الهباش يحمل واشنطن المسؤولية الكاملة عن دماء غزة
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
حمل قاضي قضاة فلسطين محمود الهباش، الخميس 7 ديسمبر 2023، الولايات المتحدة الأمريكية عن كل قطرة دم تراق في قطاع غزة بسبب دعمها ل العسكري لإسرائيل.
وقال في كلمة له بالقمة الأوروبية حول فلسطين المنعقدة في مدينة إسطنبول التركية، إنه "يمكن للولايات المتحدة الأمريكية وقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية و القدس فورا بقطعها الفوري للدعم العسكري".
وأضاف الهباش، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "يريد طرد الفلسطينيين من أرضهم، وأحد وزرائه قال: نريد إلقاء قنبلة نووية في غزة، والعالم لا يتحرك، وأمريكا الداعمة للاحتلال تتحمل المسؤولية الكاملة عن كل قطرة دم (تُراق في غزة) والعدوان على الشعب الفلسطيني".
وتساءل الهباش: "لماذا تسكت أمريكا وهي تستطيع إيقاف الحرب الآن، ليس بالطلب فقط بل بإيقاف إرسال الذخائر والصواريخ والدبابات إلى إسرائيل؟".
وأردف: "تستطيع (واشنطن) أن تقول ببساطة (لإسرائيل) توقفي، لا يوجد وقود وطائرات وذخائر".
وشدد الهباش، على أن الحرب حينها "ستتوقف، ولن تجد إسرائيل ما تقتل به الفلسطينيين، فإسرائيل تقتلنا بمال الأمريكيين وضرائبهم".
وخاطب الشعب الأمريكي بقوله: "أنتم تدفعون من أموالكم ثمنا لقتل الشعب الفلسطيني".
وتابع الهباش: "بعض الدول الأوروبية تدعم إسرائيل، ومسؤوليها سارعوا بزيارة تضامنية إلى إسرائيل، فمن يتضامن مع الشعب الفلسطيني والأطفال والأمهات الذين يُقتلون يوميا؟".
الهباش الذي شارك بقمة إسطنبول ممثلا للرئيس الفلسطيني محمود عباس ، أفاد بأن "ما يجري في فلسطين هو مذبحة ضد الإنسانية، وليس ضد الشعب الفلسطيني فقط".
وأضاف: "ما يجري في فلسطين هو حرب إبادة وتطهير عرقي، وقصف المدارس والكنائس والجوامع والمستشفيات يمثل جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، يحسب القانون الدولي".
ودعا للتفريق بين الصهيونية واليهودية، وأوضح بقوله "صراعنا ليس مع اليهود وحربنا ليست معهم، بل هي حرب مع الاستعمار والعدوان والمشروع الصهيوني الذي يريد أن يجتث الشعب الفلسطيني من أرضه".
وحدد الهباش الأولويات المطلوبة حاليا في فلسطين بقوله "لدينا 4 أولويات، الأولى هي وقف كامل وشامل لعدوان الجيش والمستوطنين الإسرائيليين على فلسطين، والثانية هي توفير كل الاحتياجات الإنسانية لأهلنا وشعبنا المحاصر والمنكوب في قطاع غزة، فهناك 2.3 مليون إنسان محرومون من الغذاء والماء والدواء، وهذه جريمة حرب".
وأكمل: "الأولوية الثالثة هي وقف مخطط التهجير للشعب الفلسطيني (وبالتحديد قطاع غزة الآن، والضفة الغربية لاحقا)، والأولوية الرابعة هي تمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه في أرضه ووطنه وقيام الدولة".
