المباني الخضراء تعزّز نموذج دبي المُلهم لمدن المستقبل الصديقة للبيئة
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
دبي - الخليج
تنفيذاً للرؤية الطموحة للقيادة الرشيدة، وضمن استراتيجية شاملة تهدف إلى تحقيق متطلبات التنمية المستدامة، والحفاظ على البيئة، وتأكيد مقومات التعامل الرشيد مع الموارد الطبيعية للوصول إلى أفضل استفادة ممكنة لها، حققت دبي تقدماً لافتاً على صعيد إنشاء منظومة شاملة للمباني الخضراء لإرساء نموذج ملهم متميز لمدن المستقبل الصديقة للبيئة، ورفدها بمقومات استدامة رفاهية العيش والنجاح وزيادة كفاءة استخدام الطاقة، لترسيخ مكانة دبي المدينة الأفضل للعيش والعمل في العالم.
وتنبع أهمية منظومة المباني الخضراء من النهضة العمرانية والحضارية الكبيرة التي تشهدها دبي والتي تواكب تطورها المستمر كمركز جذب رئيس في المنطقة للمشاريع والاستثمارات الأجنبية المباشرة، وما يتبع ذلك من نمو سكاني يواكبه نمو عمراني لتلبية متطلبات الزيادة السكانية الأخذ مؤشرها في الارتفاع باستمرار استقطاب المدينة للشركات العالمية الكبرى والكفاءات والكوادر الماهرة والعقول المبدعة في مختلف المجالات، فيما تسهم المنظومة أيضا، كرافد من روافد التنمية المستدامة، في تحقيق الهدف الاستراتيجي الذي حددته القيادة الرشيدة لدبي بجعلها المدينة الأفضل في العالم للعيش والعمل والزيارة.
وأكد داوود الهاجري، مدير عام بلدية دبي أن «دبي كانت سبّاقة في تبنّي مفهوم»المباني الخضراء«، (المباني الصديقة للبيئة) ضمن خطة شاملة لتطبيق معايير الاستدامة في كافة القطاعات الحيوية في الإمارة، تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وبمتابعة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، حيث بدأ العمل بمتطلبات ومعايير المباني الخضراء لأول مرة في دبي في العام 2011، بموجب قرار صادر من المجلس التنفيذي لحكومة دبي باعتماد مشروع سياسة المباني الخضراء، وهي المباني التي تلبي احتياجات مستخدميها الأساسية ورفاهيتهم بكفاءة عالية مع مراعاة الاستخدام الاخضر للطاقة».
ويعني الاستهلاك الأخضر للطاقة تقليل مقدار الاستهلاك، بحيث يتم تطبيق معايير تضمن الحفاظ على البيئة والتقليل من استهلاك الطاقة والمياه والموارد وتقليل إنتاج المخلفات وإعادة تدوير النفايات، من دون التأثير على مستوى الرفاهية وذلك من خلال مراحل مختلفة لإنشاء المبنى ابتداءً من تصميمه وانتهاءً بعمليات هدمه أو تفكيكه. أطر تنظيمية وحول الأطر التنظيمية المتطورة التي وضعتها دبي لتنظيم عمليات البناء الأخضر في الإمارة، قال الهاجري: «أصدرت بلدية دبي خلال السنوات الماضية العديد من القرارات الداعمة لسياسة المباني الخضراء منها القرار الإداري رقم 154 لسنة 2020، والذي اعتمدت فيه نظام دبي للمباني الخضراء، والمعروفة بلائحة السعفات للمباني الخضراء الذي يصنّف المباني إلى ثلاث فئات رئيسية وهي: (السعفة الفضية – وهي إلزامية لجميع المباني)، و(السعفة الذهبية – اختيارية)، و(السعفة البلاتينية – اختيارية). كما اعتمد المجلس التنفيذي لحكومة دبي» كود دبي للبناء «حيث تم دمج المتطلبات التصميمية الخاصة بالسعفة الفضية إلى متطلبات الكود ليكون إلزامياً».
