الرياض : البلاد

 أطلق مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث برنامجًا علاجيًا لاستئصال الأجزاء المصابة في تجويف الفم، وتعويض الوظائف الحيوية والمظهر خلال عملية جراحية واحدة، يقضي المريض بعدها قرابة عشرة أيام في المستشفى، وبذلك يختزل “التخصصي” رحلة علاج تمتد لثلاث سنوات، يخضع خلالها المريض لعدة عمليات جراحية لتحقيق النتيجة ذاتها ، ما يشكّل قفزة في تجربة المريض والارتقاء بجودة حياته وعائلته، وذلك في خطوة تعد الأولى من نوعها في الشرق الأوسط.

 ويعتمد البرنامج على أحدث تقنيات “التخطيط الجراحي الافتراضي ثلاثي الأبعاد”، الذي يتسم بدقته المتناهية في أخذ القياسات اللازمة للوجه والفكين، وإطباق الأسنان، ومواضع زراعتها، لتحقيق أفضل نتيجة ممكنة في استعادة الوظائف الحيوية للفكين والفم والأسنان واللسان.

 وتتمثل أهمية البرنامج العلاجي في قدرته على الحد من الآثار السلبية التي تتركها العمليات المتعددة خلال ثلاث سنوات متتالية على جودة حياة المريض وصحته النفسية، وتبعات ذلك على محيطه العائلي، إضافة إلى تقليص حاجة المريض للتردد على المستشفى.

 ويتطلب تنفيذ الاستئصال والتعويض خلال عملية جراحية واحدة تكامل عدة أقسام طبية، للخروج بخطة علاجية مخصصة للمريض. واستكمل “التخصصي” كافة الفحوصات اللازمة حتى الآن لاثنتي عشرة حالة مرضية استعداداً للخضوع لعملية الاستئصال والتعويض ضمن البرنامج المستحدث.

 ونفذ “تخصصي جدة” مؤخراً بقيادة استشاري جراحة الوجه والفكين الدكتور ظافر آل سُويد عملية إعادة ترميم الفك وتعويض كافة الأجزاء المحيطة المفقودة لثلاث حالات، من بينها مريضة في العقد الثالث من عمرها، استأصل ثلاثة أرباع فكها السفلي إثر معاناتها من ورم سرطاني.

 ونجح الفريق الطبي في إعادة ترميم فك المريضة من خلال أخذ عظمة الساق الجانبية للمريضة، وإعادة تشكيلها لتتناسب مع قياسات فكها السفلي وتثبيتها، وتعويض الأنسجة المفقودة المحيطة بالفك، وزراعة الأسنان، وذلك خلال عملية واحدة استغرقت قرابة عشر ساعات.

 ويعد مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث من بين الأبرز عالميًا في تقديم الرعاية الصحية التخصصية، ورائدًا في الابتكار، ومركزًا متقدمًا في البحوث والتعليم الطبي، كما يسعى لتطوير التقنيات الطبية، والارتقاء بمستوى الرعاية الصحية على مستوى العالم، وذلك بالشراكة مع كبرى المؤسسات المحلية والإقليمية والدولية لتحقيق خدمة عالمية المستوى في المجالات السريرية والبحثية والتعليمية.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: خلال عملیة

إقرأ أيضاً:

عملية حيفا تثبت أن الدروز لن يكونوا “عملاء” لـ”إسرائيل”

 

