الشيخ صلاح الدين التيجاني وعبد الرحيم علي في "لقاء محبة"
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
بين ذاك النمر الشرس في المشفى وأتوبيس الإيجازات الذي وصل على غفلة، ثمة نصل لسيف خفي يحمي ولا يؤذي.. يطمئن ولا يخيف.. يضع دلالات وآيات وعلامات للنجاة وللنجوى.. هنا وفي كل مكان الله فبالقلب أبصر لتعبر..واعتبر لتصل..
كيف أعرف يا مولانا أن الله يحبني؟
إذا كنت تسير بقلبك لا بقدمك.. إذا كان الله على كثرة عباده يرتب لك اللقاءات.
كنت في مركز الدراسات بباريس وكنت أنا في الزاوية.. وها نحن تلاقينا على بعد المسافات، فسبحان من طوى الأرض وحدد الوقت رغم زحام الطرق واللقاءات.
أتدري يا عبد الرحيم أن "بنك السعد" في الحمد فإذا جرى على اللسان من القلب بات حساب الأمان جاري وكلما صرفت زاد، فالله من يودع فيه بفيض.
كان لي شرف الجلوس في جلسة ود بين الشيخ صلاح التيجاني شيخ الطريقة التيجانية والدكتور عبد الرحيم علي.. تلك الجلسة التي كان فيها حديث القلوب أسبق من حديث الألسنة.. فطبيب العظام الذي كان الأول على دفعته طوع مشرط الجراح، ليكون مسبحة تضئ في ملتقى المحبين في زاوية عكف على إنشائها ورعايتها في "إمبابة" لتكون قبلة لإصحاء القلوب ومنهلا للعلوم فبات الطبيب الشيخ يصرف دواء الروح مجانا، موقنا أن القلب إذا تعافى فلا شكوى من علل الأبدان..
لم يكن بينهما سابق معرفة سوى صورة للشيخ على صفحات التواصل الاجتماعي وقعت موقعها في قلب "علي" فبادر بالزيارة ثم بات المضيف ضيفا لتأويل رؤى السيف.. وكنت أنا الفائز فالله يوزع قسمته بالعدل على المحبين وإن لم يشاركوا في الزرع لا ينساهم حين الحصد مادام هو الغاية والقصد.
أما عن السيف فكان في معركة غير متكافئة لكن به كان النصر هكذا قال الشيخ، شريطة ألا تظن أنك قد أوتيته عن علم لكنه وهب إليك من الوهاب ليكون لك سترا يوم الجمع، فكن معه يكن معك وبادر بالصفح.
وأما العمامات فكانت علامات بأن بابك بات محطة وصول لمن أراد أن يلج إلى القلوب قبل العقول.
أقول لنفسي وقد كانت صباحا بها حسرات على فرص ضائعة، أبعد هذا فتح! أهناك جبر أكثر من هذا الاستدعاء لأصل دون ترتيب في موعد هذا اللقاء فأدونه بجانب ما دونت على سطر آخر من سطور النور فيفيض قلبي بكل هذا الحب..
أما عن الشيخ فذو وجه محمدي تتلألأ منه الأنوار، هادئ الطبع، وقور إلى أبعد حد يحتلي بابتسامة وحمرة رضا وعلم سلسل المنهل كمن يبسط كفيه بالماء للظمأى فيشربون دون نقص.
وأما عن عبد الرحيم فلا وصف أبلغ من أنه علا حتى سكن موضع الأب.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الكاتب عبدالرحيم علي
إقرأ أيضاً:
مساجد الشارقة.. صور تجسّد عمارة القلوب
محمد عبدالسميع (الشارقة)
أخبار ذات صلةشهد النادي الثقافي العربي في الشارقة افتتاح معرض تشكيلي بعنوان: «مساجد الشارقة عمارة القلوب» الذي ينظمه النادي بالتعاون مع جمعية الإمارات للتصوير الضوئي، وبحضور الدكتور عمر عبد العزيز، رئيس مجلس إدارة النادي، وعدد من الفنانين من أعضاء الجمعية، وجمهور من محبي الفنون التصويرية وفنون العمارة الإسلامية.
شارك في المعرض 26 مصوراً فوتوغرافياً من أعضاء الجمعية، قدموا 38 لوحة لمجموعة مصورة من مساجد الشارقة، وأبرزت اللوحات المصورة أساليب التصاميم والزخرفة المختلفة وجوانب جمالها وتميزها وتطورها عبر العصور الإسلامية وفي مختلف بلدان العالم، ما جعل من الشارقة «مدينة المساجد» ومدينة العمارة الإسلامية بكل تجلياتها من الناحية المعمارية والأثرية الجمالية.
ركز الفنانون في لوحاتهم المصورة للمساجد على ثلاثة اتجاهات، الأول: المشهدية الخارجية للمسجد ومدى انسجامه مع المحيط السكني والطبيعي من حوله والجلال الذي يضفيه المسجد على ذلك المشهد، ومن اللوحات البارزة في هذا الاتجاه لوحة للمصورة الفنانة سماح نضال الخفش قدمت فيها صورة ليلية من الأعلى لمسجد النور، حيث يتناغم التشكيل الضوئي للمسجد مع مشهد جزيرة النور والبحيرة وانعكاسات تلك الأضواء، وتتوزع العناصر بانسجام.
وفي الاتجاه الثاني تم التركيز على تصوير معالم الجمال الخارجي للمساجد، حيث تبرز صورة الفنان خضر محمد العيدروس التقطها لمسجد حديث البناء في مدخل مدينة الذيد على شكل كرة زجاجية، تعلوه مئذنة حلزونية، وتبدو كتل المسجد متناغمة بانسجام وروعة كقطعة فنية نادرة.
وفي الاتجاه الثالث تم التركيز على تصوير التكوينات والزخرفة الداخلية للمساجد، حيث قدم الفنان بوريا أكبر أسدي صورة داخلية لسقف أحد المساجد حيث تتداخل الأقواس والقباب والثريات والنوافذ المعشقة كفسيفساء متناغمة، تشير إلى دقة وجمال فنون العمارة الإسلامية.
حاضنة للإبداع
في تعليقه على المعرض، قال د.عمر عبد العزيز: «إن النادي الثقافي العربي يواصل مساره بتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، بوصف الشارقة حاضنة للإبداع على جميع المستويات الثقافية، ونحن نسعد باستضافة هذه الكوكبة من المحترفين من فناني جمعية الإمارات للتصوير الضوئي الذين أبرزوا في هذا المعرض قدراتهم الفنية البديعة من حيث القدرة على التحكم في الكاميرا والتقاط اللحظة المناسبة وخلق الرؤية عن طريق عمليات التبئير والترميز والمقترحات البصرية المختلفة التي تعبر عن جملة بصرية واحدة يجمعها استلهام عمارة المساجد في شهر رمضان الفضيل، وبعض هذه الإبداعات ترتقي إلى أن تصبح عالمية بامتياز».