حكم اشتراط البنك عدم بيع السلعة المُموَّلة حتى سداد الثمن كاملًا
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية، إن اشتراط البنك حظر بيع محل التمويل في بعض الصور؛ كالشقق والأراضي والسيارات وغير ذلك حتى سداد كامل الثمن؛ هو عبارة عن تقييد حق البنك في التصرف فيها بالبيع، مع تسلم المشتري (العميل) إياها حقيقةً بمجرد إبرام الموافقة الائتمانية وحصول البيع بالفعل، فإن هذا الشرط يأتي على معنى رهن المبيع حتى استيفاء ثمنه في ذات عقد البيع؛ حيث إن الملك قد انتقل حقيقة إلى المشتري بعقد البيع، وتسليم السيارة إليه، وحيازتها، والتمكن من الانتفاع بها، لكنه رَهَنَ هذا الملك للبنك حتى استيفاء باقي الأقساط، فإذا وَفَّى جميع الثمن: انْفَكَّ الرهن، ورفع البنكُ يده عن حظر البيع؛ بحيث يملك المشتري (العميل) التصرف فيها بالبيع ونحوه كيفما يشاء، وإلا استوفى البنك منها باقي حقه، وهذا الشرط صحيح وجائز شرعًا؛ إذ هو لضمان حق البنك في استيفاء باقي الثمن ولا يخالف مقتضى عقد البيع.
أضافت "الإفتاء" أن فقهاء المالكية قد نصَّوا على أنه إذا كان البيع بثمن مؤجل إلى أجل معلوم؛ فإنه يجوز للبائع أن يشترط على المشتري ألَّا يتصرف في المبيع ببيع، أو هبة، أو نحوهما حتى يستوفي منه الثمن، وأنَّ ذلك يكون بمنزلة رهن المبيع ولا حرج فيه.
وتابعت الإفتاء، أنه كذلك نصَّ الحنابلة في الصحيح عندهم على جواز اشتراط المتبايعَين في العقد رهن المشتري المبيع لدى البائع حتى يستوفي كامل ثمنه؛ لأن هذا الشرط وإن اقترن بالبيع: يحقق مصلحة مُشتَرِطِهِ، ولا ينافي مقتضى العقد؛ فكان صحيحًا وملزمًا لطرفيه شرعًا؛ لعموم قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وآله وَسَلَّمَ: «الصُّلْحُ جَائِزٌ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ، إِلَّا صُلْحًا حَرَّمَ حَلَالًا، أَوْ أَحَلَّ حَرَامًا، وَالْمُسْلِمُونَ عَلَى شُرُوطِهِمْ، إِلَّا شَرْطًا حَرَّمَ حَلَالًا، أَوْ أَحَلَّ حَرَامًا» أخرجه الترمذي في "السنن".
حكم اشتراط البنك عدم بيع السلعة المُموَّلة حتى سداد الثمن كاملًادار الإفتاء المصريةوبينت الإفتاء، أن وجه الدلالة من الحديث: أنه صلى الله عليه وآله وسلم أطلق جواز الصلح ثم استثنى، وهذا الإطلاق يدل على أن الأصل فيما يكون صلحًا: الجواز، كما أطلق جواز الاشتراط ثم استثنى؛ مما يدل على أن الأصل في الاشتراط بين المتعاقدين في أيِّ معاملة من المعاملات: الجواز.
ولحديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم ابْتَاعَ منه بَعِيرًا. قال جابر رضي الله عنه: قُلْتُ -أي: لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم-: عَلَى أَنَّ لِي ظَهْرَهُ إِلَى الْمَدِينَةِ؟ قَالَ: «وَلَكَ ظَهْرُهُ إِلَى الْمَدِينَةِ» رواه البخاري ومسلم واللفظ له.
تابعت الإفتاء: فأفاد الحديث: أنَّ اشتراط ما فيه مصلحة أحد المتعاقدين مما لا ينافي مقتضى العقد: صحيحٌ ولازمٌ للمشترَط عليه شرعًا، ويدخل في ذلك: اشتراط البائع رهن المبيع على استيفاء جميع ثمنه.
وقال الإمام البهوتي في "كشاف القناع" في تقرير صحة وجواز هذا الشرط: [يصح اشتراط رهن المبيع على ثمنه؛ فلو قال: بعتُك هذا على أن تَرْهَنَنِيهِ على ثَمَنِهِ، فقال: اشتريتُ ورهنتُك: صح الشراء والرهن].
وتابعت الإفتاء: وهذا ما أخذ به القانون المدني المصري الصادر برقم (131) لسنة 1948م في المادة رقم 430 في الفقرة الأولى منها؛ حيث جاء فيها: [إذا كان البيع مؤجل الثمن؛ جاز للبائع أن يشترط أن يكون نقل الملكية إلى المشتري موقوفًا على استيفاء الثمن كلِّه ولو تم تسليم المبيع]، وجاء في الفقرة الثالثة من المادة ذاتها: [وإذا وُفِّيَت الأقساط جميعًا؛ فإن انتقال الملكية إلى المشتري يعتبر مُسْتَنَدًا إلى وقت البيع].
