نقيب الصحفيين ووفد من أعضاء المجلس يزورون الجرحى الفلسطينيين بمعهد ناصر | صور
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
زار وفد من مجلس نقابة الصحفيين المصريين الجرحى والمصابين الفلسطينيين بمستشفى معهد ناصر بالقاهرة، والعاصمة الإدارية الجديدة، في رسالة مؤازرة وتضامن من جموع الصحفيين المصريين للمصابين والمرافقين لهم، بعد مرور 60 يومًا على العدوان الإسرائيلي.
وضم وفد النقابة كل من خالد البلشي نقيب الصحفيين وجمال عبد الرحيم سكرتير عام النقابة، وهشام يونس، ومحمد سعد عبد الحفيظ وحسين الزناتي ومحمود كامل وكلاء المجلس ومحمد الجارحي رئيس لجنة الرعاية الصحية والاجتماعية.
وعبر وفد نقابة الصحفيين خلال الزيارة، أمس الأربعاء، والتي شملت أكثر من 27 مصابًا بمعهد ناصر، وطفل جريح، و19 من الأطفال المبتسرين (الخدج)، في حضانات مستشفى العاصمة الإدارية، عن تنديده بالعدوان الصهيوني على غزة، ودعمه الكامل لحق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال، موجهًا التحية للشهداء، والجرحى، وللشعب الفلسطيني، وصموده، وصمود مقاومته الباسلة في مواجهة آلة الحرب الصهيونية الوحشية.
وشهدت الزيارة العديد من المواقف الإنسانية، كما كشفت عن جانب من الوحشية الإسرائيلية، التي ظهرت في طبيعة الإصابات، وفى قصص الضحايا الفلسطينيين، الذين فقد عدد كبير منهم عائلاتهم بالكامل خلال العدوان، فيما ظهرت آثار القصف الوحشي على أجساد الضحايا، ووصلت لفقدان أحد الأطفال المبتسرين لعينه، وبتر ساقىّ طفل لم يتجاوز عمره ثلاثة أعوام بعد أن فقد كل عائلته في القصف، ولم يبق ليرافقه إلا خاله.
وكان وفد مجلس النقابة شاهدًا على ميلاد جديد لأطفال خدج "حديثي الولادة"، خرجت أنفاسهم البطيئة داخل الحضانات لتقدم شهادة جديدة على جرائم الكيان الصهيوني، الذي يستهدف الأطفال عن عمدٍ، وترصدٍ إما بالقصف أو بإخلاء المستشفيات.
بدأت الزيارة بمعهد ناصر، حيث كان في استقبال وفد النقابة برئاسة خالد البلشي نقيب الصحفيين، كل من الدكتور محمود سعيد مدير معهد ناصر، وعادل نصر مدير العلاقات العامة، وأكد مدير المعهد مع بداية الزيارة أن طبيعة الإصابات، التي استقبلها المعهد جاءت لتكشف مدى الوحشية في التعامل مع الفلسطينيين، مشيرًا إلى أنه كان شاهدًا على استقبال جرحى خلال جولات سابقة من العدوان، ولكن طبيعة الإصابات هذه المرة أشد بشاعة، وأكد أن طاقم المستشفى كان حريصًا على إرسال رسالة محبة وتضامن مع جميع الجرحى من خلال التعامل معهم كأسرة واحدة، والحرص على تلبية كل احتياجاتهم، وهو ما ظهر بشكل واضح خلال الجولة على غرف الأشقاء الفلسطينيين.
وأوضح مدير المعهد أن عددًا من المصابين نقلوا لمستشفى الأورام، ومستشفى 57357 لتلقى علاج السرطان، مشيرًا إلى تماثل عدد ممن نقلوا للشفاء، فيما استشهد أحد المصابين عقب وصوله للمعهد بسبب كبر سنه، وإصابته بالسرطان.
وشكر وفد النقابة إدارة معهد ناصر على ما يقدمونه من رعاية طبية، وخدمات، ومساعدات إنسانية للمصابين الفلسطينيين، الذين نقلوا من قطاع غزة إلى القاهرة لتلقى علاجهم بعد إصابتهم إثر تعرض منازلهم للقصف الإسرائيلي المجرم.
وفيما جاءت قصص الجرحى لتكتب فصولًا جديدة من ملحمة الصمود الفلسطيني، حيث ضم المعهد أمًا فلسطينية فقدت 14 من أسرتها، بينهم طفلها وطفلتها، وانتشلت من تحت الأنقاض بعد 4 ساعات كاملة، وطفل تسببت الأسلحة المحرمة في بتر ساقه بالكامل، وآخر لم يبق من أسرته مَن يرافقه فاحتواه طاقم المعهد، فيما ترك مصاب آخر غرفته لمساندته.
