شهدت العديد من بلدان العالم مثل سنغافورة وماليزيا والصين وهونج كونج وباكستان ونيجيريا ورواندا وقطر وتركيا وغيرها معدلات نمو متسارعة للغاية خلال العقدين الآخرين بالرغم من تزايد أعداد السكان فى هذه البلدان، واستطاعت تحقيق أرقام مذهلة من حيث ارتفاع الناتج المحلى الإجمالى، وخفض معدلات التضخم نوعا ما مع التوسع فى حجم النشاط الصناعى والإنتاجى والخدمى وهو الأمر الذى ترتبت عليه نتائج إيجابية فيما يتعلق بالتصدير لدرجة أن دولة مثل الصين وهى التى كانت بالأمس القريب تبذل جهودا كبيرة للانضمام إلى منظمة التجارة العالمية وأصبحت اليوم ثانى أكبر منتج ومصدر على مستوى العالم وتزاحم الولايات المتحدة الامريكية على صدارة العالم فى الإنتاج والتصدير وامتلاك أكبر حصة سوقية.

وتبذل الحكومة المصرية جهودا كبيرة للخروج بالاقتصاد الوطنى من النفق الذى دخله بسبب ظروف قهرية عاتية ربما تعجز دول كبيرة عن مواجهتها وكان فى مقدمة وعلى رأس هذه الظروف ثورة 25 يناير والتى دمرت تقريبا أشياء كثيرة منها ما يتعلق بالبنية الأساسية، ومنها ما يتعلق بتراجع الإنتاج والتصدير، ومنها ما يتعلق بتفاقم الخلل فى الجهاز الإدارى للدولة بسبب المطالبات الفئوية وتشغيل أعداد كبيرة، مما أدى إلى تضخم الجهاز الإدارى الذى أصبح يعمل به أكثر من 6.5 مليون موظف وهو رقم أعلى من الموجود فى الولايات المتحدة الأمريكية أكبر دولة فى العالم.. الأمر الآخر فيما يتعلق بالظروف القهرية التى شكلت عبئاً على الاقتصاد الوطنى، اندلاع جائحة كورونا وتوابعها والتى استمرت على مدار أكثر من ثلاثة أعوام متصلة حصدت معها الأخضر واليابس وتسببت فى إلحاق خسائر فادحة بمعظم اقتصاديات العالم تقريبا وليس مصر وحدها، ولم يكد العالم يشم أنفاسه من كورونا حتى استفاقوا مرة أخرى على كارثة جديدة وهى الحرب الروسية الأوكرانية وكل من الدولتين له مكانته الكبيرة فى إنتاج وتصدير العديد من الحاصلات الزراعية الاستراتيجية عالمياً، وكان ولا يزال من أبرز النتائج السلبية لهذه الحرب الضروس ارتفاع معدلات التضخم على مستوى العالم بشكل غير مسبوق حيث زادت أسعار السلع والحاصلات الزراعية، والعديد من أصناف الغذاء، وزادت معها أسعار الخدمات اللوجستية بشكل غير مسبوق أيضا خاصة أسعار النقل والشحن.. وفوق كل ذلك لم يكن أمام مصر سوى أن تفتح أبوابها للأشقاء الذين يهرولون إليها بالملايين نتيجة الأحداث والظروف السياسية فى بلادهم وهو قدر بلادنا باعتبارها البلد الأم، والكبيرة التى تحتضن كل عربى يلجأ إليها للعيش فيها والاحتماء بها وهو ما يشكل عبئاً على الحكومة والمواطن معاً.

