ما فتئ صعودُ اليمين القوميّ المتطرّف في أوروبا يثير قلقَ الجاليات المسلمة، وأحزاب اليسار، وجمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان، وتحديدًا تلك التي تعنى بقضايا وأوضاع المهاجرين.

فبعد انتخاب جورجيا ميلوني، زعيمة حزب "إخوة إيطاليا"، رئيسة للحكومة الإيطالية في سبتمبر/ أيلول من العام الماضي، ها هي هولندا تلتحق بركب البلدان الأوروبية التي تقودها أحزاب معادية للأجانب، عقب فوز حزب الحرية بزعامة "خيرت فيلدرز" بالانتخابات الأخيرة التي شهدتها البلاد.

في فرنسا، تراهن مارين لوبان على اكتساح الانتخابات الرئاسية المقبلة عبر تكثيف حضورها في المؤسَّسة التشريعيّة، وفي وسائل الإعلام، محاولة توجيه رسائل طمأنة إلى الطيف السياسيّ الفرنسيّ.

وهو مشهد يعزّزه حضور إيريك زمور زعيم حزب "الاسترداد"، الذي يعتبره مراقبون مجرد "أرنب سباق" يجعل لوبان تبدو أكثر لطفًا واعتدالًا.

نخبة فاسدة وخطاب شعبوي

إنّ الصعود الملحوظ لليمين المتطرف في أوروبا عمومًا وفرنسا على وجه الخصوص، يشكل ظاهرة تخضع لتأثيرات متعددة.

يمكن القول إجمالًا؛ إنّ هذا الزخم ليس سوى رد فعل على تنامي مدّ العولمة، واحتدام الأزمة الاقتصادية، وما نجم عنهما من تعميق للفوارق الاجتماعية وتوسيع لشريحة الغاضبين.

هؤلاء تحول عدد منهم إلى لقمة سائغة للمشاريع السياسية التي تقتات على الأيديولوجيات الهُوياتية. وهي خطابات تحمّل المسؤولية للمهاجرين وتعتبرهم عبئًا على ميزانية الدولة، وكأنه برحيلهم، فقط، ستتراجع الأسعار وتنمو القدرة الشرائية للمواطن، وتتحسّن خدمات المرافق العامة.

يتبّنى اليمين القومي المتطرف، عادة، خطابًا شعبويًا في معارضته توجهات ومواقف النخبة التي بات يُنظر إليها كمجموعة فاسدة ومنفصلة عن عامة الشعب، وذلك عبر التركيز على أهمية الهُوية الوطنية أحادية الأصل، والدعوة إلى تبنّي سياسة أمنية متشددة، وهو المنحى نفسه الذي تسير على نهجه لوبان وأنصارها، ويشكل تهديدًا صريحًا لقيم الديمقراطية الليبرالية.

غير أنّ بعض المراقبين يرون أنّ شراسة زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي وحِدّة مواقفها قد تراجعتا في السنوات الأخيرة.

كما أنّ الوزير السابق، لوك فيري، دعا مرارًا في عدد من تصريحاته إلى: "الكفّ عن اعتبار مارين لوبان يمينية متطرفة؛ بسبب التغيير الواضح الذي طرأ على خطابها". فقد ليّنت هذه الأخيرة كثيرًا من لهجتها فيما يخصّ عددًا من القضايا، كتلك المرتبطة بالحريات الفردية والعضوية في الاتحاد الأوروبي.

تراجع دور الدولة

لكن هناك من ينظر إلى هذا التحوّل بتوجّس ويعتبره مجرد تكتيك يروم التعود، ثم التطبيع مع حزبها؛ امتدادًا للجبهة الوطنية التي أسّس نواتها الأولى متعاطفون مع نظام فيشي، ومعارضون لاستقلال الجزائر.

هذه التجرِبة التي قال عنها جون فرانسوا غالفير- وهو أحد أقطابها البارزين-: "لا بدّ من حزب ثوري، أبيض مثل عرقنا، أحمر مثل دمنا، وأخضر مثل آمالنا".