بينما حرص عدد من المصابين على إعلان تمسكهم بالعودة لغزة، وسجل عدد من الأطفال المصابين ذلك من خلال رسوم لمنازلهم تحمل العلم الفلسطيني، وعبروا عن امتنانهم الكامل للحفاوة، التي تعاملوا معهم بها.
ووجه المصابون والجرحى الفلسطينيون التحية والشكر لأطقم المعهد الطبية، وللشعب المصري، وقيادته، مؤكدين حُسن التعامل، وأنهم شعروا منذ لحظة وصولهم بحجم التضامن الشعبي معهم.
وقال عاصف سالم محمد أبو مهادي طفل فلسطيني إنه كان يلعب كرة القدم في شوارع غزة، فباغته صاروخ العدو الصهيوني، فأدى إلى بتر ساقه من أسفل الركبة، وكسر الساق الأخرى.
عاصف الذى يتابعه 25 ألف شخص على إنستجرام، وصل إلى معبر رفح منذ 6 أيام، ومنه إلى مستشفى بئر العبد بشمال سيناء، ثم مستشفى التل الكبير بالإسماعيلية، ثم معهد ناصر بالقاهرة.
وقال عاصف لوفد نقابة الصحفيين: "لو ينفع آخد إقامة لأظل في مصر، أهل مصر طيبين، وما شفت منهم إلا الاحترام، مصر وقفت مع فلسطين في حروب كثيرة، فلسطين ومصر دولة واحدة، ورسالتي للعالم، وللدول العربية إن أطفال غزة بريئون، وكل واحد فيهم نفسه يحقق حلمه، والأمهات تردن أن يعيش أطفالهن في أمان، اشتقت إلى أن تكون غزة لا توجد فيها أصوات طيران وزنانات".
وفى نفس السياق، زار وفد النقابة مستشفى العاصمة الإدارية الجديدة، وكان في استقبالهم الدكتور أحمد سعيد مدير المستشفى، والدكتور رمزى منير عبد العظيم مدير المكتب الفني لرئيس هيئة التأمين الصحي.
واصطحب وفد النقابة في جولة للاطلاع على أحوال الأطفال المبتسرين "الخدج"، الذين نقلوا من قطاع غزة إلى مصر لتوفير رعاية طبية فائقة عاجلة لهم، في أول افتتاح رسمي لوحدة الحضانات بمستشفى العاصمة الإدارية.
واطلع وفد النقابة على أوضاع 19 طفلًا فلسطينيًا من الأطفال الخدج استقرت حالة 8 منهم، وأخرجوا من الحضانات ليتلقوا الرعاية الطبية والتمريضية، وكشف مدير المستشفى عن استقبال طفل مبتسر خلال اليومين الماضيين ما زال يرقد في حضانة بالعزل نتيجة إصابته بشاظية في العين أفقدته إحدى عينيه، وبلا أي ذنب كانت شاظية الاحتلال هي أول ما رأته عيناه في هذا العالم الظالم.
كما التقى وفد النقابة ببعض المرافقين من أسر المصابين والجرحى، واطلعوا على حالة طفل مصاب ببتر في ساقيه بعد تحسن حالته عقب تلقيه الرعاية الطبية اللازمة، وإجراء أكثر من عملية جراحية.
وروى خال الطفل وهو الشخص الوحيد، الذى تبقى من عائلته عن تعرض الطفل للقصف ثلاث مرات، في المرة الأولى فقد جميع أفراد عائلته في بيت حانون، والثانية أسفرت عن إصابته بجروح خلال القصف، الذى تعرض له منزل الخال في حي الشيخ رضوان، والثالثة في مدرسة الأونروا بمخيم النصيرات، الذى انتقل للاحتماء بها مما أسفر عن بتر قدميه، مشيرًا إلى أنه تعامل طبيًا مع ساقيه المبتورتين في مستشفى شهداء الأقصى بغزة بدون بنج، ووجه الشكر للطاقم الطبي بمستشفى العاصمة الإدارية، الذين أشرفوا على علاجه حتى تحسنت حالته.
