كشف موقع بريطاني أن حكومة المملكة المتحدة تواجه ضغوطًا متزايدة لتوضيح موقفها من المواطنين البريطانيين الذين يقاتلون إلى جانب إسرائيل، وذلك بعد مقتل جندي مزدوج الجنسية في غزة وتزايد ارتكاب جرائم حرب على يد القوات الإسرائيلية في القطاع.

وذكر "ميدل إيست آي"، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن المركز الدولي للعدالة لفلسطينيين، الذي يمثل مجموعة مناصرة للحقوق الفلسطينية، بعث برسالة إلى وزارة الخارجية والكومنولث والتنمية، في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، للحصول على توضيحات بشأن سياستها في أعقاب تقارير عن انضمام بريطانيين إلى الجيش الإسرائيلي في أعقاب عملية "طوفان الأقصى"، التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

لكن بعد مرور أكثر من شهر، لم يتلق المركز أي رد من الوزارة، بحسب الموقع البريطاني، مشيرا إلى أن اللجنة الدولية للعدالة والتنمية في وزارة الخارجية البريطانية حذرت، في رسالة متابعة بعثت بها في وقت لاحق من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، من وجود "خطر جدي بوقوع إبادة جماعية" في غزة بعدما قُتل أكثر من 16 ألف فلسطيني خلال الهجوم الإسرائيلي المستمر منذ شهرين.

وتقول اللجنة إن البريطانيين الحاملين للجنسية الإسرائيلية "معرضون لخطر المشاركة في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وأعمال إبادة جماعية"، مشددة على أن اتخاذ حكومة المملكة المتحدة خطوات لمنع أعمال الإبادة والمعاقبة عليها بات "واجبًا قانونيًا"، باعتبارها موقعة على الاتفاقية الدولية للإبادة الجماعية.

وفي علامة على الارتباك المحيط بسياسة المملكة المتحدة، عندما تم الاتصال بالمتحدث باسم وزارة الخارجية للتعليق، أحال "ميدل إيست آي" إلى وزارة الداخلية، التي أحالت بدورها الموقع البريطاني مجددا إلى وزارة الخارجية.

وفي نهاية المطاف، قال متحدث باسم الخارجية البريطانية إن الوزارة نصحت بعدم السفر إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية إلا للضرورة، مشيرا إلى أن "المواطنين مزدوجي الجنسية قد يكونون مسؤولين عن الخدمة العسكرية في بلد آخر".

وفي الشهر الماضي، أدلى توم توغندهات، وزير الدولة بوزارة الداخلية، بتصريحات مماثلة عندما رد على سؤال حول المواطنين البريطانيين الذين يقاتلون في الجيش الإسرائيلي، لكنه قال أيضا: "يجب على أي شخص يسافر إلى مناطق النزاع للمشاركة في نشاط غير قانوني، أن يتوقع أن يتم التحقيق معه عند عودته إلى المملكة المتحدة. ويتم اتخاذ القرارات المتعلقة بالملاحقات القضائية بشكل مستقل من قبل الشرطة وهيئة الادعاء الملكية على أساس كل حالة على حدة".

اقرأ أيضاً

المقاومة الفلسطينية: تدخل بريطانيا يجعلها شريكة في المجازر الإسرائيلية ضد غزة

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أكد الجيش الإسرائيلي أن بنيامين نيدهام، وهو مواطن بريطاني يبلغ من العمر 19 عامًا انتقلت عائلته إلى إسرائيل قبل 10 سنوات، "توفي أثناء القتال من أجل إسرائيل في غزة".

وقال الجيش الإسرائيلي إن نيدهام، الذي قاتل مع الكتيبة 601 من فيلق الهندسة القتالية، قُتل بعد أن دخلت وحدته مبنى وواجهت مقاتلين فلسطينيين.

وقُتل مواطن بريطاني آخر يخدم في الجيش الإسرائيلي، وهو ناثانيال يونغ، البالغ من العمر 20 عامًا، في عملية "طوفان الأقصى".

