حماس صدمت إسرائيل في 7 أكتوبر.. رغم التحذيرات
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
أمضت حماس أكثر من عام في التخطيط لهجومها على إسرائيل، بخطط قتال مبنية على معلومات مفتوحة المصدر، وأخرى استخباراتية عالية المستوى، حسب ما قال ضباط الاستخبارات الإسرائيلية لمجموعة صغيرة من الصحافيين هذا الأسبوع.
كانت التفاصيل الأخرى مخيفة.
وقالت "واشنطن بوست" إن تعقيد الهجوم، والأدلة المتزايدة على التخطيط الاستراتيجي طويل المدى من حماس، يلقي ضوءاً جديداً على وصول جهاز استخبارات الجماعة والرضا عن الدولة الأمنية التي تتبجح بها إسرائيل.ولفت الصحيفة إلى أنه حتى موقع الإحاطة الإعلامية يوم الإثنين كان معبراً، إذ كان في مقر العمشات، وهي وحدة استخبارات سابقة في الجيش الإسرائيلي ومكلفة بجمع الوثائق والمواد التقنية الأخرى ذات الصلة بالحرب.
وحلت عمشات منذ 5 سنوات، حسب الجيش الإسرائيلي. وقال مُطلع على الوحدة، تحدث شرط حجب هويته لمناقشة مسائل أمنية حساسة: "قررت إسرائيل، بشكل أساسي، أنها انتهت من الحروب"، إلا أن الوحدة أُحيت بعد يوم 7 أكتوبر(تشرين الأول)، وهو اليوم الأكثر دموية في تاريخ البلاد، عندما قُتل 1200 شخص.
أذهل الهجوم الإسرائيليين، الذين أكد لهم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو والقادة العسكريون، لسنوات عديدة، أن حماس ردعت، وأن مقاتليها عزلوا خلف سياج آمن داخل غزة. لكن في مختلف وحدات الجيش الإسرائيلي، حذر محللون منذ أشهر من هجوم متعدد الجوانب قيد الإعداد يشمل تسللاً غير مسبوق إلى إسرائيل من البر والجو والبحر.
Evidence of strategic, long-term planning by Hamas sheds new light on the reach of the group’s intelligence apparatus and the depth of Israel’s complacency. https://t.co/Ms3mED6i0f
— The Washington Post (@washingtonpost) December 6, 2023وأفاد ضباط إسرائيليون بأن العديد من المقاتلين الثلاثة آلاف الذين اقتحموا السياج الحدودي الإسرائيلي مع غزة، الذي تبلغ كلفته مليار دولار، فجر 7 أكتوبر، كانوا يحملون خططاً قتالية بتعليمات محددة. وتضمن بعضها خططاً لضرب قواعد عسكرية في أقصى الشمال، مثل رحوفوت، وفي الشرق حتى بئر السبع، بالإضافة إلى موقعين، برمزي النقطتين 103 و106، في عمق البحر الأبيض المتوسط.
ويذكر أن إسرائيل زادت إنتاج الغاز الطبيعي البحري في السنوات الأخيرة، رغم أنه لم يتضح إذا كانت منشآت الطاقة هي الهدف.
وقال ضابط في الجيش الإسرائيلي في مقر عمشات، تحدث بشرط حجب هويته وفقا للبروتوكول العسكري: “لا نعرف ماذا أرادوا هناك”. وأمضى فريقه الشهرين الماضيين في فحص أجهزة الكمبيوتر والدفاتر والنشرات ومعدات الاتصالات.
"Hamas spent more than a year planning its historic assault on Israel, following battle plans built on open-source materials and high-level intelligence, Israeli intelligence officers told a small group of journalists this week." https://t.co/SlItETPxR3
— Shashank Joshi (@shashj) December 6, 2023ووصل المقاتلون إلى إسرائيل ومعهم خطط قتال مفصلة تتضمن خرائط للهياكل الداخلية للقواعد العسكرية، والمدن، وقوائم واسعة من الأسلحة والمعدات التي تستخدمها كل وحدة من وحداتها، وقوائم لقتل وأسر الرجال، والنساء، والأطفال، مع تعليمات بقتل الرهائن، إذا واجهوا الكثير من المتاعب. وتضمنت إحدى الوثائق قائمة من العبارات المترجمة من العربية إلى العبرية مثل: "اخلع سروالك"، "سنقتل الرهائن"، "كيف تستخدم السلاح؟".
وضم كتيب آخر "عدوكم داء لا دواء له إلا بقطع أكبادهم وقلوبهم".
وكانت العديد من الأوراق والدفاتر مكتوبة بخط اليد ومليئة بالكلمات المشفرة، ما أدى إلى تعقيد الجهود لرقمنتها وتنظيمها. وحُمل بعضها على أجهزة كمبيوتر بعد جمعها من مناطق القتال في جنوب إسرائيل؛ وانتشلت أخرى، خلال الغزو البري الإسرائيلي لغزة.
استخدم ضباط جيش الدفاع الإسرائيلي قفازات مطاطية يمكن التخلص منها للتعامل مع الأدلة، التي عثر على بعضها مع آثار بقايا بشرية.
