تحقيق من العيار الثقيل.. التلفزيون البلجيكي يفضح ابتزازات المخزن
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
بث التلفزيون البلجيكي تحقيقا من العيار الثقيل عن فضائح السفارة المغربية في بروكسيل. وأساليبها الابتزازية والرشوة للضغط على النواب والباحثين والسياسيين والصحفيين فيما يتعلق بقضية الصحراء الغربية.
“المغاربة يميلون لشراء الذمم”.. تصريح يلخص جيدا التحقيق الذي ستبثه قناة “RTBF” البلجيكية، تكشف فيه سياسة الفساد التي ينتهجها المخزن مع المنتخبين المحليين أو في المؤسسات الدولية.
وتتبع التحقيق الذي أجرته الإذاعة والتلفزيونية البلجيكية الموجهة للجالية الفرنسية (RTBF) تحت عنوان “أذناب المغرب المؤثرين في بلجيكا”, ممارسات المخزن ومسار بعض من أذنابه في البلاد.
وركز التحقيق – الذي تم توثيقه بعناية وبشكل متعمق – على تحليل مواقف وبيانات العديد من المسؤولين السياسيين البلجيكيين بشأن قضية الصحراء الغربية ومن ضمن هؤلاء النائب الإقليمية البلجيكية لطيفة آيت بعالا والنائب الفدرالي هوغ باييت.
وبحسب الوسيلة الإعلامية البلجيكية , فإن لطيفة آيت بعالا (نائب منذ عام 2019) التي أنتجت وأخرجت العديد من الأفلام عن تاريخ الصحراء الغربية وجبهة البوليساريو كانت ممولة من السلطات المغربية لنشر دعايتها الدنيئة.
وكشفت الوسيلة الإعلامية في مقال ترويجي عن بث التحقيق أن “وثيقة متوفرة على موقع مجلس الجالية المغربية بالخارج تكشف أن جمعيتها المسماة +فريميديا+ تلقت 165 ألف درهم أي ما يعادل 15 ألف أورو في عامي 2010-2011. وبحسب معلوماتنا, فإن هذه المساعدة المالية جاءت من وزارة المغاربة المقيمين في الخارج”.
وذكرت قناة “RTBF” أن الأفلام الوثائقية التي أنتجتها النائب الإقليمية البلجيكية تم بثها في أماكن ممارسة السلطة, مثل البرلمان الأوروبي والبرلمان الفدرالي.
ولدى عرض محتوى الوثائقيات المغرضة على الخبيرة في تحليل المحتوى الإعلامي, مارجوري بويلاي وهي أستاذة محاضرة في القانون الدولي في جامعة بيكاردي جول فيرن (أميان فرنسا) اعتبرته “عملية دعاية تحاول التعامل مع ضم المغرب للصحراء الغربية أو ربط جبهة البوليساريو بحركات إرهابية”.
“من الناحية القانونية، تعتبر بعض المعلومات المقدمة كاذبة وتم التلاعب بها من خلال تشويه القانون ونشر الأكاذيب. كما يتم في هذه الأفلام تقديم جميع الأصوات المعارضة على أنها دعاية. وهذا الانطباع يراد منه أن ما يقال هو الواقع الوحيد المقبول مما يجعل هذه الأفلام عبارة عن دعاية”، تقول الخبيرة.
تحركات السفير المغربي المشبوهةأما الملف الآخر الذي تم التطرق إليه هو للنائب الفيدرالي الاشتراكي هوغ باييت، رئيس بلدية فارسيين في هينو (بلجيكا) ونائب أوروبي ما بين 2014 و2019. إذ تمت ادانته دون أن يتعرض لأي تحقيق في فضيحة الفساد في البرلمان الأوروبي بتهمة. حسب وسيلة الإعلام البلجيكية, التعاون مع الشخصية الرئيسية في ملفات متعلقة بالمغرب وهو بيير أنطونيو بانزيري.
أطلق هوغ باييت في مايو 2022 ما سماه “اللجنة البلجيكية لدعم المخطط المغربي “الحكم الذاتي” في الصحراء (كوبيزا)”. حيث أشارت “أر.تي.بي.أف” إلى أن كلمة “غربية” قد تم حجبها، مع العلم أن حفل تأسيس هذه اللجنة تكفلت به سفارة المغرب ببلجيكا.
وكشف التحقيق أن “رئيس مكتب وكالة الأنباء المغربية قدم طلبا لتخصيص قاعة (…). كما أكدت سفارة المغرب كراء القاعة (…). وانتقل السفير في وقت وجيز لمعاينة القاعة قبل بضعة أيام وقام بدفع الفاتورة بمبلغ إجمالي قدره 620 أورو”.
