أوروبا ستتعرض لضربات جفاف ساحقة في وقت أبكر من المتوقع
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
توصل فريق بحثي بقيادة علماء من معهد ماكس بلانك لعلوم الطقس إلى أن موجات الجفاف الكبرى الشديدة التي تمتد الواحدة منها لأكثر من خمس سنوات، ستصيب قارة أوروبا في وقت أبكر من نهاية هذا القرن، على عكس توقعات العلماء سابقا.
وللتوصل إلى تلك النتائج التي نشرت في دورية "كوميونيكيشنز إيرث آند إنفايرومنت" التابعة لمؤسسة نيتشر، أجرى الباحثون 100 عملية محاكاة قائمة من نموذج المناخ التابع لمعهد ماكس بلانك، مع تركيز على حالات الجفاف القصوى وتقلب المناخ في شمال المحيط الأطلسي.
ووجد الباحثون أن نوبات متزامنة من الموجات الحارة والجفاف الشديد يمكن أن تقع بشكل كثيف كل عامين تقريبا في أوروبا بحلول الفترة من 2050 إلى 2075.
وإلى جانب ذلك، ظهر أن احتمال حدوث حالات الإجهاد الحراري الشديد سترتفع خلال الفترة الزمنية نفسها، وهو ما سيحمّل المنظومات الصحية عبئا إضافيا يجب أن تبدأ بالتجهز له من الآن، خاصة وأن الدراسة أشارت إلى أنه سيحدث في وقت مبكر من العقد القادم.
وفي ظل ارتفاع درجة حرارة منطقة شمال المحيط الأطلسي، سيكون تجاوز المستويات المعتادة من الحرارة والإجهاد الناتج عن الجفاف أكثر احتمالا بمقدار الضعف، بحسب بيان صحفي رسمي صادر من المعهد.
نوبات متزامنة من الموجات الحارة والجفاف الشديد يمكن أن تحدث بشكل كثيف كل عامين تقريبا في أوروبا (شترستوك) الجفاف وتغير المناخويؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع متوسط درجة حرارة الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى تبخر المزيد من الماء من السطح والتربة، وهذا بالتبعية يقلل من كمية المياه المتاحة للنباتات والحيوانات والأنشطة البشرية، وهو ما يخلق حالة الجفاف.
ويمكن للهواء الاحتفاظ بما قيمته نحو 7% رطوبة أكثر لكل درجة مئوية واحدة من ارتفاع درجات الحرارة، وبذلك فإنه حينما يكون الكوكب أكثر احترارا بمقدار 2.9 درجة مئوية مثلا مقارنة بعصر ما قبل الثورة الصناعية، فستتضاعف قدرة الهواء على حمل الماء بمقدار 21% تقريبا.
أضف إلى ذلك أن تغير المناخ يؤثر في قوة أنماط هطول الأمطار، مما يجعل بعض المناطق أكثر جفافا من ذي قبل، وهذا ما يحدث في أوروبا، حيث تنبع مياه الأنهار الأوروبية من الجبال التي تجمع الماء في فترة تساقط الثلوج في الشتاء، لكن كميات الثلوج تنخفض شيئا فشيئا في تلك المناطق بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
وفي دراسة صادرة من جامعة كامبردج عام 2021، ظهر أن موجات الجفاف في أوروبا منذ عام 2015 كانت أكثر حدة من أي فترة أخرى خلال الـ2100 سنة الماضية، والسبب في ذلك بحسب الدراسة كان التغير المناخي الذي يتسبب فيه الإنسان.
ارتفاع متوسط درجة حرارة الغلاف الجوي يؤدي إلى تبخر المزيد من الماء من السطح والتربة (شترستوك) مستقبل قاتموقد يختلف الباحثون على موعد ضربات الجفاف القاسية في أوروبا، لكنهم دون شك يتفقون أنها قادمة لا محالة. فعلى سبيل المثال، كانت دراسة أجرتها وكالة الفضاء والطيران الأميركية ناسا أشارت إلى أن احتمالية وقوع موجات جفاف كبرى تستمر الواحدة منها 10 سنوات؛ سترتفع من 12% حاليا إلى أكثر من 60% بحلول نهاية القرن.
وأشارت دراسة سابقة في دورية نيتشر إلى أن خسائر الجفاف السنوية في دول أوروبا قد تصل إلى أكثر من 65 مليار يورو سنويا خلال عدة عقود مقارنة بـ9 مليارات يورو سنويا حاليا، مع أحمال إضافية على المنظومات الصحية بشكل خاص.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی أوروبا إلى أن
إقرأ أيضاً:
أستاذ أمراض جلدية: بعض مستحضرات التجميل تسبب تشققات في الشفاه
كشف الدكتور أحمد قدح، أستاذ الأمراض الجلدية والتناسلية بكلية طب الأزهر، عن سبب التشققات التي تظهر في الشفايف والجلد خلال فصل الشتاء، مشيرًا إلى أن الجفاف السبب الرئيسي وراء هذه المشكلة، لافتا إلى أن في فصل الشتاء، تقل الرطوبة في الجو بشكل كبير، ما يؤدي إلى جفاف البشرة والشفايف، حيث تتأثر بشدة بسبب قلة العوامل المرطبة في الأجواء الباردة.
وأوضح أستاذ الأمراض الجلدية والتناسلية بكلية طب الأزهر، خلال حوار مع الإعلامية مروة شتلة، ببرنامج «البيت»، المذاع على قناة «الناس»، اليوم الخميس، أن بعض العوامل الأخرى قد تساهم في تفاقم مشكلة التشققات، مثل استخدام مرطبات غير معتمدة بشكل جيد أو استخدام مستحضرات تجميل تحتوي على مواد قد تضر البشرة، لافتا إلى أن بعض الأشخاص يلجؤون إلى استخدام الجليسرين أو الليمون كعلاجات طبيعية للشفايف، لكن من المهم أن نتأكد من نوعية المنتجات التي نستخدمها لضمان فعاليتها.
وأشار إلى أن أحد الأسباب الشائعة لجفاف الشفايف هو نقص شرب الماء، وهو أمر يعاني منه الكثيرون في فصل الشتاء بسبب قلة شعورهم بالعطش، وبالتالي من المهم أن نتذكر شرب الماء بانتظام حتى في فصل الشتاء، لأن جفاف الجسم يؤدي إلى جفاف الجلد والشفايف.
وقال: «لمن لديهم بشرة جافة بطبيعتها، يجب أن يبدأوا باستخدام المرطبات من أول يوم في الشتاء ولا ينتظرون حتى تظهر المشكلة، المرطبات تساعد في الحفاظ على الترطيب الطبيعي للبشرة وتقيها من الجفاف والتشققات».