نظم المعهد القومي للحوكمة والتنمية المستدامة، الذراع التدريبي لوزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية معسكر تدريبى لطلاب مدارس محافظتي الإسكندرية والإسماعيلية، وذلك استكمالا لمبادرة العقول الخضراء والتى ينفذها المعهد بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني.

وأوضحت الدكتورة شريفة شريف ، المدير التنفيذي للمعهد أن أنشطة المرحلة الثانوية لمبادرة العقول الخضراء " القائد الأخضر " يتم تنفيذها على مدار 4 أيام، منها ثلاثة أيام تدريب متصلة بالمعسكر ، مضيفة أن أنشطة المعسكر تستهدف مجموعة من المحاضرات والتعلم التجريبي والأنشطة التفاعلية التي تركز على الأهداف الأممية للتنمية المستدامة ومنها القضاء التام على الجوع، والتعليم الجيد، والمياة النظيفة والنظافة الصحية، وطاقة نظيفة وبأسعار معقولة، والعمل اللائق ونمو الاقتصاد، والصناعة والابتكار والهياكل الأساسية، والحد من أوجه عدم المساواة، والاستهلاك والإنتاج المسؤولان، والعمل المناخي، وعقد الشراكات لتحقيق الأهداف.

كا ان الهدف الرئيس من انعقاد المعسكر هو خلق جيل من القادة لضمان استدامة التاثير.

المعهد القومي للحوكمة والتنمية المستدامة يطلق مبادرة "العقول الخضراء" بمدارس الفيوم القومي للحوكمة يعقد البرنامج التدريبي الحوكمة الرقمية للقضاء المصري بالبرتغال


وأشارت شريف، إلى أن اليوم الرابع من فعاليات المعسكر يأتي بعد 20 يوما من التدريب حيث يقوم الطلاب خلال هذه المدة بالتفكير وإعداد المشروعات الخاصة بهم، ثم تشهد فعاليات اليوم الرابع من المعسكر التدريبي عرض مشاريع وأفكار الطلاب لمبادرات تنموية لخدمة مجتمعاتهم و يتم تقديم استشارات لهم فى مجال ريادة الأعمال.


واستهدف المعسكر التدريبي طلاب 3 مدارس لكل محافظة بإجمالي 180 طالبا وطالبة وتم تنفيذه بمدينة برج العرب .

المعهد القومي للحوكمة والتنمية المستدامة يطلق مبادرة "العقول الخضراء" بمدارس الفيوم القومي للحوكمة: تدريب 27 قيادي من 12جهة حكومية على التميز والاستدامة بالإمارات

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: المعهد القومى للحوكمة وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية الدكتورة شريفة شريف القائد الأخضر الأنشطة التفاعلية القومی للحوکمة العقول الخضراء

إقرأ أيضاً:

