غير متوفرة إطلاقا.. أزمة فوط صحية نسائية تضرب غزة وسط تحذيرات من مخاطرها
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
سلطت مدونة فلسطينية الضوء على أزمة إنسانية تهدد صحة النساء في قطاع غزة، ألا وهي خلو الصيدليات ومراكز التسوق من الفوط الصحية النسائية بعد مرور أكثر من 60 يوما من العدوان الإسرائيلي، الأمر الذي أشعل قلقا حيال الوضع الصحي للنساء خلال فترة الحيض.
ونشرت مدونة فلسطينية عبر حسابها على منصة "إكس" تدوينة تعبر فيها عن ألمها وسخطها من انعدام المستلزمات الضرورية في القطاع وتشتكي من شح الفوط الصحية، مؤكدة أن الصيدليات في رفح تخلو منها وذلك بسبب عدم دخول قوافل المؤن من احتياجات ضرورية بشكل يومي.
أنا بعتذر إني بطرح هالموضوع بهيك وقت بس شو يعني نلف عكل صيدليات رفح عشان أولويز وما تلاقي؟
البيت الي هي فيه فيه ١٥ صبية محتاجات بشكل دوري والفوط انتهت كلها من غزة ، أعطونا حل جد أعطونا شو الي مفروض نعمله؟
لعنة الله عليك يا سيسي هالأشياء مفروض تدخل بشكل يومي من المعبر
— ???? (@thisisamal2_) December 5, 2023
وقالت المدونة التي اكتفت بالتعريف عن نفسها باسم "غزاوية" في منشور حصد أكثر من 3 ملايين مشاهدة خلال الساعات الماضية، "بعتذر إني بطرح هذا الموضوع بهيك وقت بس شو يعني نلف على كل صيدليات رفح عشان أولويز "فوطة نسائية" وما تلاقي؟ البيت الي هي فيه، فيه 15 صبية محتاجات بشكل دوري والفوط انتهت كلها من غزة، أعطونا حل جد أعطونا شو الي مفروض نعمله؟".
وأثارت تدوينة المدونة الفلسطينية تفاعلا واسعا من قبل رواد مواقع التواصل حتى تصدر الموضوع حديث المدونين وقلقهم على صحة مئات الآلاف من النساء والفتيات في القطاع اللواتي يواجهن خطر الحرب والحرمان والمرض في وقت واحد.
وحذرت ناشطات ومدونات من التداعيات الخطيرة جسديا وصحيا على النساء في غزة جراء خلو القطاع من الفوط الصحية، حيث من الممكن أن تؤدي أزمة شح الفوط النسائية والاستعاضة عنها بمصادر أخرى كالقماش أو قطع الملابس إلى مشاكل صحية والتهابات في الرحم وفطريات في المثانة، بحسب طبيبات أمراض نسائية.
وفي نساء لجأوا لأخد حبوب منع الدورة الشهرية، الي ليها مضاعفات مرعبة زي ألم بالصدر وتجلطات دموية وصداع ودوران،تغيرات في النزيف أثناء الدورة الشهرية وعدم انتظامه أو توقفه، زيادة الوزن، واحتباس السوائل والانتفاخ، الاكتئاب والأرق، اضطرابات في وظائف الكبد.
كابوس والله كابوس . https://t.co/kabk2fdREm
— Arwa Ibraheem (@Arwa_Ibraheem66) December 5, 2023
وقالت المدونة سارة عبد الله في تدوينة عبر "إكس" "السيدات في غزة مر عليهن حوالي 2 – 3 دورة شهرية خلال الحرب، عدم توافر الفوط الصحية دي أزمة لا تقل أهمية عن عدم توافر الأكل والشرب".
