شبكة اخبار العراق:
2024-07-03@16:50:23 GMT

كيف نكتب.. ولماذا الورش الثقافيَّة؟

تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT

كيف نكتب.. ولماذا الورش الثقافيَّة؟

آخر تحديث: 7 دجنبر 2023 - 1:55 مطالب عبد العزيز    قبل العام 2003 ما كنا لنسمع بلفظة (الورشة) التي تصاحب بعض المؤتمرات الثقافية والصحفية والفنية، اللهم إلا بحدود فهمنا لمعناها في الصناعة، والحرف اليدوية، كالحدادة والنجارة وغيرها، لا عن زهد بأهميتها، إنّما لجهلنا بأهميتها، كممارسة ثقافيّة. وأعترف بأنني أضفت الكثير لمعارفي في الصحافة، خلال مشاركتي بعدد لا يستهان به من الورش، داخل وخارج البلاد.

 لهذه وتلك أجدُ مناسبة حضوري الجلسة الأدبيّة التي أقيمت في مبنى قصر الثقافة والفنون مؤخراً، اِحتفاءً بصدور كتاب إحدى كاتبات القصة القصيرة، في البصرة، وفي مداخلات المتحدثين عنها -نقداً وانطبعاتٍ- مدخلاً للحديث عن أهمية الورش الادبية تلك، فقد بدا لي أنَّ السيدة الكاتبة المحتفى بها كانت على معرفة بسيطة بفن القصة، وأنَّ كثيراً مما كتبته لا ينتسب بشيء إلى عالم القصة القصيرة، المعروف بتعقيده اليوم، فقد كتبت جملة خواطر وانثيالاتٍ، عنّت لها، فصاغتها، وأعطتها هويةً أكبر منها، ذلك لأنَّ ما تُلي وسُمعَ على منصة الجلسة من نقود وآراء وانطباعات يتيح لي قولَ ذلك، وما تحدثتْ الكاتبةُ به وسمعتُه منها يفصح عن تجربة بسيطة وفقيرة، لم تقوَّم بالقراءة الجادَّة، ولم تصن بالاطلاع الدقيق، ولم تأتِ عليها آلةُ التوجيه والتصويب، إنما كانت عفويةً، بريئةً، خالصةً من متاعب وشجون وطرائق القصِّ.   أرى بضرورة أن يترتب على أجيالنا الجديدة من الادباء والفنانين المشاركة الجادة بأيِّ ورشة تقام في هذا الشأن. لن يعيب أحدٌ أمراً كهذا، وما بنقيصة عليك إن أخذت مقعدك أمام من سيعلمك كيف تكتب، ويدلّك على قاعدة العمل، ومتى يحقُّ لك اصدارعملٍ ثقافيٍّ، يليق باسمك. عليك أنْ تعلم بأنَّ كتابة القصيدة والقصة والرواية والنقد علم كباقي العلوم التي لن تتعلمها وحدك، ولا تستطيع اختزالها بكتاب تصدره. الحكومات المتحضرة التي تعي معنى وأهمية الثقافة في حياة شعوبها تنفق الملايين من الدولارات سنوياً، وتمنح الشعراء والكتاب والفنانين الفرص الممولة، على إقامة الورش هذه، ولنا في تجربة بعض الزملاء من الذين شاركوا في برنامج منحة (فولبرايت) خير دليل على ذلك.  البرنامج الذي يهدف إلى توفير البيئة الملائمة للتبادل الثقافي، ومنح المشاركين الوقت، والمكان، المطلوبين، للكتابة والقراءة والترجمة والتعليم والبحث والتّجوال، مثلما يمنحهم الفرصة لعرض أعمالهم أمام الجمهور. قبل سنواتٍ كنتُ قد دعيت للعمل كمدرب للشعر في ورشة ثقافيّة أقامها معهد غوتة في البصرة، بمشاركة الكاتبة والروائية عالية طالب، كمدربة للقصة القصيرة، وبحضورعدد من المتدربين. كانت التجربة جديدةً عليَّ كمدرب، وكنت حائراً، في ما يتوجب علي قوله، وكيف سأختزل نصف قرن من تجربتي، في كتابة الشعر، بمحاضرات قليلة؟ ربما كانت الزميلة عالية طالب أقدرَ مني على ذلك، لكنَّ جديّة الورشة وحرصنا على توصيل فكرة الكتابة أتت أكلها في الاخير، فقد كتب المتدربون في الشعر قصيدةً، والمتدربون في القصة قصةً، وعملنا معاً على تفكيك آلية الكتابة، ومحو الزوائد، وإضافة ما يتوجب اضافته، واستبدال ما يصحُّ استبداله، وهكذا، جرت محاولات ومحاولات.  