ضغوط حقوقية على حكومة بريطانيا لتوضيح موقفها من قتال بريطانيين في غزة
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
كشف موقع بريطاني أن حكومة المملكة المتحدة تواجه ضغوطًا متزايدة لتوضيح موقفها من المواطنين البريطانيين الذين يقاتلون إلى جانب إسرائيل، وذلك بعد مقتل جندي مزدوج الجنسية في غزة وتزايد ارتكاب جرائم حرب على يد القوات الإسرائيلية في القطاع.
وذكر "ميدل إيست آي"، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن المركز الدولي للعدالة لفلسطينيين، الذي يمثل مجموعة مناصرة للحقوق الفلسطينية، بعث برسالة إلى وزارة الخارجية والكومنولث والتنمية، في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، للحصول على توضيحات بشأن سياستها في أعقاب تقارير عن انضمام بريطانيين إلى الجيش الإسرائيلي في أعقاب عملية "طوفان الأقصى"، التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
لكن بعد مرور أكثر من شهر، لم يتلق المركز أي رد من الوزارة، بحسب الموقع البريطاني، مشيرا إلى أن اللجنة الدولية للعدالة والتنمية في وزارة الخارجية البريطانية حذرت، في رسالة متابعة بعثت بها في وقت لاحق من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، من وجود "خطر جدي بوقوع إبادة جماعية" في غزة بعدما قُتل أكثر من 16 ألف فلسطيني خلال الهجوم الإسرائيلي المستمر منذ شهرين.
وتقول اللجنة إن البريطانيين الحاملين للجنسية الإسرائيلية "معرضون لخطر المشاركة في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وأعمال إبادة جماعية"، مشددة على أن اتخاذ حكومة المملكة المتحدة خطوات لمنع أعمال الإبادة والمعاقبة عليها بات "واجبًا قانونيًا"، باعتبارها موقعة على الاتفاقية الدولية للإبادة الجماعية.
وفي علامة على الارتباك المحيط بسياسة المملكة المتحدة، عندما تم الاتصال بالمتحدث باسم وزارة الخارجية للتعليق، أحال "ميدل إيست آي" إلى وزارة الداخلية، التي أحالت بدورها الموقع البريطاني مجددا إلى وزارة الخارجية.
وفي نهاية المطاف، قال متحدث باسم الخارجية البريطانية إن الوزارة نصحت بعدم السفر إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية إلا للضرورة، مشيرا إلى أن "المواطنين مزدوجي الجنسية قد يكونون مسؤولين عن الخدمة العسكرية في بلد آخر".
وفي الشهر الماضي، أدلى توم توغندهات، وزير الدولة بوزارة الداخلية، بتصريحات مماثلة عندما رد على سؤال حول المواطنين البريطانيين الذين يقاتلون في الجيش الإسرائيلي، لكنه قال أيضا: "يجب على أي شخص يسافر إلى مناطق النزاع للمشاركة في نشاط غير قانوني، أن يتوقع أن يتم التحقيق معه عند عودته إلى المملكة المتحدة. ويتم اتخاذ القرارات المتعلقة بالملاحقات القضائية بشكل مستقل من قبل الشرطة وهيئة الادعاء الملكية على أساس كل حالة على حدة".
اقرأ أيضاً
المقاومة الفلسطينية: تدخل بريطانيا يجعلها شريكة في المجازر الإسرائيلية ضد غزة
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أكد الجيش الإسرائيلي أن بنيامين نيدهام، وهو مواطن بريطاني يبلغ من العمر 19 عامًا انتقلت عائلته إلى إسرائيل قبل 10 سنوات، "توفي أثناء القتال من أجل إسرائيل في غزة".
وقال الجيش الإسرائيلي إن نيدهام، الذي قاتل مع الكتيبة 601 من فيلق الهندسة القتالية، قُتل بعد أن دخلت وحدته مبنى وواجهت مقاتلين فلسطينيين.
وقُتل مواطن بريطاني آخر يخدم في الجيش الإسرائيلي، وهو ناثانيال يونغ، البالغ من العمر 20 عامًا، في عملية "طوفان الأقصى".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، قُتل 401 جندي إسرائيلي، من بينهم 75 خلال الهجوم البري داخل غزة.
ونشر مرشد سياحي بريطاني مقيم في إسرائيل، يدعى "سيمون ليفي"، لقطات على منصة إنستجرام، تظهره وهو يقاتل في صفوف جيش الاحتلال في غزة، وفي أحدها يرفع العلم الإسرائيلي فوق مبنى يقول إنه مدرسة في غزة.
وفي فيديو آخر، رسم ليفي نجمة داود على جدار مبنى، يُزعم أنه منزل أحد قادة حماس، وقال: "داخل غزة، يلوحون بالعلم الإسرائيلي، في إحدى المدارس التي يدرسون فيها الإرهاب، لذا فقد حان الوقت لتعليم شيء ما عن إسرائيل. حن هنا لنبقى، لن نذهب إلى أي مكان، ولن نتحمل رعبكم، وسنبدأ تدريس اللغة العبرية هنا قريبًا".
وفي السياق، قالت المستشارة القانونية البارزة في المركز الدولي للعدالة والسلام، إيلورا شودري، إنها تشعر بالقلق إزاء عدم وجود توجيهات من حكومة المملكة المتحدة بشأن المواطنين البريطانيين الذين يذهبون للقتال في صفوف الجيش الإسرائيلي.
