تمكن الخبراء من إجراء دراسة على عدد من المومياوات الغريبة التي وجدوها في مقابر المصريين القدماء، والتي تتسم بشكل وحجم رأس غريب.

ووفقا لمجلة “ساينس أليرت” العلمية، تشير دراسة جديدة إلى أن هذه المومياوات كانت لقرود البابون المقدسة عند قدماء المصريين، والتي كانت تمجد كمومياوات  مقدسة بعد وفاتها، لكنها كانت تعاني من ظروف سيئة عندما كانت على قيد الحياة.

وقام الباحثون بفحص عظام العشرات من قرود البابون المحنطة من مصر القديمة بين القرن التاسع قبل الميلاد والقرن الرابع الميلادي، ووجدوا أدلة على أن العديد منهم عانوا من سوء التغذية وكذلك اضطرابات العظام التي غالبا ما تكون ناجمة عن قلة التعرض لضوء الشمس.

دراسة| طريقة جديدة لاكتشاف أعضاء الجسم الداخلية المصابة بمرض الشيخوخة.. تفاصيل هل كثرة أمراض السرطانات لها علاقة بتغير المناخ.. دراسة تكشف مفاجأة

ومن بين بقايا 36 قرد قرد عثر عليها في مقبرة للحيوانات المقدسة في جبانة القرود بجنوب مصر، يبدو أن أربعة فقط في حالة صحية جيدة. 

وقال ويم فان نير ، عالم الحفريات في المعهد الملكي البلجيكي للعلوم الطبيعية والمؤلف الرئيسي للدراسة، التي نُشرت أمس في مجلة PLOS One : "أظهرت جميع العظام الأخرى قصورًا في الهيكل العظمي".

فحص المؤلفان ويم فان نير وستيفاني بورسييه، الهياكل العظمية لقرود البابون المحنطة من مقبرة الحيوانات في جنوب مصر، والعديد من الهياكل العظمية موجودة الآن في متاحف في أوروبا.

وقال ستيفاني: "إن التشوهات الأكثر وضوحًا تظهر في الهياكل العظمية: الأطراف منحنية، وهو أمر واضح للكساح، وهو أحد أعراض النقص الشديد في فيتامين (د) الناتج عادة عن نقص ضوء الشمس".

وقارنت الدراسة عظام مومياوات البابون من جبانة القرود، بالقرب من وادي الملوك بجوار مدينة الأقصر الحديثة، مع تلك الموجودة في أماكن أخرى في مصر القديمة، على أمل معرفة المزيد عن الظروف التي تم فيها الاحتفاظ بالحيوانات.

حيوانات مقدسة

تظهر قرود البابون في عدة أدوار في الديانة المصرية القديمة، وعادةً ما يتم تحنيط الحيوانات بعد وفاتها، وفقًا لناثانيال دوميني ، عالم الأنثروبولوجيا في كلية دارتموث والذي لم يشارك في الدراسة.

وكتب في مجلة ساينتفيك أمريكان : "كان المصريون يبجلون... قردة البابون باعتبارها تجسيدا لتحوت، إله القمر والحكمة ومستشار رع، إله الشمس".

كما اعتبر المصريون القدماء الحيوانات الأخرى مقدسة، بما في ذلك ابن آوى، المرتبط بإله الموت أنوبيس؛ والصقور التي ارتبطت بإله السماء حورس. 

وكتب أن قرود البابون كانت الحيوان الوحيد في البانثيون المصري الذي لم يكن موطنه مصر، لذلك كانوا بحاجة إلى استيراد هذه الحيوانات المقدسة.

وأظهر التحليل الفيزيائي أن مومياوات جبانة القرود تنحدر من قردة البابون من منطقتين: بابون الزيتون الكبير ( بابيو أنوبيس) من ما يعرف الآن بالسودان، والبابون الحمدري الأصغر ( بابيو حمادرياس ) من القرن الأفريقي.

