رسالة شريهان لغزة المعبرة عن ضمير الأمة
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
الفنانة المصرية شريهان، معروفة بتاريخها الفني الحافل، سواء على مستوى التمثيل، أو الغناء الاستعراضي والمسرحي، وإن انقطعت منذ سنوات عن عملها الفني، إلا أن حضورها لا يزال بزخمه السابق، وهو ما يلاحظ على متابعيها على وسائل التواصل الاجتماعي، وموقفها من قضية الساعة وكل ساعة؛ قضية فلسطين، وفي القلب منها الآن: غزة، وما يجري فيها وفي أهلها، موقف واضح وثابت، بل ومشرف، فمنذ أحداث طوفان الأقصى، وكل تغريداتها متعلقة بغزة وأهلها، إلا أن يأتي حادث متعلق بأمر مصري مهم، تدلف إليه سريعا، ثم تعود أدراجها إلى موضوعها الثابت: غزة وأهلها.
وشريهان شأنها شأن عدد من الفنانين الذين ارتبط وجدانهم وقلبهم بقضايا أمتهم، وبخاصة فلسطين، واتساقا منها مع هذا الارتباط والتفاعل والاندماج، فقد جاءت لها مناسبة شخصية، وهو يوم ميلادها، يوم: السادس من ديسمبر، فوجئ جمهورها بهذه التغريدة على منصة: تويتر، تقول فيها:
"لا أريد أبدًا مضايقتكم وتحديدًا في هذا اليوم، "والذي أصبح يومكم" وأشعر حَقِيقَةً بالتقصير تجاهكم جميعًا في التواصل.. ولكن.. معذره وسامحوني، أخجل من أي أنواع الاحتفال حاليًا ولو حتى لمجرد ساعات محدوده في هذا اليوم، وهذا الوقت الصعب جدًا على نفسي، رسائلكم جميعًا غالية، ولكنها في وقت صعب، أعيش فيه أصعب وأقسى أيام وساعات ولحظات عُمري التي عشتها، ولن أكون سعيدة إن احتفلت سواء مع أسرتي وعائلتي الكبيرة، أو أسرتي وعائلتي الصغيرة، وهي أنتم محبي شريهان، الشريهانيين كما تحبوا أن أقول لكم، أو أتكلم معكم وأناديكم، وأنا سأظل أكثر من متشرفة..
سامحوني فما تبقى لي هو عدم التناقض، وقلبي وعقلي الذي لا يستوعب ما يحدث في العالم، وأنفاسي الأخيرة التي سأقابل بها ربي، ومعهم رفض إبادة الشعب الفلسطيني، ورفض قتل القضية الفلسطينية، ورفض ما يحدث للشعب المدني الفلسطيني في غزة بجميع فئاته، ورفض تهجيره القسري، وانتهاك حقوق الإنسان، ورفض التطهير العرقي والإبادة الجماعية الشاملة للشعب الفلسطيني، واغتصاب حقوق هذا الشعب الأسطوري العظيم، كان وسيبقى وإلى الأبد..
ولا يوجد عندي أمل في غير آية من آيات الله، ومعجزة من معجزاته سبحانه وتعالى؛ تنزل على الأرض في وقتنا هذا، لعالمنا هذا، لتنصر الحق والعدل، وتلحق بالإنسان والإنسانية.. سامحوني".
سامحوني فما تبقى لي هو عدم التناقض، وقلبي وعقلي الذي لا يستوعب ما يحدث في العالم، وأنفاسي الأخيرة التي سأقابل بها ربي، ومعهم رفض إبادة الشعب الفلسطيني، ورفض قتل القضية الفلسطينية، ورفض ما يحدث للشعب المدني الفلسطيني في غزة بجميع فئاته، ورفض تهجيره القسري، وانتهاك حقوق الإنسان، ورفض التطهير العرقي والإبادة الجماعية الشاملة للشعب الفلسطيني، واغتصاب حقوق هذا الشعب الأسطوري العظيم، كان وسيبقى وإلى الأبد..تلك كانت رسالة شريهان لجمهورها ومتابعيها، ولأسرتها الخاصة والعامة، وهي رسالة تؤكد ما عبر عنه فنانون آخرون، مثل: عبير صبري، ومحمد سلام، وأحمد مكي، وغيرهم، ممن رفضوا أن يكونوا أداة من أدوات الإلهاء، أو تغييب الأمة عن قضية غزة، أو تمييع القضية، أو أن يكونوا خنجرا في ظهر المقاومة كما حدث من آخرين.