الستات في غزة مر عليهم حوالي ٢-٣ دروة شهرية خلال الحرب
عدم توافر الفوط الصحية دي أزمة لا تقل أهمية عن عدم توافر الاكل والشرب ! https://t.co/KtQaRt4mNg
— ســـ????رَّة (@Saraabdullah790) December 5, 2023
وكتبت المدونة شيماء خليل، "أنا مش قادرة أتخيل أن في ناس شايفة الفوط الصحية رفاهية! أنا مش قادرة أتخيل ست محتاجة الفوط ومش لاقياها هتعمل أيه؟ جنب الألم والبرد والقصف والنزوح وفقدان الأهل والأحباب ولا في حمام ولا ميه ولو في ميه أغلبها مش نظيف".
وعلقت الباحثة إسراء فاروق، "الواحد يخجل من ترديد البديهيات، غياب الفوط الصحية مع غياب الماء والصابون معناه التهابات رحم وفطريات والتهابات مثانة، وبدون علاج قد يتحولوا لأمراض مزمنة منها التهاب الكبد والعقم وحتى سرطان الرحم، زمان كان الستات بستخدم فوط قماش لكن بتتغير بانتظام وبتتغسل بالصابون وأحيانا بتتغلي".
الواحد يخجل من ترديد البديهيات
غياب الفوط الصحية مع غياب الماء والصابون معناه التهابات رحِم وفطريات والتهابات مثانة، وبدون علاج قد يتحولوا لأمراض مزمنة منها التهاب الكبد والعقم وحتى سرطان الرحم.
زمان كان الستات بستخدم فوط قماش، لكن بتتغير بانتظام وبتتغسل بالصابون وأحيانًا بتتغلي.
— Esraa ???? (@EsraaFarouk) December 6, 2023
الفوط الصحية بنفس أهمية الأكل والشرب، وعدم توافرها في غزة مصيبة. مافيش مياة نظيفة يعني مافيش مجال ل'بدايل' يعني الستات هيجيلها التهابات ومع انهيار مؤسسة الصحة بالكامل هيموتوا ببطء والم شديد. أو بمعنى أصح، هيكون الاحتلال قتلهم بوحشية…واحنا طبعًا مشاركين في الجريمة.
— Fadila || فضيلة (@fadilakhaled) December 5, 2023
وقال الطبيب الصيدلاني مهيار نجيب، "الدورة الشهرية لا تختلف عن أي نزيف يخرج من الجسم، من يستسخف بالموضوع مريض، الفوط الصحية النسائية ليست رفاهية وهو موضوع شأنه شأن الطعام والدواء، النساء في الحروب استعملن الأقمشة والأكياس والورق مما أصاب بعضهن التهابات من عدم القدرة على التنظيف الدوري للأقمشة".
الدورة الشهرية لاتختلف عن أي نزيف يخرج من الجسم من يستسخف بالموضوع مريض. الفوط الصحية النسائية ليست رفاهية وهو موضوع شأنه شأن الطعام والدواء،النساء في الحروب استعملن الأقمشة والأكياس والورق مما أصاب بعضهن التهابات من عدم القدرة على التنظيف الدوري للأقمشة
يتبع2/1 https://t.co/ds9tJYYP18
— Dr.Mehiar Najeeb (@mehyar201) December 5, 2023
بما أن في ستات مش فاهمة أهمية الفوط الصحية ولا أهمية النضافة للوقاية م العدوى ممكن نكلم طب ونفهمهم#ثريد
الفوط الصحية مش رفاهية وعدم توافرها واستخدام البدايل القديمة زي القماش وما شابهه ده بيزود خطر الإصابة بالعدوى البكتيرية والفطريات وقد يؤدي إلى التهاب المهبل الجرثومي…
— ???????????????? ℕ????????????????????????♀️???????????????? (@Picky__Gipsy) December 6, 2023
وكتبت المدونة رفقة شقور، "انقطاع الفوط النسائية الصحية بجانب انقطاع وسائل العناية بالنظافة الشخصية في مناطق النزوح ومراكز الإيواء وانقطاع الماء وسيلة من وسائل التعذيب النازي في هذه الحرب مما يجعل تفشي الأمراض النسائية في صفوف الناجيات كارثة إنسانية تضاف لمجوعة الكوارث التي جلبتها النازية الصهيونية على الفلسطينيين والفلسطينيات".