وركز التحقيق بعد ذلك على تصريحات ومداخلات هوغ بابيت في وسائل الاعلام المغربية، وخاصة تلك التي جرت سنة 2020. حيث يشيد بسياسة المخزن في الصحراء الغربية، ناسبا “لنفسه أجزاء كاملة من مقالات نشرت في وسائل اعلام مغربية.
مقالات وتقارير كتبت ونشرت قبل هذا التصريح، كما استخدم أجزاء عديدة من خطاب الملك محمد السادس. الذي ألقاه سنة 2014” خلال الاحتفال باحتلال الصحراء الغربية.
وأشد خطورة من ذلك كله، وبتاريخ 20 أكتوبر 2022 تبنى النائب موقفا داعما “لخطة الحكم الذاتي” المغربية. باسم حزبه في غرفة النواب، داعيا “الحكومة (البلجيكية) بتبني موقف” مماثل.
السيناتور البلجيكي له كلمتهفبالنسبة للسيناتور البلجيكي السابق، بيير غالان “لم يسبق للحزب الاشتراكي ان تبنى هذا الموقف كحزب”. “لقد قال باييت ان هذا هو موقف أعضاء الحزب الاشتراكي، هذا ما يظنه هو”. “لكني أؤكد لكم ان للحزب الاشتراكي لجنة شؤون دولية وموقفها هو موقف هيئة الأمم المتحدة”. و”هو موقف مبني على المفاوضات من اجل بلوغ السلام الذي يحترم حقوق الصحراويين”.
وأضاف قائلا: “أنا لا أعرف تاريخه (هوغ باييت)، لا أدري لأي غرض شرع فجأة في انشاء هذه اللجنة. استطيع فقط ان اقول ان المغاربة يعتمدون على شراء الذمم، هذا كل شيء، انهم يدفعون. في وقت مضى التقيت بشخص يدعي انه صحفي مغربي، حاول التقرب مني عدة مرات. وذات يوم، قال لي انه يحمل رسالة من حكومته، كان يريد مني ان أسكت. طردته ولم أره بعدها. لقد كان مبعوثا من طرف الحكومة المغربية.. فالمغرب يقوم بهذا منذ سنوات عديدة”.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
المصدر: النهار أونلاين
كلمات دلالية: الصحراء الغربیة
إقرأ أيضاً:
إطلاق كرسي للدراسات المغربية في جامعة القدس.. هذه أهدافه
أطلقت وكالة بيت مال القدس الشريف، بجامعة القدس بمدينة القدس، كرسي الدراسات المغربية، كتخصص جديد في هذه المؤسسة الجامعية الفلسطينية يتوخى منه تعزيز التبادل الأكاديمي وإشاعة الثقافة والحضارة المغربية في فلسطين.
وذكر تقرير لوكالة المغرب العربي للأنباء أن إنشاء هذا الكرسي يندرج في إطار تعريف الأجيال الجديدة من الطلبة الفلسطينيين بالتراث الثقافي والحضاري للمملكة التي تشكل بعمقها التاريخي والحضاري الراسخ، مركزا لإشاعة قيم الوحدة والحرية والعدالة والسلام.
وستركز أعمال هذا الكرسي، الذي جرى إطلاقه خلال حفل حضره المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف، محمد سالم الشرقاوي، ورئيس جامعة القدس، حنا عبد النور، ورئيسة الكرسي، صفاء ناصر الدين، وعدد من الباحثين والأكاديميين وحشد من الطلبة، على دراسة وتحليل الروابط الاجتماعية والتضامنية التي تصل المغرب بفلسطين، ضمن فضاء توحده العلاقات التاريخية والإنسانية والثقافية والحضارية.
وفي هذا الصدد، أكد حنا عبد النور أن إحداث كرسي للدراسات المغربية بجامعة القدس، سيسهم في ترسيخ عمق الصلات الثقافية والاجتماعية والسياسية والروحية بين الشعبين المغربي والفلسطيني، والتي جعلت المغاربة جزءا أصيلا من النسيج الاجتماعي الفلسطيني في القدس.
وأضاف حنا، في كلمة بالمناسبة، أن الهدف من إنشاء هذا الكرسي لا يكمن فقط في توطيد أوجه التبادل الثقافي بين الأوساط الأكاديمية في البلدين، وإنما في إعادة إحياء الأواصر التاريخية العريقة التي ربطت بينهما على مر السنين، وإغناء وتثمين الحضور الثقافي المغربي في القدس ببحوث ودراسات نوعية.
