أصدرت لجنة حقوق الإنسان الإثيوبية (EHRC) بيانًا يوضح الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي تؤثر على المدنيين في مناطق أمهرة، وبني شنقول جوموز، وأوروميا في إثيوبيا.

ووثقت اللجنة، بعد إجراء تحقيقات شاملة في المناطق والمديريات المتضررة، حوادث شملت هجمات أدت إلى خسائر في الأرواح، وإلحاق أضرار جسدية بغير المقاتلين، وتدمير ممتلكات، ونزوح واسع النطاق، بحسب ما أوردته صحيفة "أديس ستاندرد" الإثيوبية.

وفي منطقة أمهرة، أدت الاشتباكات العرقية التي وقعت في نوفمبر 2023 داخل منطقتي أوي وغرب غوجام إلى سقوط العديد من الضحايا، حسبما تحققت منه اللجنة، وأدت الهجمات اللاحقة في منطقة أمبالا كيبيلي التابعة لولاية أمهرة في التاسع من نوفمبر الماضي إلى سقوط العديد من الضحايا، بما في ذلك مقتل مدنيين.

ووفقاً للجنة، استمرت حالة عدم الاستقرار في يومي 9 و11 نوفمبر، عندما داهمت ميليشيا محلية غير تابعة للدولة منطقة بوري في منطقة غرب غوجام، الواقعة على طول حدود منطقة أوروميا، مما أدى إلى مقتل عشرات الأشخاص ونزح الآلاف من السكان المحليين المذعورين، ولجأوا إلى مخيمات مؤقتة في المناطق المجاورة.

وشهدت منطقة بني شنقول جوموز أيضًا أعمال عنف في منطقة أودا بيليجو بمنطقة أسوسا في 29 نوفمبر، حيث استهدف المسلحون مقاطعات بيلميلي وألكيشافي وبيلاديرو، مما أدى إلى مقتل 17 شخصًا وإصابة سبعة بجروح خطيرة، كما أدت الهجمات إلى تدمير ما يقرب من 100 منزل، إلى جانب سرقة وتدمير المحاصيل ومخزونات الماشية.

وفي أوروميا، أدت سلسلة من الهجمات خلال أسبوع في منطقتي أرسي وكيليم ووليجا إلى مقتل العديد من المدنيين، وفي 13 نوفمبر، أطلق مجهولون النار في تيجو ليبو كيبيلي، بمنطقة أرسي، مما أدى إلى مقتل سبعة من أفراد الأسرة وثلاثة من الجيران، وفي اليوم نفسه، فقد ما لا يقل عن 12 مدنيًا حياتهم في هجوم مماثل في سولي ديجيلو كيبيلي وأكدت لجنة حقوق الإنسان الإثيوبية أن الضحايا في كلا الحادثين كانوا من غير المقاتلين.

وبعد أربعة أيام، في 17 نوفمبر، هاجم مسلحون مدينة كوجني كيبيلي، مما أسفر عن مقتل ثمانية أفراد من نفس العائلة وأفاد شهود عيان أن الضحايا تم جرهم من منازلهم وقتلهم، وكان من بين القتلى نساء حوامل ورضع وأفراد تزيد أعمارهم عن 80 عامًا وأصيب عدد غير معلوم من الأفراد الآخرين ويتلقون حاليا الرعاية الطبية.

وفي كيليم ووليجا، في 24 نوفمبر، قُتل تسعة من أعضاء الكنيسة في كنيسة ميكان ييسوس بمنطقة ماناكو مينامو كيبيلي، وأشارت اللجنة الإثيوبية لحقوق الإنسان إلى أن الضحايا استُهدفوا أثناء الصلاة داخل الكنيسة. وبينما نجت امرأتان ورجل مسن، حدد المهاجمون أسماء تسعة أشخاص، واقتادوهم إلى غابة قريبة، وقتلوهم قبل التخلص من جثثهم. وتبين أن بعض الضحايا هم من أفراد الأسرة.

