هل ستأخذ الاتفاقات بشأن الوقود الأحفوري في الاعتبار خصوصية كل دولة؟
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
تواجه جنوب إفريقيا حاليًا انعدام أمن الطاقة ونقص الطاقة. فنحن نعتمد بنسبة 90 في المائة على توليد الكهرباء باستخدام الفحم، ونظرًا لضعف أداء محطات الطاقة هذه، من الصعب جدًا الالتزام بالجدول الزمني لتفكيكها.
أكّدت وزيرة البيئة الجنوب إفريقية باربرا كريسي، التي عيّنتها الرئاسة الإماراتية لمؤتمر المناخ وسيطة في المفاوضات أن أي اتفاق على التخلي التدريجي عن الوقود الأحفوري ينبغي أن يأخذ في الاعتبار ظروف كل دولة.
سؤال: كيف تتأثر جنوب إفريقيا بأزمة المناخ وما هي التحديات التي تواجهها في تحقيق التحوّل في مجال الطاقة؟
جواب: ترتفع درجة حرارة القارة الإفريقية بمعدّل أسرع بمرتين من المتوسط العالمي. في بلدنا (جنوب إفريقيا)، ارتفعت درجة الحرارة بمتوسط 2.2 درجة مئوية ونشهد ظواهر مناخية قاسية من فيضانات وجفاف وحرائق وعواصف وارتفاع مستوى مياه البحر.
نحن مصمّمون على تقديم أفضل مساهمة ممكنة للحدّ من انبعاثات غازات الدفيئة، مع الأخذ في الاعتبار الظروف الوطنية. لكننا ندعو أيضًا المجتمع الدولي، وخصوصًا البلدان المتقدمة، إلى مساعدتنا في تحقيق أهدافنا المتمثلة في خفض الانبعاثات وتعزيز صمودنا أمام تغير المناخ.
تواجه جنوب إفريقيا حاليًا انعدام أمن الطاقة ونقص الطاقة. فنحن نعتمد بنسبة 90 في المائة على توليد الكهرباء باستخدام الفحم، ونظرًا لضعف أداء محطات الطاقة هذه، من الصعب جدًا الالتزام بالجدول الزمني لتفكيكها.
ومع ذلك، نحن لا نزال ملتزمين بتحوّل الطاقة، ولكن سيكون من المهم للغاية ضمان أن لدينا المزيد من الميغاوات على الشبكة قبل أن نتمكن من إغلاق المحطات. إنه توازن معقّد ينبغي إيجاده، لضمان تحقيق الأهداف المناخية مع الحفاظ على أمن الطاقة.
سؤال: هل ينبغي أن تتوافق دول العالم على التخلي التدريجي من كافة أنواع الوقود الأحفوري في مؤتمر كوب28؟
جواب: المشكلة التي نواجهها كدولة نامية هي مشكلة الظروف الوطنية: لدينا مسؤولية مشتركة، لكن لدينا ظروف وطنية مختلفة وقدرات مختلفة.
غياب ومقاطعة.. هكذا ألقت الحرب في غزة بظلالها على مؤتمر كوب 28 للمناخ"كوب 28": دعوة إلى "أرضية تفاهم" حول الوقود الأحفوريولا ينبغي للبلدان النامية أن تختار بين بناء مرونتها حيال تغير المناخ وتحقيق أهدافها في مجال التنمية المستدامة. يتعين علينا أن نفعل الأمرين.
نحتاج للمساعدة لتحقيق ذلك. ولكن لا يوجد تمويل جديد واسع النطاق مرتقب ومخصص لهذا الغرض. وبالتالي نواصل الدعوة إلى احترام تعهّدات التمويل العام لمكافحة تغير المناخ (من جانب البلدان المتقدمة).
سؤال: تم تعيينكِ مع نظيركِ الدنماركي لتسهيل المفاوضات بين وزراء من نحو مئتَي دولة. ماذا سيكون دوركما؟
جواب: اعتبارًا من يوم الجمعة، سيتعين علينا التشاور مع الدول المختلفة ومجموعات التفاوض المختلفة بشأن نهجها حيال التقييم العالمي لاتفاق باريس الذي يشكّل مسودة قرار نهائي لمؤتمر كوب28. يجب أن يأخذ في الاعتبار أفضل البيانات العلمية المتاحة والعدالة.
وكما هو الحال مع أي مؤتمر للأطراف، فإنّ الشيطان يكمن في التفاصيل. سينبغي علينا الجلوس معًا والإصغاء بانتباه كبير من أجل تحديد الشكل النهائي لاتفاق طموح للغاية ولكنه أيضًا يعزز أقصى قدر من العدالة للبلدان النامية.
