الاحتلال محيط مستشفى العودة في مخيم جباليا، فيما أطلقت طائرة مسيرة إسرائيلية النار تجاه بوابة مستشفى الأندونيسي وجدرانه في بلدة بيت لاهيا، مما أثار الذعر بين المرضى وفرق الرعاية الصحية. وتواصل قوات الاحتلال عدوانها الشامل على قطاع غزة براً وبحراً وجواً منذ السابع من أكتوبر 2023، في هجوم أودى بحياة 43,341 شخصا وأصاب 102,105 آخرين، أغلبهم من الأطفال والنساء، في حصيلة أولية. ولا يزال آلاف الأشخاص مفقودين تحت الأنقاض، وسط تفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع المحاصر.