عندما نتحدث عن الفضاء الخارجي وتكوين النجوم، فإن الكثير من المفاهيم والنظريات قد تتغير مع كل اكتشاف جديد. وهذا بالضبط ما حدث مؤخرًا مع تجربة علماء الفلك في استخدام تلسكوب جيمس ويب الفضائي (JWST)، حيث كشفوا عن مفارقة غامضة تتعلق بمنطقة تسمى "The Brick" في قلب درب التبانة.

تعتبر The Brick منطقة مظلمة وكثيفة من الغاز البارد، ولكن الاكتشاف الجديد أظهر أنها في الوقت ذاته دافئة وجليدية.

 

قد يبدو هذا الأمر متناقضًا، ولكنه يشير إلى وجود كميات كبيرة من الجليد المتجمد، بما في ذلك أكسيد الكربون المتجمد، في قلب هذه المنطقة الكثيفة من درب التبانة.

أساطير حول خسوف القمر.. استاذ فلك يكشف الحقيقية أستاذ فلك: القمر البدر يسبب هياجا عصبيا ولذلك نصحنا النبي بالصيام

ووفقا لمجلة “ساينس أليرت” العلمية، يعد اكتشاف انتشار الجليد في هذه المنطقة أمرًا غير متوقع لعلماء الفلك، ويمكن أن يؤثر على النظريات الحالية حول تكوين النجوم.

وعندما يكون هناك توافر كبير للجليد، يتغير السيناريو المعروف لولادة النجوم، حيث يعتبر الغاز البارد الكثيف المادة الأساسية لتشكيل النجوم. وبالتالي، فإن هذا الاكتشاف يفتح الباب أمام دراسات جديدة وتحقيقات لفهم كيفية تشكل النجوم وتطورها في مناطق مثل The Brick.

نظرية جديدة عن كيفية ولادة النجوم

قال آدم جينسبيرج، عالم الفلك في جامعة فلوريدا، إن هذا الاكتشاف يعد إضافة مهمة لمعرفتنا حول التشكل النجمي، ويشير إلى أهمية أخذ هذا العامل في الاعتبار في المستقبل عند دراسة المناطق الكثيفة في الفضاء الخارجي.

تلك التجربة تشير إلى أن الفضاء الخارجي لا يزال يحمل الكثير من الألغاز والمفاجآت، وباستخدام التكنولوجيا المتقدمة مثل تلسكوب جيمس ويب الفضائي، نتمكن من الكشف عن جوانب جديدة من الكون وتوسيع معرفتنا حوله.

وتولد النجوم عادة عندما تبرد بقع من الغاز في السحب الشاسعة. وهذا يسمح لهذه البقع بالتجمع معًا، مما يؤدي إلى جذب المزيد من المادة، حيث يصبح هذا النجم الأولي في النهاية ضخمًا بما يكفي لتحفيز الاندماج النووي للهيدروجين في قلبه.

ووجود جليد أول أكسيد الكربون في The Brick من شأنه أن يجعلها منطقة باردة مثالية لتكوين نجوم جديدة، ومع ذلك فهي لا تشارك في ولادة نجوم مكثفة. وجد جينسبيرج وزملاؤه أنه على الرغم من هذا الجليد السائد، فإن الغاز الموجود في الطوب أكثر دفئًا من المتوقع.

تتحدى الملاحظات الافتراضات المتعلقة بكمية أول أكسيد الكربون الموجودة في مركز المجرة. ولأن هذا الجزيء موجود على شكل بقع جليدية مغبرة، فإنه يُظهر أن مقياسًا حاسمًا لعلماء الفلك - نسبة الغاز إلى الغبار - أقل من المتوقع أيضًا.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: اكتشاف جديد التكنولوجيا الفضاء الخارجي الفلك

إقرأ أيضاً:

تجربة الفضاء الثانية.. السير بين النجوم "أكثر دفئًا"

خلال سيرهما الفضائي الثاني هذا العام، شهد رائدا الفضاء الروسيان سيرجي ريجيكوف وأليكسي زوبريتسكي أجواءً أكثر دفئًا بشكل ملحوظ مقارنةً بنشاطهما خارج المركبة (EVA) السابق.. وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الروسية تاس.
ووفقًا لزوبريتسكي، وهو أيضًا مراسل تاس الخاص في محطة الفضاء الدولية، يُعزى هذا الاختلاف بشكل رئيسي إلى غياب مُحرك الذراع الروبوتية الأوروبية (ERA)، الذي سمح للرائدين بالتحرك بنشاط أكبر.
وقال زوبريتسكي: "لا يستطيع نظام التحكم الحراري في البدلة تبريد رائد الفضاء إلا بدرجة معينة، لكن الجسم لا يزال يُنتج حرارة".
وأضاف: "خلال أول رحلة سير في الفضاء، عندما قضينا وقتًا أطول في تشغيل جهاز ERA، شعرنا أحيانًا ببرودة في الجانب المظلم من المدار، أما هذه المرة، فقد كنا نعمل أو نتحرك باستمرار، لذا كانت درجة الحرارة مريحة طوال فترة الرحلة خارج المركبة".

انطباعات حسية في الفضاء 

وشارك زوبريتسكي أيضًا بعض الانطباعات الحسية الواضحة من تجربة السير في الفضاء، على الجانب المظلم من المدار، شعر ببرودة جليدية على درابزين المحطة من خلال قفازاته، بينما في الجانب المشمس، أصبحت دافئة بشكل ملحوظ.
وقال: "إذا وضعت قفازك في ضوء الشمس لفترة طويلة، ستشعر وكأنك تضع يدك قرب مدفأة، لكن إذا نقلته إلى الظل - حتى لو كان ظل يدك الأخرى - فسيبدأ بالبرودة فورًا".
وأضاف أن المهمة الثانية خارج المركبة كانت أقل إرهاقًا من الأولى، حيث أصبحت الإجراءات أكثر ألفة، ولم تعد المحطة تبدو غريبة عند رؤيتها من الخارج.
أشار زوبريتسكي إلى أن تركيب معدات علمية جديدة عملية شاقة.
يذكر أنه في 28 أكتوبر، أمضى ريجيكوف وزوبريتسكي ما يقرب من سبع ساعات خارج محطة الفضاء الدولية خلال رحلتهما الفضائية الثانية في عام 2025.

مقالات مشابهة

  • تجربة الفضاء الثانية.. السير بين النجوم "أكثر دفئًا"
  • كيفية التعامل مع العدوى في الإسلام
  • ولادة أحفاد للثقوب السوداء.. دليل جديد يؤكد عبقرية أينشتاين
  • حزب طالباني: العامل ” الخارجي” من يشكل الحكومة المقبلة
  • كيفية سداد فاتورة الغاز الطبيعي المنزلي
  • للتوسع في مصر ..إكسون موبيل العالمية تستثمر في منطقة جديدة للبحث عن الغاز غرب حقل ظهر
  • البترول: «إكسون موبيل» تنقب عن الغاز في منطقة جديدة غرب حقل ظهر
  • جيمس ويب يرسم أول خريطة ثلاثية الأبعاد لكوكب “الجحيم”
  • تعمل على مكافحة التصحر إنتاج الأوكسجين وامتصاص ثاني أكسيد الكربون.. “الغطاء النباتي” يزرع مليون شتلة لأمهات البذور النباتية الرعوية بمنطقة الجوف
  • الذكاء الاصطناعي ينقذ تلسكوب جيمس ويب من الرؤية الضبابية