هناك إرشادات للصلاة السليمة مما جعل القديس ثيوفانس الحبيس يضع شروطا لها فقال : "وأنت تـصلي ، حاول أن تضبط ذهنك وانتباهـك داخل قلبـك وليس في أي مكان آخـر.

أما مـوضـوع مغادرة الذهن بعد فترة قصيرة من الصلاة ، للقلب وفقدانه ذكر الله وتشتته ، أي ضـلاله ، فهـذا يظهـر ضـعفاً في تركيـز انتباه الشخص ولامبالاة بغير وعـي بـشأن الصلاة .

 

والنفس بالعمق لا تقدِّر قيمة الصلاة ولا تشعر بها كحاجة بقدر ما تشعر بهـا كواجـب بالتـالـي فـهـي تـستعجل لتبتعـد عنهـا بسرعة فتقيمها كيفما اتفق بلا مبالاة .

صـلِّ بمخافـة اللـه مـركـزاً انتباهـك في معـاني الكلمات إن صلاة يسوع والصلوات القصيرة الأخـرى تلـد في القلـب مـشاعر إلهيـة يـرتبط بهـا الانتباه ، فيمكث في ذِكر الرب .
تذكَّر دومـاً بأن الصلاة وحدها لا تكفـي مـن أجـل الخـلاص والكمـال ، وإنّمـا بـالتّرافق مـع تنميـة الفـضائل الأخرى . 

بقدر ما نتقدم في الحياة الروحية ، أي بقدر ما تقل أهواؤنـا وتـزداد فـضائلنا ، بمقـدار مـا نتقـدم في الصلاة . الفضائل الأساسية هي مخافة الله ، الطهارة ، التّواضع ، التّوبة ، الصبر والمحبـة . حين تظهـر هـذه الفـضائل تتبعهـا الفضائل الباقية برفقة الصلاة .
" هـل أركـّز جـُلَّ اهـتمـامـي علـى التّأديـة الـصحيحة لقانون صلاتي اليومي أو على الانتباه في الصلاة ؟ " .
الصلاة مـن دون انتبـاه مـرافـق لـهـا لـيـسـت بـصـلاة ، وعليـك بالتّالي أن تنتبه للصلاة أكثر ، ولكـن في الوقـت ذاته كن دقيقاً في تتميم قانونك اليومي ، ولتشارك أيضاً في عبـادة كنيستنا . اذهـب إلى الكنيسة باستمرار ، إلى كل خدمة إلهية إن كان هذا ممكناً ، وذلك لكي تصلي بتقوى مع باقي المؤمنين .


اقـرأ في " الفيلوكاليـا “ مقتطـفـات مـن حـيـاة القـديس مكسيموس كافسوكاليفيا ، الـذي نـال مـن والـدة الإلـه الفائقـة القداسـة موهبـة الـصلاة المستمرة . وقلِّـد إيمانـه وفضيلته لكـي تـصيـر أنـت أيـضـاً أهـلاً لهـذه العطيـة العظيمة ، من دون جهاد لن تقدر أن تحقق شيئاً”.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أقباط صلاة

إقرأ أيضاً:

ما سبب ترتيب آيات القرآن الكريم؟ ومن الذي رتبها؟

فقد وصف الله تعالى القرآن الكريم بقوله "وإنه في أم الكتاب لدينا لعليٌّ حكيم"، والحكمة كما يقول الأستاذ في جامعة الأزهر الدكتور محمد الخطيب هي وضع كل شيء في موضعه.

ويدل وصف "عليٌّ" على أن كل آية من آيات القرآن قد نزلت في موقعها المحدد الذي لا يصح لها موضع غيره وأن هذا الترتيب لا دخل لأحد فيه لأنه جاء من قبل الله عز وجل، كما يقول الخطيب في الحلقة التي يمكن مشاهدتها في هذا الرابط.

ووفقا للخطيب، فإن هناك ما يعرف بـ"علم المناسبات" الذي يبحث أسباب وضع آيات القرآن في مواضعها والحكمة من ترتيبها على نحو لا يمكن الإخلال به دون الإخلال بالمعنى.

صلاح العبادة من صلاح العمل

ففي سورة البقرة على سبيل المثال، جاءت آية "حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين" بين آيات تتناول قضية الطلاق وموت الأزواج والوصية، وهو سياق يبدو منفصلا عن الصلاة.

وقال الخطيب إن علماء توقفوا عند هذه الآية ولم يفهموا سبب الإتيان بها في هذا الموضع، ومنهم الشيخ سيد قطب الذي أورد في "ظلال القرآن" أنه لم يعرف سببا لموضع هذه الآية تحديدا.