وتؤكد خطط المعركة ما كان جنود في وحدات منفصلة عبر الجيش الإسرائيلي يحذرون منه منذ أشهر، وفي بعض الحالات منذ أكثر من عام، وهو أن المسلحين لم يجروا مجرد تدريبات عبر الحدود في غزة، كما ادعى العديد من قادة الجيش الإسرائيلي لكنهم كانوا يستعدون بنشاط لأكبر عملية عسكرية على الإطلاق.
قدمت وثيقة استخباراتية للجيش الإسرائيلي بالعنوان الرمزي "جدار أريحا" من أكثر من 30 صفحة، في مايو (أيار) 2022 إلى أهارون هاليفا، رئيس مخابرات الجيش الإسرائيلي، وإليعازر توليدانو، رئيس القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي، والإذاعة العامة الإسرائيلية.
ولم يحدد عرض PowerPoint تاريخاً للهجوم. لكن ضباط المخابرات فهموا أن حماس كانت تخطط لإطلاق قواتها يوم سبت أو في عطلة يهودية، عندما يكون هناك عدد أقل من الجنود لحراسة الحدود.
وكانت التفاصيل الأخرى مخيفة، بينها أن الهجوم سيشمل وابلًا أولياً من الصواريخ لتكون بمثابة غطاء لاقتحام المستوطنات الإسرائيلية والقواعد العسكرية، واستخدام طائرات دون طيار وقناصة لتعطيل كاميرات المراقبة، وفقًا لأيالا حسون، من إذاعة "كان".
وأكد ضابط أمن لـ "واشنطن بوست" أن استخبارات الجيش الإسرائيلي جمعت أدلة على خطط لهجوم واسع النطاق لحماس منذ أكثر من عام. وتحدث شرط كتم هويته لأنه غير مخول له بالتحدث إلى وسائل الإعلام.
ويذكر أن حماس ادعت لسنوات عدة في تصريحاتها العامة ودبلوماسيتها الخاصة، أنها مهتمة ببناء غزة اقتصاديا أكثر من اهتمامها بتجديد الصراع مع إسرائيل.
وقال هاليفا في سبتمبر (أيلول) 2022 إنه رغم تورط حماس في أنشطة عسكرية، "إلا أننا نرى أن العمليات التي تنفذتجاه إسرائيل لتحقيق الاستقرار الاقتصادي والسماح بدخول العمال قادرة على تحقيق سنوات من الهدوء".
وامتنعت حماس إلى حد كبير عن إطلاق الصواريخ على إسرائيل بعد 2021. وفي مايو(أيار)، ظلت على الهامش بينما انخرطت حركة الجهاد الفلسطينية، الجماعة المسلحة الأصغر في غزة، في صراع قصير الأمد مع إسرائيل.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الجیش الإسرائیلی أکثر من
إقرأ أيضاً:
يديعوت أحرونوت: معلومات الجيش عن 7 أكتوبر تتناقض مع رواية ديوان نتنياهو
أكدت صحيفة يديعوت أحرونوت أن رواية ديوان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن المعلومات الخاصة بهجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 تتناقض مع ما خلص إليه تحقيق الجيش الإسرائيلي.
وذكرت الصحيفة أن تحقيق الجيش يظهر أن ديوان نتنياهو تلقى قبل هجوم 7 أكتوبر بساعات معلومات استخبارية مقلقة من قطاع غزة.
وأضافت أن معلومات الجيش تتعارض مع رواية العاملين في مكتب نتنياهو الذين ينفون تلقيهم معلومات قبل الهجوم.
وأشارت الصحيفة إلى أن ضابط الأمن في مكتب نتنياهو بدأ يتلقى معلومات مثيرة للقلق منذ الثانية فجرا يوم 7 أكتوبر.
ومضت تقول إن ضابط الأمن الذي تلقى المعلومات هو الذي يشتبه في أن لدى مسؤولين بديوان نتنياهو توثيقا محرجا له.
وكانت القناة 12 الإسرائيلية نشرت الشهر الماضي مقتطفات من نتائج تحقيقات إسرائيلية في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وذلك بعد مرور عام على هذا الحدث الذي خلّف دويا هائلا في المنطقة.
وقالت إن التحقيقات أظهرت أن قادة الفرقة قدموا صورة مزعجة عن الوضع لرئيس الأركان هرتسي هاليفي خلال زيارته فرقة غزة يوم 12 سبتمبر/أيلول 2023.
وأضافت أنهم تحدثوا عن فوضى متزايدة على طول السياج الفاصل مع قطاع غزة، حيث تظهر مقاطع فيديو شاحنات مشبوهة تقترب من الحدود، ويظهر الرسم البياني لتدريبات حماس زيادة حادة في النشاط.
بيد أن رئيس الأركان -وفق ما ذكرت الصحيفة- قال إن حماس تم ردعها، لكن على القوات الموجودة عند الحدود الاستعداد لحدث مفاجئ.
وأضافت أنه رغم المؤشرات المقلقة، فإن الجيش الإسرائيلي اتخذ قرارا مفاجئا بتخفيض القوات الموجودة على الحدود مع قطاع غزة.