موسكو-سانا

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن تغييرات لا رجعة فيها تتم في الوضع العالمي، حيث يحل محل النظام الحالي نموذج متعدد الأقطاب.

ونقل موقع “آر تي” عن بوتين قوله خلال كلمة ألقاها في الجلسة العامة لمنتدى “روسيا تنادي” الاستثماري: “لقد دخل العالم في حقبة من التغييرات الجذرية.. والدول القوية وذات السيادة هي فقط التي يمكنها الصمود”، مشيراً إلى أن النخب الغربية تحاول كبح نمو الدول الهامشية التي تستخدم كمستعمرات وقد ذهبت إلى حد إلغاء مبادئ اقتصاد السوق ذاتها.

وأوضح بوتين أنهم “في الغرب يتعاملون بمبدأ صديق أو عدو، حيث يمكن سرقة العدو، وتركه بلا شيء، كما يمكن حظر أصوله وشركاته ومؤسساته ومصادرتها وحتى تصفيتها وفقاً لتصنيف الدولة المالكة لها، إن كانت صديقاً أم عدواً.. بل يمكن أن يصل الأمر إلى التدمير الكلي تماماً، كما حدث مع خط أنابيب غاز السيل الشمالي”.

وتابع: “في الوقت الراهن بات هذا الأسلوب هو شكل المنافسة في العالم الذي يقوم على ما يسمونه “القواعد”.. نحن في روسيا لا نحتاج لمثل هذه القواعد”، مشيراً إلى أن “الغرب ينتهك المبادئ الأساسية مثل حرمة الملكية الخاصة، والبنوك الغربية التي كانت بمثابة مرافئ للأموال الأجنبية أصبحت مكانا للنهب والسرقة”.

ولفت بوتين إلى أن العالم يمر بتغيرات جوهرية ليس فقط على مستوى الشركات والبنوك، وإنما على مستوى الاقتصاد، مؤكدا أن هناك الكثير من الدول التي يمكنها العيش بلا ضغوط وبلا إملاءات وهناك زعماء قادرون على الدفاع عن مصالحهم الوطنية، وروسيا قادرة على التصدي لكل التحديات الخارجية.

وبين بوتين أن الحكومات التي فرضت العقوبات على روسيا هي من حرم من العمل في السوق الروسية.

وينعقد منتدى “روسيا تنادي” يومي الـ 7 والـ 8 من كانون الأول الجاري، وينظمه بنك “في تي بي”، ثاني أكبر بنك في روسيا في مركز التجارة العالمي بالعاصمة الروسية موسكو.

ويبحث المنتدى قضايا الاقتصاد الروسي والعالمي، وخاصة في المجال المصرفي والبنية التحتية للاتصالات، كما يعتبر ساحة لجذب الاستثمارات الأجنبية إلى روسيا وجسراً بين المستثمرين الأجانب والمحليين.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

اتفاق في الرؤى بين روسيا وتركيا بشأن الوضع في سوريا

أعلنت وزارة الخارجية الروسية اليوم الجمعة، أن الوزير الروسي سيرجي لافروف أجرى اتصالاً هاتفياً  مع نظيره التركي هاكان فيدان بشأن بحث التطورات في العالم وخاصة الوضف في سوريا.

اقرأ أيضاً: صحافة أمريكا تُبرز دور مصر في إنهاء مُعاناة غزة

وذكرت وكالة أنباء تاس الروسية أن مصدراً بوزارة الخارجية التركية أكد على أن المُكالمة تطرقت إلى دعم بلديهما للوحدة السياسية في سوريا. 

وأشار إلى اتفاق الجانبين على أهمية أن تكون عملية الانتقال السياسي في سوريا شاملة لجميع الأطياف.

