د. مرتضى الغالي

ما هو هدف (السلطان بهلول) ياسر العطا..! هل أراد فعلاً إعلان ما بدر منه من شتيمة الدول وحكوماتها وقادتها؟ أم أن الفلول هم الذين أرادوا توريطه بنشر كلامه على أوسع نطاق من اجل استمرار الحرب ومواصلة قتل المواطنين..؟!
هل قصد العطا فعلاً إعلان شتائمه على الملأ..؟ أم أراد أن تكون خطبته البتراء (محصورة على الضيّق) أمام قلة قليلة مما تبقى تحت إمرته من جنود.

.حالهم يغني عن سؤالهم (زياً وتسليحاً وسوء تغذية)..!
في كلمة واحدة قام العطا بتوجيه شتائمه لخمسة من دول الجوار والإقليم بالإضافة إلى المنظمات الأممية والإقليمية.. و(لعن خاش) حكومات وقادة كينيا ويوغندا وإثيوبيا وتشاد والإمارات والإيقاد والاتحاد الإفريقي..والأمم المتحدة..!
هل يستطيع العطا (أن يبلع ما قاله) والكيزان من خلفه ومن أمامه..يستخدمونه ولا يريدون منه نفعاً غير البذة التي يرتديها باسم الجيش..! الجيش الذي كانت الميزانية العامة تخصص له ما يزيد عن ثلاثة أرباعها.. فأين ذهبت هذه الأموال..؟! هل ذهبت فعلا للتسليح..؟ وأين البرهان وياسر العطا من ذلك؟ وأين هي (الطائرات الخردة) في الصفقة الوهمية التي أبرمها (المدافع الشرس بالنظر) عبدالرحيم محمد حسين وذكرت وقائعها الصحائف؟! هل ذهبت أموال التمويل الضخمة للأسلحة والمعدات الحديثة؟ أم ذهبت إلى (الجيوب التي لا ترتوي) بينما الجنود يتضوّرون جوعاً ولا يستلمون حتى رواتبهم..وهم في حالة من الفقر والعوَز والهزال حتى في ملابسهم العسكرية..؟ أين أزياء الجنود وأحذيتهم…؟!
طريق ياسر العطا هو الطريق الذي سلكه البرهان وكباشي..؟ وقد شاهدهم العطا يهربون و(يتسللون لواذا) من القيادة واحداً تلو الأخر..(فأخذته الغيرة)…!! ولو كان لهذا الرجل من (واعز) أو (واعظ) لرأى في صاحبيه ما ينتظره من (سيماء الخسف والذل) وحالة الاستعطاف والاستجداء البرهانية لرئيس الإيقاد وطلب وساطة أسياس أفورقي..ثم (مسح الجوخ) لرئيس كينيا الذي قال لهم في بداية هوشة الحرب (أوقفوا هذا الهراء) فرد عليه ياسر العطا بحديث (بلدي خااالص) من نوع (إنت كان راجل تعال هنا) على طريقة تحريشات مراهقي (بؤرة كولمبيا) أسفل كبري النيل الأزرق..؟!
هل يتذكر ياسر العطا ورفيقاه وهم قادة الجيش (حامي حمى الوطن) ما حدث في فض الاعتصام وفتح النيران وطاقات الجحيم على شباب عزّل وهم نائمون.. وانطلاق مهرجان القتل والترويع والتعذيب والاغتصاب من النظاميين ومليشياتهم وباسم قوات الأمن والشرطة..ثم التلذذ بالضرب والطعن والسحل وإجبار الشباب على الزحف في مياه الصرف الصحي والتبول عليهم..! ثم ربط الشباب والصبيان على بلوكات الاسمنت قبل قذفهم أحياء في قاع النيل…ثم نهب الفلوس والموبايلات بعد إحراق الخيام بما فيها من بشر..!
هذا هو المصير الذي ينتظر ياسر العطا..وهذه هي مأساته ومأساة رفاقه الانقلابيين..وهذا المصير الذي يكتنفهم لا يزال فقط في بداياته..وسوف تضيق بهم الأرض بما رحبت..(ويمكرون ويمكر الله..والله خير الماكرين)..!
هذه هي خلاصة مسيرتهم وهم يسيئون للجيش الوطني ويأتمرن بأمر الكيزان في حين يضعون على صدورهم مثاقيل النياشين والأنواط والنجوم المذهبة وشارات الأركان و(برنيطة مونتجمري)..وكأنهم انتصروا في معركة العلمين؟!
لا سبيل لمصير ياسر العطا غير أن يسلك ذات طريق الآلام والإذلال وهو يحمل على كتفيه عار هزيمة قيادة الجيش التي تأتمر بأمر الفلول..وهذا لن يجعله هو ورفاقه بمنأى عن الحساب (طال الزمن أم انكمش) والعطا شاهد على ما قاله الكباشي بعضمة لسانه عن فض الاعتصام (إن ما “حدس” في فجر الاثنين هو عمل قامت به القوات المشتركة لولاية الخرطوم مدعومة بعدد من وكلاء النيابة)..!
هل قال الكباشي ذلك في (مقهي شعبي) أم أعلنه من منصة المتحدث الرسمي باسم مجلس البرهان وقيادة الجيش ومعه في المنصة لواءات السوء بقبعاتهم ودبابيرهم…؟!
إلى أين تذهبون من عذاب رب العالمين ومن عذاب الدنيا وسطوة القانون ودماء الضحايا…؟! لن يحميكم الكيزان..لقد مضى وقت العنجهية…الآن تخلعون هذه الدبابير وتنظرون إلى الأرض أمام (حضرة الإيقاد) و(جناب الرئيس الكيني) ” وليام روتو”..؟! الله لا كسّبكم..!