الحكومة والمواجهة

كل الظروف الجبرية السابقة وضعت الحكومة فى موقف لا تحسد عليها، وأصبحت مطالبة بإصلاح كل مناحى الحياة تقريبا خاصة فيما يتعلق بالشق الاقتصادى، فقد أصبحت الحكومة مطالبة بتوفير كل السلع، وخفض الأسعار، وتوفير فرص عمل، وضخ استثمارات جديدة، وإقامة المشروعات، والقضاء على مشاكل الدولار، وتحسين الخدمات والطرق والتعليم والصحة وإصلاح الخلل فى هيكل الأجور مع تحسين مناخ الاستثمار، وإقامة صناعات جديدة، والتوسع فى الرقعة الزراعية مع زيادة إنتاجية الفدان، وإصلاح الفجوة الكبيرة فى الميزان التجارى، وشرعت الحكومة فى تنفيذ خطوات بهدف البناء وبدأت بإقامة عدد من المشروعات العملاقة وعلى رأسها بنية الطرق واللوجستيات، ثم المدن الجديدة المتكاملة كالعاصمة الإدارية، أو مدينة العلمين الجديدة لمواجهة الكثافة السكانية الرهيبة والتى تبتلع أو تتسبب فى ضياع أى ملامح للتنمية، ولكن لا تزال المشاكل الاقتصادية قائمة رغم الجهود المبذولة لحلها، وتتطلع الحكومة فى مرحلة ما بعد الانتخابات الرئاسية أن تستكمل خطوات الإصلاح الاقتصادى.

 

الوصايا العشر للإصلاح الاقتصادى

مشاكل مصر الاقتصادية غير خافية على أحد ويتناولها خبراء الاقتصاد وأصحاب الشأن من أهل الصناعة والتجارة والزراعة والعاملين بالقطاع المصرفى والاستيراد والتصدير تحليلها بصورة شبه يومية ونستطيع أن نلخص جزءا كبيرا من الحلول لمواجهة هذه المشكلات والتغلب عليها فى نقاط عشر نسردها فى السطور التالية..

الاهتمام بقطاع الزراعة مع ضرورة التركيز على زيادة مساحة الرقعة الزراعية، والتركيز على المحاصيل الزراعية الاستراتيجية مثل الأرز، بنجر السكر، الخضراوات، القطاع الحيوانى، والعمل على استقرار السياسات المالية واستقرار سعر الصرف قدر الإمكان، وتحسين بيئة مناخ الاستثمار، وجذب استثمارات جديدة تتميز بالتنوع، وذات عائد كبير على رأس المال المستثمر، وتوسيع قاعدة مشاركة القطاع الخاص فى التنمية، وأن يكون شريكا رئيسيا، فى وضع السياسات المتعلقة بالمشروعات القومية، والتوسع فى المعارض المتخصصة بهدف التوسع فى الإنتاج والتصدير.

ووضع برامج محددة ومدروسة لزيادة القيمة المضافة للصناعات التى تنتج فى مصر ويتم تصدير جزء منها للأسواق الخارجية، كذلك تعظيم الاستفادة من الاتفاقيات الموقعة مع عدد كبير من التكتلات الاقتصادية، وزيادة حجم التجارة البينية خاصة مع أهم الشركاء التجاريين ومنها بلدان الاتحاد الأوروبى، وأفريفيا، وتعظيم إنتاجية الثروة الحيوانية والداجنة، مع الاستغلال الأمثل لما تمتلكه البلاد من موارد طبيعية مثل الأرض الزراعية، والأيدى العاملة المدربة، وتوسيع قاعدة المكاتب التجارية فى الخارج والاستفادة قدر الإمكان من الكوادر البشرية الكفء التى يمتلكها جهاز التمثيل التجارى بوزارة التجارة والصناعة على أن تعمل هذه المكاتب بالتنسيق مع سفارات مصر بالخارج.