شهدت العلاقات بين روسيا وتركيا تطورًا كبيرًا فيما يخص الوضع في سوريا، حيث توصلت الدولتان إلى توافقات استراتيجية على مدار السنوات الماضية رغم التوترات التاريخية والمواقف المتباينة. بعد تدخل روسيا العسكري في سوريا عام 2015 لدعم نظام بشار الأسد، كان من المتوقع أن تتصاعد الخلافات مع تركيا التي تدعم المعارضة السورية. لكن على الرغم من هذه الفروق، بدأت موسكو وأنقرة في التعاون بشكل متزايد، خصوصًا بعد إدراك الجانبين أن الحل العسكري في سوريا يحتاج إلى دور قوي من الدبلوماسية والتعاون بين القوى الإقليمية الكبرى. في عام 2017، أطلق الطرفان آلية "محادثات أستانا" مع إيران، والتي هدفت إلى إيجاد حل سياسي للصراع السوري من خلال تشجيع وقف إطلاق النار في بعض المناطق السورية، وتقديم الدعم للاتفاقات المتعلقة بالمناطق الآمنة.

التوافق بين روسيا وتركيا على الوضع في سوريا كان مدفوعًا بالعديد من المصالح المشتركة. من ناحية، تسعى تركيا إلى منع الأكراد السوريين المدعومين من واشنطن من تأسيس كيان مستقل على حدودها الجنوبية. من ناحية أخرى، سعت روسيا إلى تعزيز دور نظام الأسد في سوريا وإعادة استقراره، وهي خطوة تضمن نفوذ موسكو في المنطقة. هذا التوافق بين الجانبين انعكس في التنسيق العسكري في بعض الحالات، مثل عمليات عسكرية مشتركة في مناطق إدلب شمال غرب سوريا، وهو ما يظهر قدرة الدولتين على التنسيق في قضايا استراتيجية رغم تعارض بعض مصالحهما. لكن هذا التعاون لا يخلو من التحديات، حيث أن المواقف التركية تجاه وجود القوات الإيرانية في سوريا والضغوطات التي تتعرض لها تركيا بشأن إدارة الملف السوري تبقى موضوعًا حساسًا في العلاقات الثنائية.

على الرغم من التعاون الروسي التركي في بعض الملفات السورية، فإن هناك تحديات كبيرة قد تؤثر على استمرارية هذا التوافق. من أبرز هذه التحديات هي القضايا المتعلقة بالأكراد، حيث تعتبر تركيا أي دعم للقوات الكردية تهديدًا لأمنها القومي، بينما ترفض روسيا التهم التركية وتؤكد على أن التعامل مع الأكراد يجب أن يتم من خلال الحوار. أيضًا، هناك مخاوف تركية من الوجود الإيراني في سوريا، وهو ما يزعج أنقرة التي تعتبره تهديدًا لتوازن القوى في المنطقة. كما أن روسيا قد تواصل تعزيز علاقتها مع النظام السوري، ما قد يضع تركيا في موقف صعب إذا استمرت المحادثات بشأن المناطق الآمنة في الشمال السوري.

ورغم هذه التحديات، تبقى هناك فرص كبيرة للتعاون بين الجانبين في التوصل إلى حل سياسي شامل في سوريا، بحيث يتم الحفاظ على مصالح كل طرف دون التصادم المباشر. إذ قد تلعب تركيا دورًا مهمًا في مفاوضات الحل السياسي، خاصة في ظل التوترات المستمرة بين النظام السوري والمعارضة. من خلال ذلك، قد تشهد المنطقة تقدمًا نحو الاستقرار إذا نجح الطرفان في تجاوز خلافاتهما الحالية.

مقالات مشابهة

  • مسؤولة أممية: الوضع في غزة بلغ أبعادا لم يشهد التاريخ الحديث مثيلا لها
  • نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يصل إلى موسكو غدا الاثنين
  • مقررة أممية: الوضع في غزة بلغ أبعادا لم يشهد التاريخ الحديث مثيلا لها
  • سفير روسيا في الدنمارك: موسكو لن تسمح بتحويل البلطيق إلى بحر داخلي لحلف الناتو
  • ٧٠% من المساعدات كانت مصرية.. وزير الخارجية: الوضع في غزة أصعب مما نتخيل
  • بوتين يسمح لبنك “غولدمان ساكس” ببيع أصوله في روسيا
  • اتفاق في الرؤى بين روسيا وتركيا بشأن الوضع في سوريا
  • بوتين يسمح لبنك "غولدمان ساكس" ببيع أصوله في روسيا
  • ما الصلاة التي يجوز فيها ترك القبلة؟ عالم أزهري: في هذه «الصلوات فقط»
  • برلماني: حقوق الشعب الفلسطيني تاريخية مشروعة لا يمكن التفريط فيها