العدوان الإسرائيلي على غزة والصهاينة الأتراك
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
العدوان الإسرائيلي على غزة والصهاينة الأتراك
يتجاهلون معاناة شعب فلسطين ومجازر جيش إسرائيل في غزة ويحرضون ضد اللاجئين السوريين متسترين بالقومية ويقولون إن فلسطين ليست قضيتهم.
أقلية في المجتمع التركي يمكن تسميتها "الصهاينة الأتراك"، وتشبه أساليب هؤلاء في محاولة تشويه صورة المقاومة الفلسطينية أساليب الفئة التي يطلق عليها "الصهاينة العرب".
جميع الصهاينة العرب والأتراك يرضعون من ذات الثدي الصهيوني، يؤيدون الشركات الداعمة لإسرائيل بحجة أن الإسلام السياسي يدعو لمقاطعتها، ويثبتون في كل قضية أن مشكلتهم الأساسية مع الإسلام.
* * *
وقفت تركيا حكومة وشعبا إلى جانب الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للعدوان الإسرائيلي الوحشي في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، كما أعلن رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان أن حركة حماس ليست منظمة إرهابية، بل هي حركة وطنية تناضل من أجل تحرير الأراضي الفلسطينية من الاحتلال، إلا أن هناك نسبة من الأتراك الموالين للمعارضة لا تؤيد هذا الموقف، ويقول بعض هؤلاء إن إسرائيل تدافع عن نفسها، فيما يعتبر الآخرون أن ما يجري في قطاع غزة لا يعنيهم، لأنه مشكلة بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
رئيس حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزل، يصف حركة حماس بــ"المنظمة الإرهابية"، كما تشاركه في ذلك رئيسة الحزب الجيد ميرال أكشنار، التي تتهم الحركة بقتل المدنيين. وكان الحزبان حصلا في الانتخابات البرلمانية الأخيرة على حوالي 35 في المائة من أصوات الناخبين، وإن أضيف إلى هؤلاء الموالين لحزب العمال الكردستاني وحزب الظفر برئاسة أميت أوزداغ؛ فإن نسبة الذين لا يؤيدون المقاومة الفلسطينية تقارب الـ45 في المائة، وهو ما تؤكده نتائج استطلاعات الرأي.
الصحفي التركي ظفر شاهين نشر في مقاله بصحيفة "ملليت" التركية نتائج استطلاع للرأي حول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وتشير النتائج إلى أن 75.9 في المائة من الأتراك يرون أن إسرائيل ترتكب مجازر في القطاع، فيما يقول 1.9 في المائة فقط إنها تدافع عن نفسها. ويرى 29.7 في المائة أن حركة حماس "منظمة إرهابية"، في مقابل نسبة 51.6 في المائة التي تقول إنها حركة تحرير وطنية.
نتائج استطلاع الرأي التي نشرها شاهين تشير أيضا إلى أن 36.4 في المائة من الأتراك يرون أن تركيا تقوم بما يمكن فعله من أجل غزة، ويطالب 30.3 في المائة منهم بالاحتجاج ضد العدوان الإسرائيلي على غزة في جميع المجالات، وبمزيد من الدعم للشعب الفلسطيني، إلا أنهم يرفضون في ذات الوقت التدخل العسكري التركي، إلا أن هناك 16.6 في المائة من الأتراك يطالبون بتدخل تركيا عسكريا بالتنسيق والتعاون مع بعض الدول الأخرى لوقف مجازر الجيش الإسرائيلي. كما يؤيد 63.7 في المائة منهم موقف الرئيس التركي من أحداث غزة، مقابل 27.6 في المائة التي ترفض ذاك الموقف.
قادة حزب السعادة برئاسة تمل كاراموللا أغلو وحزب المستقبل برئاسة أحمد داود أوغلو، من أحزاب تحالف الطاولة السداسية المعارض، يطلقان تصريحات مؤيدة لحركة حماس والمقاومة الفلسطينية، ومنددة بالهجمات الإسرائيلية التي تستهدف القطاع، كما أنهما يتهمان الحكومة التركية بالتقصير في اتخاذ قرارات حاسمة ضد إسرائيل.
لكن كون الحزبين قبل أشهر فقط قد سعيا لتسليم حكم البلاد إلى الذين يعتبرون حركة حماس "منظمة إرهابية"؛ يثير علامات استفهام حول مصداقية تلك التصريحات.
ومن اللافت أيضا أن قادة الحزبين لا ينتقدون حلفاءهما في الطاولة السداسية بسبب التصريحات التي يتهمون فيها المقاومة الفلسطينية بــ"الإرهاب وقتل المدنيين"، فيما يصبون جام غضبهم على الحكومة التركية وحزب العدالة والتنمية وأردوغان.
هناك أقلية في المجتمع التركي يمكن تسميتها "الصهاينة الأتراك"، وتشبه أساليب هؤلاء في محاولة تشويه صورة المقاومة الفلسطينية أساليب الفئة التي يطلق عليها "الصهاينة العرب"، الأمر الذي يوحي بأنهم جميعا يرضعون من ذات الثدي الصهيوني، كما أنهم يؤيدون الشركات الداعمة لإسرائيل بحجة أن تيار الإسلام السياسي هو الذي يدعو إلى مقاطعتها، ويثبتون في كل قضية من قضايا المسلمين أن مشكلتهم الأساسية هي مع الإسلام.