وأضاف مدير عام بلدية دبي «أصدرت البلدية كذلك تعميماً في العام 2023 بالإصدار الثاني المُحدَّث لنظام دبي للمباني الخضراء – السعفات، والذي تم فيه المواءمة بين متطلبات اللائحة ومتطلبات كود دبي للبناء، إذ تصب جميع تلك القرارات في الحفاظ والتشجيع على البناء الاخضر في دبي التزاماً منها بنشر وتعميم مبدأ الاستدامة في جميع مبانيها».
ويُعزز نظام «السعفات» سلامة مستخدمي المباني، ويضمن توفير بيئة أكثر استدامة للأجيال القادمة، كما يشجع على الابتكار لتحقيق التكامل بين الأنظمة والتقنيات الخضراء في تصميم المباني، ما ينعكس بدوره في تحسين الأداء وترشيد استهلاك الطاقة وزيادة كفاءة الأنظمة الكهربائية والميكانيكية وبالتالي تقليل انبعاثات الكربون. خطة استراتيجية وفي إطار جهودها لترسيخ منظومة متكاملة للأبنية الخضراء في دبي، وضعت البلدية خطة استراتيجية وتنفيذية لتطبيق معايير عالمية صديقة للبيئة، كما منحت مجموعة من الحوافز للمطوّرين عند تطبيقهم لمعايير المباني الخضراء مثل: الحصول على شهادة السعفات التي تثبت القيمة المضافة لتلك المباني وكفاءتها وتلبيتها لحاجة المستخدمين، ما يزيد من قيمتها المادية والمعنوية. كما منحت المطوّرين إعفاءات من بعض الشروط والمتطلبات، إذا توفرت أسباب موجبة لذلك، وإعفاءات أخرى للمباني المهيّأة لاستخدام تقنيات حديثة ومبتكرة تسهم في إنتاج أو تخفيض استهلاك الطاقة والمياه وتحقق فائدة أعلى مما هو متوقع تحقيقه من متطلبات السعفات.
وأوضح الهاجري في هذا الصدد أن «كافة معايير ومتطلبات السعفة الفضية إلزامية للمباني الجديدة في دبي حيث أصبحت جزءاً من متطلبات كود دبي للبناء في حين أن متطلبات السعفات الأعلى وهما: الذهبية والبلاتينية، هي متطلبات اختيارية.»، مشيراً إلى أن «جميع المباني الجديدة في دبي تحقق حالياً الحد الأدنى من متطلبات المباني الخضراء وتعتبر نماذج للمباني الخضراء، كما أنها أول تجربة عالمية من هذا النوع».
ووفقاً لإحصاءات بلدية دبي بلغ عدد المباني التي تنطبق عليها مواصفات «المباني الخضراء» في دبي بلغ حتى الآن نحو 72 ألف مبنى، وهي تمثل ما نسبته 58% من المباني في جميع مناطق دبي حتى نهاية الربع الثاني من عام 2023، حيث تسهم هذه المباني الخضراء في تحقيق مستهدفات الاستدامة والحفاظ على البيئة في الإمارة من خلال تبنّي معايير تحقق أعلى مستويات كفاءة الأداء في استخدامات الموارد والمياه والمواد وترشيد استهلاكها ومعالجتها وتدويرها وترشيد استهلاك الطاقة أو إنتاجها من خلال استخدام تقنيات ترشيد الاستهلاك، أو أنظمة الإدارة والمراقبة، وأنظمة العزل الحراري وأنظمة العزل الأخرى، وأنظمة فصل النفايات، ومعالجة المخلفات، وأنظمة إعادة تدوير المياه والمواد وغيرها، جميع هذه الأنظمة تسهم بشكل كبير في استدامة الموارد بهذه المباني.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات إمارة دبي التنمية المستدامة المبانی الخضراء استهلاک الطاقة بلدیة دبی فی دبی
إقرأ أيضاً:
أوبن إيه آي تعلن عن نماذج استدلال تستخدم الصور عند التفكير
أعلنت شركة "أوبن إيه آي" عن نموذجي استدلال جديدين هما "أو3" (O3) الذي تصفه الشركة بأنه أقوى نموذج استدلال لديها، ونموذج "أو4-ميني" (o4-mini) وهو نموذج أصغر وأسرع يحقق أداء استثنائيا مقارنة بحجمه وتكلفته. وفقا لموقع ذا فيرج.