«صائد النوارس».. عندما يسرد البحار روحه

في كتاب «كيف تكتب رواية في مائة يوم أو أقلّ» الذي ترجمه إلى العربية الكاتب المصري محمد عبد النبي؛ ينقل الكاتب الأمريكي جون كوين نصيحة ذهبية عن الروائي الإنجليزي جون براين؛ مؤلف رواية «غرفة على السطح»، يقول فيها: ‫‏«إذا كان لصوتك أن يُسمَع وسط آلاف الأصوات، وإذا كان لاسمك أن يعني شيئًا بين آلاف الأسماء، فسيكون السبب الوحيد هو أنك قدمت تجربتك الخاصة صادقًا»، وأزعم أن هذا ما يحاوله محمد الصالحي؛ الشاعر والكاتب العُماني، سواءً في كتابه السردي الأول الذي صدر قبل سنتين، أو في كتابه الجديد الصادر عن الجمعية العُمانية للكتّاب والأدباء مؤخرًا بالتعاون مع دار جدل الكويتية بعنوان «صائد النوارس».‬‬‬ يكتب الصالحي ما يعرف. ينطلق من معرفته العميقة بقريته «الخضراء»، الغافية على ساحل الباطنة كحورية من حوريات ألف ليلة وليلة؛ ببحارتها وصياديها، بتلاميذها ومعلميها، بأطفالها الأشقياء وشيوخها الممسوسين برائحة المكان وأسئلته. يخلق منها عالمًا سرديًّا مميزًا، وكأنه يغرف من معين لا ينضب. في تقديمه لكتابه السردي السابق «الخضراء؛ لؤلؤة النهار، وتغريبة المساء» (الصادر عن الجمعية العمانية للكتاب والأدباء أيضًا بالتعاون مع «الآن ناشرون وموزعون» الأردنية، 2022) يخبرنا أن هناك آلاف الحكايات المدفونة في مناديس ذاكرته «تتلون بلون الخضراء«»» هذه المناديس يفتحها بين الفينة والأخرى ويستلّ منها مجموعة حكايات ليقدمها لقارئه بلغة بسيطة، والتقاطات ذكية، وتأملات شفيفة، وقدرة على شدّ القارئ من أنفه. حكايات عن شخصيات مستلة من الواقع ونابضة بالحياة، مما يجعلها فريدة ومصدَّقة من القارئ. حكايات لا يبدو لقارئها أن الصالحي مهتم بصفة «كاتب»، قدر اهتمامه بنقل تفاصيل عاشها في الماضي أو عايشها في الحاضر، لكأن الكتابة لديه ليست سوى استجابة لنداء خفيّ لسرد الحكايات، وانقياد عفويّ ناحية الشغف العميق بالمكان وحكاياته، فيروي مواقف وذكريات تشكّل جزءًا كبيرًا، ليس فقط من وعيه الإنساني، وإنما أيضا من وعي مرحلةٍ خَبِرَها جيلُه الذي عاش طفولته في ثمانينيات القرن الماضي. ولئن كان محمد الصالحي قد اختار لكتابه الجديد عنوانَ أحد نصوصه وهو «صائد النوارس»، فإني أرى أن هذا العنوان موفق تماما، لأنه يعبّر بذكاء عن روح هذه النصوص جميعها. فالنوارس كما نعلم هي طيور بحرية تجسد الحرية والانطلاق بعيدًا عن القيود، كحال النورس في قصة «صائد النوارس»، كما تمثل العزلة والتأمل اللذين سنعيشهما في قصة «رائحة الجدة»؛ عزلة خالد الذي لا يستطيع الحركة ولا الكلام ولا الصراخ، ويقضي حياته في تأمل الناس صامتًا. والنوارس أيضًا رمز للتحدي والصراع، فكما يصارع البحارُ الأمواجَ، يصارع النورسُ الرياحَ والعواصفَ، بحثًا عن رزقه وملاذه، وسنشاهد هذا الصراع في قصة «صائد النوارس» المُشار إليها، التي أَعُدُّها شخصيًّا أجمل نصوص الكتاب، ويذكرني الصراع المحتدم فيها بين الصياد والنورس بالروايتَيْن الكلاسيكيّتَيْن: «العجوز والبحر» لإرنست هيمنجواي و«موبي ديك» لهرمن ميلفيل، ففي هذه الأعمال الأدبية الثلاثة نشهد تحديًا كبيرًا ومستمرًّا بين الإنسان والطبيعة، ميدانُه البحر، وبحثًا دؤوبًا عن الذات عُدَّتُه الصبر والجلَد وعدم الاستسلام للمصير المجهول. هذا عدا أن النورس – وهذه دلالة أخرى للعنوان – يمثِّل رمزًا للتنقل والتغيير، فهو لا يستقر في مكان واحد، بل يجوب السماء والمحيطات، تمامًا كسالم؛ بطل قصة «نرجس»، إحدى