والتقى وفد نقابة الصحفيين أمًا فلسطينية جاءت للبحث عن ابنها، الذى سبقها للمستشفى بينما كان الذهول ما زال يعتريها، وكشف الدكتور أحمد سعيد مدير المستشفى أنهم استقبلوا 3 حالات لأمهات، أولهن كانت ترافق طفلها المولود، بينما كانت مصابة بتسمم في الدم نتيجة ظروف الولادة الصعبة، وعولجت وتعافت، بخلاف اثنتين من الأمهات حضرتا للمعهد فجر اليوم للبحث عن طفليهما، كما خصصت إدارة المستشفى "حضانة متابعة وتمريض" للأطفال، الذين تعافوا وخرجوا من الحضانات، بينما يقوم على رعايتهم طقم التمريض بالمستشفى. كما شدد دكتور رمزي منير على حرص الوزارة، وهيئة التأمين الصحي على توفير أعلى مستوى من الرعاية الطبية للجرحى الفلسطينيين، مشيرًا إلى زيادة عدد الحضانات بالمستشفى لاستقبال مزيد من الأطفال، فضلًا عن إبقاء غرف الرعاية المركزية على أهبة الاستعداد لاستقبال أي حالات حرجة.
من جانبها، تتوجه نقابة الصحفيين بخالص الامتنان للأطقم الطبية المصرية، التي بذلت وما زالت تبذل جهودًا في سبيل علاج وتمريض الأشقاء الفلسطينيين، كما تتوجه بالشكر لوزير الصحة خالد عبد الغفار، وكذلك لكل مَن ساهم، ويساهم في نقل الجرحى والمصابين الفلسطينيين لعلاجهم في بلدهم الثاني مصر.
وتجدد نقابة الصحفيين دعمها للشعب الفلسطيني، وصموده في مواجهة آلة الحرب الصهيونية، وتدعو كل المنظمات الدولية، ودول العالم الحر للتحرك الفوري لوقف هذه الحرب الوحشية ضد الشعب الفلسطيني، وتقديم الرعاية اللازمة للجرحى، ووقف استهداف مقدرات الشعب الفلسطيني.
وتؤكد النقابة أن معاناة الجرحى الفلسطينيين جاءت لتكشف عن جانب آخر من الجريمة الوحشية بحق أهلنا في فلسطين، وتدعو لاتخاذ كل الإجراءات اللازمة لملاحقة رئيس وزراء دولة الاحتلال، ومسئولي الجيش الصهيوني بوصفهم مجرمي حرب، ومحاكمتهم على المذابح المروِّعة في قطاع غزة، وسائر الأراضي الفلسطينية، كما تطالب النقابة بالضغط على سلطات الاحتلال لفتح معبر رفح أمام عددا أكبر من المصابين في غزة لعلاجهم داخل المستشفيات المصرية في ظل تدهور الأوضاع الصحية داخل مستشفيات القطاع.
اقرأ أيضاًنقيب الصحفيين الفلسطينيين: تحدثت مع النائب العام للجنائية الدولية عن جرائم الاحتلال
نقيب الصحفيين: حذف «ميتا» لحلقة «في المساء مع قصواء» اعتداء صارخ على الحريات
نقيب الصحفيين الفلسطينيين: استشهاد 35 صحفيا حتى الآن
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: فلسطين نقيب الصحفيين الشعب الفلسطيني العدوان الإسرائيلي خالد البلشي خالد البلشي نقيب الصحفيين الجرحى الفلسطينيين هشام يونس مجلس نقابة الصحفيين المصريين جمال عبد الرحيم مستشفى العاصمة الإداریة للجرحى الفلسطینیین نقیب الصحفیین وفد النقابة الصحفیین ا من الأطفال مشیر ا إلى الأطفال ا معهد ناصر
إقرأ أيضاً:
"الصحفيين" ترفض وتدين تصريحات ترامب بالسيطرة على غزة وتهجير الفلسطينيين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعربت نقابة الصحفيين المصرية عن رفضها الشديد وإدانتها المطلقة للتصريحات العنصرية والعدوانية غير المسئولة وغير المنضبطة الأخيرة للرئيس الأمريكي، التي تتحدث عن السيطرة على قطاع غزة وتهجير الشعب الفلسطيني.
وأشارت النقابة في بيان لها إلى أن هذه التصريحات تعيدنا إلى عصور الاستعمار البغيض، وتعد امتدادًا للسياسات الإمبريالية للسيطرة على مقدرات الشعوب، وطمس هويتها الوطنية، فضلًا عن كونها تمثل عدوانًا صارخًا ليس على حقوق الفلسطينيين وحدهم، بل على حقوق جميع الشعوب في تقرير مصيرها، مما ينذر بتفجير الأوضاع في المنطقة والعالم.