وقال فان نير إنه من بين هذه الأنواع، كانت قردة البابون الحمدرية أكثر تبجيلًا وتم تصويرها بشكل رئيسي في الفن المصري القديم، وكان للبابون عدة أدوار في الديانة المصرية القديمة، وعادة ما يتم تحنيط الحيوانات المقدسة بعد وفاتها.

في حين أن هناك أدلة على أن قردة البابون المقدسة من المواقع المصرية القديمة في سقارة وتونة الجبل تم احتجازهم أيضًا في الظلام، يبدو أن بعض قرود البابون من موقع هيراكونبوليس قبل الأسرات تم الاحتفاظ بهم في الخارج؛ وقال إن هياكلها العظمية لا تظهر أي علامات على نقص فيتامين د، لكن لديها مؤشرات على كسور ملتئمة مما يشير إلى أن الحيوانات كانت مقيدة وتعرض للضرب في بعض الأحيان.

سبب حبس القرود

على الرغم من أن الحياة في الأسر كقرد قرد مقدس كانت صعبة بشكل واضح، إلا أن فان نير يعتقد أن الأشخاص الذين احتفظوا بهم كانوا طيبين.

وقال: "ربما حاولوا الاعتناء بالحيوانات، لكن هذا لم يكن سهلا". "إن قرود البابون متسلقون، ولذلك ربما تم الاحتفاظ بهم في المباني أو حظائر ذات جدران عالية لمنعهم من الهروب".

واقترح المؤلفون أنه يمكن التعرف على مزيد من التفاصيل حول علاج قردة البابون المقدسة من خلال فحص أسنانهم، مما قد يكشف معلومات حول النظام الغذائي للحيوانات، أو باستخدام الحمض النووي المستخرج من العظام لتحديد ما إذا كان قد تم اصطياد قردة البابون في البرية. أو ولدت في الاسر.

قرد البابون المحنط.

ارتبطت قردة البابون المقدسة بتحوت، إله الحكمة المصري القديم، وإله العالم السفلي بابي؛ وغالبًا ما تم تصويرهم في الفن كمساعدين للآلهة.

قالت سليمة إكرام ، عالمة المصريات بالجامعة الأمريكية بالقاهرة والتي لم تشارك في أحدث الأبحاث، إن الدراسة استخدمت أحدث التقنيات للإجابة على العديد من الأسئلة حول ترويض قردة البابون والحفاظ عليها في مصر القديمة. 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: اضطراب الباحثون الحيوانات قرود البابون قردة البابون

إقرأ أيضاً:

دراسة تكشف كمية القهوة اللازمة يوميًا للحصول على فوائد الكافيين

أظهرت دراسة شاملة تحليل بيانات من 14 دراسة علمية، أن تناول القهوة والشاي قد يلعب دورًا وقائيًا في تقليل خطر الإصابة ببعض أنواع سرطان الرأس والعنق، مثل سرطان الفم والحنجرة. تناول القهوة والشاي قد يكون له تأثير إيجابي في تقليل احتمالات الإصابة بهذا النوع من السرطان.

وأوضح الباحث الرئيسي يوان تشين إيمي لي، من معهد هانتسمان للسرطان وكلية الطب بجامعة يوتا، أن الأبحاث السابقة تشير إلى علاقة بين استهلاك القهوة والشاي وانخفاض خطر الإصابة بسرطان الرأس والعنق. 

وكشفت الدراسة عن تأثيرات متفاوتة للقهوة والشاي على أنواع مختلفة من السرطان، مشيرة إلى أن القهوة منزوعة الكافيين كان لها تأثير إيجابي أيضًا.

وأكد إيمي لي على أن عادات تناول القهوة والشاي معقدة، ودعا إلى مزيد من الدراسات للحصول على نتائج أكثر دقة بشأن كيفية تأثير هذه المشروبات في تقليل خطر الإصابة بالسرطان.