حتى خلصنا إلى ما اتفقنا عليه، ففرح البعض بما كتب، وحزن وأصابه الغم من أخفق، وعلى مدار اسبوع أو أقل تحققت نتائج باهرة، فقد فازت نصوصٌ، ونيلتٌ جوائز، وتحققت غاية، وأصرَّ البعضُ على خوض التجربة، والافادة مما تعلمَه.نشاهدُ في الفعاليات الادبية التي تقام في البصرة، وفي مدن أخر عدداً من النساء الكاتبات والشاعرات، بينهنَّ من أصدرَّ الكتاب والكتابين والثلاثة، ونلحظ إصراراً على الحضور والمشاركة، وتوقاً للكمال، هناك لغة تتطور، ومكنةٌ في الحديث والحوار، ومحاولات جادة في بلوغ مراتب التطور.. وكلها من جميل ما نشاهده، ونسعد بوجوده، لكنني، ومن منطلقٍ شخصيٍّ جداً، أتمنى أنْ لا يُغضب أحداً، أجدُ بأنَّ غالبية المشاركات بحاجة إلى انتظامهن في ورش أدبية، وإلى توجيه حقيقي، لمعرفة أكثر في فنون الكتالبة.. ذلك لأنَّ الموهبة وحدها غير كافية، وغياب النقد الحقيقي مضرٌّ والمجاملات (النقدية) قاتلة للإبداع، وليس كلُّ من وجد في دخيلته حبَّاً للشعر، والقصة، والرواية بقادر على اتمام صنعته، خارج المواجهة الشجاعة والتوجيه السليم.   يؤسفني أنني لم أسمع من السيدة المحتفى بها في جلسة قصر الثقافة تلك، حديثاً عن كاتبٍ، عربيٍّ، أو أجنبيّ أحبتهُ، أو قرأته، وتأثرت به، مثلما يؤسفني ألّا أجد بين الكاتبات والشاعرات اللواتي تحدثن فيها من ذكرت اسماً لكاتب كبير، أوعرّجت على تجربة كتابية مقاربِة ! هل أقول بأنهنَّ لا يقرأنَّ؟: قطعاً لا، لكنْأٌول: بأنهنَّ بحاجة إلى توجيه قرائيٍّ آخرَ، خارج الموجّهات الشخصية، وبعيداً عن المجاملات والاخوانيات.  قبل العام 2003 ما كنا لنسمع بلفظة (الورشة) التي تصاحب بعض المؤتمرات الثقافية والصحفية والفنية، اللهم إلا بحدود فهمنا لمعناها في الصناعة، والحرف اليدوية، كالحدادة والنجارة وغيرها، لا عن زهد بأهميتها، إنّما لجهلنا بأهميتها، كممارسة ثقافيّة.  وأعترف بأنني أضفت الكثير لمعارفي في الصحافة، خلال مشاركتي بعدد لا يستهان به من الورش، داخل وخارج البلاد. لهذه وتلك أجدُ مناسبة حضوري الجلسة الأدبيّة التي أقيمت في مبنى قصر الثقافة والفنون مؤخراً، اِحتفاءً بصدور كتاب إحدى كاتبات القصة القصيرة، في البصرة، وفي مداخلات المتحدثين عنها -نقداً وانطبعاتٍ- مدخلاً للحديث عن أهمية الورش الادبية تلك، فقد بدا لي أنَّ السيدة الكاتبة المحتفى بها كانت على معرفة بسيطة بفن القصة، وأنَّ كثيراً مما كتبته لا ينتسب بشيء إلى عالم القصة القصيرة، المعروف بتعقيده اليوم، فقد كتبت جملة خواطر وانثيالاتٍ، عنّت لها، فصاغتها، وأعطتها هويةً أكبر منها، ذلك لأنَّ ما تُلي وسُمعَ على منصة الجلسة من نقود وآراء وانطباعات يتيح لي قولَ ذلك، وما تحدثتْ الكاتبةُ به وسمعتُه منها يفصح عن تجربة بسيطة وفقيرة، لم تقوَّم بالقراءة الجادَّة، ولم تصن بالاطلاع الدقيق، ولم تأتِ عليها آلةُ التوجيه والتصويب، إنما كانت عفويةً، بريئةً، خالصةً من متاعب وشجون وطرائق القصِّ.   