المصادر الإضافية • أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية لحظة بلحظة| كوب 28 يفتتح أعماله في دبي بتبني قرار تشغيل صندوق الخسائر والأضرار سلطان الجابر: "مجموعات الضغط مرحّب بها في مؤتمر كوب 28" بشأن المناخ في دبي قمة كوب 28: ترقب مواقف الرئيس الإماراتي خلال مؤتمر للمناخ ترعاه الأمم المتحدة حالة الطوارئ المناخية جنوب أفريقيا الوقود الإمارات العربية المتحدة مصادر الطاقة الأحفوريةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: حالة الطوارئ المناخية جنوب أفريقيا الوقود الإمارات العربية المتحدة مصادر الطاقة الأحفورية إسرائيل غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الشرق الأوسط روسيا حركة حماس فلسطين الضفة الغربية فلاديمير بوتين جرائم حرب إسرائيل غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الشرق الأوسط روسيا حركة حماس جنوب إفریقیا یعرض الآن Next فی الاعتبار مؤتمر کوب
إقرأ أيضاً:
500 مشروع جديد في قطاع الطاقة بجنوب أفريقيا
في إنجاز غير مسبوق، أعلنت هيئة تنظيم الطاقة الوطنية في جنوب أفريقيا "نيرسا" (NERSA) عن تسجيل 501 مشروع جديد لتوليد الطاقة خلال العام الماضي، وهو الرقم الأعلى في تاريخ البلاد.
تأتي هذه الخطوة ضمن الجهود الحكومية المستمرة لمعالجة أزمة الكهرباء، التي أثرت بعمق على الاقتصاد والحياة اليومية للمواطنين.
ولطالما عانت جنوب أفريقيا من أزمة كهرباء مزمنة، حيث تواجه شبكة التوزيع ضغطًا متزايدا نتيجة ارتفاع الطلب، وتهالك البنية التحتية، والاعتماد الكبير على محطات الفحم التي تعاني من مشكلات فنية وإدارية. وقد أدى ذلك إلى تكرار انقطاعات الكهرباء، مما أثر بشكل مباشر على الأنشطة الاقتصادية وأربك حياة السكان.
لمواجهة هذه التحديات، أطلقت الحكومة خطة تحول واسعة النطاق تهدف إلى تنويع مصادر الطاقة وتعزيز الاستثمارات في مشاريع التوليد المستقلة. وشهدت اللوائح التنظيمية تغييرات جوهرية، شملت تسهيل منح التراخيص لمشاريع الطاقة المتجددة والمستقلة، مما أسفر عن هذا الارتفاع القياسي في عدد المشاريع المسجلة.
الطاقة المتجددة تتصدر المشهدفي ظل هذه التحديات، أصبحت مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، في صدارة المشهد. ومع تزايد الضغوط البيئية والدولية لخفض انبعاثات الكربون، تسارعت وتيرة التحول بعيدًا عن الفحم الذي لا يزال يمثل أكثر من 70% من إنتاج الكهرباء في البلاد.
إعلانتندرج معظم المشاريع المسجلة حديثًا ضمن "برنامج شراء الطاقة المتجددة للمنتجين المستقلين"، الذي يهدف إلى جذب الاستثمارات الخاصة لقطاع الطاقة. كما أدى تخفيف القيود التنظيمية، خاصة السماح للشركات الخاصة بإنتاج الكهرباء دون موافقة مسبقة من الحكومة، إلى تسريع وتيرة هذه المشاريع.
التحديات التي لا تزال قائمةرغم هذه التطورات الإيجابية، يواجه قطاع الطاقة في جنوب أفريقيا عدة عقبات يجب تجاوزها لضمان استدامة الإمدادات الكهربائية، من أهمها:
البنية التحتية المتقادمة: تحتاج شبكة الكهرباء إلى استثمارات ضخمة في الصيانة والتحديث لاستيعاب الإنتاج المتزايد وتجنب الأعطال المتكررة. أزمة "إسكوم": لا تزال شركة الكهرباء الوطنية "إسكوم" تعاني من مشكلات مالية وإدارية تؤثر على كفاءة تشغيل الشبكة، مما يستدعي إصلاحات جذرية لضمان استقرار المنظومة. تمويل المشاريع: رغم تزايد اهتمام المستثمرين، فإن تمويل مشاريع الطاقة الجديدة لا يزال يواجه تحديات، خاصة بسبب التكاليف المرتفعة لإنشاء وتشغيل المحطات.يمثل هذا العدد القياسي من المشاريع دفعة قوية للاقتصاد المحلي، حيث من المتوقع أن توفر آلاف الوظائف الجديدة في مراحل البناء والتشغيل. كما أن زيادة إنتاج الكهرباء ستعزز بيئة الأعمال، مما يساعد الشركات على تفادي الخسائر المرتبطة بانقطاع التيار الكهربائي.
أما بالنسبة للمواطنين، فمن المرجح أن تؤدي هذه المشاريع إلى تحسين استقرار الشبكة الكهربائية وتقليل فترات انقطاع الكهرباء، مما ينعكس إيجابيًا على جودة الحياة اليومية.
ما الذي يحمله المستقبل لقطاع الطاقة؟مع استمرار الحكومة في تنفيذ سياسات داعمة لمشاريع الطاقة الجديدة، يعتقد الخبراء أن جنوب أفريقيا تسير في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق أمن الطاقة. ومع ذلك، فإن النجاح على المدى الطويل يعتمد على تنفيذ إصلاحات هيكلية أعمق، وزيادة الاستثمارات في البنية التحتية، وضمان بيئة تنظيمية مستقرة.
إعلان