الجزيرة:
2024-07-05@22:46:01 GMT

انتفاضة الضمير في العالم

تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT

انتفاضة الضمير في العالم

"من النهر إلى البحر، فلسطين حرة…"

ربما يُشبه هذا الشعار، الذي تمَّ إنتاجه من أجل فلسطين، الوضعَ الذي يجري حاليًا في العالم: هناك انتفاضة ضمير تجري في العالم من المحيط الهادئ إلى البحر الأبيض المتوسط.

انتفض ملايين الأشخاص من جميع الجنسيات والأعراق والأديان والألوان، ونزلوا إلى الشوارع في عشرات البلدان بشكل غير مسبوق.

إنها انتفاضة ضمير ضد إسرائيل؛ وإلى جانب فلسطين.

منذ 36 عامًا، لم يشهد العالم مثل هذه الاحتجاجات القوية ضد إسرائيل، حتى في الانتفاضة الأولى التي بدأت في مخيم اللاجئين في جباليا بفلسطين، والأمر المدهش هو تنوُّع المشاركين في انتفاضة الضمير هذه.

في بعض الأحيان، رأينا هذا الضمير في احتجاجات عارضة الأزياء البطلة بيلا حديد، وأحيانًا نراه في رياضيين، مثل لاعب كرة السلة الأسترالي كايري إيرفينغ الذي ارتدى غطاءَ رأسٍ فلسطينيًا في الدوري الأميركي لكرة السلة (NBA)، وأحيانًا نراه في احتجاجات الوزيرة الإسبانية الشجاعة إيونا بيلّيرا التي أدانت جميع السياسيين الأوروبيين، وفي بعض الأحيان نراه في مظاهرات الملايين في الشوارع.

في المقابل، أعتقد أنّ المظاهرات الأخيرة الداعمة لفلسطين كانت تشبه المسيرة الكبرى في واشنطن، التي أطلق فيها مارتن لوثر كينغ نداء الحرية للسود.

كانت المظاهرة في واشنطن ضخمة وفعّالة للغاية لدرجة أن إيلون ماسك شارك صورًا مأخوذة من طائرة بدون طيار على وسائل التواصل الاجتماعي مع تعبيرات الدهشة.

بعد فترة وجيزة، تمّ تنظيم أكبر مظاهرة داعمة لفلسطين في السنوات الأخيرة في لندن؛ على ما يبدو كتحدٍ لواشنطن، ويقال إن ساعة "بيغ بن" لم تشهد مثل هذا الحشد منذ 50 عامًا.

تلا هذه الاحتجاجات مظاهرات مليونيّة في ماليزيا، وباكستان، وإسطنبول. ماذا يحدث؟

مصممو أزياء يزينون منصات العرض بألوان فلسطين، وموسيقيون يثيرون الحماس على المسارح بأغانٍ فلسطينية، وصحفيون مشهورون يستقيلون، قائلين: "لست حرًا"، ومشاهير، ورسامو كاريكاتير، وكوميديون، وأكاديميون، وسائقون، وأعضاء نقابات العمال.

من كل مهنة وكل مجال؛ يثور الناس ويندّدون ويتحدثون في جميع أنحاء العالم..

الأمر يشي بأن غزة أيقظت ضمير الإنسانية.

والأمر الأكثر إثارة للاهتمام، هو أن هؤلاء الناس يعارضون سياسات دولهم الداعمة لإسرائيل، فعندما حظرت فرنسا علم فلسطين، طغت ألوان: الأحمر، والأسود، والأبيض على شوارع باريس. وعندما هدّدت حكومة ألمانيا المتظاهرين باتهامهم بجرائم معاداة السامية؛ ردّد الناس في ساحة ألكسندربلاتز الشهيرة في برلين: "فلسطين حرة".

لم يُشاهَد مثل هذا العمل المشترك، ومثل هذا التمرد المشترك، الذي انتشر في جميع أنحاء العالم، منذ احتجاجات الحرب المناهضة التي عمَّت دول العالم في السبعينيات، وهذا ما أسمّيه "انتفاضة الضمير".

ربما لم يتم الاحتجاج على إسرائيل في تاريخها على هذا النطاق الواسع، ومن قِبل هذا العدد الهائل من الناس من مختلف الأمم، كما لم يتلقَّ الشعب الفلسطيني- الذي يعاني منذ عام 1948- مثل هذا الدعم العالمي في تاريخه.

بالمقابل؛ كشفت هذه الاحتجاجات أن بعض الدول ليست شجاعة مثل شعوبها، ولا تملك الضمير نفسه. الآن؛ قضية فلسطين هي قضية ضميرية تشمل الناس من كل دين وجنسية، ولا تخصُّ المسلمين فقط.

في الختام؛ لا نعرف تمامًا إلى أين ستؤدي هذه التطورات، لكننا على يقين من أن العالم لن يكون كما كان من قبلُ.

 

 

 

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معناأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinerssجميع الحقوق محفوظة © 2023 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: مثل هذا

إقرأ أيضاً:

مسئولون أصحاب ضمير!

مع كل لحظة يأس تنتاب المرء من غياب الضمير العالمى على وقع عمليات الإبادة التى تجرى فى غزة تأبى الأحداث إلا أن تثبت أن هذا التصور غير صحيح، وأن مفهوم الضمير سيبقى ما بقيت الإنسانية. صحيح أن التباين ربما يكون كبيرا بين مساحة حضوره ومساحة غيابه، ولكنه فى كل الأحوال سيبقى حاضرا وفاعلا وإلى حد ما مؤثرا.

