الخليج الجديد:
2024-11-18@15:24:10 GMT

الفرص التي تقدمها غزة للعالم

تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT

الفرص التي تقدمها غزة للعالم

الفرص التي تقدمها غزة للعالم

يجب إعادة تنظيم النظام العالمي بهذا الدعم التاريخي، الذي تقدمه شعوب العالم لفلسطين.

إسرائيل الصهيونية لا تتمتع بأي شرعية تاريخية دينية أو قانونية قائمة على التوراة في فلسطين التي اغتصبتها، ولا يمكن أن تتمتع بأي شرعية أخلاقية.

الفلسطينيون مقاومون يدافعون عن أرضهم، وفقا لقوانين الأمم المتحدة والقانون الدولي وطالما الاحتلال مستمر، فمقاومته في كل زمان ومكان حق مشروع.

أليس من العار أن تنتظر الدول الإسلامية والقادة العرب إشارة أمريكا والغرب لدعم فلسطين، في حين تدعم حرب إسرائيل الهمجية وهي تعلم أنها ليست على حق؟

* * *

اغتصبت دولة إسرائيل الصهيونية الأراضي الفلسطينية، من خلال التشبث بخرافة «أرض الميعاد»، ومنذ سنوات طويلة ترتكب إبادة جماعية بحق جميع أفراد الشعب الفلسطيني، من دون أي تمييز بين أطفال ونساء ومسنين، عبر الادعاء بأن قوم «العمالقة» في التوراة هم الفلسطينيون.

وقد آمن جميع زعماء الصهاينة بهذه الادعاءات، بدءا من مؤسس الصهيونية السياسية ثيودور هرتزل، ومؤسس إسرائيل دافيد بن غوريون، وصولا إلى شمعون بيريز وبنيامين نتنياهو.

لم يكتفِ قادة الصهاينة بأنفسهم فقط، بل جعلوا زعماء العديد من الدول، بما فيها الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى، يؤمنون بهذه الخرافات، أي هذه الادعاءات.

وبالتالي، فإن مطالبتهم بحقوق في الأراضي الفلسطينية يزعمون كذبا أنهم غادروها قبل ألفي عام، وتجاهلهم وذبحهم الشعب الفلسطيني، الذي يعيش على تلك الأراضي منذ آلاف السنين، جعل من الضروري إعادة النظر في السياسة العالمية.

هذا الموقف الإسرائيلي الذي ينتهك مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان والقانون الدولي بدعم من الولايات المتحدة والقادة الغربيين، لاقى انتقادات وردود فعل كبيرة من شعوب العالم.

إسرائيل الصهيونية لا تتمتع بأي شرعية تاريخية دينية أو قانونية قائمة على التوراة في فلسطين التي اغتصبتها، ولا يمكن أن تتمتع بأي شرعية أخلاقية، ولذلك يجب إعادة تنظيم النظام العالمي بهذا الدعم التاريخي، الذي تقدمه شعوب العالم لفلسطين.

ولا شك في أن الفرص التي تقدمها لنا غزة تتطلب ذلك. المذابح والإبادة الجماعية التي ترتكبها في غزة أمام أعين العالم أجمع لا ترعب الرأي العام العالمي فحسب، بل إنها توفر أيضا فرصا مهمة لإقامة العدالة على الأرض.

إحداها هو أن أساس الحكم القائل بأن «القوي هو دائما على حق» تبين أنه هش تماما، لقد خرج الملايين من الناس إلى الشوارع في العديد من البلدان، من البرازيل إلى إندونيسيا، ومن أيرلندا إلى اليابان، وانحازوا إلى جانب الحق والعدالة، وألقوا الهراء القائل «القوي هو دائما على حق» في مزبلة التاريخ واستبدلوه بمبدأ «المحق هو القوي».

والحقيقة الأخرى التي كشفت عنها غزة هي أن المؤسسات الإعلامية الرائدة في الغرب، مثل «سي أن أن»، و«بي بي سي»، و«فوكس»، و«لوموند»، و«دير شبيغل»، هي في خدمة رأس المال اليهودي، وليس الحقائق، كما تزعم.

هذه المؤسسات التي يزعمون بأنها محترمة أيدت قتل عشرات الآلاف من المدنيين وآلاف الأطفال، متذرعة بـ»حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها» منذ بداية الحرب.