أرى بضرورة أن يترتب على أجيالنا الجديدة من الادباء والفنانين المشاركة الجادة بأيِّ ورشة تقام في هذا الشأن. لن يعيب أحدٌ أمراً كهذا، وما بنقيصة عليك إن أخذت مقعدك أمام من سيعلمك كيف تكتب، ويدلّك على قاعدة العمل، ومتى يحقُّ لك اصدارعملٍ ثقافيٍّ، يليق باسمك. عليك أنْ تعلم بأنَّ كتابة القصيدة والقصة والرواية والنقد علم كباقي العلوم التي لن تتعلمها وحدك، ولا تستطيع اختزالها بكتاب تصدره. الحكومات المتحضرة التي تعي معنى وأهمية الثقافة في حياة شعوبها تنفق الملايين من الدولارات سنوياً، وتمنح الشعراء والكتاب والفنانين الفرص الممولة، على إقامة الورش هذه، ولنا في تجربة بعض الزملاء من الذين شاركوا في برنامج منحة (فولبرايت) خير دليل على ذلك.  البرنامج الذي يهدف إلى توفير البيئة الملائمة للتبادل الثقافي، ومنح المشاركين الوقت، والمكان، المطلوبين، للكتابة والقراءة والترجمة والتعليم والبحث والتّجوال، مثلما يمنحهم الفرصة لعرض أعمالهم أمام الجمهور. قبل سنواتٍ كنتُ قد دعيت للعمل كمدرب للشعر في ورشة ثقافيّة أقامها معهد غوتة في البصرة، بمشاركة الكاتبة والروائية عالية طالب، كمدربة للقصة القصيرة، وبحضورعدد من المتدربين.  كانت التجربة جديدةً عليَّ كمدرب، وكنت حائراً، في ما يتوجب علي قوله، وكيف سأختزل نصف قرن من تجربتي، في كتابة الشعر، بمحاضرات قليلة؟ ربما كانت الزميلة عالية طالب أقدرَ مني على ذلك، لكنَّ جديّة الورشة وحرصنا على توصيل فكرة الكتابة أتت أكلها في الاخير، فقد كتب المتدربون في الشعر قصيدةً، والمتدربون في القصة قصةً، وعملنا معاً على تفكيك آلية الكتابة، ومحو الزوائد، وإضافة ما يتوجب اضافته، واستبدال ما يصحُّ استبداله، وهكذا، جرت محاولات ومحاولات.  حتى خلصنا إلى ما اتفقنا عليه، ففرح البعض بما كتب، وحزن وأصابه الغم من أخفق، وعلى مدار اسبوع أو أقل تحققت نتائج باهرة، فقد فازت نصوصٌ، ونيلتٌ جوائز، وتحققت غاية، وأصرَّ البعضُ على خوض التجربة، والافادة مما تعلمَه.نشاهدُ في الفعاليات الادبية التي تقام في البصرة، وفي مدن أخر عدداً من النساء الكاتبات والشاعرات، بينهنَّ من أصدرَّ الكتاب والكتابين والثلاثة، ونلحظ إصراراً على الحضور والمشاركة، وتوقاً للكمال، هناك لغة تتطور، ومكنةٌ في الحديث والحوار، ومحاولات جادة في بلوغ مراتب التطور.. وكلها من جميل ما نشاهده، ونسعد بوجوده، لكنني، ومن منطلقٍ شخصيٍّ جداً، أتمنى أنْ لا يُغضب أحداً، أجدُ بأنَّ غالبية المشاركات بحاجة إلى انتظامهن في ورش أدبية، وإلى توجيه حقيقي، لمعرفة أكثر في فنون الكتالبة.. ذلك لأنَّ الموهبة وحدها غير كافية، وغياب النقد الحقيقي مضرٌّ والمجاملات (النقدية) قاتلة للإبداع، وليس كلُّ من وجد في دخيلته حبَّاً للشعر، والقصة، والرواية بقادر على اتمام صنعته، خارج المواجهة الشجاعة والتوجيه السليم. يؤسفني أنني لم أسمع من السيدة المحتفى بها في جلسة قصر الثقافة تلك، حديثاً عن كاتبٍ، عربيٍّ، أو أجنبيّ أحبتهُ، أو قرأته، وتأثرت به، مثلما يؤسفني ألّا أجد بين الكاتبات والشاعرات اللواتي تحدثن فيها من ذكرت اسماً لكاتب كبير، أوعرّجت على تجربة كتابية مقاربِة ! هل أقول بأنهنَّ لا يقرأنَّ؟: قطعاً لا، لكنْأٌول: بأنهنَّ بحاجة إلى توجيه قرائيٍّ آخرَ، خارج الموجّهات الشخصية، وبعيداً عن المجاملات والاخوانيات. 

