الوضع في غزة تخطى الأزمة الإنسانية.. والمقاومة تتصدى لجحافل الاحتلال
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
غزة "وكالات": قال الناطق باسم وزارة الصحة في قطاع غزة أشرف القدرة اليوم إن الضربات الإسرائيلية قتلت 17177 فلسطينيا في غزة منذ السابع من أكتوبر وإن 350 شخصا استشهدوا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية وإن الخدمات الصحية لا تعمل تقريبا في النصف الشمالي من الجيب المحاصر.
وأضاف القدرة في مؤتمر صحفي بمستشفى ناصر في جنوب غزة إن الوزارة تصارع الزمن كي تعيد فتح مستشفى الشفاء، وهو أكبر مستشفى في قطاع غزة، ويقع في مدينة غزة.
وقال القدرة اليوم الخميس إن نحو 46 ألف شخص في غزة أصيبوا منذئذ وإن واحدا بالمائة انتقلوا إلى مصر عبر معبر رفح لتلقي العلاج هناك.
"تخطى الأزمة الإنسانية بكثير"
وقال كريستوس كريستو رئيس منظمة أطباء بلا حدود اليوم إن غزة تواجه كارثة تخطت كثيرا ما قد يوصف بأنه أزمة إنسانية، ووصف الوضع في القطاع المكتظ بالسكان بأنه فوضوي.
وقال كريستو للصحفيين في جنيف إن فرق المنظمة على الأرض تطلعه بالمستحدات و"يمكنني أن أقول لكم إن الأمر تخطى بكثير الأزمة الإنسانية".
وأضاف إنها "كارثة إنسانية. وحالة فوضوية، وأنا قلق بشدة من أن الناس سيبلغون مرحلة يكون شاغلهم الوحيد فيها هو محاولة البقاء على قيد الحياة قريبا جدا، مما سيؤدي إلى عواقب وخيمة جدا".
وفي محاولة للهروب من القصف الإسرائيلي، احتشد سكان غزة عند الطرف الجنوبي من القطاع، في استجابة لمنشورات ورسائل إسرائيلية قالت إنهم سيكونون آمنين على الحدود مع مصر. وقالت الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة إنه لا يوجد مكان آمن في غزة.
وقال كريستو "طُلب من الناس التكدس في منطقة صغيرة جدا... فرقنا على الأرض تقول لي إن الوضع لا يطاق. ولا يمكن استمراره... لا يوجد مكان آمن".
وفي رسالة مفتوحة نشرت يوم الاثنين، ناشد كريستو مجلس الأمن الدولي أن يدعو إلى توقف الهجمات الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين والسماح بدخول مساعدات إنسانية إلى غزة دون عوائق.
ودعا نازحون فلسطينيون، قالوا إن عددهم يتجاوز بضعة آلاف، اليوم، لإنقاذ حياتهم وتوفير ممر آمن لهم في ظل حصار الجيش الإسرائيلي لهم داخل مدرسة تابعة للأمم المتحدة.
وقال النازحون، في رسائل صوتية وصلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إنهم عالقون داخل مدرسة "خليفة بن زايد" التابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
وذكر هؤلاء أنهم محاصرون بدبابات وآليات عسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي ويتعرضون إلى قصف مدفعي في محيط المدرسة ما أوقع شهداء وعشرات الجرحى يتعرضون للموت تباعا بفعل النزيف.
واشتكى النازحون من عدم امتلاكهم أي كميات من الماء الصالح للشرب أو الطعام، وأن الأطفال وكبار السن والمرضى منهم مهددون بالموت داخل المدرسة جوعا وعطشا في ظل أوضاع إنسانية كارثية.
معارك عنيفة
ودارت معارك عنيفة اليوم بين فصائل المقاومة وجيش الاحتلال في كبرى مدن قطاع غزة، بينما دخلت الحرب الأشد دموية شهرها الثالث منذ السابع من اكتوبر.
وأعلنت "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم، تمكن مقاتليها من قتل وإصابة 21 جنديا إسرائيليا في غزة .
وقالت القسام، في منشور أوردته وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا) عبر منصة "إكس" اليوم، إن "مجاهديها استهدفوا قوة صهيونية راجلة مكونة من 15 جندياً بثلاث عبوات مضادة للأفراد رعدية وأوقعوا أفراد القوة بين قتيل وجريح في محور شرق مدينة خانيونس".