تأتي هذه الرسالة وغيرها، في ظل سرطان التطبيع الدائر في بلادنا العربية، والذي يسري في جسدها المنهك، بالترغيب والترهيب، الترغيب بمساحات كبرى في الفن والمهرجانات، وأموال دول خليجية كبرى، والترهيب من العقاب بعدم إسناد أدوار فنية، أو المحاربة في مجالهم، وهو ما حدث ويحدث بالفعل.
كما جاءت رسالتها لتؤكد على دور الفنان وإنسانيته، وأنه ليس مجرد مؤد لدور مكتوب له على ورق سيناريو جيد، بل ليكون حاله كفنه، متسقا تماما معه، بل ليكون أداة لحمل قضية الأمة، وهو ما رأيناه في جيل سابق من الفنانين، من أمثال: نور الشريف، الذي حورب وخون بسبب فيلمه: (ناجي العلي).
وما قامت به الفنانة سعاد حسني قبل وفاتها، من رفضها العلاج على نفقة السفارة الإسرائيلية في لندن، بعد إبلاغ السلطات المصرية لها بتوقف النفقة على علاجها، فرفضت عرض السفارة الإسرائيلية رغم حاجتها المالية الشديدة، قائلة: أنا من جيل لا ينسى جرائمكم نحو العرب. وهو ما نراه في الجيل الذي يليه من الفنانين كذلك، والجيل الجديد، فالخير والخلق لا يخلو من أمتنا، ومن قوتها الناعمة.
اعتبرت شريهان الاحتفال في هذه الظروف عيبا ولا يليق، حتى لو كان على مستوى شخصي سري وغير معلن، فإنه لا يمكن أن ينعزل الإنسان عن آلام غزة المدمية للقلب، والتي يراها الناس ليل نهار، لقد نسيت الأمة بأسرها آلامها الخاصة أمام آلام غزة، ولم نعد نملك سوى هذا الشعور، ولم نعد نملك سوى إرساله عبر الدعوات والمناجاة لرب الأرض والسماء، تشكو عجزنا، أمام جبروت الظلمة والاحتلال، ومن عاونوهم.
كان يمكن لشريهان أن تتخذ قرارها شخصيا وتخفيه، لكنها أعلنت ذلك على صفحتها، فلماذا أعلنت برسالتها؟ لقد هديت لهذا الإعلان إلى خير كبير، فإن مشاركة الجمهور المتابع للفنان لمواقفه المبادئية أمر مهم، فالشعور الجماعي هو أحد أدوار الفنان، وأحد أهم أدوار النجوم في المجتمع، فكما يقوم بالإبهاج الجماعي عند الأفراح، فكذلك الشعور الجماعي بالمحنة أمر مطلوب، لأنه يجعلهم جميعا شركاء في الأجر، ولو بالنية الحسنة، وهو رسالة تعبر عن هذا المجتمع، تعبيرا حقيقيا لا زائفا، ولا ملهيا.
[email protected]
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه فلسطين غزة فلسطين غزة مواقف حرب مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة ما یحدث وهو ما
إقرأ أيضاً:
السيد القائد: حزب الله قدم في جبهات الإسناد ما لم تقدمه الأمة في أي جبهة من جبهاتها
يمانيون../
أوضح السيد أنه ومع الصمود الفلسطيني برزت جبهات الإسناد في ساحات متعددة وأعظم تضحية في إطار جبهات الإسناد كان لحزب الله في لبنان، حيث كانت جبهة قوية جداً ومؤثرة ووصلت إلى حرب شاملة مع العدو الإسرائيلي.
وأكد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، في كلمة له، اليوم الخميس، حول مستجدات العدوان الإسرائيلي على غزة وآخر التطورات الإقليمية والدولية، أن حزب الله قدم في جبهات الإسناد ما لم تقدمه الأمة في أي جبهة من جبهاتها، ولا في أي جهة من الجهات فلا يوجد نظام ولا جماعة قدمت تضحيات مثل حزب الله، وعلى رأسها شهيد الإسلام والإنسانية السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه.
وأضاف أن حزب الله قدم شهداء كثر من القادة والكوادر والمجاهدين وكذلك من الحاضنة الشعبية، وأسهم إسهاما حقيقيا في المعركة ضد العدو الإسرائيلي.
كما أوضح السيد أن الجبهة العراقية أسهمت بشكل جيد في إسناد الشعب الفلسطيني كذلك الأنشطة الشعبية المساندة لغزة في بلدان عديدة لها أهميتها وقيمتها الإنسانية.
