خلُص تحقيق إسرائيلي في أحداث هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول "طوفان الأقصى"، إلى أن مسؤولي استخبارات وقادة عسكريين إسرائيليين عقدوا اجتماعات ليلية قبل ساعات قليلة من الهجوم، للبحث في احتمال وقوع هجوم وشيك لحماس، وأنهم كانوا على علم بالخطر الذي يمكن أن يتهدد مهرجان "نوفا" الموسيقي الذي أقيم على تخوم غزة.

صحيفة التايمز البريطانية نقلت الأربعاء عن تقارير إعلامية إسرائيلية أن الاجتماع الأول عُقد قبيل منتصف الليل، والثاني عند الساعة الثالثة صباحاً، لكن المشاركين في هذه الاجتماعات خلصوا إلى أن حماس تجري تدريباً على حدود غزة، ولا تستعد لهجوم على المستوطنات القريبة من غزة.

واستدلت الصحيفة على جدية التعامل مع التحذيرات بأن قوات الاحتلال صدرت لها أوامر بزيادة طلعات المراقبة بالطائرات المسيَّرة، وأنها نشرت وحدة تُعرف باسم "فريق تيكيلا" (وهي وحدة مدربة على التدخل لمنع عمليات الاختطاف) في كيبوتس ناحال عوز القريب من الحدود مع غزة؛ وأنها نبَّهت فريقي قوات خاصة إلى احتمال وقوع تسلل.

مع ذلك، لم ترسل سلطات الاحتلال الإسرائيلي أي تحذيرات إلى منظمي مهرجان نوفا، الذي كان يقام بالقرب من كيبوتس "رعيم"، على بُعد 5 كيلومترات فقط من غزة، وتزعم السلطات أنه قد قُتل فيه 360 شخصاً، واحتُجز منه 40 آخرين.

بينما قال المنظمون إنهم لو تلقوا تحذيراً حتى قبل ساعة من طوفان الأقصى لتمكَّنوا من إخلاء الموقع قبل وقوعه.

ونُظم المهرجان بتنسيقٍ مباشر مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتلقى المنظمون موافقة اللواء الشمالي التابع لفرقة غزة على إقامته.

مع ذلك، لم يكن لدى وحدات الجيش المناوبة أي علم بهذا المهرجان، وحين اتصل المنظمون بجيش الاحتلال الإسرائيلي صباح يوم "طوفان الأقصى"، قيل لهم إن عليهم الدفاع عن أنفسهم. 

وحسب صحيفة "التايمز" البريطانية، لم تصل قوات الاحتلال إلى مكان الحادث إلا نحو الساعة الثالثة عصراً، وفي ذلك الوقت كان بعض الناجين من الهجوم قد فروا، وتظاهر آخرون بالموت طيلة ساعات.

ويُتوقع أن يكون الهجوم على المهرجان من أكثر الأمور التي سيُجرى بشأنها تحقيقات مشددة ضمن أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، والجيش الإسرائيلي يقولون إن  هذه التحقيقات لا يمكن إجراؤها إلا بعد انتهاء الحرب في غزة.

التحقيق نهاية الحرب

كما قال مصدر في جيش الاحتلال الإسرائيلي لصحيفة "هآرتس": إن "الجيش يدرك أن مهرجان رعيم سيكون في صدارة الأحداث التي ستهتم بها لجان التحقيق التي ستتألف في نهاية الحرب"، فقد "كان ينبغي الحيلولة دون وقوع هذه المذبحة".

فيما قالت صحيفة "هآرتس" إن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية اشتبهت في نشاط مريب على طول الحدود مع غزة في مساء 6 أكتوبر/تشرين الأول، وهو اليوم الأخير من عطلة عيد العرش اليهودي. 

ثم عُقد اجتماع هاتفي في منتصف الليل بين مسؤولين بارزين من جهاز الاستخبارات الداخلية الإسرائيلي (الشاباك)، والجيش الإسرائيلي، وجهاز الاستخبارات العسكرية.

وأُبلغ رئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي الفريق هرتسي هاليفي، بهذه التحذيرات، فشارك في اجتماع ثانٍ عُقد في الساعة الثالثة صباحاً، وحضر هذا الاجتماع أيضاً رئيس جهاز الشاباك رونين بار.

كما قالت الصحيفة الإسرائيلية إن قائد اللواء الشمالي في فرقة غزة، العقيد حاييم كوهين، الذي أصدر التصريح بإقامة مهرجان نوفا، أُبلغ بهذه الاجتماعات الطارئة.

وورد في هذا التصريح الذي وقعه أن "اللواء الشمالي مسؤول عن أمن المنطقة خلال الفعالية التي ستقام في البقعة القريبة من السياج الفاصل مع قطاع غزة".

بينما ذكرت الصحيفة الإسرائيلية أن جندية إسرائيلية أبلغت في الساعة الثالثة صباحاً عن رؤية شخص مشبوه يقترب من السياج بالقرب من كيسوفيم، إلا أن تحذيراتها تم تجاهلها، واشتكى قادتها أنها "تحذرهم من كل شيء".