والسبب في هذا -كما يقول الخطيب- أن الناس يعتقدون أن الحياة عبارة عن معاملات وعبادة بينما هي عبادة فقط، فمن لم يقم بمعاملاته على النحو المطلوب فسدت عبادته.

إعلان

لذلك، فقد خلص قطب في سبب موضع هذه الآية إلى أن كثيرا من الرجال يعتادون المساجد ويحافظون على الصلوات، لكنهم يسيئون معاملة زوجاتهم وأولادهم والمجتمع المحيط بهم على نحو يفقد هذه الصلاة معناها، حسب الخطيب.

ولأن الصلاة هي العبادة الأهم في حياة المسلم، فقد قرنها الله تعالى في هذه الآية بحسن المعاملة مع الزوجة والانصياع لما أمر به في هذه العلاقة تحديدا لأنها أهم العلاقات في حياة الإنسان، وفق تعبير الخطيب.

ربط الصلاة بحقوق الغير

وبناء على هذه النظرة، فإن المقصود من هذه الآية في هذا الموضع أن الحفاظ على حقوق الأسرة والزوج لا يقل أهمية عن علاقة المسلم بربه من خلال الصلاة، وأن من يفرط في الأولى لن يستقيم في الثانية.

والأمر نفسه في سورة الماعون التي يتحدث فيها الله عن معاملة اليتيم والمسكين ثم ينتقل فجأة إلى الساهين عن الصلاة، وهو انتقال مرده -وفق الخطيب- أن الصلاة هي التي تدفع الإنسان لحسن معاملة اليتيم والمسكين، ومن ثم فإن من لم يقم بهذين الأمرين يعتبر ساهيا عن صلاته وإن أدَّاها لأنه غفل عن معناها.

ومن هنا، يقول الخطيب إن قبول الصلاة مقرون بشروط صحتها المعنوية المتعلق بالالتزام بأوامرها ونواهيها وليس فقط بشروطها المادية من طهارة ونية واستقبال للقبلة، وهو ما جعل الصلاة في هاتين الآيتين مقرونة بحقوق الزوجات واليتامى والمساكين.

ومن المواضع اللافتة للآيات في القرآن، موضع قوله تعالى "يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة واتقوا الله لعلكم ترحمون، واتقوا النار التي أعدت للكافرين، وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون، وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين" في سورة آل عمران، والذي جاء بين حديث عن معركة بدر وآخر عن معركة أحد.

ويأتي موضع هذه الآيات على هذا النحو، وفق الخطيب، ليؤكد أن حياة المسلم كلها عبادة، وليست معاملة وعبادة، لأن المعاملات جزء من العبادة وليست مسألة مستقلة عنها.

إعلان

لذلك، فإن المقصود من الآية السابقة -برأي الخطيب- أن من يهزم أخلاقيا سيهزم عسكريا لا محالة، وهو ما حدث للمسلمين في غزوة أحد عندما خالفوا أمر النبي صلى الله عليه وسلم، وهم الذين انتصروا نصرا مؤزرا قبلها في غزوة بدر عندما لم يخالفوه.

وبناء على هذا، فإن الحديث عن الربا في هذا الموضع مرده إلى أن الانتصار في معركة المال لا يقل أهمية عن الانتصار في الحرب لأن حب المال واحدا من أشد المعارك التي يخوضها المسلم بحثا عن الحلال وتجنبا للحرام على سهولته، كما يقول الخطيب.

26/3/2025-|آخر تحديث: 26/3/202505:20 م (توقيت مكة)

مقالات مشابهة

  • عادات يومية تساعدك على تحسين التركيز والتغلب على التشتت الذهني
  • اقليم البصرة ضرورة للعراق
  • صلاة في آخر جمعة من رمضان تكفر صلواتك الفائتة ولوالديك وأولادك
  • تجهيز الساحات للصلاة.. خطة المحافظات لاستقبال عيد الفطر المبارك
  • جيفري غولدبرغ.. تعرف على الصحفي الذي كشف محادثات إدارة ترامب على سيغنال
  • عيد الفطر 2025 في مصر.. موعد الصلاة في جميع المحافظات
  • باحثون: سمات مشتركة بين الخرف ونقص الانتباه وفرط النشاط
  • ما سبب ترتيب آيات القرآن الكريم؟ ومن الذي رتبها؟
  • القبض على المتهمة بسرقة حقيبة سيدة من داخل مسجد بالدقي
  • توقعات الأبراج وحظك اليوم الأربعاء 26 مارس 2025