وأخيرا الاهتمام بالتصدير ثم التصدير ثم التصدير، ولا يعقل أن دولة بحجم مصر لا تتعدى صادراتها 51.6 مليار دولار وفقا لإحصائيات صادرة، ونستورد بضعف هذا الرقم، وهو الأمر الذى دفع الدولة إلى أن تنادى بزيادة الصادرات إلى رقم الـ200 مليار دولار بحلول عام 2030 ومصر قادرة على تحقيق هذا الرقم شرط زيادة الإنتاج وزيادة ساعات العمل وتغليب المصالح العليا للبلاد على المصالح الخاصة. وعلى القطاع الخاص ومستثمريه وجمعيات ومنظمات واتحادات الأعمال ضرورة العمل على التقارب الشديد بمنهجية وفكر جديد مع نظرائهم فى دول التكتلات الاقتصادية.. متسلحين بأيديولوجية جديدة مبنية على دراسات وأبحاث وقدرة تمويلية لاختراق أسواقها والعمل فيها بشكل فعال.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سنغافورة ماليزيا الصين هونج كونج قطر تركيا الاقتصاد الوطنى الولايات المتحدة الأمريكية الحرب الروسية الأوكرانية ما یتعلق

إقرأ أيضاً:

بشرى للعاملين بالقطاع الخاص والجهاز الإداري بالدولة| وخطوة جديدة لتحسين أوضاعهم الاقتصادية

في خطوة مهمة تهدف إلى تحسين الوضع الاقتصادي للعاملين في القطاع الخاص، قرر المجلس القومي للأجور زيادة الحد الأدنى للأجور في هذا القطاع إلى 7000 جنيه، بعد أن كان 6000 جنيه.

زيادة الحد الأدنى للأجور 

 ومن المقرر أن يطبق هذا القرار ابتداء من 1 مارس 2025، في خطوة تعكس الاستجابة للتحديات الاقتصادية الحالية والحرص على تحسين أوضاع العاملين في مختلف المجالات.

وفي هذا الصدد، قال مجدي البدوي، نائب رئيس اتحاد عمال نقابات مصر، إنه  بناءا على قرار زيادة الحد الأدنى للأجور إلى 7000 جنيه، سيتم إقرار علاوة دورية لا تقل عن 250 جنيه، تُضاف إلى الراتب الأساسي وفقا لقانون العمل، وتعد هذه الخطوة خطوة إيجابية تهدف إلى تحسين أوضاع العاملين في القطاع الخاص.

وأضاف البدوي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أنه كما سيتم لأول مرة تحديد أجر الساعة في العمل المؤقت بحد أدنى 28 جنيها، مع التأكيد على أن زيادة المرتبات ستطبق بدءا من مارس المقبل، دون استثناءات.

 وأشار البدوي، إلى أن يأتي هذا القرار في إطار جهود الحكومة لتحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في البلاد، ويهدف إلى دعم هذا الاستقرار، فضلا عن مواكبة التغيرات الاقتصادية. ويتماشى القرار مع المعايير الدولية التي توصي بمراجعة الحد الأدنى للأجور بشكل دوري لضمان ملائمته مع المستجدات الاقتصادية.

واختتم: "أما بالنسبة للعاملين بالجهاز الإداري للدولة، فسيتم صرف الزيادة لهم بداية من شهر رمضان المقبل، وسيتم عرض الحزمة الجديدة على رئيس مجلس الوزراء، ومن ثم تقديمها إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبعد ذلك يتم عرضها على مجلس النواب، الذي سيحيلها إلى لجنة القوى العاملة، لتتم مناقشتها مع الهيئات الاقتصادية قبل إقرارها".

العلاوة الدورية للعاملين بالقطاع الخاص

تم تحديد قيمة العلاوة الدورية للعاملين بالقطاع الخاص بحد أدنى 3% من أجر الاشتراك التأميني، على أن تكون هذه العلاوة لا تقل عن 250 جنيها شهريا، وهذه العلاوة تأتي كجزء من الجهود الرامية إلى تحسين مستوى دخل العمال وضمان استقرارهم المالي.

المؤتمر: رفع الحد الأدنى لأجور القطاع الخاص يستهدف تحسين الظروف المعيشية للعاملينرفع الحد الأدنى للأجور في القطاع الخاص إلى 7000 جنيه.. موعد أول قبض بالزيادة الجديدةالحد الأدنى للأجر للعمل المؤقت 

في خطوة أخرى تساهم في تنظيم سوق العمل، قرر المجلس القومي للأجور تحديد حد أدنى للأجر الخاص بالعمالة المؤقتة، بحيث لا يقل أجر الساعة عن 28 جنيها صافيا، وهذا القرار يعد بمثابة حماية للعمالة المؤقتة التي قد تواجه تحديات في توفير دخل ثابت.

