هآرتس: بايدن يعلم أن نتنياهو يستغل الحرب لمصلحته الشخصية
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
نشرت صحيفة "هآرتس" العبرية، مقالا للكاتب والدبلوماسي الإسرائيلي السابق ألون بنكاس، أشار إلى أن حاشية الرئيس الأمريكي جو بايدن يعتقدون أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يسعى إلى الربط بين مصيره ومصير "إسرائيل".
وأوضح كاتب المقال إلى أن نتنياهو يعمل على تحقيق ذلك من خلال خلق أزمة علنية مع الإدارة الأمريكية بهدف إنقاذ نفسه من أزماته المتلاحقة.
ورأى بنكاس، أن اللحظة التي سينفد بها صبر بايدن ويقوم بعملية فصل حادة بين دعمه لإسرائيل وسلوك نتنياهو تقترب، لاسيما وأن الثقة بين هذا الأخير والولايات المتحدة أصبحت معدومة، بحسب تعبيره.
وأشار إلى تبلور فهم في واشنطن بشأن إمكانية أن يكون نتنياهو في عملية بحث عن مواجهة علنية مع الرئيس الأمريكي، في محاولة لجر الولايات المتحدة إلى حرب ضد إيران واضحة جدا، موضحا أن لذلك يدفع نتنياهو للبحث عن ذريعة لإنهاء الحرب على غزة دون أي حسم استراتيجي.
في المقابل، ترى الولايات المتحدة الوضع بشكل مختلف بحسب المقال، إذ تعتقد أن سياسة مختلفة لإسرائيل ونظرة أبعد من فوهة المدافع والصواريخ، ستكون انعطافة استراتيجية.
وذكر الكاتب أنه من أجل حدوث ذلك، فإن الولايات المتحدة تريد إقناع "إسرائيل" بأن شهرين إضافيين من القتال في جنوب غزة لن يغيرا المعادلة، لأن قدرة حماس على السيطرة في القطاع سيتم تدميرها بالوسائل السياسية وليس العسكرية، بحسب زعمه.
ونوه بنكاس إلى أن الثقة بين واشنطن ونتنياهو معدومة/ فالأخير يعاني من العجز الكبير في الثقة، وهو لا يعتبر حليفا يمكن الاعتماد عليه. بالنسبة لبايدن فإن نتنياهو جر يجر "إسرائيل" إلى خارج مجال القيم المشتركة التي هي أساس العلاقات المميزة مع الولايات المتحدة.
وأشار إلى أنه خلافا لنتنياهو، فإن بايدن لا يعتبر دولة إسرائيل وبنيامين نتنياهو كيان واحد، وفقا لأسلوب لويس الرابع عشر وفرنسا، بل من ينتقدونه يعتبرون دعمه كنوع من الارتباط بنتنياهو. لذلك، عندما سيقتنع بايدن بأن سياسة إسرائيل تعارض مواقف الولايات المتحدة وأنها تهدد المصالح الرئيسية للولايات المتحدة، وأنها غير شريكة في أي حالة في التفكير والتخطيط وتشكيل السياسة في غزة في اليوم التالي، فإنه لن يتردد في تطبيق المرحلة النهائية في معادلة الردود الأمريكية لإنهاء التحالف مع نتنياهو.
ورأى الكاتب أن العملية بدأها وزير الخارجية الأمريكي، الذي أوضح لإسرائيل بأنه ليس لديها أشهر، بل بضعة أسابيع، لمواصلة الحرب. هذا تواصلا مع وزير الدفاع لويس أوستن الذي حذر من أن عملية واسعة في جنوب قطاع غزة ستتحول من نجاح تكتيكي إلى فشل استراتيجي. بعد ذلك جاء خطاب نائبة الرئيس الأمريكي كمالا هاريس في دبي، حيث عرضت فيه للمرة الأولى خطة أفكار منظمة لأمريكا حول غزة ما بعد الحرب.