القصص الجميلة أيضًا في الكتاب. يتألف «صائد النوارس» من ثلاثة أقسام رئيسية، كل قسم منها يعكس جانبًا من اهتمامات الصالحي ومعرفته العميقة بتفاصيل الحياة التي ينقلها إلينا؛ القسم الأول، المعنون بـ«البحّار يسرد روحه»، يأخذنا في رحلة عبر حكايات البحر والبحارة والصيادين. كما هي الحال في نص «أسنان تشبه القمر» الذي يجسد قدرة المؤلف على تحويل الأساطير المحلية إلى حكايات شيقة تستدعي التأمل، إذ ترتبط حكايته هنا بأسطورة عُمانية لتسمية المد الأحمر في قرية «الخضراء» بـ«دم البانيان». وفي نص «البوم / البلم»، يروي لنا قصة عاشق البحر خلف بن خميس الملقب بـ«البوم»، الذي لم يتحمل الابتعاد عن معشوقِهِ/ البحر، فكان مصيره الموت حزنًا وكمدا. لكن المؤلف لا يكتفي هنا بتقديم صور منوعة من حياة البحارة والصيادين، مشبعة أحيانًا بإرادة الحياة، ومجللة في أحيانٍ أخرى بالحزن واللوعة والحنين؛ بل يُرينا أيضًا في أكثر من نص، المصيرَ المؤسِفَ الذي يؤول إليه البحّار حين يتخلى عن البحر، أو يحاول تغيير مهنته، كما في نصّ «سيد البحار» الذي لم تشفع له أمجاد أسلافه البحرية والتغني بها ليُصبح بحّارًا جيّدًا في وطنٍ ليس بوطنه، وبحرٍ ليس ببحره، وكما في نصّ «الصيد البرّي للبحار» حين يفشل بطلُه البحار في مهنته الجديدة التي بادل بها أخاه سائقَ التاكسي. أما القسم الثاني، فحَمَل عنوان «قم للمعلم...»، ويروي فيه المؤلف ذكريات وحكايات عاشها في المدرسة؛ تلميذًا أولًا، ثم معلّمًا بعد ذلك. نص «أنت بتعرف شو كاتب؟» – على سبيل المثال - يسرد حكاية إعداده وهو تلميذٌ صغير صحيفة حائط عن مذبحة صبرا وشاتيلا، ناقلًا الصور والتعليقات من مجلة عربية، وما تبع ذلك من غضب المدير الأردني منه، لعدم انتباهه – بسبب حداثة سنّه – إلى عبارات كاذبة عن رمي بعض الأهالي الزهور في وجه العدوّ المحتلّ. وفي حين يقدم نص «نبيع الأرنب بنصف ريال»، حكاية طريفة عن تربية الآباء لأبنائهم في الثمانينيات على عزة النفس وإبائها، ورفضهم أن يكونوا عالة على الآخرين، فإن نصّ «لماذا يضحك خدام؟» يسرد حكاية طريفة أخرى تُرينا كيف يرى التلميذ الصغير أستاذه، وكيف يعبّر عن رؤيته هذه بالضحِك حين لا تتأتى له طرق أخرى. في هذا القسم، يعيد الصالحي إحياء ذكريات الطفولة والمدرسة بأسلوب مشوق وساخر. قد لا تبتعد بعض نصوص القسم الثالث، المعنون «من يعشْ يَرَ»، عن روح القرية البحرية التي قرأناها في القسمين الأولين (خصوصًا في نص «متعهد الحفلات») إلا أن نصوص هذا القسم غلب عليها بشكل عام تناول أماكن وشخصيات بعيدة نسبيًا عن «الخضراء». إن قصصًا مثل «مشيرًا إلى شيري»، و«نرجس»، و«رائحة الجدة»، تعكس قدرة الصالحي على مراقبة حياة الآخرين وتحليلها عن بُعد، هذا طبعًا مع افتراض أن هذه القصص بعيدة عن تجربته الشخصية، وإن كنتُ لا أستطيع الجزم بذلك. ولأنني ذكرتُ الثمانينيات مرتين -حتى الآن - خلال هذا المقال، فيجدر بي أن أشير إلى أنه ما من شك عندي أن هذا الكتاب سيحبّه كل من عاش طفولته في تلك الفترة من تاريخ عُمان، وأنا أحد هؤلاء. فهو عابق برائحة الثمانينيات وتفاصيلها، من ماكينة الخياطة، إلى جهاز المذيع الذي يُفصَّلُ له لباس خاص، إلى حوض الاستحمام في المزرعة وماكينة الريّ «اللندنية» التي تملأه بالماء، إلى ملعب كرة القدم البدائي بجذوع الشجر، وبدون شِباك، وليس انتهاء بأغاني تلك المرحلة، مثل «لمن السفاين» لسالم بن علي، و«ما علينا» لأبو بكر سالم، و«خليجية» لعباس البدري، وهذه الأغنية