المصدر : وكالة سوا
المصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: الشعب الفلسطینی
إقرأ أيضاً:
وكيل الأزهر: مأساة الشعب الفلسطيني تحدث أمام مجتمع دولي يقف متفرجًا وعاجزًا عن وقف معاناتهم
أكد الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، اليوم الأحد، أن انعقاد النسخة الخامسة من الأسبوع العربي للتنمية المستدامة بجامعة الدول العربية، تحت عنوان «حلول مستدامة من أجل مستقبل أفضل: المرونة والقدرة على التكيف في عالم عربي متطور» يثبت أن الدولة المصرية مواكبةٌ لما يجري في الساحة من حراك اقتصادي واجتماعي، وأنَّها حريصة على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، الذي يؤكد دومًا أهمية توفير حياة كريمة لجميع المصريين، واهتمام أجهزة الدولة بمقاومة ومكافحة الفقر وهو ما تبينه بوضوح الأجندة الوطنية للتنمية المستدامة، رؤيةِ مصر2030، التي تمثِّل إرادةً حقيقيَّةً نابعةً من قراءةٍ واعيةٍ للواقع، ومن فكرٍ منظمٍ، ومن أملٍ في مستقبلٍ مختلفٍ.
وأشار وكيل الأزهر الشريف خلال كلمته في المؤتمر الذي عقد بجامعة الدول العربية بالتعاون مع الشركاء من الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وعدد من الهيئات المعنية في مصر والمنطقة العربية، إلى أهميَّة هذا المؤتمر التي تكمن في محاولة إيجاد صيغٍ للتكامل بين: (التنميةِ المستدامة والاقتصادِ الإسلامي بهدف مقاومةِ الفقر) وتبعاته، وذلك من خلال تعزيز الحوار والتفاهم والتفاعل بين الخبراء والمتخصصين في مجالات التنمية المستدامة والاقتصاد الإسلامي، لبلورة رؤية شاملة حول مقاومة الفقر، ورسم السياسات الحقيقيَّة لمواجهته. كما يمثل المؤتمر جرس إنذار إلى كل العقلاء في العالم كي يتكاتفوا ويكثفوا جهودَهم من أجل انتشال الفقراء من واقعهم المؤلم، حتى لا يصبحوا فريسة سهلة لجماعاتِ العنف والجريمة والإرهاب الذي يصيب الجميع بالألم.
وقال الدكتور محمد الضويني إن التنمية المستدامة ليست شعارا، بل هو واجب تفرضه الظروف المتغيرة، ولقد أصبحت هذه التنمية المستدامة هدفا ساميا لأي وطن يسعى نحو التقدم والريادة، وسبيلا للمحافظة على الهوية من أي اختراق أو استهداف. وفي ضوء ذلك واستجابةً لتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، يعنى الأزهر الشريف بنشر ثقافة الاستدامة، والتأصيل لها، والتوعية بأهميتها، وترسيخ قيمها، وتحقيق أهدافها في المجتمع، وفي مقدمة هذا (مقاومة الفقر)، فعقد الأزهر العديد من المؤتمرات التي تتعلق بالتنمية المستدامة، ومواجهة أزمات الحياة، ومنها: مؤتمر «مواجهة الأزمات المعيشية وتداعياتها.. رؤية شرعية قانونية» بكلية أصول الدين بالمنصورة، ومؤتمر «التنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر من منظور الفقه الإسلامي والقانون الوضعي» بكلية الشريعة والقانون بتَفهنا الأشراف.
وأشار محمد الضويني خلال كلمته إلى جهود الأزهر في هذا المسار، وقال إن الأزهر الشريف لم ينفصِل عبر تاريخه الطويل عن قضايا الواقع ومشكلات الأمة ومعضلات المجتمع، حيث أسهم برجاله وعلمائه وجميع منسوبيه وقطاعاته وأدواته المتعددة والمتنوعة، في تحقيق التكامل بين التنمية المستدامة والاقتصاد الإسلامي، من أجل مقاومة الفقر بكافة صوره وأشكاله، وفي إطار هذه الجهود تم إنشاءُ (بيت الزكاة والصدقات المصري) الذي قام بتنفيذ العديد من البرامج التي تهدف إلى مد يد العون إلى الفقراء والمحتاجين والغارمين والمرضى، الذين يجدون صعوبة في تحمل نفقات الحياة وتحمل أعبائها.