ولفت إلى أن القاسم المشترك بين الثلاثة هو أن الولايات المتحدة استنتجت أن الحرب بالصيغة الحالية قد استنفدت نفسها، وأنه يجب على إسرائيل إجراء ملاءمات هامة، وليس الإعلان كل يومين بأن الحرب ستستمر "لأشهر طويلة" الى حين "تدمير حماس".
هاريس قامت بطرح ستة مبادئ موجهة، وهي أنه لن يكون هناك أي تغيير على حدود القطاع؛ أو احتلال إسرائيلي لغزة؛ كما لن يكون هناك أي نقل للسكان الفلسطينيين داخل القطاع أو خارجه؛ ولن يكون حصار مستمر للقطاع؛ وغزة ستكف عن أن تكون بنية تحتية للإرهاب؛ ويجب تعزيز سلطة فلسطينية محدثة كي تشكل، حتى لو لم يكن هذا على الفور، جزءا من البنية السلطوية في القطاع الذي سيتم توحيده مع الضفة الغربية، بحسب المقال.
وشدد الكاتب على أن نتنياهو لا يتفق مع أي مبدأ من هذه المبادئ. إضافة إلى ذلك قام بإلغاء كامل لخيار السلطة الفلسطينية، وأضاف أنه في هذه الأثناء يتبلور في الإدارة الامريكية موقف يعتبر نتنياهو شخصا في أزمة سياسية ويبحث عن المواجهة مع بايدن كي يظهر وكأنه تم منعه عن تحقيق انتصار حاسم يغير الوضع.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية بايدن نتنياهو غزة الفلسطينيين امريكا فلسطين غزة نتنياهو بايدن صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة إلى أن
إقرأ أيضاً:
«الجارديان»: مخاوف لدى الولايات المتحدة وأوروبا من تصعيد الحرب الهجينة الروسية بعد استخدام أوكرانيا الصواريخ بعيدة المدى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها قلقة للغاية بشأن حملة الحرب الهجينة الروسية ضد الغرب، وسط مخاوف من تصعيدها بعد استخدام أوكرانيا للمرة الأولى صواريخ بعيدة المدى أمريكية الصنع ضد أهداف داخل روسيا، بعد أن رفعت إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن القيود على استخدامها، بحسب ما ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية.
وتشتمل استراتيجية الحرب الهجينة التى تتبناها روسيا على مزيج من العمليات التخريبية ضد البنية التحتية الرئيسية، والهجمات الإلكترونية، والتدخل فى الانتخابات، إلى جانب وسائل سرية لتقويض الدول الغربية، ما يؤدى إلى زعزعة التضامن مع أوكرانيا.
وقد حلت "الحرب الهجينة" محل الحرب الباردة بعدما تبنت موسكو عقيدة جديدة فى السياسة الخارجية تصنف الغرب كـ"تهديد وجودي" لها، ويجب "مواجهته".
ووعدت روسيا برد "مناسب" على السياسة الجديدة، وقامت بتغيير عقيدتها النووية فى الأيام الأخيرة. ومع ذلك، يعتقد المسئولون الغربيون أن زخم الرد الروسى قد لا يأتى فى ساحة المعركة فى أوكرانيا ولكن فى أماكن أخرى من العالم.
ويمكن أن تشمل الهجمات الهجينة المحتملة قائمة واسعة من الخيارات، بما فى ذلك توسيع روسيا حملتها للتخريب والاغتيالات فى أوروبا أو زيادة تسليح خصوم الولايات المتحدة فى الشرق الأوسط ومنطقة المحيطين الهندى والهادئ، وفقا لمسئولين مطلعين على المناقشات حول رد روسى محتمل.
وناقش الوزراء الأوروبيون الحرب الروسية الأوكرانية غير المتكافئة خلال اجتماع فى بروكسيل يوم الثلاثاء الماضي، حيث اتهم وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا وإسبانيا والمملكة المتحدة، روسيا فى بيان مشترك بـ"مهاجمة هيكل الأمن الأوروبى بشكل منهجي".
