التأثير العاطفي في وجدان المتلقي عبر وسائل الإعلام
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
يُعَد التأثير العاطفي في وجدان المتلقي وانفعالاته من أبشع الاستمالات الإقناعية؛ وتحرص وسائل الإعلام دومًا على إثارة عواطف الجماهير؛ فهى تُعَد أداة مثالية للوصول إلى مشاعر الناس. وقد تدفع المتلقي بشكل لا شعوري إلى التفاعل الوجداني مع ما تعرضه تلك الوسائل من برامج وأخبار، فهي تؤثر في كيفية تكوين المشاعر اجتماعيًا.
كثيرًا ما تلجأ وسائل الإعلام إلى استخدام الرسائل التي تثير خوف الجمهور، وتسهم استمالات التخويف على تنشيط الإثارة العاطفية لدى المتلقي. فضلًا عن هذا تسعى وسائل الإعلام إلى تحذير الناس من خطر انتشار الأمراض المعدية حتى يسارع الناس إلى الكشف الطبي الدوري. لذلك تعتمد استمالات التخويف في رسائلها على أربعة مبادئ حاسمة لاستدعاء الخوف هي: شدة التهديد بحلول خطر ما، وترجيح حدوثه، وفعالية استجابة المواجهة، والقدرة على وضع الحلول.
ويعيد الخطاب السياسي عبر وسائل الإعلام إنتاج الفزع والخوف، طالما كان الأمن والإرهاب عنصرين يسيران جنبًا إلى جنب ولا يبتعد أحدهما عن الآخر. ومن ثمَّ يزيد الخطاب الأمني فى معظم الدول المشحون عاطفيًا من وطأة الشعور بفقدان الأمان، وتبقى وعود الأمن - دائمًا - وعودًا مستقبلية، مرهونة بمدى التطور والتقدم التقني للجريمة والإرهاب، وتفاعلهما مع العنصر البشري، وهو الخليط الذي لا يمكن التوقع بأبعاده وتداعياته. وهكذا تستمد النظم الأمنية أداة حكم للسيطرة على مقاليد الأمور؛ حتى تستطيع تلك النظم فرض حالة استثنائية عبر أجهزة الدولة؛ التي تبرر ممارساتها بشكل يجعلها منطقية وضرورية، حتى تندرج ضمن سياسات مكافحة الإرهاب؛ وتُضفي عليها الشرعية.
وتحرص وسائل الإعلام المضللة على تغييب الوعي بشكل مستمر حتى تؤثر في المشاعر باستخدام الإثارة بتقطيع المشكلة وتجزئة المعلومة كي لا يحصل المتلقى أبدًا على معرفة كاملة نهائية. إنها تعبر عن الأخبار عن الأحداث التي تحظى بأهمية وتَفَرُّدٍ فائقَيْنِ، فيتجه انتباه الجمهور إليها، ويظل مشغولًا بها فترة طويلة من الزمن. لذلك يمكن تحت غطاء الإثارة إما الصمت عن الأحداث المهمة التي ينبغي ألا يلحظها الجمهور، أو إيقاف النزاع أو الذهان الذي حان الوقت لإيقافه- بحيث لا يعود أحد يتذكره. وقد تم وضع معايير للأحداث التي يمكن تحويلها إلى إثارة. وقد جرى التعبير عنها بالقول المأثور: «إذا عض كلب إنسانًا فهذا ليس خبرًا، أما إذا عض الإنسان كلبًا فهذا هو الخبر المثير للاهتمام».
* دكتوراه في الفلسفة السياسية
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: وسائل الإعلام
إقرأ أيضاً:
“وسائل التواصل الاجتماعي ومشاهير صناعة محتوى” .. جلسة حوارية
تطرق ملتقى “المسؤولية الاجتماعية 2024” في جلسة حوارية اليوم إلى “وسائل التواصل الاجتماعي بوصفها منصات ومشاهير في صناعة محتوى يعزز أهمية المسؤولية الاجتماعية “، كمحور نقاش بمشاركة أكاديميين متخصصين سلطوا الأضواء على القضايا الاجتماعية المتداول, وذلك ضمن فعاليات الملتقى المنعقد في مقر وكالة الأنباء السعودية.
وناقش المتحدثون الدكتور سعيد الغامدي والدكتورة ماجدة السويح والدكتور ماجد الغامدي في الجلسة الحوارية التي أدارتها الدكتورة طرفة بن حميد، تأثيرات منصات التواصل الاجتماعي في بناء مجتمع واعٍ ومسؤول، ونظريات المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام وتنوعها وآلية العمل بها، مستعرضين عدد مستخدمي الإنترنت والجوال عالميًا ومحليًا، وأبرز المنصات المستخدمة في المملكة.
كما تناولوا ميزات وعيوب وسائل الإعلام الاجتماعي، والمكاسب المالية التي تحققها الشركات من الإعلانات، ودورها في إثارة القضايا، مشيرين إلى قدرة وسائل الإعلام الاجتماعي على نشر الوعي وتعزيز الحوار والشفافية، وتمكين الشركات من استقطاب الأفراد للمشاركة في برامج المسؤولية الاجتماعية، إضافة إلى تأثيرها في السلوك الاستهلاكي والسياسات العامة.
ولفت الأكاديميون النظر إلى استهداف الجمهور بدقة وتعزيز الارتباط العاطفي، وأهمية المصداقية في المحتوى المقدم، ومدى توافقه مع رسالة المسؤولية الاجتماعية، مبينين أن الإعلام لا يقتصر على نقل المعلومات بل يسعى لإحداث تأثير اجتماعي من حيث تغيير القناعات والاهتمامات والمهارات والعلاقات.