أهداف رفع الحد الأدنى للأجور 

ويهدف رفع الحد الأدنى للأجور إلى تعزيز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي وحماية القوة الشرائية للأسر في ظل التغيرات الاقتصادية المستمرة، كما يساهم القرار في تحسين الظروف المعيشية للعاملين وضمان حياة كريمة لهم.

التوافق مع المعايير الدولية

ويتماشى هذا القرار مع المعايير الدولية، حيث تؤكد منظمة العمل الدولية على ضرورة مراجعة الحد الأدنى للأجور بشكل دوري بما يتناسب مع المستجدات الاقتصادية، ويعد هذا القرار جزءا من التزام الحكومة المصرية بالتوصيات الدولية التي تهدف إلى حماية حقوق العمال.

متابعة تنفيذ القرار 

ومن جانبها، ستقوم وزارة العمل بإصدار كتاب دوري لمديريات العمل في مختلف المحافظات، يوضح القواعد التنفيذية للقرار وآليات متابعة تطبيقه في المنشآت المختلفة، وسيتم تنفيذ هذا القرار بما يتوافق مع أحكام قانون العمل رقم 12 لسنة 2003، وذلك لضمان تطبيقه على أرض الواقع.

تاريخ الحد الأدنى للأجور في مصر 

شهد الحد الأدنى للأجور في القطاع الخاص المصري تطورا ملحوظا منذ إقراره لأول مرة في يناير 2022، حيث بدأ بـ 2400 جنيه، ثم ارتفع تدريجيا حتى وصل إلى 7000 جنيه اعتبارا من مارس 2025، مما يعكس التزام الحكومة بتحسين الظروف المعيشية للعاملين في القطاع الخاص.

والجدير بالذكر، أن يعد الحد الأدنى للأجور أداة أساسية لحماية أجور العمال ذوي الدخل المنخفض في جميع أنحاء العالم،  فحوالي 90% من الدول الأعضاء في منظمة العمل الدولية تعتمد نظاما للحد الأدنى للأجور، مما يبرز أهمية هذه الخطوة في تحسين وضع العمال وتحقيق العدالة الاجتماعية على المستوى العالمي.

احسب مرتبك بعد قرار زيادة الحد الأدنى لأجور القطاع الخاصزيادة المرتبات بالقطاع الخاص.. وزير العمل يعلن أخبارًا سارة.. فيديو

مقالات مشابهة

  • برلمانية: التعديات على الأراضي الزراعية تهدد الاقتصاد القومي وتستنزف موارد الدولة
  • “وزير الاقتصاد” يجتمع مع وزير تنسيق الشؤون الاقتصادية الإندونيسي
  • طرابلس | وزارة الاقتصاد: سنرد على رفع الأسعار بإجراءات قانونية لحماية المستهلكين في رمضان
  • قفزة جديدة لأسعار الذهب محليا
  • خالد البلشي: إصلاح الأوضاع الاقتصادية للصحفيين مسألة حتمية
  • تفريغ 94 حاوية محملة باللحوم الحمراء يوم الأربعاء
  • بشرى للعاملين بالقطاع الخاص والجهاز الإداري بالدولة| وخطوة جديدة لتحسين أوضاعهم الاقتصادية
  • جينا الفقى: إنتاج أول سيارة كهربائية.. وتصنيع «السيليمارين» لعلاج أمراض الكبد
  • «الإنتاج الحربي» تنظم ندوة توعوية حول التحديات الاقتصادية للدولة بالتعاون مع «الوطنية للتدريب»
  • الأسد يبدأ قصة جديدة والعقرب عاطفي.. حكايات 5 أبراج فلكية في عيد الحب