فى حديثه فى العاصمة الأمريكية واشنطن، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر: "بشكل عام، نحن قلقون للغاية بشأن الحرب الهجينة التى تشنها روسيا فى كل من أوروبا وحول العالم، ونحن على تنسيق وثيق مع حلفائنا الأوروبيين وغيرهم من الحلفاء والشركاء حول العالم".
وأشارت الصحيفة إلى أن روسيا قد تختار تأجيل مزيد من التصعيد قبل تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، والذى هدد بقطع المساعدات عن أوكرانيا والتوسط فى اتفاق سلام من المتوقع بشدة أن يكون فى صالح روسيا.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، نقلا عن مسئولين أمريكيين وأوكرانيين، أن الهجوم الأوكرانى الأول بالصواريخ بعيدة المدى الأمريكية ضرب مستودعا للذخيرة فى منطقة بريانسك الروسية، وتقع المنطقة شمال غرب منطقة كورسك التى تشهد توغلا أوكرانيا منذ أوائل أغسطس الماضي.
ولم يؤكد الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى بشكل مباشر هجوم بريانسك، لكنه قال إن بلاده لديها صواريخ بعيدة المدى أمريكية الصنع، مضيفا: "أصبح لدى أوكرانيا قدرات بعيدة المدى، وسنستخدمها".
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن خمسة من الصواريخ أسقطت وتضرر آخر. وأضافت الوزارة أن حطام الصواريخ تسبب فى اندلاع حريق فى منشأة عسكرية لم تذكر اسمها. بينما قال مسئول أمريكي، فى تصريحات نشرتها وكالة أنباء "أسوشيتد برس" الأمريكية، إنه تم اعتراض صاروخين فقط.
ووعد وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف، برد "مناسب" على الاستخدام الأول للصواريخ بعيدة المدى الأمريكية الصنع، والتى قال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، عنها فى وقت سابق، إنها ستكون بمثابة دخول واشنطن وحلفائها فى حلف شمال الأطلسى (الناتو) فى صراع مباشر مع روسيا.
وقامت روسيا بتعديلات على العقيدة النووية الخاصة بها. ولكن قلل المتحدث باسم مجلس الأمن القومى الأمريكى من شأن هذا القرار، قائلا إن المراجعة كانت مخططة لأسابيع وأنه "لا يوجد تغييرات كبيرة فى الموقف النووى لروسيا، لذلك لم نر أى سبب لتعديل موقفنا النووى أو عقيدتنا ردا على روسيا".
وقال رئيس الوزراء البريطانى كير ستارمر، إنه لن تردعه العقيدة الجديدة لروسيا عن دعم أوكرانيا. وأضاف، فى تصريحات للصحفيين خلال قمة مجموعة العشرين فى البرازيل، إنه: "هناك خطابا غير مسئول من روسيا وهذا لن يردع دعمنا لأوكرانيا".
ووراء الكواليس، ناقش المسئولون الأمريكيون والأوروبيون أيضا إمكانية تصعيد روسيا لحملة متنامية من الهجمات على البنية التحتية الأمريكية والأوروبية التى تصاعدت بشكل كبير منذ بدء العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا عام ٢٠٢٢، بحسب ما ذكرت "الجارديان".
وفى البيان المشترك، قال وزراء المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبى إن الهجمات الهجينة الروسية "تتصاعد" وأنها "غير مسبوقة فى تنوعها وحجمها، ما يخلق مخاطر أمنية كبيرة".
لذلك فمن المتوقع، أن تزود بريطانيا، أوكرانيا بصواريخ "ستورم شادو" البريطانية، لاستخدامها ضد أهداف داخل روسيا، خاصة بعد موافقة الولايات المتحدة على استخدام صواريخها بعيدة المدى ضد أهداف فى الأراضى الروسية.
وبينما تعهدت موسكو بالانتقام، أشار بعض المحللين إلى أن خيارات روسيا فى ساحة المعركة محدودة، ومن غير المرجح أن تلجأ البلاد إلى الخيار النووي.