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإفتاء دار الافتاء بيع السلعة الممولة هذا الشرط ى الله الله ع على أن
إقرأ أيضاً:
التعبئة العامة إرادَة قوية صُلبة وجهوزية عالية واستعداد كامل
عبدالغني وجيه الدين
تنفيذًا لتوجيهات القيادة ممثلة بالسيد القائد العلم عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- عن الاستمرار بالتعبئة العامة والتحشيد فَــإنَّ الجهاد التعبوي في البلد الإيماني يسير وفق المنهج القرآني بانطلاقة صادقة مخلصة جهادية عسكرية ثورية، رافد قويّ للشعوب العربية والإسلامية وبمقدمتهم الشعب الفلسطيني.
فَــإنَّ تخرج الدفع العسكرية للتعبئة العامة طريق كُـلّ يمني وطني حر غيور عربي شهم كريم أصيل يحمل كُـلّ القيم والأخلاق والمبادئ الإنسانية، الذين استشعروا مسؤوليتهم وحملوا قضاياهم الدينية والوطنية، ومظلومية شعوبهم العربية والإسلامية بكل عزة وشموخ وشجاعة وكرامة وإباء وحرية وقوة وإرادَة وصمود وجهاد واستبسال وصلابة قوية صامدة تعبوية تجسد الروح الجهادية.
وفي هذا الإطار نجد بكل ثبات على الموقف اليمني لنصرة الشعب الفلسطيني ومقاومته المجاهدة الحرة الباسلة في قطاع غزة، بمعنويات عالية تقهر الأعداء وتضرب هيمنتهم وجبروتهم وغطرستهم بصمود واستمرار التعبئة العامة، والذين بلغ عددهم أكثر من 800 ألف مجاهد، مؤكّـدين الجهوزية الكاملة لخوض المعركة الكُبرى بكامل الاستعداد لكل المواجهات ولجميع الخيارات، تحت شعار مستعدون لمواجهة كُـلّ التحديات لنصرة إخواننا المظلومين في فلسطين والانتصار للقضية الفلسطينية، حاملين الراية دون كلل أَو ملل، ودون أية حسابات للأمريكان والكيان الإسرائيلي، وبكل إيمان بالله وثقة به وتوكل على الله وبكل قوة وصلابة وعزيمة وإرادَة ومعنويات عالية نجد نشاطًا تعبويًّا واسعًا وتحَرّكًا عمليًّا لامعًا صحيحًا ناجحًا قويًّا في عموم محافظات الجمهورية اليمنية والمديريات والقطاعات والمناطق والعُزل والقرى والأحياء السكنية.
لقد جسَّدَ الشعب اليمني وقيادته القرآنية الثورية والعسكرية والأمنية والتعبوية كُـلّ معاني القِيم الإسلامية والتوجيهات الإلهية والتشريعات الدينية والأخلاق والرسائل المحمدية، وجسَّدَ كُـلّ معاني الإيمان بالله والثقة به والتوكل على الله والاعتماد عليه والاعتصام بحبله والتمسك بكتاب الله القرآن الكريم، ورسخ كُـلّ معاني الإنسانية والصمود والصبر والبصيرة والحكمة والثبات والجهاد المقدس في سبيل الله ومواجهة أعداء الله ورسوله أعداء الإسلام والمسلمين، وتجلت فيهم أسمى آيات الرجولة والشجاعة والإباء والكرامة والسمو والعزة الإيمانية والقيم العظيمة والمبادئ السامية.
فَــإنَّ هذا الشعب العظيم وقيادته أغنياء عن التعريف فالكل يعرفهم، عرفهم الصديق، والعدوّ، والمحب، والمبغض وسيكتب عنهم التأريخ، ويؤلف الكُتَّاب والمؤلفون ويدون المؤرخون عن جهادهم وثباتهم وصمودهم ومسيراتهم ومواقفهم الصحيحة المشرفة والجهادية، وتخليدها للأجيال القادمة جيلاً بعد جيل.
ونحمد الله الذي جعلنا من أبناء الشعب اليمني تحت قيادة قرآنية مؤمنة حكيمة قوية مستبصرة، وكما قال الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- عندما يتحَرّك الآخرون ضدك فاعرف أن عملك كان أَيْـضًا عملًا له أثره الكبير، وأن تحَرّكك في مواجهة أعداء الله يُحسب له ألف حساب، سيكون ذلك من جانبهم شهادة لك بأن موقفك حق؛ لأَنَّ عملك ضدهم هو منطلق من ماذا؟ من حق أليس كذلك؟ أي أن هذا الحق حرك الباطل هناك، فلو كان موقفي باطلًا لكان منسجمًا مع ذلك الباطل، أليس كذلك؟؛ لأَنَّ الحق ضد للباطل، والباطل ضد للحق لا ينسجمان.
عاش اليمن حُرًّا عزيزًا أبيًّا مستقلًا.