ودعت المدونة تامي رافدي الجهات القادرة على إدخال مساعدات لغزة، إلى أخذ موضوع أزمة شح الفوط الصحية في القطاع بعين الاعتبار لما لها من أهمية وجدية كونها من الاحتياجات الأساسية الضرورية.
كل موقف ومشهد بيوصلنا عن نساء غزة من أول الحرب مخزي للعالم كله، مخزي لكدبة حقوق المرأة
مبعرفش غير إني أخرس قدام معاناتهم
في ستات ولدوا ورضعوا وقضوا أيام النفاس في نقص ماية وأكل وانعدام رعاية طبية، أقل احتياج للبنات دلوقتي زي الفوط الصحية مش موجود والقماش مش موجود رجعوا بالزمن قرن
— سلمى (@salmatareeek) December 5, 2023
في أزمة الفوط الصحية الخاصة بنساء غزة، أنا مش بقول أين النسويات انا عارف الموقف العام المحترم للنسويات كويس واتكلمت عنه، بس والله العظيم أنا أعرف ستات لو كانت الستات اللي بيحصل فيها كدة اسرائيليات أقسم بالله لكانوا طلعوا سبوا ولعنوا في فلسطين بأهل فلسطين بالمسلمين الرجعيين…
— أحمد أمين (@Ahmed_Ameen_) December 5, 2023
وفي أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي حذر تقرير لمنظمة هيومان رايتس ووتش من تداعيات الحصار الإسرائيلي على غزة وتأثيره على حقوق المرأة وخاصة فيما يتعلق بفترة الحيض، إذ اعتبر التقرير أن عدم تحقيق النظافة أثناء فترة الدورة الشهرية وعدم تلبية ضروريات هذه الحالة قد يؤديان إلى "التهاب الكبد ب" والتهاب المهبل الفطري.
وقبل مدة، أعربت منظمات حقوقية عن مخاوفها من مخاطر طويلة المدى على صحة النساء في غزة جراء ظروف غير صحية في المخيمات وانعدام الفوط الصحية وحبوب منع الحمل من الصيدليات، ما قد يؤدي إلى نزيف داخلي والتهابات مزمنة وتفشي الأمراض.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الدورة الشهریة النساء فی عدم توافر فی غزة
إقرأ أيضاً:
ثورة نسائية صامتة.. احتجاجات في قلب إسرائيل لأجل أطفال غزة (شاهد)
انطلق انطلقت مبادرة نسائية إسرائيلية ضد الحرب على قطاع غزة، حيث بدأت على استحياء من مجموعة صغيرة عبر تطبيق "واتساب"، وسرعان ما تحولت إلى حركة احتجاجية متزايدة تقف في قلب تل أبيب، حاملةً صور ضحايا الغارات الإسرائيلية من الأطفال الفلسطينيين، متحدية الرواية الرسمية.
بحسب تقرير مفصل نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، فقد تشكلت نواة هذه الحركة من نساء إسرائيليات يعملن في مجالات المحاماة، والنشاط المجتمعي، وعلم النفس، وبدأن في التواصل عبر الإنترنت بعد معاود إسرائيل قصف قطاع غزة عقب انتهاء الهدنة المؤقتة، ومع توالي صور الضحايا، وخصوصًا الأطفال، قرّرن أن يبدأن احتجاجًا أسبوعيًا صامتًا في قلب مدينة تل أبيب.
