زنقة 20 | الرباط

وصل نائب وزير الخارجية الأمريكي لشؤون شمال إفريقيا، جوشوا هاريس، يوم أمس الاربعاء إلى الجزائر، حسب ما أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية.

الدبلوماسي الأمريكي الذي سيزور المغرب أيضا ، مكلف بمهمة إجراء سلسلة من المشاورات مع الجزائر والمغرب بشأن تعزيز السلام الإقليمي وتكثيف العملية السياسية الأممية في الصحراء، من أجل التوصل إلى حل دائم دون مزيد من التأخير”.

حسب ما دونته الخارجية الأمريكية على موقع X.

Tweets by StateDept_NEA

و تدفع الولايات المتحدة باتجاه تسريع إنهاء النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، متمسكة بتأييدها القوي لمبادرة الحكم الذاتي تحت سيادة المغرب باعتبارها الحل الأكثر جدية والقابل للتطبيق وهو ما يفسّر توسع قائمة الدول التي انضمت إلى المعترفين بمغربية الصحراء.

وكان هاريس قد زار الرباط في سبتمبر الماضي التقى خلالها وزير الخارجية ناصر بوريطة، مشددا على موقف واشنطن الثابت بشأن دعمها لمخطط الحكم الذاتي تحت سيادة المغرب.

وتأتي زيارة هاريس إلى المنطقة في خضم مساعي إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لتسوية ملف النزاع المفتعل عن طريق تجسيد المبادرة التي تطرحها الرباط، عبر محاولة إقناع جميع الأطراف بواقعيتها بما فيه الجزائر التي تموّل جبهة بوليساريو الانفصالية وتوفر الغطاء السياسي لقادتها.

وتكثف الإدارة الأميركية جهودها بهدف تطبيق مقترح الحكم الذاتي تحت سيادة المغرب لاقتناعها بأنها تشكل حلاّ دائما لبسط الاستقرار بالمنطقة، في خضم الأزمات السياسية والأمنية التي تشهدها منطقة غرب أفريقيا ودول الساحل وتصاعد النفوذ الروسي.

المصدر: زنقة 20

إقرأ أيضاً:

الجزائر في تصعيد دبلوماسي جديد على خلفية الموقف الأمريكي من قضية الصحراء

في خضم التوترات الإقليمية القائمة بين الرباط والجزائر، أبدت الجزائر امتعاضًا شديدًا من تجديد الولايات المتحدة دعمها لمقترح الحكم الذاتي المغربي لحل نزاع الصحراء. وجاء هذا الانزعاج في أعقاب تصريحات رسمية صادرة عن وزارة الخارجية الأميركية تؤكد مجددًا أن واشنطن تعتبر مبادرة الحكم الذاتي، في إطار السيادة المغربية، « الحل الوحيد الممكن » لهذا النزاع طويل الأمد.

الرد الجزائري جاء عبر بيان لوزارة الشؤون الخارجية اعتبرت فيه أن دعم واشنطن لهذا الطرح « يتعارض مع مبادئ القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن »، ووصفت قضية الصحراء بأنها « ملف لتصفية الاستعمار » لم يُستكمل بعد، متمسكة بمبدأ « حق تقرير المصير »، في تأويل متكرر للقرار الأممي 1514، رغم التحولات الواقعية والسياسية التي شهدها الملف.

البعد الجيوسياسي للموقف الأميركي

الموقف الأميركي، الذي أعاد تأكيده وزير الخارجية ماركو روبيو خلال استقباله نظيره المغربي ناصر بوريطة في واشنطن، يأتي في سياق تعزيز التحالف الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والمغرب، لاسيما في ظل التحديات الأمنية في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل، والتنافس الإقليمي المتصاعد.
تصريحات روبيو أكدت أن « مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية تمثل الحل الجاد والواقعي الوحيد » للنزاع، داعيًا كافة الأطراف إلى الانخراط في مفاوضات على هذا الأساس، ما يعكس استمرار التوجه الأميركي المعتمد منذ إدارة ترامب.