وأضاف شودري: "البريطانيون الذين يخدمون في الجيش الإسرائيلي يواجهون خطراً حقيقياً بالتواطؤ في جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، وربما الإبادة الجماعية".
وأشارت إلى مرور أكثر من شهر منذ أن طلبت اللجنة الدولية للعدالة والتنمية من وزارة الخارجية البريطانية توضيح الموقف القانوني بشأن البريطانيين الذين يقاتلون في جيش الدفاع الإسرائيلي، مضيفة: "إن فشلها في الرد هو أمر غير مسؤول على الإطلاق في مواجهة الوضع الكارثي في غزة، مع وجود أدلة واضحة على جرائم وحشية جماعية يرتكبها الجيش الإسرائيلي".
ودعت شودري حكومة المملكة المتحدة إلى توفير نفس الوضوح للمواطنين البريطانيين الذين يفكرون في القتال من أجل إسرائيل كما فعلت للمواطنين البريطانيين الراغبين في القتال بأوكرانيا.
وتنص التوجيهات البريطانية الرسمية على أن أنشطة مواطني المملكة المتحدة الذين يسافرون إلى أوكرانيا للقتال أو مساعدة الآخرين المشاركين في الحرب، "قد ترقى إلى مستوى الجرائم بموجب تشريعات المملكة المتحدة، ويمكن محاكمتهم عند عودتهم".
اقرأ أيضاً
الإعلامي المصري معتز مطر أول أجنبي تعاقبه بريطانيا بسبب غزة
المصدر | ميدل إيست آي/ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: إسرائيل غزة حماس بريطانيا البريطانيين المملكة المتحدة حکومة المملکة المتحدة البریطانیین الذین الجیش الإسرائیلی وزارة الخارجیة فی غزة
إقرأ أيضاً:
ترامب يعين منتج برنامجه لتلفزيون الواقع مبعوثا خاصا إلى بريطانيا
أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، اليوم الأحد، تعيين منتج برنامج ”ذا أبرينتس"، مارك بيرنيت، مبعوثا خاصا إلى المملكة المتحدة. وجاء هذا الإعلان عبر منشور على منصة "تروث سوشيال" التي يملكها ترامب، حيث وصف بيرنيت بأنه يمتلك "مسيرة مهنية متميزة في إنتاج التلفزيون والأعمال" ويجلب "مزيجا فريدا من الحكمة الدبلوماسية والاعتراف الدولي" لهذا الدور المهم.
ويعتبر بيرنيت (64 عاما) من أبرز الشخصيات في صناعة التلفزيون، حيث كان له دور كبير في إعادة تشكيل مشهد التلفزيون الأميركي. ومن أبرز البرامج التي ساهم في إنتاجها "سورفايفر" و"شارك تانك" و"ذا فويس"، لكن تبقى علاقة بيرنيت بترامب هي الأبرز من خلال برنامج "ذا أبرينتس" الذي لعب دورا محوريا في صعود ترامب إلى الشهرة العالمية.
وكان برنامج ”ذا أبرينتس"، الذي عُرض لأول مرة في عام 2004 على شبكة "إن بي سي" واستمر حتى عام 2017، برنامجا واقعيا يتنافس فيه المتسابقون على وظيفة في شركات ترامب. واستخدم ترامب شعاره الشهير "أنت مطرود!" لإقصاء المتسابقين، الذي أصبح شعاره المميز، حتى في حملته الانتخابية.
ومع ذلك، لم تخل العلاقة بين ترامب وبورنيت من التوترات. ففي عام 2016، وفي خضم الضغوطات الناجمة عن فضيحة الفيديو الذي أظهر ترامب وهو يتفاخر بتحرشه بالنساء، حاول بورنيت مقاومة الضغوطات لنشر لقطات قد تكون ضارة لترامب في برنامج ”ذا أبرينتس“، لكنه نأى بنفسه في نهاية المطاف عن دعم ترامب بعد الفضيحة.
إعلانومع ذلك، شارك بورنيت في تنظيم احتفالات تنصيب ترامب في يناير/كانون الثاني 2017.
وقال ترامب إن بورنيت سيكلف بتعزيز العلاقات الدبلوماسية مع المملكة المتحدة، مع التركيز على مجالات ”التجارة وفرص الاستثمار والتبادل الثقافي“. ومن غير الواضح ما إذا كان هذا المنصب يتطلب تأكيدا من مجلس الشيوخ الأميركي، في ضوء التعديلات القانونية لعام 2023.
وقد اختار ترامب بالفعل وارن ستيفنز ليكون سفيرا له لدى المملكة المتحدة. كما عيّنت الحكومة البريطانية بيتر ماندلسون سفيرا جديدا لها لدى الولايات المتحدة.
وقد أثار تعيين بورنيت تساؤلات عن تفاصيل مهامه كمبعوث خاص، وما إذا كان المنصب يتطلب إجراء إضافيا من مجلس الشيوخ. ومع ذلك، يبدو أن بورنيت -المولود في لندن- يتمتع بخبرة واسعة في العمل الإعلامي والدبلوماسي، بما في ذلك رئاسته لمجموعة "إم جي إم" التلفزيونية من 2018 إلى 2022، مما يعزز فرص نجاحه في المنصب.
ويعكس تعيين بورنيت النهج الجديد للولايات المتحدة في تعزيز العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع المملكة المتحدة في حقبة ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وسط تحديات عالمية معقدة.