شاركت هذه المؤسسات الإعلامية رسميا في المجزرة، من خلال إخفاء وجهات نظر الرأي العام في بلدانها عن شاشاتها وصفحاتها، إلا أن وسائل التواصل الاجتماعي كشفت مدى نفاقها بكل وضوح.

وهي في الواقع تعلم جيدا أن إسرائيل هي دولة احتلال، وأن الفلسطينيين مقاومون يدافعون عن أرضهم، وفقا لقوانين الأمم المتحدة والقانون الدولي. وطالما أن الاحتلال مستمر، فإن مقاومته في كل زمان ومكان حق مشروع للفلسطينيين.

هناك مسألة أخرى باتت مهمة أيضا، وهي أن المجازر والإبادة الجماعية المرتكبة في غزة جعلت قضية فلسطين على الأجندة الرئيسية للعالم أجمع، فقد أصبحت قضية فلسطين الآن الموضوع الرئيسي الذي يتم الحديث عنه ومناقشته في مئات الملايين من المنازل حول العالم، من أمريكا اللاتينية إلى افريقيا، ومن تايلند إلى اليابان.

إضافة إلى ذلك، كشفت مجازر غزة عن مدى خطورة إسرائيل ورأس المال اليهودي الذي يقف وراءها على العالم كله، لأنه بمجرد أن بدأت الحرب في غزة، تعرض كل من عبّر عن الحقيقة، بما في ذلك الأمين العام للأمم المتحدة ونجوم هوليوود والشخصيات الرياضية والأكاديمية الشهيرة في العالم، للتهديد من قبل رأس المال اليهودي، بل إن بعضهم فقد وظيفته وواجه حملات لتشويه سمعته.

وأدرك الرأي العام العالمي بالفعل أن الوقت قد حان لتحرير مجالات مثل الفن والإعلام والسينما والسياسة وغيرها من سيطرة إسرائيل ورأس المال اليهودي.

الحقيقة المحزنة والمؤسفة التي كشفت عنها غزة أيضا هي، الفوضى واليأس الذي يعيشه العالم الإسلامي المكون من 52 دولة و5 مناطق تتمتع بالحكم الذاتي.

يعاني العالم الإسلامي، لاسيما البلدان العربية، حالة من التشتت والعجز الكبير لدرجة أنه لا يستطيع حتى التدخل لمنع مذبحة تحدث بجواره.

أليس من العار أن تنتظر الدول الإسلامية والقادة العرب الدعم والإشارات من القوى العظمى لدعم فلسطين، في حين تدعم فيه أمريكا ودول الغرب حرب إسرائيل الهمجية وهي تعلم أنها ليست على حق؟

من المعروف أن القانون الدولي يعتبر أشكال الدعم العسكري والاقتصادي والسياسي كافة لفلسطين مشروعا، وإذا اكتفت الدولة الإسلامية بالشعارات ولم تتخذ خطوات ملموسة في ضوء هذه الحقيقة فإن مصيرها سيكون كارثيا.

في المحصلة؛ يجب أن يعلم قادة الدول الإسلامية والعربية، أنه مهما قدموا من تنازلات فإن مصير بلدانهم سيكون مثل العراق وليبيا. والصهيونية التي تؤمن بفكرة «إسرائيل الكبرى» لن تقبلهم إطلاقا حتى لو غيروا الجنس أو الدين.

لذلك، إذا أرادت دول العالم العربي والإسلامي أن تعيش في أمن وسلام، عليها أن تضع النقاشات الأيديولوجية جانبا، وتوقف هذه الفوضى في أسرع وقت ممكن، وتسرع إلى إنشاء وحدات عسكرية وسياسية مشتركة، وعليها أيضا أن تقتدي بالمقاومة في غزة وتدرب جيوشها مثل أفراد المقاومة الفلسطينية.

وإذا لم تتمكن من تحقيق ذلك رغم فرصة وقوف شعوب العالم إلى جانبها اليوم، فقد يصعب عليها تحقيق ذلك في وقت آخر. ويمكننا القول إنه إذا تم استغلال هذه الفرص التي توفرها غزة اليوم بشكل جيد، فإنها لن تؤدي إلى خلاص العالم الإسلامي والعربي فحسب، بل وأيضا البشرية جمعاء.