وأشارت إلى أن مقاتليها تمكنوا أيضا من الاشتباك مع قوة راجلة من ستة جنود إسرائيليين وإيقاعهم بين قتيل وجريح والاستيلاء على "روبوت" كان بحوزتهم في محور شرق مدينة خانيونس.
ولفتت إلى "استهداف دبابتين صهيونيتين في محور شرق مدينة خانيونس بقذائف الياسين 105".
وكانت "القسام" أعلنت استهداف "غرف قيادة جيش الاحتلال في المحور الجنوبي لمدينة غزة بمنظومة الصواريخ رجوم قصيرة المدى من عيار 114ملم".
بدورها ، أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي خوض "مجاهديها اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال في محور التقدم حي الشجاعية"، مشيرة إلى استهدافهم ثلاث آليات عسكرية بقذائف "التاندوم" وعبوات "العمل الفدائي".
ودعت حركة حماس إلى تظاهرات عربية وإسلامية حاشدة اليوم الجمعة "رفضا لحرب الإبادة الجماعية والمجازر المروعة" التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة.
وحثت الحركة في بيان صحفي، على أوسع تحرك شعبي عربي وإسلامي للضغط من أجل إدخال المساعدات الإغاثية والإنسانية والطبية لكل أنحاء قطاع غزة، ووقف "العدوان" الإسرائيلي على المدنيين العزل فيه.
بدورها ، رحبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية بدعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش لعقد جلسة لمجلس الأمن الدولي لتحمل مسؤولياته في وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة اعتمادا على المادة (99) من ميثاق الأمم المتحدة.
واعتبرت الوزارة ، في بيان ، أن "هذه المبادرة خطوة ضرورية جدا، تتسق مع المهام المنوطة بمجلس الأمن الدولي ومؤسسات الشرعية الدولية، وتنسجم مع التحذيرات الدولية واسعة النطاق من تداعيات الكارثة الإنسانية التي حلت بالمدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، جراء حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل".
لا تقدموا الأسلحة
ووجّه الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين، جان إيجلاند، اليوم، انتقادات شديدة للولايات المتحدة قائلا إن "النساء والأطفال في غزة يُقتلون بسبب قيام إدارة (الرئيس الأمريكي) جو بايدن بتوفير الأسلحة لإسرائيل".
وقال إيجلاند، في مقابلة مع شبكة (سي إن إن): "لا تقدموا الأسلحة لقتل آلاف الأطفال"، وأضاف: "الآن يُقتل المزيد من النساء والأطفال، وأناس أبرياء تماما".
وتابع أن حرب الولايات المتحدة على الإرهاب كانت "خاطئة"، مستشهدا بـ "السياسة الفاشلة في أفغانستان" قائلا إنها "لم تنتج سوى المزيد من الكراهية".
وأضاف: "في النهاية، كارثة لما يسمى بالحرب على الإرهاب، سيحدث نفس الشيء هنا إذا استمر هذا كما هو الحال الآن".
وكانت "سي إن إن" أفادت في نوفمبر بأن الولايات المتحدة تخطط لنقل ما قيمته 320 مليون دولار من القنابل الموجهة إلى إسرائيل.
وبعد أسابيع من اندلاع الحرب، أعلنت إدارة بايدن عن تفاصيل حزمة مساعدات بقيمة 105 مليارات دولار جزء منها إلى إسرائيل.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی قطاع غزة فی محور فی غزة
إقرأ أيضاً:
مقترح جديد للهدنة بموافقة الولايات المتحدة وحماس
القاهرة/القدس"وكالات":
قال مصدران أمنيان اليوم إن مصر قدمت مقترحا جديدا يهدف إلى استئناف وقف إطلاق النار في قطاع غزة فيما أفادت سلطات الصحة الفلسطينية أن الضربات الإسرائيلية قتلت 65 على الأقل في القطاع خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية ليرتفع بذلك عدد الشهداء الى 730 شهيدا منذ استئناف الضربات الإسرائيلية فجر الثلاثاء الماضي على قطاع غزة .
