عين ليبيا:
2025-04-18@22:02:33 GMT

قضية فلسطين.. العرب أغنياء.. هل هم أقوياء؟

تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT

لا يبدو العالم العربي، اليوم، في وضع يسمح لـ(22) دولة عربية ،بالتدخل في الحرب الدائرة على أرض فلسطين منذ شهرين، لأسباب كثيرة، قد يكون أهمها، أن السياسات التي تسير وفقها هذه الدول، بعيدة تماما عن التخطيط العسكري، و غياب مصطلح الأمن القومي العربي من أدبيات السياسة، رغم وجود الجيوش التي لا يعرف الكثير من قياداتها حدود فلسطين.

اختار العرب منذ عقدين أو ثلاثة، الرفاهية، وباتوا يظهرون حسا تنافسيا غريبا، تجاه نموذج الرفاهية الغربي، وباتت المهرجانات الفنية، ومعارض الفنون، البطولات الرياضية، وسوق النجوم، تستحوذ على اهتمام راسمي السياسيات في هذه البقعة من العالم، رغم وجود الكثير من المشاكل الاجتماعية، والسياسية، والإقتصادية، والتربوية، والخدمية، و الصحية، التي تحتاج حلولا مستعجلة.

تحضر قضية فلسطين في المناسبات، و يكرر الزعماء العرب، وإعلامهم المترف، عبارات ،حل الدولتين، والقدس الشرقية، والسلام والتنمية، وحق الجميع في العيش بسلام، يكررون ذلك رغم أن أحدا في الطرف المقابل، لم يعطهم أي شيء، مقابل التخلي عن الطموح لتحرير فلسطين ،و إعادة الحق العربي، لذلك يبدو العرب، كتاجر ينادي على بضاعة لا يملكها، ينادون بالسلام و لايملكونه، وبالقدس مجزأة ، ولا يملكونها، وحل الدولتين، ولا يملكونه.

يملك العرب اليوم انتظار أن يعرض عليهم أحد ما حلا، فهم لا يطرحون حلا بقدر ما يكررون ما يقوله الآخرون .

هل العرب قادرون على فعل شيء؟ نظريا الجواب نعم، فلدى العرب مقومات القرار، يمتلك العرب جيوشا متخمة بالدبابات و المدرعات و الطائرات، و ربما لديهم أكبر عدد من القوى البشرية العاملة في الجيوش، إذا تم جمعهم معا، ويملك العرب موارد إقتصادية هائلة من الخامات و الإنتاج الزراعي و الصناعي، ولديهم أيضا مركز حيوي في قلب العالم و يشرفونعلى أم الممرات البحرية، و لدى العرب فائض مالي تغص به البنوك الداخلية و الخارجية، و لديهم راي عام عربي يطمح ليرى أمته وهي تستعيد جدراتها التاريخية.

لدى العرب كل ذلك، فماذا ينقصهم ليكونوا أصحاب قرار في الحرب و السلام، من الواضح أن العرب يملكون مقومات القرار، لكنهم لايملكون القرار نفسه، فالقرار العربي مبعثر بين عواصم القرار الدولية، التي تستحوذ كل منها على جزء من قرار العرب، لذلك لابد من القول ، إن العرب أغنياء، لكنهم ليسوا أقوياء، فالقوة تأي من القرار ، و القوي من يملك قراره، حتى لايكون حالنا حل حارس القلعة، لديه مفاتيحها، لكنه ينتظر الأمر ليفتحها، فالقرار ليس له وإن كان المفتاح عنده.

المصدر: عين ليبيا

إقرأ أيضاً:

أطفال «اضطراب طيف التوحد».. أنتم أقوياء

إنهم فلذات أكبادنا التي تمشي على الأرض، وهم أيضًا أصحاب الأنامل النقية والحضن الدافئ النابض بجمال الحياة، والممتلئ بكل حب ونقاء.

هم إشراقات للمستقبل الواعد، وشمس الحياة التي لا تغيب، وعطر ينثر شذاه فـي كل مكان، فما أجمل الصباح الذي يبدأ برؤية أطفال رائعين تحدّوا الحياة ليكونوا أقوى من أي شيء آخر، تحدّوا أنفسهم ليصبحوا جزءًا من المجتمع الذي يعيشون فـيه رغم كل ما بهم من تعب ونَصَب.

عندما نبدأ صباحاتنا فـي أماكن تواجدهم، قد يتسرّب إلينا أحيانًا بعض الحزن، لكن عندما نرى أحدهم يعدو إلينا ليأخذنا بين أحضانه لا نتمالك أنفسنا من السعادة، وكأن هذا اللقاء يداوي جُرحًا عميقًا ترسّخ فـي سويداء القلب، وعندما نرى آخر يُقبّلنا مثلما يُقبّل أمه فـي كل صباح نشعر بالسعادة تهزّ أركان أرواحنا.

وعندما يُمسك طفل آخر بطرف ثيابنا نرى فـي عينه بأننا صمّام الأمان الذي لا يستطيع تركه، وآخر يسحب أيدينا ليقول لنا «لا تتخلّوا عنا»، إذن هي تلك الرحلة اليومية التي نعجز عن وصفها، هذه هي رحلتنا التي تبدأ فـيها صباحاتنا فـي العمل مع أطفال «اضطراب طيف التوحد».