وعلى الرغم من أنّ مراقبين يقللون من أهمية احتمال فوز حزب مارين لوبان في الانتخابات الرئاسيَّة المقبلة- على اعتبار أنّ هذا الأخير اضطر إلى تقليم أظفاره وتليين خطابه ومواقفه حتى يستميل شريحة مهمة من الغاضبين من الإجراءات الحكومية وتدني القدرة الشرائية- يظل آخرون متوجّسين من هذه الشعبية المتزايدة، ويدقون ناقوس الخطر قبل فوات الأوان.

إذ يتشبّث مختلف أطياف اليسار، وجزء من حزب النهضة الذي يقود الحكومة الحالية- فضلًا عن النقابات الأكثر تمثيلية، وجمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان والبيئة- بمواقفها الصارمة من مارين لوبان، وحزب التجمع الوطني، الذي يقوده جوردان بارديلا ذو الثمانية والعشرين ربيعًا.

كما ترفض هذه القوى جميعًا أيَّة مهادنة أو تطبيع مع هذا الإطار المعروف بمحافظته الشديدة ومعاداته للأجانب والحريات.

في الجامعة الخريفية عقدت عصبة حقوق الإنسان (LDH) – وهي واحدة من أعرق المنظمات الحقوقية الفرنسيَّة – ملتقى في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، شدّد المشاركون في هذا اللقاء على خطورة صعود اليمين المتطرف الذي يستفيد من مخلّفات السياسات النيوليبرالية.

فالوضع العام الراهن يتسم بتدني القدرة الشرائية وتراجع دور الدولة في إدارة القطاع العام الذي يعرف ترديًا ملحوظًا في جودة خدماته. كل ذلك يزيد من تنامي السخط الشعبي ويتيح الفرصة لانتعاش قوى اليمين المتطرّف التي تتغدّى على الأزمات.

شماعة المهاجرين

وفي هذا الإطار، صرحت ماري كريستين فيرجيات- النائبة الأوروبية السابقة ونائب رئيس عصبة حقوق الإنسان- بأن: "الهجرة أصبحت موضوع تنافس ومزايدة محتدمة بين اليمين واليمين المتطرف، فكلاهما يحاول أن يَظهر أشدّ غلوًا من الآخر".

لا يتوفر حزب لوبان في الولاية الحالية على أي تمثيل في مجلس الشيوخ، في حين يملك 88 مقعدًا في الجمعية الوطنية، إلا أنّ تأثيره في المشهد السياسي بات ملحوظًا من خلال تركيز خطابه على معاداة الأجانب، خاصة العرب والمسلمين.

في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة والتراجع المهول للقدرة الشرائية، أصبح المهاجرون شمّاعة تعلق عليها كل المشاكل والإخفاقات، علمًا أنَّ فرنسا في أمسّ الحاجة إلى اليد العاملة في مجالات تواجه صعوبة في الاستقطاب، كالمطاعم، والفنادق، والبناء.

هذا الوضع المؤرق دفع وزير الداخلية، جيرالد موسى دارمانان، إلى تقديم مشروع قانون أمام البرلمان يروم تسوية وضعية المهاجرين المقيمين بصفة غير قانونية؛ بهدف تشغيلهم في القطاعات المعنية.

على صعيد آخر، في حال تمكّن اليمين المتطرف من الوصول إلى دواليب الحكم في الرئاسيات المقبلة، فمن شأن ذلك أن يحدث هزّة سياسية كبيرة في البلاد التي بشّرت بقيم الحرية والمساواة والإخاء منذ أزيد من مئتي عام.

فهذا التنظيم قد يتبنّى سياسات أكثر صرامة مع الهجرة والمهاجرين، فضلًا عن احتمال تضاعف الخطابات والأعمال العدائية تجاه المواطنين والمقيمين المتحدرين من ثقافة مسلمة، كالتحرش، والعنف المعنوي، والاعتداءات الجسدية.