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، قُتل 401 جندي إسرائيلي، من بينهم 75 خلال الهجوم البري داخل غزة.

ونشر مرشد سياحي بريطاني مقيم في إسرائيل، يدعى "سيمون ليفي"، لقطات على منصة إنستجرام، تظهره وهو يقاتل في صفوف جيش الاحتلال في غزة، وفي أحدها يرفع العلم الإسرائيلي فوق مبنى يقول إنه مدرسة في غزة.

وفي فيديو آخر، رسم ليفي نجمة داود على جدار مبنى، يُزعم أنه منزل أحد قادة حماس، وقال: "داخل غزة، يلوحون بالعلم الإسرائيلي، في إحدى المدارس التي يدرسون فيها الإرهاب، لذا فقد حان الوقت لتعليم شيء ما عن إسرائيل. حن هنا لنبقى، لن نذهب إلى أي مكان، ولن نتحمل رعبكم، وسنبدأ تدريس اللغة العبرية هنا قريبًا".

وفي السياق، قالت المستشارة القانونية البارزة في المركز الدولي للعدالة والسلام، إيلورا شودري، إنها تشعر بالقلق إزاء عدم وجود توجيهات من حكومة المملكة المتحدة بشأن المواطنين البريطانيين الذين يذهبون للقتال في صفوف الجيش الإسرائيلي.

وأضاف شودري: "البريطانيون الذين يخدمون في الجيش الإسرائيلي يواجهون خطراً حقيقياً بالتواطؤ في جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، وربما الإبادة الجماعية".

وأشارت إلى مرور أكثر من شهر منذ أن طلبت اللجنة الدولية للعدالة والتنمية من وزارة الخارجية البريطانية توضيح الموقف القانوني بشأن البريطانيين الذين يقاتلون في جيش الدفاع الإسرائيلي، مضيفة: "إن فشلها في الرد هو أمر غير مسؤول على الإطلاق في مواجهة الوضع الكارثي في غزة، مع وجود أدلة واضحة على جرائم وحشية جماعية يرتكبها الجيش الإسرائيلي".

ودعت شودري حكومة المملكة المتحدة إلى توفير نفس الوضوح للمواطنين البريطانيين الذين يفكرون في القتال من أجل إسرائيل كما فعلت للمواطنين البريطانيين الراغبين في القتال بأوكرانيا.

وتنص التوجيهات البريطانية الرسمية على أن أنشطة مواطني المملكة المتحدة الذين يسافرون إلى أوكرانيا للقتال أو مساعدة الآخرين المشاركين في الحرب، "قد ترقى إلى مستوى الجرائم بموجب تشريعات المملكة المتحدة، ويمكن محاكمتهم عند عودتهم".

اقرأ أيضاً

الإعلامي المصري معتز مطر أول أجنبي تعاقبه بريطانيا بسبب غزة

المصدر | ميدل إيست آي/ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل غزة حماس بريطانيا البريطانيين المملكة المتحدة حکومة المملکة المتحدة البریطانیین الذین الجیش الإسرائیلی وزارة الخارجیة فی غزة

إقرأ أيضاً:

هآرتس: حكومة إسرائيل قررت التخلي عن الأسرى في غزة

قالت صحيفة "هآرتس" العبرية، صباح اليوم الجمعة 4 أبريل 2025، إن حكومة إسرائيل قررت التخلي عن الأسرى الرهائن في قطاع غزة .

وأوضحت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم، إن "59 من الأسرى لا يزالون بيد حماس في قطاع غزة منذ 555 يوماً، وحكومة نتنياهو تواصل التخلي عنهم، هذا التخلي ليس نتيجة تقاعس، بل هو ناتج عن قرارات فعّالة تتخذها الحكومة، وإسرائيل قررت العودة إلى القتال الفعّال في غزة وتعريض حياتهم للخطر".

