«انعكاسات» تعرض الصراع بين الواقع والانتظار
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
شهد مسرح أوبار بالمديرية العامة للثقافة والرياضة والشباب بصلالة تكريم الفنانة العمانية أمينة عبد الرسول، والعرض الثاني المشارك ضمن مهرجان ظفار المسرحي للفرق المسرحية الأهلية، الذي قدمته فرقة أوفير المسرحية الأهلية بعنوان «انعكاسات» بحضور لجنة التحكيم المكونة من الكاتب بدر الحمداني، والكاتب إبراهيم سالم جمعة، والمخرجة ميس الزعبية، وموسى بن عبدالله القصابي مدير عام المديرية العامة للثقافة والرياضة والشباب بظفار.
المسرحية من إخراج وتأليف وديكور المعتمد اليافعي، وميكاب إلهام، وأزياء وإشراف فني عمر اليافعي، وإضاءة ماجد معتوق وموسيقى وغناء حسام هبيس وعائشة سويلم، وهيثم زائد، ويوسف جميل، وتمثيل الفنان المسرحي محمد العجمي، وحمدة الفزارية، ومصعب العنسي، وبسمة الوهيبية وحسام هبيس، وهيثم زائد ويوسف جميل ومحمد الحمداني ومختار الشنوي وعائشة سويلم.
ناقش العمل المسرحي «انعكاسات» بعض القضايا الحياتية والاجتماعية وتأثير ضغوطات الحياة على الإنسان ليكون الإنسان معزولا مع انعكاسه وتعدد ضغوطات الحياة والمشكلات التي يواجهها تساعده على الهروب للإدمان أو الانتحار، وبرغم كل ذلك يستمر الإنسان القوي في التضرع إلى الله تعالى لتستمر الحياة برغم المعاناة، حيث يتضمن العرض المزيج بين المعاناة والقوة.
عقب العرض المسرحي أقيمت الندوة التطبيقية التي أدارها الفنان أحمد الجابري بحضور مخرج العرض المعتمد اليافعي، حيث أوضح الجابري خلال الندوة أن الإنسان منذ وجوده على هذا الكوكب يعيش وهو مقتنع بحب ذاته مبتعد عن أي ضرر قد يلحق به والخروج عنه إما لغاية سامية كالتضحية بالروح من أجل قضية أو الفرار من ألم الحياة، والبقاء والحياة جميعنا نسعى للتمسك بهما بالسعي في الأرض، والبحث عن الأسباب التي تحمي الجسد والروح كما أن هنا قضايا أخرى كما أوضح عرض «انعكاسات» كامنة في الظل قد تنشط لسبب ما تدفع الإنسان إلى تدمير نفسه ليجد الموت الطريق الأسهل للفرار، وهناك من يتضرع ويتقرب لله تعالى ليخرج من تلك الضغوطات.
وعن العرض المسرحي قال المخرج معتمد اليافعي: العرض عند كتابته قصدت منه أن أضع نفسي كمخرج في زاوية صعبة، وأيضا لأول مرة أستخدم عدة مدارس مسرحية في عرض مسرحي، فـ«انعكاسات» تجربة أول مرة أقوم بها، ولكن ليست أول مرة أمزج بين الكتابة والإخراج، وهناك بعض النقاط أعلم أنها لم تصل للمشاهد لتكون هناك مساحة للتفكير لديه، وحقيقة أنا أبدع بإخراج الأعمال التي أقوم بكتابتها وهذه وجهة نظر مقتنع بها. وقال بطل العرض محمد العجمي: المسرحية خليط من مدارس المسرح المختلفة، فمنها الرمزية والفانتازيا والنوعية، وتحاكي انعكاسات واقعية تعيش بيننا ومعنا لتظهر بعضًا من القضايا عن طريق شخصيات تعرضت لبعض الضغوطات النفسية التي أثرت عليها، ومنها البطل الذي فقد والده وزوجته ووظيفته وأيضًا المرأة التي تعرضت للإدمان بسبب زوجها، والدكتورة التي تعرضت للاغتصاب، ومخترع سُرق مشروعه...، ومع ذلك هناك نموذج يتجه للتذرع لله لإنقاذهم ولا يستسلم ولأول مرة فرقة أوفير تقدم هذا النوع من العروض المسرحية، وحقيقة هذا ما أجمعنا عليه كأعضاء للفرقة لنقدم عروضًا مبتكرة جديدة،
كما أن المخرج اجتهد في العرض وبرز كل حقوق الشباب، والقضايا على خشبة المسرح، وجعل لكل شخصية تساؤلا، ورمز المخرج بأشخاص الممثلين لتبرز إسقاطات قضايا مجتمعية معاصرة، والحمد لله تم التفاعل من الجمهور أثناء العرض.
