نداء من غزة: ما نحتاجه جرافات تحفر قبورنا وتدفننا في أحشاء أرضنا
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
"كنت أنوي أن أكتب عن الحياة اليومية في فترة الهدنة، وعن تحديات تأمين المياه وخشية هطول الأمطار أو بروز طقس غائم يحول دون استمرار الألواح الشمسية في إنتاج بعض الكهرباء، أو عن البحث عن أي نوع من الطعام، أو عن رائحة مدارس الإيواء، أو كيلومترات الطوابير التي تنتظر ملء أسطوانة غاز الطبخ، أو غيرها من التحديات اليومية العديدة، ولكن صوت المدفعية الثقيلة والقصف هو الذي أيقظني".
بهذه المقدمة افتتحت صحيفة هآرتس مقالا بقلم أميرة هاس، تنقل فيه نداء من صديق في غزة بعد تلقي رسالة من بسام ناصر، الذي اضطر هو وعائلته إلى النزوح من مدينة غزة إلى دير البلح، ومن ثم إلى رفح بسبب القصف خلال الأيام الأولى من الحرب، قال فيها إن "أدق وصف لما يحصل هو الجحيم".
وكتب هذا الصديق أن: الآمال عندما استؤنف القصف كانت كبيرة في تمديد الهدنة، ويشوبها تفاؤل بشأن وقف إطلاق النار على المدى الطويل. فجاء التوجيه الحاسم من شخصيات مؤثرة يُشار إليها في كثير من الأحيان باسم "أسياد الكون"، وحثت إسرائيل على ممارسة ضبط النفس أثناء عملياتها العسكرية في جنوب قطاع غزة.
وهذه الكيانات هي نفسها التي أمرت سكان غزة بالانتقال إلى ما وصفتها بالمناطق الآمنة في الجنوب. إنهم من دعا إلى زيادة توزيع المساعدات الإنسانية على الفلسطينيين في غزة، وهم يصرون، رغم حصيلة الوفيات اليومية التي تتجاوز 370 مدنيا بريئا معظمهم من الأطفال، على وصف هذه الأعمال بأنها "دفاع عن النفس".
وتضيف الرسالة أن "الفرق الوحيد بين اليوم وقبل 55 يوما هو طبيعة التفويض، ففي البداية كان موافقة غير مقيدة على القتل والمجازر والتدمير والغزو والحصار، أما التفويض الحالي فيسمح بمواصلة هذه الإجراءات بهدف الانتهاء قبل عيد الميلاد. إذ يبدو أن المنافقين المتورطين يرغبون في الاحتفال دون أي إزعاج من صور الأطفال الفلسطينيين القتلى".
ناصر: أرجو منكم الامتناع عن محاولة تشخيص حالتي. أنا لست في مرحلة ما بعد الصدمة ولا "طبيعي" تماما. من فضلك لا تنظر إليّ بشفقة أو تعاطف (..) قضيتنا الأساسية هي تطلعنا إلى الحرية وتقرير المصير. نحن نرفض العيش في الأسر سواء بأماكن مغلقة أو سجون في الهواء الطلق.
محبطون وضائعونوفي رسالة أثناء الهدنة المؤقتة، وصف بسام الناس وهم يتجولون مثله في شوارع رفح، ويبدو أنهم محبطون وضائعون وحزينون ويبحثون عن شيء ما.
قال مخاطبا أصدقاءه ذوي الخلفيات في علم النفس والطب النفسي "أرجو منكم الامتناع عن محاولة تشخيص حالتي. أنا لست في مرحلة ما بعد الصدمة ولا "طبيعي" تماما. من فضلك لا تنظر إلي بشفقة أو تعاطف (..) قضيتنا الأساسية هي تطلعنا إلى الحرية وتقرير المصير. نحن نرفض العيش في الأسر سواء في أماكن مغلقة أو سجون في الهواء الطلق".
وفي اليوم نفسه، كتب ناصر أيضا بشوق عن مدينة غزة "التي قد لا تكون المدينة الأكثر راحة ولا تطورا، لكنها تمتلك سحرا آسرا ينافس الأماكن الأكثر تميزا. تتميز غزة بكرم أهلها وشهامتهم وفخرهم.. إنها مدينة تقع على البحر وتظل صامدة في وجه العواصف".
وفي الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، كتب "باعتباري شخصا وُلد في فلسطين وعشت طوال حياتي تحت الاحتلال، لدي كل الحق في التساؤل عن سبب مقتل عائلتي وأصدقائي وأقاربي وجيراني".
وإذا كان مصيرنا محددا -يضيف ناصر- و"إذا كان قدرنا هو أن نلقى الشهادة بغض النظر عن أفعالنا أو أقوالنا، وإذا كانت قبورنا قد فتحت بالفعل وأكفاننا جاهزة، فلا مانع من تحمل العطش والجوع. ويمكن للمجتمع الدولي أن يواصل تسليم مساعداته المقررة لغزة. ما نحتاجه حقا هو الجرافات التي تحفر لنا وتدفننا في أحشاء أرضنا".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
بسبب الأطفال.. مسنة تقتل جارتها في فلوريدا
تواجه امرأة من فلوريدا حكما بالسجن، الإثنين، بعد إدانتها بالقتل غير العمد لجارتها بإطلاق النار عليها عبر باب منزلها، خلال نزاع مستمر بشأن ضوضاء أطفال الجارة.
وأدينت سوزان لورينز (60 عاما) في أغسطس الماضي بقتل أجيك "إيه جيه" أوينز (35 عاما) بإطلاق رصاصة واحدة من مسدسها عيار 380 في يونيو 2023.
وتواجه لورينز حكما بالسجن لمدة تصل إلى 30 عاما في سجن الولاية بسبب استخدام سلاح ناري.
ووقع إطلاق النار نتيجة نزاع طويل بين الجارتين حول لعب أطفال أوينز في منطقة عشبية تقع بين منزليهما في أوكالا، على بعد نحو 80 ميلا (130 كيلومترًا) شمال غرب أورلاندو.
وقال ممثلو الادعاء إن أوينز توجهت إلى منزل لورينز بعدما اشتكى أطفالها من أن لورينز ألقت عليهم زلاجات ومظلة، وهو ما نفته لورينز.
وأظهرت شهادات خلال المحاكمة أن أوينز، وهي أم لأربعة أطفال صغار، كانت تطرق على باب لورينز وتصرخ، مما دفع لورينز إلى الادعاء بأنها أطلقت النار على جارتها دفاعا عن النفس.
وقالت لورينز للمحققين، في مقابلة مصورة، إنها كانت تخشى على حياتها، مضيفة أنها تعرضت للمضايقة معظم فترة السنوات الثلاث التي عاشتها في الحي.
وقالت لورينز: "اعتقدت أنني في خطر وشيك"، لكن هيئة المحلفين لم توافق على ادعاء دفاعها عن النفس.