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: القصة القصیرة قصر الثقافة بحاجة إلى إلى توجیه فی البصرة تقام فی ثقافی ة على ذلک ذلک لأن ة التی

إقرأ أيضاً:

"ليلة الحريبي" .. الكويت تفتتح مهرجانها الثقافي الصيفي الـ 16

تحت عنوان “ليلة الحريبي” أطلقت الكويت فعاليات المهرجان الصيفي الثقافي في دورته السادسة عشرة بإحتفالية قدمت خلاله الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو الدكتور محمد البعيجان بعض أعمال الفنان القدير الراحل صالح الحريبي.


المهرجان الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ويرعاه وزير الإعلام والثقافة عبدالرحمن المطيري، تتواصل فعالياته التي بدأت مساء أمس على مدار شهرين كاملين، ويتضمن خمسين فعالية فنية وثقافية.  

الدكتور محمد خالد الجسار باقة من الأنشطة والفعاليات لمدة شهرين


وقال الأمين العام للمجلس الوطني الكويتي للثقافة والفنون والآداب، الدكتور محمد خالد الجسار، في كلمة نيابة عن وزير الإعلام والثقافة الرحمن المطيري، إن المهرجان الذي يستمر نحو شهرين يتضمن باقة من الأنشطة والفعاليات " التي نأمل أن ترضي جميع الأذواق وأن يجد فيها كل متابع ما يصبو إليه". وأضاف الجسار أن اتساع أنشطة المهرجان ومشاركة جهات خارجية في الإعداد والتجهيز لعدد من فعالياته يعكس الحرص على استمرار دور دولة الكويت الريادي والثقافي ومواصلة مسيرة إنجازاتها التي تحققت على أيدي رواد قدموا لوطنهم وأمتهم الكثير مبينا أن الخطة الاستراتيجية للمجلس تتسم بالانفتاح والإنصات إلى آراء العاملين في مختلف القطاعات والمستويات والتواصل مع المعنيين خارجه.
ونوه بالإقبال المتزايد على متابعة فعاليات وأنشطة مهرجان صيفى ثقافي عاما بعد عام من كل الفئات والأعمار معربا عن أمل (المجلس) في أن تحقق هذه الأنشطة الهدف المرجو بغرس روح الولاء والوفاء وتعزيز دور الثقافة والحفاظ على قيمنا وهويتنا الوطنية. 
وأوضح أن المهرجان يقدم أكثر من عشر ورش عمل للأعمار من خمس إلى عشر سنوات ومن تسع إلى 15 عاما في مجالات الرسم والقراءة والرسم على الخشب واللغات الأجنبية وأمسيات أدبية إضافة إلى عروض لفرق شعبية في مجمعات تجارية بهدف إحياء الترات والحفاظ عليه. 

ندوات ثقافية وورش عمل ومعارض فنية

 

عائشة المحمود


وقالت عائشة المحمود، الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة، ورئيسة المهرجان، إن أجندة مهرجان صيفي ثقافي في دورته السادسة عشرة لهذا العام، تتضمن إقامة ندوات ثقافية وورش عمل ومعارض فنية تستعرض الحضور الكويتي في مجالات الإبداع المختلفة،

 وتستحضر مشاهد من التراث الكويتي في مجالات عدة بينها الأزياء التراثية وصناعة النسيج، والموسيقى والغناء، بجانب الاحتفاء بمبدعين كويتيين كبار مثل الفنان التشكيلي الكويتي عبدالعزيز أرتي، إضافة إلى مناقشة عدد من القضايا الراهنة على رأسها "تطبيقات الذكاء الإصطناعي"، و"أخلاقيات الذكاء الإصطناعي"، مع حضور الشعر والأدب من خلال العديد من الأمسيات الشعرية والأنشطة بينها ندوة حول "تحويل الرواية الأدبية إلى نص مسرحي"، وندوات كاتب وكتاب، وملتقى أدب الطفل الذي يناقش حاضر ومستقبل أدب الطفل عربياً.

مقالات مشابهة

  • مهرجان القاهرة الدولي للطفل العربي يكشف أعضاء لجنة تحكيم مسابقة القصة القصيرة
  • انطلاق البرامج الصيفية في «سالم بن حم الثقافي»
  • «الشارقة للكتاب» تعزز التعاون مع ناشرين دوليين
  • الكويت تفتتح مهرجانها الثقافي الصيفي الـ 16 بـ «ليلة الحريبي»
  • "ليلة الحريبي" .. الكويت تفتتح مهرجانها الثقافي الصيفي الـ 16
  • 38 مشاركا في بطولة أندية محافظة ظفار للسباحة القصيرة
  • تشييد مركز ثقافي ملحق بمسجد القبلتين.. المساجد التاريخية.. مقصد الزوار بالمدينة
  • الملء الأخير لسد النهضة.. ماذا تريد إثيوبيا؟ ولماذا لا تُستأنف المفاوضات؟
  • “الملء الأخير” لسد النهضة.. ماذا تريد إثيوبيا؟ ولماذا لا تُستأنف المفاوضات؟
  • الإعلام المغربي يثمّن مشاركة الإمارات بـ «موسم طانطان 2024»