دقيقة من وقتك: ما أكرم الأخلاق وما أعظم الأثر
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
أعرفُ أُناسًا إذا ما دُعُوا إلى طعامٍ صاموا، ليفطروا عند داعيهم، وعندما سألتهم قالوا: “لينال صاحبنا أجرين: إطعام الطعام وإفطار صائم”
وسمعتُ أُناسًا كلما ضحكوا؛ همسوا “الله، الله”، وعندما سألتهم قالوا: “نذكره في الرخاء حتى لا يثقل على لساننا ذكره في الشدة”
ورأيتُ أُناسًا إذا أظلم الليل، أناروا شُرفاتهم، وعندما سألتهم قالوا: “لتضيء طريق المصلين فجرًا “.
وقابلتُ أُناسًا إذا ذُكِر الرسول أمامهم حكوا سنّة مهجورة من سنته، هكذا دون استئذان..
تجدهم يتحدثون: “صلوا على رسول الله، أتعلمون أن نبينا كان يفعل كذا.. حين كذا..”
وأحببتُ أُناسًا كانوا إذا سمعوا بكاءً دعوا لصاحبه بالسكينة، وإذا رأوا أحبّةً دعوا لهم بدوام الحب، وإذا ساروا بطريقٍ بين الناس ابتسموا ولو كان في صدرهم ألف هَمّ، وإذا سُئلوا أعطوا ولو كان بيتهم لا يحوي درهمًا.
وناظرتُ أُناسًا كانوا إذا اشتد بنا النقاش توقفوا وقالوا: “أُحبّك” ثُمَّ أكملوا النقاش.
وعانقتُ أُناسًا إذا رأيتهم حسبتهم كالورق من رقتهم، لكن كان في عناقهم دفء ورحمة.
ومررتُ بأُناسٍ إذا ما حضروا حزنًا أو غمًّا، قالوا: “بسيطة، هو على الله هيّن”
ثُمَّ سمعوا وما ملّوا، وطيّبوا الخاطر بلمسة أو كلمة ولا زيادة.
تخيلتم اللطف..؟
تعلمنا الحياة دروسها بالصفعات، لا تمسح على رؤوسنا ولا تشد أذننا، ولا تمزّق كُراسة الواجب أمامنا وتطلب إعادتها، فقط تأخذنا بقوة وتصبّ في صدورنا الدرس وراء الدرس حتى نسقط تحت ثِقَل الدروس والعِبَر، وننسى أننا في حياة بعضنا لسنا مجرد عدد، ولكننا عدةٌ وعتادٌ أمام الصفعات، والركلات، والآلام بكل صنوفها، فنجد بعض النفوس وكأنّ أحدهم نفخ في صدورهم ريحًا من الجنّة، فترى شيئًا من نعيمها في حديثهم، وسمعهم، ومشيهم، وظنهم، وهذا رزق الله لنا ولهم.
فلُطفًا.. لا تبخلوا بمكارم الأخلاق، لتنالوا عظيم الأثر..
المصدر: النهار أونلاين
كلمات دلالية: أ ناس ا إذا
إقرأ أيضاً:
امة المليار تحميها قطة
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
ضجت منصات التواصل في عموم الديار العربية بالحديث عن قطة مصرية برية المنشأ، بأذنين طويلتين تدعى (الوشق)، قالوا انها انتفضت وحدها للذود عن حياض الامة العربية المجيدة، وتوجهت صوب خطوط المواجهة في سيناء، ثم تخندقت في محور فيلادلفيا، والتفت حول جبل حريف الحدودي، فتحولت في أنظارهم إلى بطل قومي، زاعمين انها هاجمت جنود الخياليم والحقت بهم الهزائم المنكرة. .
فشكرا لك يا (وشق) إن كانت الرواية صحيحة. ولا يسعنا إلا أن نقول: وا أسفاه على أمة فقدت إحساسها وباتت تتفاخر بحيوان. قالوا: عنده دم وإحساس، وعنده مشاعر قومية وإنسانيه. .
ربما لا يعلم البعض أن الوشق المصري حيوان بري متوسط الحجم من فصيلة السنوريات، التي تضم الأسود والنمور والفهود والقطط بكل أنواعها، لكن هذا الوشق يميل إلى الخوف من البشر، وعادة ما يفر إذا صادف أحدهم، ولا ندري كيف حوّله رواد السوشل ميديا إلى كائن خرافي عملاق يقتنص الاعداء ويفترس جنودهم ويتربص بهم، ويتحرك بخطوات استراتيجية مدروسة ومحسوبة، وربما لديه ارتباطات بالأقمار الاصطناعية ويتلقى التوجيهات عبر منظومات فائقة الذكاء تمنحه القدرة على القفز فوق جدران التحصينات الحدودية المكهربة. وما إلى ذلك من شطحات التخريف والتهويل. .
قالوا: ان الوشق شافهم متطفلين على ارضه فهجم عليهم ومزق اجسادهم بمخالبه. لكن هذا الوشق لم يحرك ساكنا عندما استباحوا سيناء بالطول والعرض ايام النكبة، والغريب بالأمر ان بعض المشايخ دخلوا على الخط، وراحوا يرددون قوله تعالى (وما يعلم جنود ربك إلا هو)، (فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون). .
طيب . . . إذا كان الأمر كذلك فما الذي اضطركم أنتم إلى التخاذل والتراجع والتخلف عن نصرة أخوانكم ؟. ولماذا ترددتم في إسعافهم بالدواء والغذاء وإيصاله إلى المحرومين والمحاصرين ؟. لا ريب أن المجتمعات التي تكرم الاغبياء وتحارب العقلاء تبقى اسيرة للجهل والتخلف. .
ختاماً: يقول نجم الدين أربكان: (مليار ونصف المليار مسلم ينتظرون عودة طيور الأبابيل لتقضي على كتيبة صغيرة من جنود الأعداء. والله لو عادت الأبابيل لرجمتنا نحن بالحجارة). .