هي الصباحات التي نعشق بدايتها كعاملين فـي هذا المجال، حتى لو لم ينطق أحدهم بأسمائنا، إلا أننا بتلقائية متفرّدة نشعر بأنه نطق الاسم كاملًا بقلبه ونادانا بعينه، إنها رحلة «الصبر والتحمّل والقوة» التي لن نتخلى عنها أبدًا كواجب إنساني وعمل ميداني، هؤلاء الأطفال هم دائمًا بحاجة لك ولي ولكافة فئات المجتمع، لذا يجب أن نكون جميعًا أقوياء بما فـيه الكفاية لنظل إلى جانبهم ونُبراسًا مضيئًا فـي حياتهم.

قد يدور فـي ذهنك سؤال: من هم «أطفال اضطراب طيف التوحد»؟ كيف أكتشف ذلك الاضطراب؟ والعديد من الأسئلة التي تقفز إلى ذهنك حول هذه الفئة المهمة من أبناء المجتمع.

يعرف الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية «اضطراب طيف التوحد» بأنه عبارة عن اضطراب نمائي عصبي يتميز بقصور فـي التواصل والتفاعل الاجتماعي وأنماط سلوكية مقيّدة ومتكررة. لو تطرّقنا إلى الأعراض التي تظهر على أطفال اضطراب طيف التوحد، سنجد بأنها عديدة، ولكن سوف نُعرّج إلى بعض منها باختصار: أولها هو القصور فـي التفاعل الاجتماعي، حيث تُعتبر مشكلتهم الأساسية والأكثر شيوعًا مقارنة بالمشكلات الأخرى المتعلقة بالجانب اللغوي، وثانيًا المشكلات السلوكية، والقصور فـي التواصل، ولذا يكون التطور اللغوي لدى «أطفال اضطراب طيف التوحد» بطيئًا وقد لا يتطور بتاتًا، وأيضًا هناك السلوكيات النمطية المتكررة مثل استخدام الأصابع أو اليدين، كما يصدر أطفال اضطراب طيف التوحد أصواتًا بسيطة أو يكرّرون الكلام.

أما المشكلات الحسيّة التي تميز الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، فهي تتمثل فـي الإفراط أو النقص فـي الحاسة السمعية أو اللمسية أو البصرية أو التذوق والشم، أيضًا هناك قصور فـي مهارات اللعب لدى طفل اضطراب طيف التوحد، فهو لا يلعب بطريقة تخيلية مثل الأطفال العاديين.

ويُعتبر العلاج الناجح اليوم، المثبت علميًا ومن أنجح العلاجات والمستخدم كذلك فـي المركز الوطني للتوحد، هو «تحليل السلوك التطبيقي لعلاج اضطراب طيف التوحد»، وتُعتبر استراتيجيات التدخل التي اعتمدت مبادئ وأُسس تحليل السلوك التطبيقي هي الأكثر نجاحًا، وتكاد تكون الوحيدة التي أثبتت علميًا فـي علاج اضطراب طيف التوحد.

كما ورد فـي المشروع الوطني لمعايير علاج التوحد، وصُنّفت النتائج والتدخلات والأساليب العلاجية المستندة إلى تحليل السلوك التطبيقي بأنها المثبتة والمؤكدة علميًا لعلاج اضطراب طيف التوحد.

والفكرة العامة حول فعالية تحليل السلوك التطبيقي لعلاج اضطراب طيف التوحد تكمن فـي مساعدة الأفراد من ذوي اضطراب طيف التوحد على تحقيق أكبر فائدة لهم من خلال تعليم المهارات المهمة اجتماعيًا، والتي تتضمن مهارات التفاعل الاجتماعي والتواصل فـي الحياة اليومية والمهارات الأكاديمية، بالإضافة إلى خفض السلوكيات غير المرغوب فـيها مثل السلوكيات العدوانية والسلوكيات النمطية المتكررة، وتعليم السلوكيات البديلة المرغوب فـيها، من خلال فهم العلاقة الوظيفـية بين البيئة والسلوك الظاهر القابل للملاحظة والقياس اعتمادًا على الرصد والتسجيل وتحليل البيانات.

ولأهمية هذه الفئة من الأطفال، يحتفل العالم فـي الثاني من أبريل من كل عام باليوم العالمي لاضطراب طيف التوحد. أخيرًا، نلفت انتباه كل الآباء والأمهات إلى نقطة مهمة: «أنتم تملكون أعظم هدية فـي الحياة، فحافظوا عليها وادفعوها قدمًا لتندمج مع المجتمع بكل قوة، ودائمًا ابحثوا عن العلاج الصحيح لهم، ولا تنساقوا وراء العلاجات الضالة، كونوا دائمًا أقوياء لتهدوا تلك القوة لأبنائكم. أدركوا تمامًا أنكم أعظم الآباء والأمهات».

مقالات مشابهة

  • أردوغان: الدفاع عن قضية فلسطين دفاع عن الإنسانية والسلام والعدالة
  • الصراعات الدولية.. وجه «القلق» الذي يبدو في المرآة!
  • فلسطين عضواً في المكتب التنفيذي للاتحاد العربي لألعاب القوى
  • حرية التعبير في العالم العربي بين الإطلاق والتقييد
  • اجتماع يستعرض الأعمال المنجزة التي نفذتها اللجنة التحضيرية لأسبوع المرور العربي
  • أطفال «اضطراب طيف التوحد».. أنتم أقوياء
  • البرلمان العربي: قضية الأسرى ستبقى في مقدمة أولوياتنا
  • حرب القيامة التي يُراد بها تغيير خارطة الوطن العربي
  • رئيس البرلمان العربي يدين المخططات التخريبية التي تستهدف أمن الأردن
  • حرب القيامة التي يُراد بها تغيير خارطة الوطن العربي