وأشار إلى أن الأمريكي سعى منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى الاستفراد بالشعب الفلسطيني دون أن يكون هناك أي تحرك مساند فالأمريكي والإسرائيلي شنوا حملة دعائية كلها افتراءات ضد عملية طوفان الأقصى لتشويه الشعب الفلسطيني وتشويه حماس والفصائل الفلسطينية وهدف الحملة الدعائية ضد طوفان الأقصى كان لكسب التعاطف العالمي مع العدو الإسرائيلي وتبرير الإجرام والطغيان والعدوان والهمجية، كما أن الحملات الدعائية أرادت تقديم الإسرائيلي في حالة تَظلّم، وهو الظالم في مساعيه الدائمة لقلب الحقائق، ومع ذلك فشلوا.
وأكد أن الحملة الدعائية فشلت من خلال الأنشطة المتضامنة مع قطاع غزة في بلدان عديدة وفي معظم الأسابيع، ولهذا الصوت أهميته في التضامن. مشيرا إلى أن من المواقف الشجاعة والمهمة على المستوى الرسمي هي المقاطعات الاقتصادية والسياسية لبلدان في أمريكا اللاتينية وغيرها.
وأوضح السيد القائد أن القضية الفلسطينية هي أوضح قضية في العالم وليس فيها أي التباس أبدا وكل التوصيفات التي توصف بها الجرائم تنطبق على ما فعله العدو الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني ومع ذلك لم تتوفر أي حماية له ولم تتوفر للشعب الفلسطيني الحماية من منظمات دولية تقدم نفسها على أنها معنية بإقامة العدل وبحماية الشعوب.
وأكد أن الأمم المتحدة سخر منها الإسرائيلي واستهزأ بها ومزق ميثاقها وسخر منها المجرم نتنياهو في منبرها ولم تتخذ أي إجراء حقيقي ضد العدو الإسرائيلي وكان في الحد الأدنى أن تقوم الأمم المتحدة بالتطهر من عار كبير جداً وهو عندما اعترفت بالعدو الإسرائيلي وجعلته عضواً فيها.
وقال السيد: العدو الإسرائيلي في الوقت الذي ارتكب جرائم كبيرة واحتل أجزاء واسعة من فلسطين قامت الأمم المتحدة بالاعتراف به دولة عضوا فيها ومن المفروض في الحد الأدنى أن تقوم الأمم المتحدة بطرد العدو الإسرائيلي منها وألا يبقى عضواً فيها لأن هذا عار قديم وتصرف بعيدٌ كل البعد عن العدالة.
وأضاف أن ما يسمى بالمجتمع الدولي لم يتدخل بفرض حظر جوي على العدو الإسرائيلي ولا بفرض مناطق آمنة في حين تدخلوا في بلدان أخرى وما يسمى بالمجتمع الدولي تركوا الشعب الفلسطيني مستباحا للهجمة العدوانية الإجرامية الإسرائيلية دون أي حماية. مؤكدا أن عناوين حقوق الطفل والمرأة والإنسان جمدها ما يسمى المجتمع الدولي وأطلق للعدو الإسرائيلي يده وأمده بالسلاح والقنابل من أمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا. مضيفا أن المجتمع الدولي ولا غيره تدخل أو أصغى لكل الأصوات التي هتفت في العالم تطالب بوقف الإبادة للشعب الفلسطيني، حتى المظاهرات الطلابية والجامعية في أمريكا وفي أوروبا قمعت بكل وحشية وبإذلال وبانتهاك لكل الحقوق المشروعة ووصل الحال في الاستهداف للمظاهرات الطلابية في أمريكا وفي بعض البلدان الأوروبية أن تصنف بمعاداة السامية من أجل إطلاق اليد لقمعها.
وأوضح السيد القائد أن وزر العرب في التخاذل أكثر من غيرهم، ولو تحرك العرب بالشكل المطلوب في الحد الأدنى بالمقاطعة السياسية والاقتصادية للعدو والإجراءات المساندة للشعب الفلسطيني لتحركت معهم بقية البلدان الإسلامية بمستوى أكبر. مؤكدا أن التخاذل العربي له تأثيره في تخاذل معظم البلدان الإسلامية الأخرى، وأكثر من ذلك التواطؤ من بعض الأنظمة العربية من اللحظة الأولى لعملية طوفان الأقصى.