ودعا وكيل الأزهر إلى تعزيز التكامل بين التنمية المستدامة والاقتصاد الإسلامي من أجل القضاء على الفقر وآثاره، فهذا لم يعد ترفًا، بل ضرورة ملحة. وأن يسير هذا جنبًا إلى جنب مع التنمية في البناء القيمي والأخلاقي والروحي للإنسان، وصيانة حياته حاضرًا ومستقبلًا. وإن هذا التكامل بين التنمية المستدامة بمفهومها الإسلامي الأكثر شمولًا وعمقًا، والاقتصاد الإسلامي بأدواته المتعددة ينبغي أن يتجاوز الحلول المؤقتة المسكِّنة، إلى حلول دائمة تعزز العدالة الاجتماعية، وتدعم توزيع الثروات على نحو صحيح.
وأوضح وكيل الأزهر أن الاقتصاد الإسلامي يسعى إلى المحافظة على الحياة ومكوناتها ومواردها وإنسانها، بما فيه من أدوات متعددة تقوم على تبادل المنافع بين الغني والفقير، والتي يتربح منها الأغنياء ليزدادوا غنًى، وتساعد الفقراء في الارتقاء بحالهم، وتحسين معيشتهم، والحد من درجة الفقر لديهم، ومنها أنواع الزكاة والصدقات، ومنها الحرص على التوزيع العادل للثروة، ومنها تشجيع العمل والإنتاج، ومنها تطوير الموارد البشرية، ومنها دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ومنها دفع الشركات والمؤسسات إلى مباشرة مسؤوليتها المجتمعية وغير ذلك من أدوات. فضلا عن أنواع العقود المستحدثة كشركات العِنان والمضاربة، وغيرها من أنواع الشركات التي أباحتها وأقرتها الشريعة الإسلامية، والتي تعمل على الحد من الفقر، وتحقق التنمية المستدامة للفرد والمجتمع.
وأردف الدكتور محمد الضويني أن الفقر مشكلةٌ صعبة تعاني منها معظم المجتمعات، وللقضاء على هذه المشكلة وآثارها لا بُدَّ من الوقوف على أسبابها. فالفقر ظاهرة ذات جذور متشابكة، وإن ما يدور على الساحة العالميَّة اليوم، من حروب وقتل وتدمير من أبرز الأسباب السياسية والاجتماعية التي تصنع الفقر، وترهق به المجتمعات لفترات طويلة، لما ينتج عنها من تدهور اقتصادي وعمراني، يتبعه تراجعٌ وتَدَنٍّ في مستوى المعيشة، وفقدانٌ لمقومات الحياة الأساسية، ناهيك بما تتركه الحروب من خلل سياسي مقصود، وكلما اتسعت رقعة الفقر والجوع والتهميش ابتعد العالم عن الأمن والاستقرار.
وذكَّر وكيل الأزهر الحاضرين في المؤتمر والضمير العالمي بمأساة الشعب الفلسطيني الأَبي، وما يعانيه الأبرياء الذين يتخطفهم الجوع والخوف، ويتوزعون ما بين ألم التهجير والتشرد والجوع، وبين قسوة القتل والتنكيل والترويع، من كِيانٍ محتلٍ ظالمٍ لا يَرقب فيهم إلًا ولا ذمة، فيما يقف المجتمع الدُّولي متفرجًا وعاجزًا عن مساعدتهم ووقف معاناتهم. مشيرًا فضيلته إلى أن التكامل المنشود بين التنمية المستدامة والاقتصاد الإسلامي لمواجهة الفقر، يواجه تحدياتٍ كبيرة في التنفيذ والمتابعة، وهو ما يتطلب تعاونًا دوليًّا وإرادة سياسية قوية، وبناء منظومة شاملة تحقق الأهداف المرجوة من هذا التكامل.
اقرأ أيضاًوكيل الأزهر: فلسفة القرآن لا مكان فيها لعلاقات الصراع والقتال مع المسالمين
وكيل الأزهر يشارك في قمة قادة الأديان بأذربيجان تحت شعار «أديان من أجل كوكب أخضر»
وكيل الأزهر: الربط بين التنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر ليس غريبا على الفكر الإسلامي