أما الفنانة أمينة عبد الرسول فقالت عن مهرجان ظفار للمسرح: سعيدة بحضوري في المهرجان وأيضًا بتكريمي، ولم أستطع حضور الافتتاح لارتباطي ببعض الأعمال، واليوم رأيت عديدا من المشاركات من الشباب والشابات في هذا المهرجان الذي يضم العديد من المسرحيين، وحقيقة هناك فرق كبير في تطور العروض كذلك تقدم في رؤية المخرجين وهناك فرق كبير واضح بين العروض المسرحية سابقا وحاليا، وأتمنى لهم، وللمهرجان كل التوفيق.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
كريمة أحداد: الرواية فنّ إعادة ترتيب الواقع
محمد نجيم (الرباط)
أخبار ذات صلة حميد النعيمي: علاقات أخوية وتاريخية بين الإمارات والمغرب مدرب الوداد يستنكر «حجارة» الجيش!بعد «بنات الصبار»، و«حلم تركي»، تعود الروائية المغربية كريمة أحداد لتطل على قراء العربية بعملها الروائي الجديد «المرأة الأخرى» والتي تقع في 472 صفحة.
تقول الكاتبة كريمة أحداد لـ «الاتحاد»، بمناسبة صدور هذا العمل: تحكي روايتي الجديدة قصّة شهرزاد، وهي امرأةٌ تعمل في دار نشر وتحلم أن تصبح كاتبة، لكنّ حياتَها تنقلبُ رأساً على عقب حين يتحوّل بحثها عن الحبّ إلى هوسٍ بحبيبة زوجها السابقة، فتنطلق في رحلة مُتعِبةٍ ومجنونة للتعرّف إليها. يتحوّل هوَس شهرزاد مع الوقت إلى مطارداتٍ محمومة في الشوارع وعلى مواقع التواصل الاجتماعي لمعرفة مَن تكون هذه المرأة التي فتَنت زوجَها في الماضي.
تتبّع الرواية، على لسان شهرزاد، حيوات نساء أخريات أثّرن في حياتِها وشكّلن شخصيتها. من خلالهنّ، نكتشف حياة النساء بآلامها وانشغالاتِها. تروي شهرزاد حكايتَها وحكاياتهنّ بصدقٍ وجرأة، متناولة موضوعات شغف الكتابة، والعلاقات السامّة، والمطاردة على مواقع التواصل الاجتماعي، والفساد الثقافي، وتحرّر النساء، والمرض النفسي. لا تخافُ من أيّ شيءٍ وهي تحكي، كأنّ الحكي بالنسبة لها، على غرار شهرزاد «ألف ليلة وليلة» رديفٌ للخلاص. إنها تروي لتنجو من فشلها ومرضها وإحباطاتِها.
- وأسأل الروائية المغربية كريمة أحداد إذا كانت شهرزاد هي الشخصية الرئيسية في الرواية، فهل تحكي ما هو عالقٌ في ذاكرتك من قصص نساء اقتربتِ منهنّ ومِن حيواتهنّ؟ تجيب: على الروائي أن يكون ملاحِظاً جيداً، أن تكون له عينٌ دقيقة، وأن يراقِبَ العالم من حولِه بإحساس مرهف، حتى يتسنّى له التقاط الحياة في كلّ تلويناتِها وتحويلها إلى قصصٍ وكلِمات. هناك جملةٌ للروائي التركي الشهير أورهان باموق قالها حين سُئِل عن علاقتِه بكمال وهو بطل روايته «متحف البراءة»: (الرواية هي مهارة عرض الروائي مشاعره كأنها مشاعر الآخرين، وعرض مشاعر الآخرين كأنها مشاعره). أظنّ أنّ الكتابة الروائية، وخاصةً تلك التي تعتمد على الواقع، هي مرتبطةٌ بشكل وطيد بحياة الكاتب، ولا يُمكن، بأيّ شكل من الأشكال، معرفة أين تنتهي الوقائع الحقيقية وأين يبدأ الخيال. ثمّ لابدّ وأن تعلَق بذاكرتنا أشياء وأصواتٌ ووجوه وقصص، ولابدّ أن تخرج هذه الأشياء ونحن نكتب، حتى دون أن ندرِك ذلك أحياناً. إنّ الرواية هي فنّ إعادة ترتيب الواقع.
وتضيف: بدأتُ كتابة روايتي (المرأة الأخرى) في يونيو من العام 2022، بعدما غادرتُ باريس نحو إسطنبول لخوض مغامرةٍ مهنية جديدة. كنتُ أستيقظ يومياً في الساعة الخامسة أو السادسة وأكتُب حتى يحين موعد دوامي. أحياناً، كنتُ أكتب بعد العمل أيضاً، واستغرق ذلك سنة ونصف السنة من الكتابة وإعادة الكتابة ثم التحرير والتنقيح.
وجوه وذكريات
تقول كريمة أحداد: غادرتُ المغرب قبل حوالي ستّ سنوات لخوض مغامرةٍ إعلامية دولية، وحملتُ معي، بالطبع، كثيراً من الذكريات والوجوه والقصص، لكنّ الرابط بيني وبين بلدي لم ينقطِع، لأنني ما زلتُ أتعقّبُ الحياة هناك باهتمام، وأتتبّع تحوّلاتِها وقضاياها.