وهو أمر بدأت بوادره تلوح من خلال أعمال عدوانية يقدِم عليها، من حين لآخر، نشطاء محسوبون على اليمين المتطرف، غير أن الإعلام لا يوليها الاهتمام اللازم.

لقد أصبح لخطاب اليمين المتطرّف تأثيرٌ واضحٌ على النقاشات العامة؛ فوسائل الإعلام شرعت- في غالبيتها، ومنذ فترة ليست بالوجيزة- في توجيه النقاش نحو المواضيع ذات الصلة بالأمن والهُوية والقيم.

كما يحاول هذا التيار الاستيلاء على العلمانية وجعلها هُوية وطنية مسجلة باسمه، ولا يفوّت أي مناسبة للتباهي بذلك، وهو ما يعتبره البعض إساءة وقفزًا (récupération) على قيمة إنسانية خرجت من رحم فلسفة الأنوار التي مجّدت الإنسان بغض النظر عن عِرقه أو دينه أو لونه.

لقد بات واضحًا اليوم أن العيش المشترَك أصبح مهدَّدًا أكثر من أي وقت مضى. فالتنميط والتهميش اللذان يتعرضان لهما شباب الضواحي يؤديان إلى ردود فعل عدوانية، في ظل غياب سياسة مدروسة تضمن اندماجًا حقيقيًا في المجتمع الفرنسي، الذي يتميز بتنوعه وتعدّده، وهو ما لا يريد اليمين الاعتراف به.

إذ إنّ هذا الأخير لا يقبل بغير اندماج يتماهى بشكل كامل ومطلق مع الهُوية الفرنسية دون أن يترك للآخر الحق في الاحتفاظ بموروثه الثقافي والحضاري على نحو يضمن توازنه النفسي.

في ظلّ هذه الأوضاع المعقدة، يبدو أن الناخب الفرنسي في أمسّ الحاجة إلى بوصلة ووضوح في الرؤية حتى يتسنّى قطع الطريق على التوجهات المتطرفة.

تواجه فرنسا- اليوم- خطرًا مستقبليًا محدِقًا، ما لم تقرّر إدارة تنوعها بشكل عقلاني، جدّي وحكيم على نحو يضمن التعايش المشترك وقيم الحرية والعدالة والإخاء والمساواة التي ثار من أجلها الشعب الفرنسيّ في 14 يوليو/ حزيران من عام 1789.

 

 

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معناأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinerssجميع الحقوق محفوظة © 2023 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الیمین المتطرف حقوق الإنسان مارین لوبان

إقرأ أيضاً:

رحلة صعود استثنائية: من ضاحية فقيرة في فرنسا إلى رئيس وزراء محتمل.. من هو جوردان بارديلا؟

لقد أذهلت رحلة صعود جوردان بارديلا الشاب الذي ترك دراسته الجامعية ليلتحق بـ "الجبهة الوطنية" ووصوله بعد سنوات ليكون مرشحا محتملا لرئاسة الحكومة في فرنسا خلفا لغابريال أتال كثر، مما يدل على حملة سردية سياسية ناجحة نظمها اليمين المتطرف.

اعلان

بدأ جوردان بارديلا مسيرته السياسية منذ صغره، وأثارت رحلته الاستثنائية من الانسحاب من الدراسة إلى أن يصبح مرشحاً لرئاسة الحكومة إعجاب الكثيرين.

ترك بارديلا دراسته الجامعية في وقت مبكر لينضم إلى الحياة السياسية، حيث انضم إلى حزب الجبهة الوطنية وأصبح سريعاً شخصية قيادية داخل الحزب.

بفضل خلفيته الشابة وقدرته على جذب الانتباه بفكره الجريء، نجح بارديلا في إثارة اهتمام الساحة السياسية الفرنسية، مما جعله مرشحاً قوياً لرئاسة الحكومة.