ويعد سرطان الرأس والعنق من السرطانات الشائعة على مستوى العالم، خاصة في البلدان ذات الدخل المتوسط والمنخفض. 

على الرغم من أن العديد من الدراسات حاولت دراسة تأثير القهوة والشاي على هذا النوع من السرطان، إلا أن النتائج كانت غير متسقة في بعض الأحيان ولكن الدراسة الحالية، التي نشرتها مجلة Cancer، قامت بتحليل بيانات من 14 دراسة دولية شملت أكثر من 25 ألف مشارك.

وملء المشاركون في الدراسة استبيانات حول استهلاكهم للقهوة، بما في ذلك القهوة المحتوية على الكافيين والقهوة منزوعة الكافيين والشاي، سواء بشكل يومي، أسبوعي، أو شهري. تم جمع معلومات عن 9548 مريضًا مصابًا بسرطان الرأس والعنق و15783 شخصًا غير مصاب بالسرطان.

نتائج الدراسة

 أظهرت النتائج أن الأفراد الذين تناولوا أكثر من أربعة أكواب من القهوة المحتوية على الكافيين يوميًا كان لديهم احتمالات أقل بنسبة 17% للإصابة بسرطان الرأس والعنق بشكل عام. كما كانت لديهم احتمالات أقل بنسبة 30% للإصابة بسرطان الفم، وبنسبة 22% للإصابة بسرطان الحلق.

وكان شرب ثلاثة إلى أربعة أكواب من القهوة يوميًا مرتبطًا بانخفاض خطر الإصابة بسرطان البلعوم السفلي (نوع من السرطان في الجزء السفلي من الحلق) بنسبة 41%. كما أن تناول القهوة منزوعة الكافيين كان مرتبطًا بانخفاض خطر الإصابة بسرطان تجويف الفم بنسبة 25%.

أما بالنسبة للشاي، فقد أظهرت الدراسة أن شربه يوميًا يقلل من خطر الإصابة بسرطان البلعوم السفلي بنسبة 29%. كما أن تناول كوب واحد أو أقل من الشاي يوميًا كان مرتبطًا بتقليل خطر الإصابة بسرطان الرأس والعنق بنسبة 9%، وبتقليص خطر الإصابة بسرطان البلعوم السفلي بنسبة 27%. ولكن، شرب أكثر من كوب واحد من الشاي يوميًا ارتبط بزيادة احتمالات الإصابة بسرطان الحنجرة بنسبة 38%.

وأشارت هذه الدراسة إلى أن القهوة والشاي يمكن أن يكون لهما دور إيجابي في الوقاية من بعض أنواع سرطان الرأس والعنق، ولكنها تشدد على ضرورة إجراء مزيد من الدراسات لتأكيد هذه النتائج بشكل قاطع.

مقالات مشابهة

  • القناة 12 العبرية: القنبلة التي استهدفت هنية كانت في وسادته
  • وسائل التواصل بين تأثير ضئيل على الصحة العقلية وهواجس جسدية مدمرة.. دراسة تكشف
  • دراسة تكشف تفوق أنظمة OpenAI على الأطباء في تشخيص الأمراض المعقدة
  • دراسة تكشف كمية القهوة اللازمة يوميًا للحصول على فوائد الكافيين
  • دراسة فرض رسوم جمركية بنسبة 34% على الهواتف الجديدة التي يجلبها الأفراد من الخارج
  • هل تناول التفاح والموز يقلل من خطر الوفاة المبكرة ..دراسة تكشف التفاصيل
  • وسط تأكيدات أنها تعود كائنات فضائية .. اكتشاف مومياوات غامضة في البيرو
  • «الأرصاد» تكشف طقس أول أيام 2025.. أجواء شتوية وأمطار ليلة رأس السنة
  • وزيرة التنمية المحلية تكشف خطة التعامل مع الحيوانات الضالة: أوقفنا قتل الكلاب بـالسم
  • دراسة تكشف الرابط بين توقيت النوم والمزاج!