إقرأ أيضاً: إسرائيل: العمليات في غزة ستتوسع تدريجياً وهذا هو الطريق الوحيد لوقف الحرب

وأشارت إلى أن "يوم الثلاثاء هذا الأسبوع، أمر الجيش سكان رفح والمناطق المحيطة بها بالإخلاء. ويوم الأربعاء، أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن الجيش سيسيطر على "محور موراج" كجزء من تقسيم القطاع، ليكون بمثابة "محور فيلادلفي إضافي". وهذه الخطوات، إلى جانب استمرار القصف في القطاع الذي يودي بحياة مئات الفلسطينيين، هذا يثبت أن حكومة إسرائيل قررت التخلي عن الأسرى".

وأكدت الصحيفة، أن "التصريحات الجوفاء التي تدّعي أن الضغط العسكري سيؤدي إلى استعادة الأسرى، ما هي إلا كلام للاستهلاك، يهدف إلى إسكات عائلات الأسرى وجزء من الجمهور الذي لا يزال يصدق أولئك الذين يرفضون تحمّل المسؤولية عن فشلهم في 7 أكتوبر، بل ويرفضون حتى تشكيل لجنة تحقيق رسمية".

وتابعت بان "رئيس الحكومة يتحرك على كل الجبهات الممكنة، باستثناء الجبهة الأهم على الإطلاق – إعادة الأسرى. إنه غارق حتى أذنيه في محاكمته في قضية "الملف 4000"، ويصدر مقاطع فيديو هستيرية على خلفية فضيحة "قطر-غيت" للدفاع عن مستشاريه المعتقلين، ولا يخجل من وصفهم بـ"رهائن"، يطلق أسماء لمرشحين محتملين لخلافة رئيس الشاباك، رغم أن المحكمة العليا لم تقرر بعد إن كان فصل رونين بار قانونياً، وها هو الآن يجد الوقت لزيارة صديقه السلطوي فيكتور أوربان في هنغاريا، في زيارة ستستمر حتى الأحد".

وأشارت الصحيفة إلى أن "رئيس الحكومة سيستمتع بالضيافة والرفاهية بينما 59 شخصاً – يُعتقد أن من بينهم 22 على قيد الحياة – يعانون ويذبلون في أسر حماس في غزة".

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية بالصور: الجيش الإسرائيلي يعلن توسيع عمليته البرية شمال قطاع غزة إسرائيل: العمليات في غزة ستتوسع تدريجياً وهذا هو الطريق الوحيد لوقف الحرب ترامب : سنعمل على حل مشكلة غزة ونتنياهو سيزورنا قريبا الأكثر قراءة أغلبية عظمى في إسرائيل غير راضية من أداء نتنياهو الأونروا تُحذّر من مخاطر تراكم النفايات في غزة حماس: نأمل أن تشهد الأيام القليلة القادمة انفراجة حقيقية في مشهد الحرب بالصور: 75 ألف مُصل يؤدون الجمعة الأخيرة من رمضان في المسجد الأقصى عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • الهند تعلن موقفها من الرسوم الجمركية الأميركية
  • ضغوط أميركية على مجلس حقوق الإنسان دفاعاً عن إسرائيل
  • الرملي: ترامب نَفعي.. وليبيا بحاجة لتوضيح مطالبها في أي شراكة مع واشنطن
  • حملة مقاطعة منتجات إسرائيل والشركات الداعمة لها في بريطانيا
  • إسرائيل تمنع دخول نائبين بريطانيين وتزعم نيتهم ​​نشر خطاب الكراهية
  • أول تعليق من لندن على احتجاز نائبين بريطانيين في إسرائيل
  • مفتي الجمهورية يؤدي واجب العزاء في مدينة نوى بشهداء الوطن الذين ارتقوا جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي
  • على خلفية موقفها الداعم للفلسطينيين.. فشل حملة الاحتلال وأمريكا ضد “فرانشيسكا ألبانيز”
  • هآرتس: حكومة إسرائيل قررت التخلي عن الأسرى في غزة
  • مطاردة ثم اغتيال في لبنان.. من هم قادة حماس الذين قتلتهم إسرائيل؟