حيوانات التجارب.. ما مصيرها وهل من بديل؟
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
تُستخدم التجارب على الحيوانات لمعرفة المزيد عن الكائنات الحية وعن الأمراض التي تصيب الإنسان والحيوان، فمن خلال هذه التجارب يحصل العلماء على معلومات لا يمكن تعلمها بأية طريقة أخرى، وعندما يتم تطوير دواء أو تقنية جراحية جديدة، فمن غير الأخلاقي استخدام هذا الدواء أو التقنية لأول مرة على البشر لاحتمال أن تتسبب بالضرر عوضا عن النفع، وبدلاً من ذلك يُختبر الدواء أو التقنية على الحيوانات للتأكد من أنها آمنة وفعالة.
يُستخدم عدد من الأنواع الحيوانية المختلفة في التجارب، وبينما يدرك معظم الناس أن القوارض مثل الفئران والجرذان شائعة الاستخدام، يجهل كثيرون التنوع الكبير في الحيوانات المستخدمة، فالخنازير والخيول والثعابين والرئيسيات والأبقار والبوم والأغنام ليست سوى أمثلة قليلة، وتعتبر الكلاب أيضاً من حيوانات الاختبار الشهيرة، حيث تبرز كلاب البيغل بشكل خاص بسبب سلوكها الهادئ.
ويرجع القبول العام الواسع لاستخدام الحيوانات في الأبحاث إلى حد كبير إلى حقيقة أنها قدمت ابتكارات طبية أدت إلى تحسين نوعية حياة الإنسان، وزيادة متوسط العمر المتوقع بشكل كبير.
ومُنحت جائزة نوبل في الطب عام 2023 لكل من المجرية كاتالين كاريكو والأميركي درو وايزمان لمساهماتهما في تطوير إنتاج لقاحات "أم آر إن إيه" المضادة لفيروس كوفيد19، والتي جُربت واختُبارت على الفئران ككائن حي نموذجي بالغ الأهمية وكذلك على خلايا الثدييات.
وتعاني الكلاب والقطط والحيوانات الأليفة الأخرى من السرطان وأمراض القلب والسكري وأمراض المفاصل والعديد من الحالات الأخرى مثل البشر، وتتيح الأبحاث التي تشمل هذه الأنواع وغيرها من تطوير أدوية بيطرية جديدة آمنة وفعالة تعمل على تحسين صحة ورفاهية الحيوانات والبشر في جميع أنحاء العالم.
وتشير التقديرات إلى استخدام أكثر من 115 مليون حيوان سنوياً على مستوى العالم في التجارب أو في صناعات الطب الحيوي، وتندرج التجارب على الحيوانات ضمن فئتين: أساسية تهدف إلى البحث في علم الأحياء والأمراض البشرية، وتطبيقية تتعلق بالبحث والتطوير في مجال الأدوية واللقاحات واختبارات السمية والسلامة.
تعاني معظم الحيوانات من الحد الأدنى من الألم أو الانزعاج لفترة وجيزة عند استخدامها في الأبحاث (شترستوك) هل تعاني الحيوانات من التجارب الطبية؟تعاني معظم الحيوانات من الحد الأدنى من الألم أو الانزعاج لفترة وجيزة عند استخدامها في الأبحاث، فوفقاً لتقرير صادر عن وزارة الزراعة الأميركية، فإن نحو 94%من جميع حيوانات المختبر المبلّغ عنها لا تتعرض لإجراءات مؤلمة أو تعطى أدوية لتخفيف أي ألم ناتج عن إجراء ما، أما نسبة الـ 6% المتبقية من الحيوانات فتتعرض لإجراءات مؤلمة لا يتم إعطاؤها أي نوع من مسكنات الألم تساعد في تخفيف معاناتها أو ضيقها أثناء التجربة أو بعدها، لأن تخفيف الألم عنها من شأنه أن يتعارض مع غرض التجربة.
ويعاني جزء صغير من الحيوانات من ألم حاد أو طويل الأمد أثناء التجارب، لكن الباحثين الذين يقومون بهذه التجارب واللجان المؤسسية التي تشرف عليها يعتقدون أن هذا الألم له ما يبرره بحجم المشكلة التي صُممت التجارب لحلها.