وقالت الشركة إن كلا النموذجين الجديدين قادران على "التفكير" باستخدام الصور، وهذا يعني أن المستخدم سيكون قادرا على رفع الصورة وسوف يتمكن نموذج الاستدلال من فهمها والإجابة بناء عليها، وهو إجراء مفيد بشكل خاص للمستخدمين الذين يريدون تفسير صورة معينة وغير قادرين على وصفها أو شرحها لروبوتات الذكاء الاصطناعي، وتشير "أوبن إيه آي" إلى أن النماذج ستتمكن من تعديل الصور وتكبيرها وتدويرها كجزء من عملية الاستدلال، وستكون قادرة على تحليل الصور الضبابية والمشوهة.
ومن جهة أخرى أعلنت الشركة أن نماذج الاستدلال ستتمكن من استخدام جميع أدوات "شات جي بي تي" بما في ذلك تصفح الويب وإنشاء الصور، وستتوفر هذه الأدوات اليوم لمستخدمي "بلس" و"برو" و"تيم" في إصدارات "أو4-ميني" و "أو3″ و"أو4-ميني-هاي".
وصرحت الشركة أن نموذج "أو3" مصمم خصيصا للرياضيات والبرمجة والعلوم وفهم الصور، بينما يعمل "أو4-ميني" بشكل أسرع وبتكلفة أقل.
إعلانوأضافت أن كلا النموذجين خضع لاختبارات ضغط وفقا لأشد برامج السلامة صرامة، ورُبطا في إطار عمل التأهب الخاص بها الذي خضع لتحديث كبير في وقت سابق من هذا الأسبوع، لاسيما بعد الانتقادات التي طالتها مؤخرا بسبب تغييرات في إجراءات السلامة الخاصة بها، إذ صرحت هذا الأسبوع أنها تحتفظ بحقها في تغيير متطلبات السلامة الخاصة بها في حال أصدر مطور ذكاء اصطناعي رائد نظاما عالي المخاطر دون ضمانات مماثلة".
وتُعد النماذج الجديدة جزءا من جهود "أوبن إيه آي" للتغلب على غوغل وميتا و"إكس" و"ديب سيك" في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي، ورغم أنها كانت أول من أطلق نموذجا للاستدلال بالذكاء الاصطناعي وهو "أو1" (O1) فإن الشركات المنافسة سرعان ما تبعتها بإصدارات خاصة بها تضاهي أو تتفوق على أدواتها التي تعتبر غالية نوعا ما.
ولطالما سخر مجتمع مستخدمي "أوبن إيه آي" من أسماء نماذج الذكاء الاصطناعي الغريبة، مما دفع الرئيس التنفيذي سام ألتمان للانضمام إلى هذا الجدال هذا الأسبوع، وكتب في منشور على "إكس": "ماذا لو أصلحنا تسمية نموذجنا بحلول هذا الصيف، وأُتيحت للجميع بضعة أشهر أخرى للسخرية منا (وهو ما نستحقه بشدة) حتى ذلك الحين؟".
سرعان ما اكتشف المستخدمون أن نماذج "أوبن إيه آي" يمكن أن تكون أداة فعالة في تحديد المواقع بدقة، وكتبوا على منصة "إكس" أن نموذج "أو3" بارع جدا في استنتاج المدن والمعالم والمطاعم والمقاهي من خلال إشارات بصرية دقيقة.
وامتلأت منصة "إكس" بالمنشورات التي تختبر أداة "أو3" في تحديد المواقع، وقد استخدم البعض خدعة ذكية وهي أنهم طلبوا من نموذج الذكاء الاصطناعي أن يتخيل أنه يلعب "جيوغاسر" (GeoGuessr) -وهي لعبة على الإنترنت تتحدى اللاعبين في تخمين المواقع من الصور- ووجدوا أن النموذج يتفاعل مع الأمر ويعطي إجابات دقيقة.
إعلانومن الواضح أن هذه الميزة ستنعكس سلبا على خصوصية المستخدمين، فيمكن أخذ لقطة شاشة لشخص ما على إنستغرام مثلا واستخدام نموذج "أو3" لمعرفة مكان تواجده وربما التشهير به أو ابتزازه، ويبدو أن شركة "أوبن إيه آي" لم تلتفت لهذه المشكلة في تقرير السلامة الخاص بنموذج "أو3″ و"أو4-ميني".