"الثمن الإنساني مغيّب".. لحظة انطلاق
مع استئناف الحرب في شهر أذار / مارس، بدا أن الساحة الإسرائيلية تمضي في طريق تجاهل الخسائر البشرية في غزة، حيث تشير التقديرات إلى سقوط أكثر من 51 ألف شهيد فلسطيني، بينهم آلاف الأطفال، في ظل صمت شبه تام داخل إسرائيل عن هذا الثمن الإنساني، وفي هذا المناخ، بدأت النساء يشعرن أن الوقت قد حان لرفع الصوت.
وقالت المحامية أميت شيلو، عمرها 30 عاما، التي كانت من أوائل المشاركات، للصحيفة: "في الماضي، كان الحديث عن قمع الفلسطينيين يعتبر شيئًا غريبًا أو حتى خيانة لإسرائيل، لكن مع هذه الصور، بدأ الناس يشعرون للحظة أن هناك بشرًا على الجانب الآخر".
وأضافت أن المجموعة بدأت بنحو 10 نساء، ثم تزايد العدد ليصل إلى 50، ثم إلى 100، وفي أحد الاحتجاجات وصل إلى نحو 200 سيدة.
صور الضحايا.. شموع الحداد.. ومقاومة الصمت
واقترحت الناشطة ألما بيك، 36 عامًا، والتي كانت تنشر صور الضحايا عبر حسابها على "إنستغرام"، في أحد اللقاءات الأولى، أن يتم طباعة الصور واستخدامها في المظاهرات، وتعاونت مع آدي أرجوف، أخصائية نفسية متقاعدة، تدير موقعًا يوثق الضحايا الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية.
وتم جمع صور وأسماء الضحايا، وطبعها على أوراق كبيرة، كما تم شراء "شموع شيفا"، وهي شموع تُستخدم في طقوس الحداد اليهودية، ليحملها المحتجون في كل وقفة.
من بين الصور التي أثرت في المشاركين، صورة الطفلة نايا كريم أبو دف، ذات الخمس سنوات، التي كانت تملك رموشًا طويلة وعيونًا بنية، واستشهدت في غارة يوم 19 أذار / مارس.
كما ظهرت صورة الفتى عمر الجمصي (15 عامًا)، الذي استُشهد في غزة وعُثر في جيبه على وصية كتب فيها أنه مديون لفتى آخر بشيكل واحد، وصورة أخرى للطفلة مسك محمد ظاهر (12 عامًا) وهي ترفع علامة السلام مع شقيقتها، وقد استُشهدت في غارة على دير البلح في 19 مارس.
الاحتجاج في قلب تل أبيب
وتتزامن احتجاجات الحركة النسائية مع مظاهرات ضخمة تطالب بإعادة الأسرى الإسرائيليين من غزة، لكن ما يلفت النظر هو مجموعة الـ200 سيدة اللواتي يقفن بهدوء على أطراف الساحة، لا يهتفن، بل يحملن الصور والشموع. البعض من المارة يبطئ خطواته وينظر بدهشة، أحدهم سأل:
وقالت إحدى المشاركات إن هدفهن هو توسيع دائرة التعاطف الإنساني داخل إسرائيل، مع الأطفال الفلسطينيين وتابعت: "أردنا أن يرى الناس وجوه الأطفال الذين يموتون. أن يعرفوا أن هؤلاء ليسوا مجرد أرقام".
ورغم أن النساء لا يرفعن شعارات سياسية صريحة، فإن نشاطهن يتحدى الخط السائد في الشارع الإسرائيلي، وقد تلقّت بعض المشاركات تهديدات عبر البريد الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي، كما وصفهن بعض المنتقدين بـ"الخونة" أو "المتعاطفات مع العدو".
ومع ذلك، فإن عدد المنضمات إلى مجموعة "واتساب" التنظيمية للحركة في تزايد مستمر، والاحتجاجات باتت أكثر انتظامًا، ما يشير إلى أن هناك شرخًا بدأ يتسلل إلى الرواية الإسرائيلية الأحادية، وأن الصور قادرة، أحيانًا، على تجاوز كل الأسوار.