صحيح أيضا أن مساحة يقظة ذلك الضمير فى حدود منطقتنا العربية فى رفض ما تقوم به اسرائيل من مجازر ضد الفلسطينيين العزل فى غزة ضيئلة لأسباب عديدة لا مجال للتفصيل فيها، إلا أن توسيع نطاق الرؤية ربما يبعث على الراحة والأمل.

دعك من المظاهرات التى تجتاح العالم شرقه وغربه فى الجامعات وغير الجامعات ضد البربرية الإسرائيلية وهى مهمة وذات قيمة حيوية بلا شك، ولكن اذا أخذنا فى الاعتبار ذلك التطور الذى يجرى على صعيد الوضع فى الولايات المتحدة ذاتها وفى داخل مطبخها السياسى لأمكن لنا إدراك حيوية فكرة الضمير الحى وامكانيات تأثيره حتى لو كانت محدودة.

مفارقة السياسة الأمريكية فى موقفها من الحرب على غزة لكل أسس المنطق والواجب أدى إلى انتفاضة أو ما يمكن اعتباره كذلك داخل دوائر السلطة الامريكية المختلفة. واذا كان يوجد فى مواجهة هذا الواقع مسئولون بلا ضمير، فإن المطمئن أيضا أن هناك آخرين أيضا ولكن بضمير أبوا معه أن يمرروا تلك السياسة التى تتجاوز كل حدود الإنسانية دون أن يعلنوا عن رفضهم لها حتى لو كان الثمن هو التضحية بمنصبهم ومصدر عيشهم.

وبعد أن كانوا ينسبحون فرادى من مناصبهم بشكل دعا بلينكن وزير الخارجية الأمريكى للاعتراف بوجود اتجاهات واضحة داخل ادارة بايدن رافضة لسياسة بلاده تجاه الحرب فى غزة، فإنهم اصبحوا كقطرات الماء التى تجمعت بشكل لا يمكن تجاهله. ليس ذلك فقط بل إنهم راحوا يعززون موقفه بالتحرك الجماعى لزيادة فعالية موقفهم فكان اصدار نحو 12 مسئولا منهم لبيان يتهم ادارة بايدن بالتواطؤ الذى لا يمكن انكاره فى قتل الفلسطينيين فى غزة، مضيفين أن الغطاء الدبلوماسى الأمريكى لإسرائيل وتدفق الأسلحة المستمر تواطؤ لا يمكن إنكاره فى عمليات القتل والتجويع للسكان الفلسطينيين.

اللافت للنظر هو اتساع دائرة هؤلاء المسئولين، فمنهم مثلا أعضاء سابقون فى وزارات الخارجية والتعليم والداخلية والبيت الأبيض والجيش، والأكثر غرابة أنه لم يكن لدى البيت الأبيض ووزارة الخارجية تعليق فورى على البيان، وهو ما يعطيه مصداقية أو يؤكد أن البيان ينطلق من نظرة تستند إلى واقع حى على الأرض.

تفاصيل والأبعاد الشخصية لاستقالة هؤلاء المسئولين تفضح سياسة ادارة بايدن وتكشف بشكل حقيقى عن ممارستها الكذب والتلاعب من أجل توفير الغطاء الذى تقف به وراء اسرائيل فى حربها على غزة. ومن هؤلاء على سبيل المثال لا الحصر ستايسى غيلبرت التى استقالت من عملها فى مكتب السكان واللاجئين والهجرة بوزارة الخارجية، أواخر شهر مايو الماضى إنها بسبب تقرير إلى الكونغرس قالت فيه الإدارة كذبا إن إسرائيل لا تمنع المساعدات الإنسانية عن غزة، وقد شرحت فى مقابلة تليفزيونية كيف تمنع إسرائيل تدفق المساعدات إلى غزة.

من المؤكد، أن حدود تأثير تلك الإستقالات محدود فى توجيه سياسة الولايات المتحدة أيا كانت الإدارة القائمة على الحكم هناك فى ضوء العلاقات الإستراتيجية التى تربط واشنطن وتل أبيب، ولكنها استقالات كاشفة عن الحق الفلسطينى ولحجم الزيف والتضليل فى الكثير مما نسمعه ونشاهده من أخبار وتأكيد اخير على أن الإنسان ما زال به رمق من إنسانيته!

[email protected]

مقالات مشابهة

  • بولتيكو: "كوربين" سيقود انتفاضة "يسار بريطانيا" ضد حزب العمال لدعم القضية الفلسطينية
  • شيخ الأزهر من ماليزيا: حرب فلسطين جريمة إبادة جماعية تجاوزت بشاعتها كل الحدود
  • شيخ الأزهر: مأساة فلسطين هي مأساة العرب والمسلمين والعالم الحر
  • تفشي البطالة.. عمال فلسطين يعيشون واقعا مريرا بسبب الحرب
  • جلسة حوارية تناقش القيم الفكرية والأدبية لفلسطين
  • المفتي يهنِّئ الرئيس والشعب المصري بمناسبة العام الهجري الجديد
  • مسئولون أصحاب ضمير!
  • المطلوبة رقم 1 بين نساء العالم.. غموض مصير ملكة العملات المشفرة يشعل المنصات
  • صمت الضمير العربي.. فلسطين جُرح لا يندمل
  • حان الوقت ليراجع العالم الإسلامي نفسه