ورأت النقابة، أن تصريحات ترامب لا تقف فقط عند كونها دعوة واضحة لتصفية القضية الفلسطينية، واعتداءً على حقوق الفلسطينيين المشروعة، بل هي امتداد لرؤية استعمارية للإدارة الأمريكية الجديدة تمهد لحقبة من عدم الاستقرار العالمي، وترسم سيناريو استعماريًا جديدًا تحدد من خلاله أمريكا منفردة شكل المنطقة والعالم مما يشكل خطرًا حقيقيًا على الأمن والسلم الدوليين، وهو ما لا يمكن السكوت عنه، أو قبوله، وتؤكد أن هذه التصريحات لا تنفصل عن سلسلة من التصريحات السابقة، التي عكست نزعة ترامب التوسعية والعنصرية ونزوعه نحو السيطرة، مثل الحديث عن استيلاء الولايات المتحدة على غرينلاند، والتهديدات بشأن قناة بنما، وإعلانه المتكرر أن كندا يجب أن تكون الولاية الأمريكية الحادية والخمسين.
وتابعت: إن هذا النهج الاستعماري والتصريحات العدوانية يعيد للأذهان المواقف العنصرية للقادة النازيين والفاشيين قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية، مما يستدعي تحركًا دوليًا مشتركًا، وردًا حاسمًا قبل أن تشعل حربًا عالمية جديدة يدفع ثمنها العالم وشعوبه.
وأكدت النقابة، أن تمسك ترامب بتصريحات تهجير الفلسطينيين، وإمكانية تحقيقها يؤكد أنها ليست مجرد تصريحات عبثية، بل هي خطة صهيو أمريكية ممنهجة، ودعوة واضحة لتصفية القضية الفلسطينية، وشرعنة لجرائم الحرب، وهو ما يمثل أيضًا انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية وحقوق الإنسان، التي تعتبر تهجير أي شعب قسرًا جريمة حرب بحد ذاتها. وهو ما لا يمكن مواجهته ببيانات الشجب والإدانة، بل يتطلب تحركًا عمليًا على مختلف المستويات لمواجهته، والتصدي له بكل الطرق المشروعة.
وشددت النقابة على دعمها الكامل للدولة المصرية في رفضها لمثل هذه التصريحات، وكذلك دعمها لكل المواقف العربية والدولية الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني، وترى أن أي محاولة لتهجير الفلسطينيين تمثل جريمة ضد الإنسانية لن نقبل بها، أو نصمت إزاء أي تحركات تؤدي إلى تقويض السيادة الفلسطينية، وحقوق الشعب في إقامة دولته المستقلة.
وفي هذا السياق، دعت نقابة الصحفيين المصرية النقابات المهنية، والقوى الفاعلة في مصر إلى تنظيم تحركات مشتركة، بدءًا بمؤتمر تضامني يُعقد في مقر النقابة، للاتفاق على خطوات تصعيدية واضحة تعبر عن الرفض القاطع لهذه السياسات، وتبعث برسالة قوية إلى المجتمع الدولي بأن هذه المخططات لن تمر.
كما ناشدت النقابة المجتمع الدولي، والقوى الحية في العالم لتشكيل جبهة دولية موحدة، تضم جميع الأطراف المتضررة من هذه التوجهات الاستعمارية، للعمل على مواجهة هذه السياسات الإمبريالية، ولضمان تحقيق العدالة والسلام في القضية الفلسطينية، باعتبارها مفتاح الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
وطالبت النقابة الإدارة الأمريكية بالتراجع الفوري عن هذه التصريحات العدوانية، محذرة من أن استمرار هذا الخطاب المتطرف لن يؤدي إلا إلى مزيد من التوتر والصراعات، ويضع الولايات المتحدة في مواجهة مباشرة مع الشعوب الحرة، التي ترفض الاستبداد والهيمنة.
وشددت نقابة الصحفيين المصرية، على موقفها الصارم تجاه هذه التصريحات، مؤكدة أن القضية الفلسطينية ستظل قضية مركزية للعالم العربي، ولا بديل عن منح الشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولته المستقلة، وأن أي محاولات لطمس حقوق الشعب الفلسطيني ستواجه بمقاومة شعبية وسياسية وقانونية على كل المستويات، ولن يسمح لها بأن تصبح أمرًا واقعًا مهما كانت الضغوط، أو التهديدات.