وقد دعا مفوض اللجنة الأوروبية لحقوق الإنسان، دانييل بيكيلي، الحكومة بشكل عاجل إلى التدخل لمنع وقوع المزيد من الضحايا المدنيين وناشد المسؤولين إعطاء الأولوية للحلول السياسية للتخفيف من حدة التوترات العرقية المتزايدة، ودعا إلى العدالة الانتقالية، وشدد على الحاجة إلى توفير الترتيبات الأمنية لتسهيل العودة الآمنة للسكان النازحين. وأكدت اللجنة الإثيوبية لحقوق الإنسان من جديد التزامها بالرصد المستمر وجمع الأدلة في المناطق المتضررة. 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: لجنة حقوق الانسان انتهاكات حقوق الإنسان لحقوق الإنسان فی منطقة إلى مقتل

إقرأ أيضاً:

تقرير طبي يكشف تفاصيل مأساوية عن مقتل "مسعفي غزة"

بعد تشريح جثامين المسعفين وعمال الإغاثة الذين قتلوا بنيران إسرائيلية في قطاع غزة خلال شهر مارس الماضي، كشفت تقارير طبية عن تفاصيل جديدة حول مقتلهم.

وحسب التقارير التي حصلت عليها صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، فقد قتل المسعفون وعمال الإغاثة "نتيجة إصابتهم بطلقات نارية في الرأس أو الصدر"، بينما "أصيب آخرون بشظايا أو جروح أخرى".

وكانت القوات الإسرائيلية أطلقت النار على سيارات إسعاف وشاحنة إطفاء أرسلتها جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني والدفاع المدني إلى رفح جنوبي قطاع غزة، وفقا لروايات شهود عيان ومقاطع فيديو وتسجيلات صوتية للهجوم الذي وقع في 23 مارس الماضي.

وأقرت إسرائيل بتنفيذ الهجوم، الذي أسفر عن مقتل 15 رجلا، هم 14 مسعفا وموظف في الأمم المتحدة مر بسيارته بعد إطلاق النار على الآخرين.

ودفن الجنود الإسرائيليون الجثث في مقبرة جماعية، وسحقوا سيارات الإسعاف وشاحنة الإطفاء والمركبة التابعة للأمم المتحدة، ودفنوها أيضا.

وكان الجيش الإسرائيلي قدم تفسيرات متباينة لسبب إطلاق قواته النار على سيارات الطوارئ، وقال، من دون تقديم أدلة، إن بعض القتلى كانوا من حركة حماس، مؤكدا أنه يحقق في الواقعة.

وأثارت الحادثة المأساوية إدانة دولية واسعة، ووصفها الخبراء بأنها جريمة حرب.

وحسب "نيويورك تايمز"، أجريت عمليات التشريح بين يومي 1 و5 أبريل الجاري، بعد أن انتشل فريق من عمال الإغاثة جثامين القتلى.

وأجرى التشريح رئيس وحدة الطب الشرعي بوزارة الصحة في غزة أحمد ضهير، كما راجع آرني ستراي بيدرسن أخصائي الطب الشرعي في مستشفى جامعة أوسلو النرويجية، الذي كان في غزة في وقت سابق من مارس لتدريب الأطباء، صور التشريح، واستشار ضهير لكتابة تقرير موجز.

وأفادت تقارير التشريح أن الرجال الـ14 كانوا يرتدون إما زي الهلال الأحمر أو الدفاع المدني، جزئيا أو كليا، وقت الوفاة.

ويظهر مقطع فيديو لجزء من الهجوم أنه عندما بدأت القوات الإسرائيلية إطلاق النار عليهم، كان عدد من المسعفين قد خرجوا من سياراتهم بزيهم الرسمي الواضح، مع أشرطة عاكسة على ظهورهم وأذرعهم وأرجلهم تلمع بوضوح في أضواء سيارات الإسعاف.

وأفادت تقارير التشريح أن 11 من الرجال أصيبوا بطلقات نارية، من بينهم 4 تلقوا الرصاص في رؤوسهم، و6 على الأقل في صدورهم أو ظهورهم، علما أن معظمهم أصيب بأكثر من طلقة.