تصعيد بلغة البيانات: تأزم أم إعادة تموقع؟

الجزائر، التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب منذ غشت 2021، لا تزال تستخدم ملف الصحراء كأحد مداخل الصراع السياسي الإقليمي، وقد واصلت في بيانها تبني رواية جبهة « البوليساريو »، التي تروج لفكرة « الإقليم غير المتمتع بالحكم الذاتي ». إلا أن الجزائر باتت تجد نفسها في موقف دبلوماسي أكثر صعوبة، مع تراجع التأييد الدولي للمقاربة الانفصالية، وتزايد عدد الدول التي تدعم مبادرة الحكم الذاتي أو تفتح قنصليات في الأقاليم الجنوبية للمملكة.

ويفسَّر هذا الموقف الجزائري المتشنج باعتباره رد فعل على عزلة دبلوماسية متزايدة، خاصة مع تمدد الحضور المغربي في العمق الإفريقي وتعاظم التعاون الأمني والدفاعي بين الرباط وقوى كبرى، لا سيما واشنطن وباريس، ناهيك عن الدعم المتنامي من بلدان الخليج.

قراءة في السياق الأوسع: التنافس المغربي الجزائري

البيان الجزائري الأخير لا يمكن قراءته بمعزل عن صراع النفوذ بين الرباط والجزائر، والذي يمتد إلى ملفات عدة: من الساحل الإفريقي، إلى العلاقات مع أوروبا، وصولًا إلى رهانات الطاقة والهجرة.

في الوقت الذي تعزز فيه المغرب موقعه كشريك موثوق للغرب في قضايا الأمن ومكافحة الإرهاب والتعاون الاقتصادي، تسعى الجزائر إلى استعادة دورها الإقليمي عبر مداخل تقليدية، أبرزها ملف الصحراء، غير أن المتغيرات الإقليمية والدولية تُقلص من فعالية هذا النهج.

التوتر المغربي الجزائري حول قضية الصحراء يبدو مرشحًا للتصاعد، لا سيما مع استمرار الفجوة في المواقف حول جوهر النزاع وآفاق تسويته. وبينما تنخرط الرباط في دينامية أممية مدعومة من قوى كبرى، تواصل الجزائر التمترس خلف سردية تتآكل مصداقيتها، ما يجعل الحل الأممي أكثر قربًا من التصورات الواقعية التي توازن بين السيادة والاستقرار.

 

 

كلمات دلالية الجزائر الصحراء المتحدة المغرب الولايات توتر دبلوماسية

مقالات مشابهة

  • تجديد الدعم لقضية الصحراء المغربية بواشنطن
  • واشنطن تجدد اعترافها بسيادة الرباط على الصحراء الغربية
  • تقرير: واشنطن ستدفع نحو الحل النهائي لقضية الصحراء في الشهور القليلة المقبلة
  • الجزائر في تصعيد دبلوماسي جديد على خلفية الموقف الأمريكي من قضية الصحراء
  • النظام الجزائري يعلق بخوف على تأكيد واشنطن دعمها سيادة المغرب ويبدي إستعداده التجاوب مع أوامر ترامب
  • الجزائر تتأسف لتأكيد موقف أمريكا الداعم لخطة المغرب للحكم الذاتي بالصحراء الغربية
  • وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو:امريكا تعترف بالسيادة المغربية على الصحراء
  • ترامب يستعد لاطلاق مفاوضات لحل قضية الصحراء في إطار الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية (وزير الخارجية الأمريكي)
  • الضربة القاضية : إدارة ترامب تجدد التأكيد على دعم سيادة المغرب على الصحراء والحكم الذاتي حلٌ وحيد
  • مساعد وزير الخارجية الأسبق: زيارة الرئيس الفرنسي للعريش تؤكد الرفض القاطع لتهجير الفلسطينيين