وتحدد الجمعية الأوربية لأبحاث الحيوان 4 درجات من الخطورة التي تصيب حيوانات التجربة:
عدم التعافي: وهي الإجراءات التي تقع بالكامل تحت التخدير العام ولا يستعيد الحيوان وعيه منها. خفيفة: ويعاني فيها الحيوان من ألم خفيف أو معاناة أو ضيق على المدى القصير، وليس لها أي ضرر كبير على صحة الحيوان أو حالته العامة. معتدلة: وهي إجراءات من المحتمل أن تعاني الحيوانات بعدها من ألم معتدل قصير المدى أو ألم خفيف طويل المدى، أو معاناة أو ضيق، ومن المحتمل أن تسبب هذه الإجراءات ضعفاً متوسطاً في صحة الحيوانات أو حالتها العامة. شديدة: وفي هذه الحالة من المحتمل أن تعاني الحيوانات من ألم شديد أو ألم معتدل طويل الأمد أو معاناة أو ضيق، كما يُحتمل أن تُسبب ضرراً شديداً لسلامة الحيوان أو حالته العامة، ويدخل فيها على سبيل المثال أي اختبار يكون الموت فيه هو نقطة النهاية، أو تكون هناك وفيات متوقعة. تُقتل حيوانات التجارب عادة بمجرد انتهاء التجربة حتى يمكن فحص أنسجتها وأعضائها (شترستوك) مصير حيوانات التجاربتُقتل الحيوانات عادةً بمجرد انتهاء التجربة حتى يمكن فحص أنسجتها وأعضائها، ولا توجد إحصائيات دقيقة متاحة عن عدد الحيوانات التي قُتلت في المختبرات كل عام.
ففي بعض المشاريع البحثية، تخضع الحيوانات لإجراءات تجريبية ثم تتلقى رعاية داعمة، لأن بقاءها على المدى الطويل والتحقق من صحة الأساليب هي أهداف العلاج، مثل تطوير زراعة الأعضاء ودراسة تأثير السموم.
وتخضع بعض حيوانات الأبحاث لمواد سامة وإجراءات مؤلمة حتى تصاب بالعجز أو الموت، كما هو الحال عند تحديد الجرعة المميتة من الإشعاع المستخدم في علاج السرطان.
في بعض الحالات تموت الحيوانات كنتيجة متعمدة للتجربة (شترستوك)ويُقتل البعض للحصول على عضو أساسي مثل الكبد لاستخدامه في مزيد من الدراسات، وتُخدر حيوانات تجارب أخرى وتخضع لإجراء تجريبي وتقتل دون أن تستعيد وعيها.
وفي بعض الحالات، تموت الحيوانات كنتيجة متعمدة للتجربة، فعلى سبيل المثال، يتضمن اختبار "إل دي 50" (LD50) (الجرعة المميتة 50%) والذي يُجرى عادةً على الفئران والجرذان والطيور والأسماك، تحديد جرعة مادة (مثل مبيد حشري) تؤدي إلى وفاة 50% من الحيوانات التي تخضع للاختبار.
ومن النادر جداً أن يتم تبني الحيوانات أو توضع في ملاذ آمن بعد إجراء الأبحاث عليها. ومع ذلك، تقوم عدة ولايات أميركية بتمرير قوانين تتطلب من المختبرات، عندما يكون ذلك ممكناً، تقديم الكلاب والقطط إلى الملاجئ ومنظمات الإنقاذ الأخرى حتى يمكن تبنيها في منازل بعد انتهاء التجارب التي تُستخدم فيها.
العالم يتجه نحو مستقبل تهيمن عليه الأساليب المتطورة من التقنيات في تجارب لا تعتمد على الحيوانات (شترستوك) أساليب بديلةيرى فريق من العلماء أن التجارب الطبية والعلمية على الحيوانات أصبحت أساليب قديمة غير فعالة، وأن معظم التجارب على الحيوانات غير مجدية.
وتوصلت مراجعة نشرت عام 2014 في المجلة الطبية البريطانية بأنه حتى في حالة الأبحاث التي تحقق نتائج واعدة على الحيوانات، فإنها غالباً ما تفشل في التجارب البشرية، ونادراً ما يتم اعتمادها في الممارسة السريرية، وأن أكثر من 90% من الاكتشافات العلمية الأساسية -وأغلبها من تجارب على الحيوانات- تفشل في التوصل إلى علاجات بشرية.
ويخلص تقرير قدمته المنظمة الصناعية للتقانة الحيوية (BIO) عن معدلات نجاح التجارب العلمية على الحيوانات بين عامي 2011 و2020، إلى أن 92% من الأدوية تفشل في التجارب البشرية على الرغم من أنها اجتازت اختبارات ما قبل السريرية، بما في ذلك الاختبارات على الحيوانات.
لذا يتجه العالم نحو مستقبل تهيمن عليه الأساليب المتطورة التي تستخدم الخلايا والأنسجة والأعضاء البشرية والطباعة الثلاثية الأبعاد والروبوتات ونماذج الحاسوب وغيرها من التقنيات في تجارب لا تعتمد على الحيوانات.