وكان أحد الرجال مصابا بجروح متعددة ناجمة عن شظايا في صدره وبطنه، بينما تعرض اثنان آخران لإصابات وصفتها تقارير التشريح بأنها "متوافقة مع الشظايا"، وربما تكون مرتبطة بانفجار.

وبينما يمكن سماع إطلاق نار مستمر في الفيديو والتسجيلات الصوتية لجزء من الهجوم، فإنه من غير الواضح ما إذا كان هناك انفجار إضافي قد يكون تسبب في مثل هذه الإصابات.

وأفادت التقارير أن العديد من الجثامين كانت من دون أطراف أو فقدت أجزاء أخرى من الجسم، وذكر تقرير يخص أحد الرجال القتلى أن جثمانه كانت مفصولا من منطقة الحوض.

وكانت جميع الجثامين متحللة جزئيا أو كليا، وفقا لتقارير التشريح والصور.

وصرح ستراي بيدرسن في مقابلة أن "ذلك جعل من الصعب استخلاص استنتاجات إضافية، بما في ذلك ما إذا كان إطلاق النار على الرجال قد تم من مسافة قريبة أم من مسافة أبعد".

وبعد فحص الجثامين الأولي في أواخر مارس، قال ضهير لصحيفة "نيويورك تايمز" ووسائل إعلام أخرى إن أحد الضحايا كان يحمل علامات وكدمات على معصميه تشير إلى أن يديه كانتا مقيدتين، مشيرا إلى ضرورة إجراء مزيد من التحقيقات للتأكد من ذلك.

ولم تذكر تقارير التشريح ما إذا كان أي من الرجال مقيدا.

وبدأ ستراي بيدرسون مشاوراته بشأن تشريح الجثامين بعد أن طلبت وزارة الصحة في غزة المساعدة من منظمة "نورواك"، وهي منظمة إغاثة نرويجية، وفقا لمسودة التقرير الموجز، وقال في مقابلة إنه وضهير سيواصلان تحليل النتائج قبل إصدار التقرير النهائي.

وقال الطبيب النرويجي: "أدرس تحديدا أي أنماط محتملة، وما إذا كانوا جميعا قد قتلوا بنفس الطريقة، أو ما إذا كان لدى بعضهم أي جروح إضافية".

وفي بيانه الأولي بعد الهجوم، قال الجيش الإسرائيلي إن الرجال كانوا "يتقدمون بشكل مثير للريبة" من دون أضواء سياراتهم، ثم تراجع عن هذه الرواية بعد نشر الفيديو، الذي أظهر المركبات وهي تحمل علامات واضحة وتومض أضواءها وتتوقف قبل الهجوم.

كما ذكر التقرير الأولي للجيش الإسرائيلي أن 9 من القتلى كانوا عناصر في حركتي حماس أو الجهاد، ثم خفض هذا العدد لاحقا قائلا إن 6 منهم فقط كانوا من حركة حماس.

وقالت إسرائيل إنها لن تدلي بمزيد من التعليقات حتى انتهاء تحقيقاتها.

مقالات مشابهة

  • جريمة تهز تونس.. مقتل طالبة على يد صديقتها يقود لشبكة من 14 متورطاً
  • تقرير حقوقي في تونس يوثق 233 حالة انتهاك في 2024.. البلاد تعيش تحت القمع
  • “حقوق الإنسان” بالأمم المتحدة: مقتل 71 مدنيًا في اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على لبنان منذ وقف إطلاق النار نوفمبر 2024
  • تقرير طبي يكشف تفاصيل مأساوية عن مقتل "مسعفي غزة"
  • تقرير حقوقي: نحو 3500 انتهاك في اليمن خلال 2024
  • الحوثيون: مقتل 123 شخصاً بالهجمات الأمريكية
  • أمانة حقوق الإنسان بمستقبل وطن تناقش ملف التهجير
  • فرض عقوبات أوروبية على 7 أفراد وكيانين إيرانيين لانتهاكهم حقوق الإنسان
  • اعتقال صحفيين في إثيوبيا بتهم الإرهاب على خلفية تقرير مثير للجدل
  • الأمم المتحدة تدعو لوقف جميع أعمال القتل بمخيمي زمزم وأبو شوك في السودان