هزيمة مدوية حققها بارديلا

ألحق حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف الفرنسي، برئاسة جوردان بارديلا هزيمة ساحقة بتحالف الرئيس إيمانويل ماكرون الوسطي، وحصل على ضعف عدد الأصوات في الانتخابات الأوروبية في وقت سابق من يونيو/حزيران. 

دفعت هذه الخسارة المدوية الرئيس الفرنسي إلى اتخاذ خطوة مفاجئة والإعلان عن إجراء انتخابات برلمانية مبكرة في البلاد، والتي من المقرر أن تجرى في الفترة من 30 يونيو/حزيران إلى 7 يوليو/تموز.

جوردان بارديلا أ بمن هو؟ وماذا نعرف عنه؟

لقد ولد الشاب الفذ في السياسة في 13 سبتمبر/أيلول عام 1995 في مدينة درانسي في ضاحية سين سان دوني الشعبية في  العاصمة باريس، عاش مع أمه وصور نفسه كناج من ضاحية صعبة متأثرة بالمخدرات والمهاجرين من أصول عربية وأفريقية.

خلال مقابلته مع قناة "فرانس 2" التلفزيونية الفرنسية في أبريل/نيسان، قال: "مثل العديد من الأسر التي تعيش في هذه الأحياء، واجهت العنف، حيث رأيت والدتي غير قادرة على تلبية احتياجاتها".

بعد تفوقه في شهادة البكالوريا، انضم جوردان بارديلا إلى جامعة السوربون حيث درس في كلية الجغرافيا. 

لكنه لم يكمل دراسته الجامعية، بل انخرط في صفوف حزب الجبهة الوطنية عندما كان عمره 16 عامًا، وسرعان ما تولى منصب سكرتير للحزب عن ضاحية سين سان دوني التي ينحدر منها.

زلزال سياسي في فرنسا.. ماكرون يحل الجمعية الوطنية ويحدد موعدًا جديدًا للانتخابات المبكرةمبابي يحذر الفرنسيين من خطورة صعود اليمين المتطرف ويدعوهم للتصويتهل ينجح الائتلاف اليساري الفرنسي في أن يكون عقبة أمام حكومة اليمين المتطرف؟هل رواية الرجل العصامي حقيقية؟

كانت طفولته مُقسّمة بين شقة والدته لوزيرا موتا برتللي (1962) ومنزل والده أوليفيه بارديلا (1968) في مدينة مونت مورنسي الأكثر ثراءً، في الضواحي الشمالية لباريس.

وفقًا لبيير ستيفان فورت، الصحفي الاستقصائي، الذي نشر مؤخرًا سيرة ذاتية غير مصرح بها عن السياسي الشاب، كان والده يدير شركة لتوزيع المشروبات، وكان ميسور الحال نسبيًا، لكن هذه الجوانب تم تجاهلها في رواية بارديلا.

واضاف فورت في حديث مع "يورونيوز"، أن "بارديلا التحق بمدارس خاصة كاثوليكية". 

وأشار إلى أنه "في مراهقته، سافر إلى الولايات المتحدة في رحلة طويلة مع والده. وفي سن 19، أهداه والده سيارة سمارت، وفي سن 20، قدم له شقة في إحدى ضواحي باريس الغنية في فال دواز. لكن كل ذلك لم يتناسب مع الرواية السياسية فتم تجاهلها".

وحاول تحقيق أجرته صحيفة "لوموند" مؤخرا العثور على أي دليل يربط بارديلا بحي سان دوني، الذي يشكل جزءًا أساسيًا من روايته كـ "شاب عصامي". 

ولكن لم تتوفر الكثير من المعلومات أو الذكريات بين سكان الحي، والذين لم يتذكروا بوضوح رؤيته في المنطقة، ولم يكن لديهم تفاصيل عن اهتماماته السياسية أو مواقفه تجاه اليمين المتطرف.

جوردان بارديلاأ ب

بدأ انخراط الشاب من أصول إيطالية في السياسة في سن السادسة عشرة عندما انضم إلى التجمع الوطني (المعروف في ذلك الوقت باسم الجبهة الوطنية).