من الممكن استخدام خلايا من ورم مريض السرطان لاختبار أدوية للحصول على العلاج المناسب (شترستوك)تعد هذه التقنيات أفضل لكل من الحيوانات والبشر، لأنها عادة ما تكون أسرع وأقل كلفة وأكثر دقة من التجارب على الحيوانات التي استُخدمت لعقود من الزمن.
من هذه الطرق البديلة نموذج "الأعضاء البشرية على الرقائق" (Human Organs-on-Chips)، وهي شرائح دقيقة ثلاثية الأبعاد يتم إنشاؤها من خلايا بشرية تبدو وتعمل مثل الأعضاء البشرية المصغرة، وتُستخدم الأعضاء على الرقائق لتحديد كيفية استجابة الأجهزة البشرية للأدوية أو المواد الكيميائية المختلفة، وللتعرف بالضبط على ما يحدث أثناء العدوى أو المرض.
كما تستخدم نماذج الحاسوب المتطورة المعلومات الموجودة، عوضا عن إجراء المزيد من الاختبارات على الحيوانات للتنبؤ بكيفية تأثير دواء أو مادة كيميائية.
ويمكن أيضاً استخدام الخلايا المأخوذة من ورم مريض السرطان لاختبار أدوية وجرعات مختلفة للحصول على العلاج المناسب تماماً لهذا الشخص المحدد، عوضا عن اختبار الأدوية على الحيوانات، كما يمكن الاعتماد على مزارع الخلايا حيث تُزرع الخلايا البشرية والحيوانية في المختبر لدراستها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الحیوانات من من الحیوانات فی التجارب من ألم التی ت
إقرأ أيضاً:
شرب الماء وأثره على الصحة ..الكمية المطلوبة
وراجع باحثون من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو (UCSF) 18 دراسة سابقة، شملت 48 مشاركا في المتوسط، وأظهرت النتائج أن شرب الماء بكثرة له تأثيرات إيجابية على الصحة.
وعلى الرغم من أن الأبحاث المتعلقة باستهلاك كميات كبيرة من الماء، مثل شرب أكثر من 8 أكواب يوميا، لم تتوصل إلى استنتاجات ثابتة بسبب اختلاف النتائج بناء على عوامل مثل الجنس والعمر والبيئة، إلا أن هذه المراجعة أظهرت أن شرب الكثير من الماء لا يقتصر فقط على الشعور بالانتعاش. وأفاد الدكتور بنيامين بريير، طبيب المسالك البولية في جامعة كاليفورنيا، أن الأبحاث الدقيقة حول هذا الموضوع كانت محدودة، لكن في بعض المجالات كانت هناك فوائد واضحة وذات دلالة إحصائية.
وحدد فريق البحث عددا من الفوائد الصحية الأكثر أهمية المرتبطة بشرب المزيد من الماء، وهي تقليل خطر الإصابة بحصوات الكلى والمساعدة في إنقاص الوزن. كما أظهرت بعض الدراسات الفردية أن شرب المزيد من الماء يمكن أن يساعد في الوقاية من الصداع النصفي وتقليل التهابات المسالك البولية والتحكم في مرض السكري وخفض ضغط الدم.
ومع ذلك، لم تكن الدراسات التي تمت مراجعتها صارمة بما يكفي لإثبات علاقة سببية بين شرب الماء والفوائد الصحية.
من جهة أخرى، يظل الجفاف موضوعا مثيرا للاهتمام في الأبحاث الصحية، حيث ارتبط نقص الماء في الجسم بقصر العمر وزيادة خطر الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة. ويستخدم الماء للحفاظ على برودة الجسم والتخلص من السموم، وبالتالي من الضروري تعويض فقدانه باستمرار.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، يُنصح الرجال بشرب حوالي 3.2 لتر من الماء يوميا (ما يعادل 14 كوبا)، والنساء بحوالي 2.7 لتر يوميا (أي 11 كوبا)، خصوصا في المناخات المعتدلة. ولكن الكمية المطلوبة قد تختلف بناء على الجسم والبيئة.
وأخيرا، أكد بريير على ضرورة استشارة الطبيب أو الاعتماد على مصادر موثوقة للحصول على معلومات دقيقة حول تأثيرات شرب الماء على الصحة، كما أشار إلى أنه لا يوجد نهج واحد يناسب الجميع في استهلاك الماء. فبينما قد يكون شرب المزيد من الماء مفيدا للبعض، قد يستفيد آخرون من شرب كميات أقل.