*توران قشلاقجي كاتب تركي

المصدر | القدس العربي

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: أمريكا الغرب غزة فلسطين مجازر الفرص أرض الميعاد الإبادة الجماعية قضية فلسطين الرأي العام العالمي شعوب العالم الفرص التی على حق فی غزة

إقرأ أيضاً:

فلسطين تطالب بريطانيا بمنع تزويد إسرائيل بقطع غيار مقاتلات حربية

قال محامو منظمة حقوقية فلسطينية لمحكمة في لندن اليوم الإثنين، إن بريطانيا تسمح بتصدير قطع غيار طائرات إف-35 المقاتلة إلى إسرائيل وتقبل باحتمال استخدامها في غزة بما يشكل انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي.

ورفعت مؤسسة الحق في الضفة الغربية، والتي توثق ما يقال عن انتهاك إسرائيل والسلطة الفلسطينية لحقوق الإنسان، دعوى قضائية ضد وزارة الأعمال والتجارة البريطانية في المحكمة العليا بلندن.
واتهمت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في تقرير إسرائيل بانتهاك القانون الإنساني الدولي في حرب غزة، وقالت  إن النساء والأطفال يشكلون ما يقرب من 70 بالمئة من القتلى الذين تحققت منهم، وهو ما نفته إسرائيل.

وتقول إسرائيل إنها تحرص على تجنب إلحاق الأذى بالمدنيين وتنفي ارتكاب انتهاكات وجرائم حرب في الصراع مع حركة حماس في غزة وجماعة حزب الله في لبنان.

وتأتي الدعوى بعد أن علقت بريطانيا في سبتمبر (أيلول) 30 من أصل 350 ترخيصاً لتصدير الأسلحة رغم أنها أعفت التصدير غير المباشر لقطع غيار مقاتلات إف-35، وأرجعت ذلك إلى التأثير الذي قد يلحق بالبرنامج العالمي لهذه الطائرات.
وتقول مؤسسة الحق إن قرار بريطانيا غير قانوني لأن هناك خطراً واضحاً من احتمال استخدام مقاتلات إف-35 في انتهاك للقانون الإنساني الدولي.
وقال محامو الحكومة البريطانية في وثائق جلسة اليوم الاثنين إن الحكومة ترى أن إسرائيل ارتكبت انتهاكات محتملة للقانون الإنساني الدولي فيما يتعلق بتوصيل المساعدات الإنسانية ومعاملة المعتقلين.
وذكر المحامي جيمس إيدي إن بريطانيا "تقبل أيضاً بأن هناك خطراً واضحاً من احتمال استخدام مكونات طائرات إف-35 في ارتكاب انتهاكات خطيرة للقانون الإنساني الدولي أو تسهيلها".
وأضاف أن بريطانيا قررت رغم ذلك الاستمرار في تصدير مكونات مقاتلات إف- 35، ونقل عن وزير الدفاع جون هيلي، قوله إن تعليق تصدير قطع غيار مقاتلات إف- 35 "سيكون له تأثير شديد على السلم والأمن الدوليين".
ومن المرجح انعقاد جلسة للنظر في طعن مؤسسة الحق على القرار في أوائل عام 2025.
وتقول وزارة الصحة في غزة إنه تأكد مقتل أكثر من 43800 شخص في الحملة العسكرية التي شنتها إسرائيل على القطاع؛ رداً على هجوم حركة حماس في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
وتشير إحصاءات إسرائيلية إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز نحو 250 رهينة في هجوم حماس عليها في ذلك اليوم.

مقالات مشابهة

  • فلسطين تطالب بريطانيا بمنع تزويد إسرائيل بقطع غيار مقاتلات حربية
  • منتخب فلسطين يستهدف الملحق الآسيوي
  • لتحقيق أول انتصار.. موعد مباراة فلسطين وكوريا الجنوبية والقنوات الناقلة لها في تصفيات آسيا لكأس العالم
  • إسرائيل تقر مشروع قانون يحظر رفع علم فلسطين على مؤسسات تمولها تل أبيب
  • الاحتلال والأمم المتحدة.. ما الذي تخسره دولة تطرد من المنظمة الدولية؟
  • ما الذي يفكر فيه سفير واشنطن الجديد في إسرائيل؟.. هذه أهم مواقفه السابقة
  • فلسطين تحمّل المجتمع الدولى مسئولية استمرار إسرائيل فى ارتكاب المجازر بغزة
  • تعرف على محمد عفيف المسؤول الإعلامي في حزب الله الذي اغتالته إسرائيل
  • إسرائيل نشرت فيديو للغارات على الضاحية الجنوبية.. ما الذي زعمت أنّها استهدفته؟
  • مزور: النفايات التي ننتجها غير كافية للصناعة و العالم كيضارب عليها