كان يظهر دائما خلال الاجتماعات السياسية بمظهر أنيق، يرتدي بدلة ويمشط شعره للوراء.

 في مرحلة مبكرة من حياته المهنية، أدرك بارديلا أهمية "أن يكون بلا عيب" للصعود في السلم السياسي، وهو ما خلص إليه كاتب سيرته الذاتية بعد سلسلة من المقابلات مع أعضاء آخرين في الحزب عرفوا بارديلا في المراحل الأولى من حياته المهنية. 

اعلان

وبعد بضع سنوات، ترك بارديلا الجامعة للانضمام إلى الحزب بدوام كامل.

شغل منصب مستشار إقليمي ومتحدث باسم الحزب ونائب رئيس الحزب على التوالي قبل أن يتصدر قائمة التجمع الوطني في الانتخابات الأوروبية لعام 2019 في سن 23 عامًا فقط.

في نوفمبر 2022، تم انتخابه خليفة لمارين لوبان كرئيس للحزب اليميني المتطرف.

وهو حاليًا عضو في البرلمان الأوروبي، ومن المحتمل أن يصبح رئيس وزراء فرنسا إذا فاز حزبه بأغلبية مطلقة في الانتخابات البرلمانية المقررة يوم غد الأحد. 

وبحسب فورت، يعتقد أن الارتباط الرومانسي لبارديلا مع ابنة مستشار سابق في الجيش الملكي، فريدريك شاتيون، قد ساهم بشكل كبير في صعوده السريع. شاتيون كان الرئيس السابق لمجموعة اتحاد الدفاع (GUD)، وهي منظمة طلابية يمينية متطرفة التي تم حظرها من قبل الحكومة يوم الأربعاء.

اعلانجوردان بارديلاأ بالأولوية رقم واحد؟

بارديلا هو أول شخص يقود حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف من خارج عائلة لوبان.

خلفت مارين لوبان والدها في قيادة الحزب في عام 2011 قبل أن تطرده من الحزب في عام 2015 في محاولة لإبعاده عن أقصى اليمين المتطرف.

لكن خليفتها الشاب أثبت أنه عامل جذب كبير، حيث اجتذب حشدًا أصغر سنًا للتصويت للحزب.

عبر وسائل الإعلام، نجح بارديلا في بناء صورته العامة كزعيم شاب يسعى إلى إصلاح حزبه وجذب شريحة أوسع من الناخبين، خاصة الشباب، من خلال منصات التواصل الاجتماعي التي تتيح له التواصل المباشر ونشر أفكاره بشكل فعال. 

يقول بارديلا إنه يستخدم تيك توك_ حيث يفتخر بأكثر من مليون متابع _ كوسيلة "للوصول إلى الشباب غير المسيسين والذين أصبحوا كذلك بفضل وسائل التواصل الاجتماعي".

اعلان

يتلقى بارديلا انتقادات بسبب التركيز الزائد على تعزيز صورته العامة عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، على حساب الاهتمام بالمسائل السياسية الجوهرية. 

وقد وصفته النائبة اليسارية الأوروبية مانون أوبري بأنه "برلماني شبح"، بسبب غيابه المتكرر عن الغرفة الأوروبية على مدار السنوات الخمس الماضية.

وأوضح فورت أن بارديلا "يغير رأيه في كثير من الأحيان وهو قادر على قول شيء وفعل عكسه تماما".

جوردان بارديلا إلى جانب مارين لوبانأ ب

وأضاف فورت أنه "بينما يظهر بارديلا كمدافع عن قضايا حقوق النساء ومكافحة التغير المناخي أثناء تواصله مع الشباب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن تصرفاته في البرلمان الأوروبي تختلف عن ذلك. فقد رفض في عدة مناسبات التصويت على إدانة حظر الإجهاض في بولندا، مما يوحي بتناقض بين مواقفه العلنية وتصرفاته السياسية الفعلية داخل البرلمان".