ويأتي المقترح، الذي قال المصدران إن القاهرة طرحته قبل أيام، بعد تصاعد العنف جراء استئناف إسرائيل للعمليات الجوية والبرية ضد حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) يوم الثلاثاء مما أنهى عمليا فترة هدوء نسبي استمرت نحو شهرين.
وقال مسؤولون في قطاع الصحة إن إسرائيل قتلت ما يقرب من 700 فلسطيني منذ استئناف الهجمات على قطاع غزة يوم الثلاثاء من بينهم ما لا يقل عن 400 امرأة وطفل.وأعلنت حركة حماس استشهاد عدد من كبار مسؤوليها السياسيين والأمنيين.
وذكر المصدران الأمنيان أن الخطة المصرية تقترح أن تطلق حماس سراح خمس رهائن إسرائيليين أسبوعيا على أن تبدأ إسرائيل تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بعد الأسبوع الأول.وهناك 59 رهينة لا يزالون لدى حماس في القطاع يعتقد أن 24 منهم على قيد الحياة.وقال المصدران إن الولايات المتحدة وحماس وافقتا على الاقتراح لكن إسرائيل لم ترد بعد.
ولم يؤكد مسؤول في حركة حماس الخطة المقترحة لكنه قال "عدة مقترحات يجري نقاشها الآن مع الوسطاء لجسر الهوة والعمل على استئناف المفاوضات والوصول إلى نقطة متفق عليها تمهد للدخول في المرحلة الثانية من الاتفاق".
وقال المصدران إن المقترح المصري يتضمن أيضا جدولا زمنيا لانسحاب إسرائيل الكامل من غزة، بدعم من ضمانات أمريكية، مقابل إطلاق سراح الرهائن.
ونددت حماس بانتهاك إسرائيل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في يناير ، لكنها قالت إنها لا تزال مستعدة للتفاوض على وقف إطلاق النار وتدرس مقترحات من المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف.
وقدر مسؤولون فلسطينيون الأحد أن عدد قتلى الحرب الدائرة على مدى 18 شهرا تقريبا تجاوز 50 ألفا.
وأعلنت بلدية رفح أن آلاف الأشخاص محاصرون داخل تل السلطان بعد أن أرسل الجيش الإسرائيلي بعض القوات إلى هناك.
وقالت البلدية في بيان "الاتصالات انقطعت تماما عن الحي، والمصير مجهول، العائلات محاصرة بين الأنقاض دون ماء أو غذاء أو دواء وسط انهيار تام للخدمات الصحية".
وذكر الدفاع المدني الفلسطيني أن 50 ألفا من السكان ما زالوا محاصرين في رفح.
وزعم الجيش الإسرائيلي إنه حاصر تل السلطان "بهدف تدمير بنى تحتية لمقاتلي حماس".
وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن 124 ألفا نزحوا في قطاع غزة في الأيام القليلة الماضية.
وأضافت على إكس "تنتقل العائلات بما تبقى لديها بلا مأوى ولا أمان ولا مكان تذهب إليه. قطعت السلطات الإسرائيلية كل المساعدات. الغذاء شحيح والأسعار ترتفع بشدة. هذه كارثة إنسانية. يجب إنهاء هذا الحصار".
من جهة أخرى قالت خدمات الطوارئ إن شخصا قتل وأصيب آخر في هجوم نفذه مهاجم منفرد بالدهس والطعن وإطلاق النار في محطة حافلات بشمال إسرائيل الأحد.
وذكرت الشرطة أن المهاجم إسرائيلي يبلغ من العمر 25 عاما وأنه صدم بسيارته جنديا إسرائيليا لدى وقوفه في محطة الحافلات ثم خرج من سيارته وطعنه واستولى على سلاحه.
وقالت الشرطة إن المهاجم بدأ بعد ذلك في إطلاق النار على سائقي السيارات المارة وأشارت إلى أن رجلا يبلغ من العمر 85 عاما قتل بطلق ناري في سيارته. وأعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية وفاته في مكان الواقعة.
وأضافت أن الجندي أصيب بجروح بالغة ونقل إلى المستشفى. وقال متحدث باسم الشرطة إن أفراد الأمن أطلقوا النار على المهاجم فأردوه قتيلا. وذكرت الشرطة في بيان أن المهاجم من المقيمين في بلدة قريبة من موقع الهجوم.