الشوارع تغرق بالصرف الصحي.. الأمراض تنتشر في غزة بسبب المياه
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
سلط تقرير لـ الجارديان البريطانية الضوء على أزمة المياه الحادة في غزة، حيث أصبحت مياه الشرب الآمنة نادرة بشكل متزايد، مما أدى إلى اتخاذ السكان إجراءات جذرية.
مع قيام المسؤولين الإسرائيليين بتقليص إمدادات المياه المنقولة عبر الأنابيب إلى غزة، يواجه غالبية السكان تحديات في الحصول على المياه النظيفة. ويتفاقم الوضع بسبب ارتفاع الأسعار، مما يجعل المياه المعبأة غير متاحة للكثيرين.
يبرز التقرير روايات شخصية لأفراد يلجأون إلى تقنين المياه، واستخدام طرق غير تقليدية لتسخين المياه، وتقلب أسعار المياه المعبأة حسب توافر المساعدات. وسمح وقف إطلاق النار المؤقت للسكان بتخزين المياه، لكن استئناف الأعمال العدائية أدى إلى تعطيل هذه الجهود.
تسلط الوكالات الإنسانية، بما في ذلك وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، الضوء على التأثير الشديد لإمدادات المساعدات المقيدة على توزيع المياه وغيرها من الخدمات الحيوية. ويسلط التقرير الضوء على التهديد المباشر للصحة العامة، بما في ذلك انتشار الأمراض الجلدية والمعدة بسبب انخفاض توافر المياه.
تواجه بلديات غزة، التي تفتقر إلى إمدادات الوقود، صعوبات في ضخ مياه الصرف الصحي، مما يشكل مخاطر صحية كبيرة. والوضع رهيب بشكل خاص في جنوب غزة، حيث غمرت مياه الصرف الصحي الشوارع في مناطق مثل رفح وخان يونس.
يلجأ السكان، الذين يواجهون نقص المياه المعبأة، إلى مصادر بديلة، معترفين بالمخاطر الصحية المحتملة. ويشدد التقرير على الحاجة الملحة لزيادة المساعدات، بما في ذلك إمدادات الوقود والمياه، للتخفيف من الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أزمة المياه غزة 50 ألف حامل في غزة
إقرأ أيضاً:
أحمد فشير يكتب: أين ذهب الألمبو؟!
ربما لا يعرفه الكثير، سوى محافظات القناة والمنطقة المحيطه بها، والمنزلة التي استقبلت المهاجرين من مدن (القنال) باللام لا بالتاء المعقودة على حد قولهم، أيام العدوان الثلاثي عليهم واستقروا بها حتى بعد الحرب، واختلطت الأنساب بينهم وحدث انصهار بين هؤلاء وهؤلاء ؛ فلربما صنعوا الألمبو ليلة شمّ النسيم وأحرقوه وانتقل هذا الفولكلور الشعبي والموروث القديم من منطقة إلى أخرى حتى اختصره البعض في حرق "الكاوتش" بدلًا من الدُمية، تعبيرًا عن رفضهم لأي احتلال أو اضطهاد أو التعرض لضغوط.
وحفاظًا على هذا الموروث من حيث الفكرة لا التنفيذ، وحتى نعرض للنشأ تاريخ وأحاديث هذا البلد، ونغرس فيهم الانتماء وتقوية الجذور ومدى ارتباط الإنسان ببلده، هذا البلد الضارب جذوره في أعماق أعماق التاريخ، صنع "دمية" وأطلق عليها "ألنبي" ومع النطق (قُلبت النون الساكنة ميمًا بسبب الباء) فصارت ألمبي وننطقها (ألمبو).
من هو إدموند ألنبي ؟
والألمبو نسبة إلى ضابط بريطاني يُدعى إدموند ألنبي، اشتهر هذا الاسم في الحرب العالمية الأولى بدوره في تمكين بلاده من الاستيلاء على أراضي فلسطينية وسوريا سنة 1918، وعمل مندوبًا ساميًا لبريطانيا في مصر وعُرف باضطهاده وسوء معاملته لأهالي محافظات القناة (بورسعيد - اسماعيلية - السويس).
وحرق أهالي بورسعيد "الألنبي" بعدما صنعوه على هيئة "دُمية" عقب رفض أهالي مدن القناة حظر التجوال الذي فرضته القوات البريطانية عليهم، وأثناء تجوله "إدموند ألنبي" راكبًا أحد المراكب في قناة السويس قاموا بالخروج وأعدموا دمى كبيرة ترمز له، وحرقوها أمامه، وتم عزله عن العمل كمندوب سامي في مصر، وعاد إلى بلاده.
وتطورت الفكرة حتى أصبحت رمزًا للنضال والمقاومة ونوعًا من أنواعها، ثم موروثًا شعبيًا وفولكلوريًا على مر تاريخ مصر ومدن القناة خاصة في محافظة بورسعيد، والألمبو "دمية" محشوة بالقش ترتدي قيمصًا وبنطلون يتم زفها في الشوارع والغناء لها:
أغنية تصاحب حرق الألمبو وزفه في الشوارع
يا ألمبو يابن ألمبوحة امراتك وحشة وشرشوحة
يا تربة يام بابين وديتي الألمبي فين
ابكي عليه وقولي دا كان بيحب الفولي
ابكى عليه يا رحمة دا كان بيحب اللحمة
وفي بورسعيد تفنن الكثير في صناعة الألمبو وفي المنزلة صنعوه من الجبس على هيئة تمثال وكان يُدهن بالبرنز، وتتنوع مظاهر الاستعداد ليوم شم النسيم حيث ترى تلالًا من الخَسّ الأخضر في الشوارع وبجانبه رماريم البصل الأخضر وقفافيص الليمون وازدحامًا أمام محال الفسيخ.
ويبقى السؤال: هل انتهى عصر الألمبو ؟.