الوسومد. مرتضى الغالي

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: یاسر العطا

إقرأ أيضاً:

(عودة وحيد القرن) كانت من أنجح العمليات التي قام بها قوات الجيش السوداني

(عودة وحيد القرن)
مر أسبوعان والقيادة العامة للقوات المسلحةمحاصرة حصارا رهيبا . بداخل القيادة العامة قوة لا تتجاوز 500 فردا وعدد من الضباط وضباط الصف وذلك في بداية شهر مايو وهو من الشهور شديدة الحرارة يمثل منتصف الصيف تماماً
الجنود معهم القائد العام ومعنوياتهم مرتفعة عالياً في عنان السماء ولكن الجوع والعطش هما السلاح المميت لهذة القوة فإنتهي كل ما يؤكل ويشرب فاصوات الذخيرة والمفرقعات والمتفجرات لا تعني بالنسبة لهم شيئا ، ولكن الجوع والعطش هو العدو الأول الذي لا يرحم ولا يحتاج إلى تكتيك أو خطة للهجوم عليهم هبط عليهم فجاة فصارت القوة بين ليلة وضحاها تضج جوعاً وعطشا فوقعت القوة بين مطرقة الجوع والعطش وسندان قوة التمرد التي ضربت حصاراً عنيفاً علي القيادة العامة
بذلت وحدة سلاح الإشارة مجهودا مضني لإرسال رسائل مشفرة الي قاعدة وادي سيدنا لأن خطة إسقاط الطعام من الجو فشلت تماماً لوجود المضادات الأرضية الشرسة حول القيادة العامة…!
اجتمع القائد مع قواته في قاعدة وادي سيدنا فقرروا ادخال الكساء والدواء والطعام الي القيادة العامة عن طريق النهر فجلبوا قاربين من القوارب النهرية البخارية بالاشتراك مع الشرطة النهرية وبعض جنود البحرية فكانت عملية في غاية من السرية وكعادة الجيش السوداني لابد من عمل بروفة أو تمثيلية او تجربة لهذه العملية لتأكيد نحاجها فظهرت لهم ملاحيظ (ملحوظات)
إن خط السير من وادي سيدنا الي القيادة العامة عبر النهر سيكون ملفتاً للعدو بسبب صوت مكنات القارب ولون القارب الأبيض..! فقرروا طلاء القوارب باللون الاسود كما صوت الماكينات وصوت تيار المياه سيكون عالياً لأنهم يبحرون عكس التيار الشديد فى شهر مايو
فكان القرار أن تنقل القوارب برا الي قرية أم دوم بعد طلائها باللون الاسود فنقلت ليلاً إلي نهاية أم دوم بواسطة شاحنات ضخمة ووضعت بالقوارب صناديق ضخمة بها ايطارات لسهولة السحب والجر فيمكن سحبها بواسطه جنديين فقط وهي تحمل أكثر من طن من المواد المختلفة ومن داخل الصناديق صندوق سري رقم بالرقم (صفر ) وشددت الحراسة عليه لأن به طائرات صغيرة مسيرة وطائرات درون مفككة أجزاء وضعت بعناية داخل الصندوق كما وضعت آليات حفر لحفر بئر مياه بالقيادة العامة وهو اهم بند لتجنب العطش نهائيا
تحركت القوارب بعد أن قرأ المقدم محمد الفاتح (سورة يس وختمها بالفاتحة) ثم تحرك الركب الميمون( 10 ضباط 15 جندي)