الأخيرة يمكن استعارة كلماتها إذا ما أردنا وصف حنيننا الجارف لتلك الحقبة المهمة: «زَرِي منثور / على ثوبك يا حورية / واشمّ عطور / كل ما أقرّب شوية». في كتابه السابق «الخضراء» اختار الصالحي لبعض النصوص تصديرًا شعريًّا قبل الدخول في سرد حكايتها، كما هي حال نص «الغول والترانشيب» الذي صدّره بأبيات للإمام الشافعي، ونص «راعي الحفري» الذي صدّره بشعر لغازي القصيبي، و«الغريب» الذي استبقه بأبيات للمعتمد بن عبّاد، و«الإسمنت الروسي والتاجر» الذي سبق سرد حكايته بشعرٍ لمظفر النواب، وحتى عندما اختار تصديرًا من التراث الشعبي العُماني لنصّ «العفريت» اختار أيضًا بيتين شعريَّيْن: «واخسارتك يو لوح لوشار / تقلبك موية سلامة / وتقلبك يمين ويسار / وتعقبك في بحر الظلامة».. أما في الكتاب الجديد («صائد النوارس») فقد اختار أن يُصدِّر الكتاب كاملًا بمقطع شعريّ من تأليفه هو هذه المرة: «شق المسا صوتي / ناديت يا حطاااااب / كسّر غصون العمر / طارن عصافيري»، وكأنه يريدنا ألّا ننسى أنه شاعر في المقام الأول. ولقد عرفتُه بهذه الصفة منذ أكثر من ثلاثين عامًا، ومع هذا فإنه لم يُصدر ديوانًا بعد، بل إن بعض نصوصه الشعرية ضاعت لأنه كان يكتبها على الورق، كما أخبرني صديقه الحميم الشاعر فيصل العلوي، (أفتح هنا قوسًا لأقول: إن للعلوي فضلًا كبيرًا في ظهور كتابَيْ الصالحي السرديَّيْن للنور، أعني «الخضراء: لؤلؤة النهار، وتغريبة المساء» و«صائد النوارس»). إن الضياع لهذه النصوص يدعم ما ذكرتُه في بداية هذا المقال بأن محمد الصالحي غير مكترث أن يكون كاتبًا، قدر اكتراثه بالتعبير العفوي عن خلجات نفسه في الشعر، وعن حكايات أهله في السرد. وإذا كان في أحد نصوص «صائد النوارس» قد ربط بين نوعين من الهدايا التي كانت تقدمها شركات المنتجات الغذائية في الثمانينيات، وهما كرة القدم الخاصة بحليب «نيدو»، والقلم الخاص بحليب «بوني»، معلّقًا على ذلك بالقول: إن هذا التنافس قد قسّم جيله إلى اثنين؛ جيل نشأ على حب كرة القدم، وآخر نشأ على حُبّ الكتابة، فإنه يمكن الاستنتاج بسهولة أن محمد الصالحي كان من الجيل الثاني؛ جيل حليب «بوني». ختامًا؛ فإنه يسعني القول: إن «صائد النوارس» يفتح نافذة على عالم غني بالتجارب الإنسانية والمشاعر الصادقة التي شكلت هوية جيل بأكمله. بين بحرٍ يفيض بالأساطير والذكريات، ومدرسة تتشابك فيها خيوط الطفولة والتعليم، وبين حكايات تمتد من الماضي إلى الحاضر، ينسج الصالحي عملًا أدبيًا يعبّر عن شغفٍ حقيقي بالحياة وبالقصص التي يشكلها الناس والمكان.

سليمان المعمري كاتب وروائي عماني

مقالات مشابهة

  • تدشين الاختبارات النظرية في أقسام المعهد التقني بالحوبان
  • «صائد النوارس».. عندما يسرد البحار روحه
  • مياه القناة: خطة متكاملة استعدادا لفصل الصيف بالسويس والإسماعيلية وبورسعيد
  • رئيس مياه القناة: خطة متكاملة استعدادا لفصل الصيف بالسويس والإسماعيلية وبورسعيد
  • افتتاح معرض "إبداعات التصميم" بالمعهد العالي للفنون التطبيقية
  • بصمة عقارية وقاعدة بيانات.. كيف ينظم قانون الرقم القومي للعقارات السوق المصري؟
  • بعد صيانته.. «سالم» يفتتح معهد الخليج في سرت
  • رئيس مجلس القضاء الأعلى يزور معهد الكويت للدراسات القضائية والقانونية
  • أكاديميات لـ"اليوم": تمكين المرأة في رؤية 2030 وضعها بصدارة القرار والتنمية الوطنية المستدامة
  • السبت.."القومي للأشخاص ذوي الإعاقة" ينظم ملتقى توظيف "إيد في إيد" بمركز شباب الجزيرة