وفي الخامسة صباحاً، استُدعي جنود من لواء غولاني بالقرب من ناحال عوز بعد أن لمس شخص ما السياج، ولكن قائدهم أعادهم "خشية أن يتعرضوا لضربات بمضادات الدروع أو صواريخ من غزة".

المصدر | متابعات

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل غزة نوفا الاحتلال الإسرائیلی الساعة الثالثة طوفان الأقصى

إقرأ أيضاً:

“القدس الدولية” تكشف انتهاكات الاحتلال في الأقصى خلال شهر رمضان

#سواليف

دعت #مؤسسة_القدس الدولية إلى الدفاع عن #المسجد_الأقصى_المبارك المبارك عبر #شد_الرحال و #الرباط و #الاعتكاف، في مواجهة تصاعد العدوان الإسرائيلي خلال الأيام العشرة الأولى من #شهر_رمضان.
ووفق تقرير أصدرته المؤسسة، فقد شهد الأقصى ثلاث #انتهاكات رئيسية من قبل الاحتلال، تمثلت في منع الاعتكاف، والسطو على مكبرات الصوت في المصلى المرواني، وتجديد سياسة #الحصار على المسجد ومحيطه.

وللمرة الأولى منذ أكثر من عقد، أقدمت قوات الاحتلال على منع الاعتكاف في المسجد الأقصى في الجمعة الأولى من رمضان، حيث اقتحمت المصليات وأجبرت المعتكفين على مغادرتها بالقوة.
ويعدّ هذا الإجراء تصعيدًا خطيرًا ضمن محاولات الاحتلال فرض سيطرته الكاملة على إدارة شؤون المسجد الأقصى، في تحدٍّ مباشر لصلاحيات الأوقاف الإسلامية التابعة للحكومة الأردنية.

وفي تصعيد آخر، أقدمت شرطة الاحتلال يوم الأحد 9 الماضي على السطو على سماعتين في المصلى المرواني، بحجة أنهما “ركّبتا دون تنسيق”، وهو ما يمثل استمرارًا لمحاولات الاحتلال فرض سيادته على الإعمار والصيانة داخل المسجد الأقصى وفقا للمؤسسة.
ويأتي هذا الاعتداء في سياق استهداف متكرر لمنظومة الصوتيات في الأقصى، إذ سبق للاحتلال تدميرها عام 2022، ما عرّض انتظام الصلاة والتلاوات القرآنية للاضطراب.

مقالات ذات صلة  درجات الحرارة في العاصمة عمان الأعلى منذ أكتوبر الماضي 2025/03/13

وفي مظهر ثالث من العدوان، شددت سلطات الاحتلال حصارها على المسجد الأقصى، عبر فرض ثلاثة أطواق عسكرية تحول دون وصول المصلين إليه؛ إذ يقيم الاحتلال نقاط تفتيش على مداخل المدينة، وفي محيط البلدة القديمة، وعلى أبواب الأقصى ذاته.

وحذّرت مؤسسة القدس المحتلة من أن هذه الانتهاكات تأتي ضمن مخطط الاحتلال واضح يهدف إلى فرض واقع جديد في المسجد الأقصى، وتحويله إلى موقع خاضع للسيطرة الإسرائيلية تمهيدًا لإقامة الهيكل المزعوم.
وأشارت المؤسسة إلى أن هذا التوجه بات أكثر وضوحًا خلال الحرب المستمرة على غزة، حيث رفع جنود الاحتلال شعارات “الهيكل” خلال العمليات العسكرية، ما يؤكد أن مشروع الاحتلال ضد الأقصى ليس مجرد اعتداءات متفرقة، بل استراتيجية تهدف إلى إنهاء الوجود الإسلامي في المسجد.

وفي ظل هذه التطورات، شددت مؤسسة القدس الدولية على أن حماية المسجد الأقصى مسؤولية الأمة الإسلامية جمعاء، داعيةً إلى تصعيد الرباط والاعتكاف داخل المسجد، ورفض الإملاءات الإسرائيلية.

كما حثّت المؤسسة الحكومة الأردنية على اتخاذ موقف حاسم لاستعادة صلاحياتها الحصرية في إدارة الأقصى، خصوصًا فيما يتعلق بعمليات الصيانة والإعمار التي يواصل الاحتلال عرقلتها.

مقالات مشابهة

  • “القدس الدولية” تكشف انتهاكات الاحتلال في الأقصى خلال شهر رمضان
  • آثار الدمار في المبنى السكني الذي استهدفته طائرات الاحتلال الإسرائيلي في مشروع دمر بدمشق
  • “جريمة خنق جماعي”.. تحذيرات من تفاقم الكارثة في غزة جراء وقف إدخال المساعدات
  • عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
  • مستوطنون يدنسون المسجد الأقصى
  • مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى المبارك بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي
  • 70 ألفا أدّوا صلاتي العشاء والتراويح في الأقصى
  • قطر تدين بشدة إقدام الاحتلال الإسرائيلي على قطع الكهرباء عن قطاع غزة
  • مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال
  • القدس الدولية: 3 أشكال من العدوان على الأقصى برمضان