إلاي آكسوي، مساعدة رئيس الحزب الديمقراطي، وهو أحد أحزاب تحالف الطاولة السداسية، ذهبت إلى أبعد من ذلك في التصهين، واتهمت الفلسطينيين كلهم بأنهم يثيرون مشاكل في أي بلد يحلون فيه، كما أنها حرضت ضد الطلاب الفلسطينيين الذين قالت إن وجود عدد كبير منهم يشكل تهديدا أمنيا للبلاد، علما بأن آكسوي من أشد الموالين للنظام السوري، لدرجة أنها سافرت في تموز/ يوليو الماضي إلى دمشق لتتجول في أسواقها وملاهيها برفقة رجال المخابرات السورية، وتدعي بأن سوريا آمنة ومستقرة، ولا داعي لبقاء اللاجئين في تركيا.
المتجاهلون لمعاناة الشعب الفلسطيني والمجازر التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في القطاع كلهم من الذين يحرضون في ذات الوقت ضد اللاجئين السوريين، متسترين وراء القومية.
ويقول هؤلاء إن فلسطين ليست قضيتهم، ويتهمون المتضامنين مع الشعب الفلسطيني بأنهم لا يبالون بما يعانيه الأتراك الإيغور في الصين من ظلم واضطهاد، كما أنهم يقولون إن الحكومة التركية تعالج المرضى والجرحى من سكان غزة في المستشفيات التركية في الوقت الذي لا يجد فيه مواطنون فرصة للعلاج.
*إسماعيل ياشا كاتب صحفي تركي
المصدر | عربي21المصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: تركيا فلسطين غزة أردوغان المعارضة المقاومة الصهاينة العرب العدوان الإسرائیلی على المقاومة الفلسطینیة فی المائة من من الأتراک حرکة حماس
إقرأ أيضاً:
قوات الاحتلال الإسرائيلي تُصعد العدوان في الضفة
قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، باقتحام مدينة البيرة في الضفة الغربية المُحتلة.
اقرأ أيضاً.. عدوى النيران تنتقل إلى نيويورك.. إصابة 7 أشخاص في حريق هائل
وبحسب تقرير نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" فإن قوات الاحتلال الإسرائيلي أقدمت على اقتحام مدينة البيرة وأغلقت عددا من الشوارع.
وذكر شهود عيان أن قوات الاحتلال اقتحمت عدداً من المحلات التجارية، واستولت على تسجيلات الكاميرات في منطقة البيرة القديمة.
وأفادت مصادر محلية أيضاً أن قوات الاحتلال أغلقت الطريق الترابي بالقرب من مدخل بلدة بروقين غرب سلفيت، كما أغلقت أربعة طرق ترابية في قرية مردا شمال سلفيت.
تشهد الضفة الغربية تصاعدًا مستمرًا في الانتهاكات الإسرائيلية التي تستهدف الفلسطينيين وممتلكاتهم، ما يزيد من معاناتهم اليومية ويؤجج التوتر في المنطقة. تشمل هذه التجاوزات عمليات الاقتحام العسكري المستمرة للمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، حيث تقوم قوات الاحتلال بتنفيذ اعتقالات جماعية، وهدم المنازل والمنشآت بحجة عدم الترخيص، رغم أن السلطات الإسرائيلية تفرض قيودًا صارمة على منح التراخيص للفلسطينيين. كما تستمر سياسة مصادرة الأراضي الفلسطينية لصالح توسيع المستوطنات، في مخالفة واضحة للقانون الدولي، حيث تعزز هذه الممارسات الاستيطان غير الشرعي وتقلص المساحات المتاحة للفلسطينيين للبناء أو الزراعة، ما يؤثر سلبًا على حياتهم الاقتصادية والاجتماعية.
إضافة إلى ذلك، يواجه الفلسطينيون في الضفة تصاعدًا في هجمات المستوطنين، الذين يشنون اعتداءات عنيفة على القرى الفلسطينية، تحت حماية الجيش الإسرائيلي. تتضمن هذه الاعتداءات حرق المحاصيل الزراعية، تدمير الممتلكات، والاعتداء الجسدي على الفلسطينيين، ما يؤدي إلى سقوط ضحايا دون أي محاسبة قانونية للمستوطنين. كما تفرض إسرائيل قيودًا مشددة على حركة الفلسطينيين عبر مئات الحواجز العسكرية المنتشرة في أنحاء الضفة، مما يعيق حرية التنقل ويؤثر على حياة السكان اليومية، سواء من حيث العمل أو الدراسة أو حتى الوصول إلى المرافق الطبية. ورغم الإدانات الدولية لهذه التجاوزات، تواصل إسرائيل فرض سياساتها القمعية دون رادع، ما يفاقم الأزمة الإنسانية ويزيد من حالة التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة، في ظل غياب أي أفق لحل سياسي يضع حدًا لهذه الممارسات.