في حادث طعن وقع صباح الاثنين 3 مارس في حيفا، قتل مستوطن صهيوني وجرح خمسة آخرون قبل أن تقوم الشرطة الصهيونية بقتل الفدائي الذي نفذ العملية. ولقد كانت المفاجأة الكبرى بالنسبة لسلطات الاحتلال هي هوية منفذ العملية الذي تبين أنه شاب درزي يدعى يثرو شاهين ويبلغ من العمر 20 عامًا ويحمل الجنسيتين “الإسرائيلية” والألمانية، وهو من سكان بلدة شفا عمرو ذات الغالبية الدرزية في منطقة الجليل وقد عاد إلى فلسطين المحتلة الأسبوع الماضي بعدما قضى عدة أشهر في ألمانيا.
ولقد جاء الحادث في مرحلة حساسة بالنسبة لأبناء الطائفة الدرزية، ليس فقط في فلسطين المحتلة، بل في سوريا ولبنان أيضاً، وليثبت للسلطات الصهيونية أنه على الرغم من ثمانية عقود من محاولاتها استيعاب دروز فلسطين المحتلة في النسيج الصهيوني، إلا أن أبناء هذه الطائفة لا يزالون يشعرون بانتمائهم لهويتهم العربية. وما يزيد من أهمية الحدث هو أن منفذ العملية شاب في العشرين من عمره، ما يعني أن العقود الطويلة التي قضتها سلطات الاحتلال في “تحييد” دروز فلسطين لم تنفع معها، وأن الشباب الدرزي لا يزل يتمرد على بعض قياداته في فلسطين المحتلة ويتمسك بهويته العربية.
كذلك، فقد جاء الحادث في وقت يحاول فيه رئيس وزراء الكيان الصهيوني إطلاق مشروعه للسيطرة على سوريا بذريعة حماية الدروز فيها، والذين يتعرضون حالياً لهجمة من سلطات دمشق الجديدة التي يحكمها توجه طائفي متشدد يميز ضد المجموعات الدينية غير السنية في سوريا. ويسعى نتنياهو من خلال مشروعه هذا إلى التمدد باتجاه جبل العرب وتحويل الدروز إلى درع واقٍ للكيان الصهيوني في مواجهة العمقين السني والشيعي في سوريا ولبنان والعراق، والاتصال بالمنطقة التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديموقراطية” في شرق سوريا بدعم من قوات الاحتلال الأمريكية. هذا يفسر الفتنة التي كادت تقع والخطاب الطائفي الذي تطلقه بعض المجموعات المدعومة من “إسرائيل” في جبل العرب، والتي قابلتها غالبية الدروز بالرفض والعض على الجرح ولقاء الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع درءًا للفتنة ومشاريع التقسيم “الإسرائيلية”.
إضافة إلى ذلك، فإن عملية حيفا جاءت في وقت تطرح فيه “إسرائيل” مشروع مد المنطقة الدرزية العازلة إلى لبنان حتى يكون لها منفذ على البحر. وفي هذا الإطار جاءت معارضة هذا المشروع من قبل الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الذي يخشى من أن يضع هذا المشروع الفتنوي دروز لبنان في مواجهة مع الشيعة والسنة على حد سواء، علماً أن من شأن كيان درزي تسعى “إسرائيل” لإقامته أن يهمش الزعامات الدرزية السوريا واللبنانية المعروفة بانتمائها العربي، لصالح زعامة موفق طريف في فلسطين المحتلة المعروف بعلاقاته بالقيادات “الإسرائيلية”.
قد لا تؤدي عملية حيفا إلى فرملة الاندفاعة “الإسرائيلية” لتنفيذ مشاريعها الفتنوية، إلا أن دلالاتها تشير في المحصلة إلى أن الرهان الصهيوني على تحويل الدروز في فلسطين وسوريا ولبنان إلى مطية لمشاريعها لن يكتب له النجاح وأن معظم الدروز سواء في فلسطين أو لبنان أو سوريا يتمسكون بانتمائهم العربي.

أستاذ تاريخ العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية

مقالات مشابهة

  • تجمّع الشرقية الصحي يطلق حملة “صمْ بصحة” بالمنطقة
  • “صرخة أم” توقف برنامج محمد رمضان.. وتدفعه للتدخل لإنقاذ ابنتها
  • برنامج الربط الجوي يطلق رحلات مباشرة من شتوتغارت الألمانية إلى جدة
  • فريق “حرير” التطوعي يطلق مبادرة مجانية في طرطوس لنقل الطلاب إلى ‏الجامعة خلال فترة الامتحانات ‏
  • البام يطلق مبادرة “جيل 2030” لتعزيز مشاركة الشباب في العمل السياسي
  • عملية حيفا تثبت أن الدروز لن يكونوا “عملاء” لـ”إسرائيل”
  • “اغاثي الملك سلمان” يدشن برنامج التغذية المدرسية في سيراليون
  • أمير القصيم يطلق حملة “100 معتمر” بتكفّل من مؤسسة الأمير محمد بن فهد الإنسانية
  • الصحة تطلق مشروع إجراء ألف عملية مجانية لإزالة “الساد”
  • وزير الصناعة والثروة المعدنية يطلق النسخة الرابعة من حملة “نجود بخيرنا” الخيرية