ورغم ذلك، تبقى مارين لوبان هي الزعيمة الفعلية للحزب، وتظل هي المرشحة الرئيسية للتأثير في القرارات السياسية الهامة، حتى في حال تولي بارديلا رئاسة الوزراء.

اعلانشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شولتس "قلق" بشأن احتمال فوز اليمين المتطرف بزعامة لوبان في فرنسا زلزال سياسي في فرنسا: مارين لوبان تدعم الزعيم اليميني جوردان بارديلا لرئاسة الوزراء غداة حل البرلمان بعد الفوز الساحق في الانتخابات الأوربية.. عين اليمين المتطرف في فرنسا على رئاسة الحكومة الشعبوية اليمينية مارين لوبن إيمانويل ماكرون انتخابات اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. حرب غزة: قصف إسرائيلي على مناطق جنوب القطاع وإيران تهدد بخيارات شاملة إذا شنت تل أبيب حربا على لبنان يعرض الآن Next إيران: جولة إعادة للانتخابات الرئاسية بين الإصلاحي بزشكيان والمحافظ جليلي الجمعة المقبل يعرض الآن Next بوتين يدعو إلى استئناف إنتاج صواريخ متوسطة وقصيرة المدى ذات قدرات نووية يعرض الآن Next ميلوني تدين العنصرية في أوساط رابطة شبيبة حزبها الحاكم.. هتافات دوتشي وتحايا للفاشية بالصوت والصورة يعرض الآن Next ما هي أفضل شركات الطيران في العالم في عام 2024؟ القطرية تتصدر القائمة اعلانالاكثر قراءةمباشر. تغطية متواصلة| سكان القطاع يعيشون في ظروف "لا تطاق" والاشتباكات تستمر في حي الشجاعية هل يستجيب الرئيس ويعلن انسحابه؟.. تصاعد الدعوات التي تطالب بايدن بالتنحي بعد أدائه الضعيف أمام ترامب شاهد: حفرة عملاقة تبتلع عمود إنارة في ملعب بجنوب ولاية إلينوي مناظرة ساخنة: ترامب يصف بايدن بـ"فلسطيني سيء" ويؤكد أنه "سيقودنا إلى حرب عالمية ثالثة" اعتقال قائد الجيش البوليفي عقب محاولة انقلاب فاشلة اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليوم الانتخابات الأوروبية 2024 إسرائيل حركة حماس غزة إيران الشرق الأوسط مطارات - مطار روسيا الاتحاد الأوروبي إيطاليا قطاع غزة إبراهيم رئيسي Themes My Europeالعالمأعمالالسياسة الأوروبيةGreenNextالصحةسفرثقافةفيديوبرامج Services مباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024 - العربية EnglishFrançaisDeutschItalianoEspañolPortuguêsРусскийTürkçeΕλληνικάMagyarفارسیالعربيةShqipRomânăქართულიбългарскиSrpski

مقالات مشابهة

  • رئيس الوزراء الفرنسي: اليمين المتطرف بات على أبواب السلطة
  • الفرنسيون يتوجهون إلى صناديق الاقتراع وسط مخاوف من صعود اليمين المتطرف
  • اليمين الفرنسي يترك الباب مفتوحا لناخبيه للتصويت لفائدة اليمين المتطرف في الدورة الثانية
  • تسلسل زمني لصعود اليمين المتطرف في فرنسا
  • تسلسل زمني.. صعود تيار اليمين المتطرف في فرنسا
  • اليمين المتطرف في فرنسا.. مؤشرات مستمرة لمعاداة السامية والعنصرية
  • اللبنانيون متوجسون من الإنتخابات الفرنسية.. هل دخلنا في عصر الجمهورية السادسة؟
  • بدء التصويت بانتخابات فرنسا وتوقعات بتقدم اليمين المتطرف
  • فرنسا تجري انتخابات برلمانية وسط مخاوف من صعود اليمين المتطرف
  • رحلة صعود استثنائية: من ضاحية فقيرة في فرنسا إلى رئيس وزراء محتمل.. من هو جوردان بارديلا؟