تحركت القوارب دون أن تشغل محركاتها فإنسابت القوارب انسايبا سهلاً جميلاً موفقاً فى النيل الخالد كان ذلك ( في يوم 2 شهر مايو) حتي وصلت كبري المنشية في وقت قياسي في منتصف النهر تحت الكبري تماما انزل الهلب فتوقفت القوارب تماما حتى منتصف الليل ثم سارت فكان برج الاتصالات شمالها ثم وصلت بري الفلل الرئاسية ثم توقفت تماماً تحت كبري النيل الازرق (كبري الحديد)
فسحبت الصناديق بسهولة_ لوجود الاطارات بها_ من القوارب ثم دخلت سحبا الي مستشفي العيون ومنها إلى مستشفى البشير الجديد
فكانت الإشارة المتفق عليها( سر الليل)) عدد اثنين قذيفة مضاءة عند هذه النقطة (مستشفى البشير)
فأطلقت القذائف فجأة من داخل القيادة العامة تحركت قوة وقوامها (400 فرد) فاطلقوا وابلا من النيران في كل الاتجاهات
فتحركت الصناديق تحت تغطية النيران حتي دخلت القيادة العامة عند دخولها القيادة العامة هلل الجميع وسجدوا شكرا لله حيث كان الخير وفيرا من مياه وغذاء وكساء ودواء وادوات حفر
تحركت القوارب بعد سماع صوت الذخيرة تاركة جزيرة توتي شمالها مروراً بكبري شمبات وكبري الحلفايا
فوصلت النقطة المعنيةقبال قاعدة وادي سيدنا فكان الاحتفال في وادي سيدنا إطلاق صواريخ مكثيفة بادلتها المدفعية بوابل من النيران الراجمات تحية للقائد العام للجيش السوداني
تحية رغم حصاره في القيادة العامةفكسر الحصار عنوة واقتدارا ( رجالة وعين حمراء)
سميت العملية (عودة وحيد القرن)
فكانت من أنجح العمليات التي قامت بها قوات الجيش السوداني
التحية لقوات الشعب المسلحة
والتحية لكل القوات النظامية وكل من يحمل السلاح ضد المتمردين الخونة
و الله المستعان
عبد الشكور حسن احمد
المحامي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • حصاد 2024.. أبرز الخواتم الذكية التي أطلقت في هذا العام
  • الموسوي من حورتعلا: ثبات المقاومة مع الجيش والشعب هو الذي يقدم الحماية
  • تبيان توفيق: اخير يدقوني الكيزان بدل دق الجنجويد !!
  • معاوية عوض الله: العقوبات التي تصدر تجاه قادة الجيش لن تزيدنا إلا قوة وصلابة
  • في عكّار.. ما الذي ضبطه الجيش؟
  • (عودة وحيد القرن) كانت من أنجح العمليات التي قام بها قوات الجيش السوداني
  • لدى لقائه خالد الإعيسر: ياسر العطا يؤكد أهمية دور الإعلام في حرب الكرامة
  • ‏وسائل إعلام إسرائيلية: الجيش الإسرائيلي يبدأ التحقيق في أسباب عدم اعتراض الصاروخ الذي أطلق من اليمن
  • شاهد بالفيديو.. مع وصلة رقص مثيرة.. التيكتوكر السودانية رندا خليل تضع صور قادة الجيش “البرهان وكباشي والعطا” والعلمين السوداني والمصري في مدخل شقتها بالقاهرة
  • قائد الجيش: لبنان يحمي الطوائف وليست الطوائف هي التي تحميه