وفي هذا السياق، أعرب رئيس جامعة القدس عن شكره لوكالة بيت مال القدس الشريف على جهودها الطيبة في الحفاظ على الذاكرة الفلسطينية في القدس وفي دعم صمود المقدسيين من خلال مبادرات وبرامج نوعية تلامس مختلف مجالات الحياة.
من جهته، قال سالم الشرقاوي، في كلمة مماثلة، إن وكالة بيت مال القدس الشريف تضع من خلال إطلاق هذا الكرسي، لبنة جديدة في ترسيخ ارتباط المغاربة بالقدس، مبرزا أن هذا التخصص الدراسي سيسهم في تعزيز الحضور المغربي، متعدد الأوجه، في القدس وفلسطين، من خلال أعمال البحث العلمي والأكاديمي، التي سينكب عليها.
وذكر بأن الوكالة تخصص عدة منح دراسية للطلبة الفلسطينيين تهم الأبحاث الميدانية في القدس والعلوم الإنسانية، والعلوم القانونية والاختراع والابتكار وكذا في تخصصات الطب والصيدلة مع جوائز التشجيع السنوية، التي تخصصها للطلاب المتفوقين.
وفي هذا الصدد، دعا السيد الشرقاوي إدارة كرسي الدراسات المغربية إلى استثمار هذا العرض وتفعيله بما يخدم جانبا من أهدافه وخطته السنوية، والعمل على ضمان التقاطع الإيجابي والبناء مع خطة العمل السنوية للمركز الثقافي المغربي – بيت المغرب، الذي سيحتضن إدارة الكرسي، بين فضاءاته، في انتظار الانتهاء من تهيئة مكاتبه في حرم الجامعة.
أما رئيسة الكرسي صفاء ناصر الدين، فأكدت في كلمتها أن إحداث هذه اللبنة الثقافية والأكاديمية، يشكل أداة فعالة لإذكاء حس التواصل بين الأكاديميين والمثقفين المغاربة والفلسطينيين على أمل أن يقدم النموذج الأمثل للتبادل الثقافي بين دول منظمة التعاون الإسلامي وأن يكون فضاء لتلاقح الأفكار وإشاعة قيم العدل والكرامة والتسامح بين مختلف الحضارات والثقافات الإنسانية.
وأصافت أن كرسي الدراسات المغربية بجامعة القدس سيحرص على العمل على تعريف الطالب والباحث الفلسطيني بتاريخ المغرب وثقافته وحضارته وتسليط الضوء على عمق الوجود المغربي في القدس خاصة وفلسطين عامة وتشجيع الطلبة والباحثين الفلسطينيين على الكشف عن مزيد من أسرار العلاقات المغربية الفلسطينية الممتدة من الماضي إلى الحاضر نحو المستقبل فضلا عن التعريف بأنشطة وجهود المملكة المغربية الرامية لدعم الهوية الحضارية والتاريخية لمدينة القدس الشريف وإشاعة قيم التسامح والعدل والكرامة.
وفي ختام هذا اللقاء وقع الشرقاوي وحنا مذكرة تفاهم لإدارة وتسيير الكرسي.
يذكر أن وكالة بيت مال القدس الشريف، ويترأسها العاهل المغربي الملك محمد السادس، هي مؤسسة تابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، تُعنى بدعم القدس وسكانها من خلال تنفيذ مشاريع تنموية وإنسانية في مجالات التعليم، الصحة، الإسكان، الثقافة، والشؤون الاجتماعية.
تأسست الوكالة عام 1998 ومقرها الرسمي في الرباط، المغرب، وهدفها حماية الطابع العربي والإسلامي للقدس، وتعزيز صمود الفلسطينيين في المدينة، ويعتمد تمويلها على مساهمات الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، وعلى تبرعات المؤسسات والأفراد.
ويلعب المغرب دورًا رئيسيًا في دعم وتمويل مشاريع الوكالة، ويُعتبر من أكبر المساهمين في ميزانيتها.
وجامعة القدس هي الجامعة الفلسطينية الوحيدة التي تقع في مدينة القدس، وهي مؤسسة أكاديمية رائدة تقدم برامج تعليمية متميزة في مختلف التخصصات.
تأسست الجامعة عام 1984، ومقرها الرئيسي: أبو ديس، شرق القدس، ولها فروع أخرى تشمل عدة مواقع داخل القدس وخارجها.
تضم جامعة القدس العديد من الكليات التي تقدم برامج في البكالوريوس، الماجستير، والدكتوراه. ولا يقتصر دور الجامعة على التعليم فقط، بل تلعب دورًا كبيرًا في دعم المجتمع المقدسي من خلال البرامج التطوعية، العيادات الطبية المجانية، والمبادرات البحثية التي تخدم القضايا الوطنية.