لماذا يهرب الأبناء من المذاكرة؟.. أستاذ علم نفس يكشف 13 سببًا
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
لماذا يهرب الأبناء من المذاكرة؟، سؤال يطرحه أولياء الأمور وهم يبحثون عن أسباب هروب أولادهم من المذاكرة و اختراع أسباب وهمية من أجل عدم الجلوس مع الأم أو الأب لتحصيل دروسهم، وهي شكوى عامة للعديد من أولياء الامور لا سيما مع اقتراب امتحانات نصف العام الدراسي.
حلل الدكتور عاصم حجازي أستاذ علم النفس التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة، عبر جروب حوار مجتمعي تربوى أسباب هذا السلوك، مشيرا ان هناك العديد من الأسباب التي تقف خلف هذا السلوك والتي ينبغي معرفتها للقضاء عليها مبكرا ومنها:
- معاناة التلميذ من بعض صعوبات التعلم أو بعض المشكلات التعليمية.
- شعور التلميذ بالعجز نتيجة تكرار وصفه بأنه فاشل من الوالدين او المعلمين في المدرسة.
- عدم وجود مكان جيد مخصص للمذاكرة يتوافر فيه وسائل الراحة والهدوء الضرورية للمذاكرة.
- الحديث السلبي من قبل الوالدين عن التعليم وأهميته وفائدته بالنسبة للتلميذ في المستقبل.
- وجود مشتتات كثيرة في البيئة الأسرية أو انشغال التلميذ بمسابقات وألعاب بشكل زائد أو ارتباطه الزائد عن الحد بأنشطة اجتماعية ثانوية او إدمانه للانترنت واستخدامه لوسائل التواصل الاجتماعي بشكل مفرط.
- عدم قدرة التلميذ على تنظيم وقته بشكل جيد وعدم قيام الأسرة بدورها في مساعدته لتحقيق ذلك وانشغاله بأهداف كثيرة فرعية وغير مهمة.
- عدم شعور التلميذ بأهمية مايدرسه وصلته بالحياة الواقعية.
- غياب القدوة والنموذج الذي يحب المذاكرة وينشغل بالقراءة والعلم.
- عدم وجود هدف لدى التلميذ أو طموح يدفعه إلى المذاكرة وبالتالي عدم وجود دافع.
- احتياج التلميذ لمزيد من الدعم لفهم بعض النقاط لعدم قيام المعلم باستخدام استراتيجيات وطرق تدريس مناسبة.
- غياب الدعم والتشجيع والتحفيز من الوالدين.
- تعرض التلميذ للإحباط نتيجة عدم تقدير جهوده وعدم الاعتراف بإنجازاته.
- ارتباط المادة أو المواد بخبرات سيئة داخل المدرسة كأسلوب غير سليم للتعامل معه أو عقاب شديد أو لوم أو سخرية وتهديد.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أستاذ علم النفس أولياء الأمور المشكلات التعليمية امتحانات نصف العام
إقرأ أيضاً:
بلا دولة... الفلسطينيون كلهم لاجئون
«اقترح الرئيس ترامب على الأردن ومصر استقبال عددٍ كبيرٍ من الغزيين بصورةٍ مؤقتةٍ أو دائمة».
ووفق التجربة، فالمؤقت في حياة الفلسطينيين إذا كان مأساوياً فهو دائم.منذ وجد أول مخيم فلسطيني في عام 1948، وإلى أيامنا هذه، واصل المخيم إثبات حضوره في الحياة الفلسطينية، ليس ملاذاً لأناسٍ هجروا من ديارهم، لتنفق عليهم وكالة الغوث الدولية، بل بوصفه عنواناً لظاهرة اللجوء التي تطورت واتسعت لتشمل الفلسطينيين جميعاً، سواء من يحمل البطاقة الزرقاء الممنوحة من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين، أو من يعيش في أي مكان داخل فلسطين وخارجها.
الذين بقوا في مدنهم وقراهم التي احتلت في عام 1948 وأقيمت عليها دولة إسرائيل، هم لاجئون في الواقع ما داموا غير متساوين في الحقوق والواجبات، وما دام يُنكَر عليهم حقيقة أنهم أهل البلاد الأصليون، وهذه حالهم منذ أن كانوا يعدّون بالآلاف حتى صاروا يعدون بالملايين.
حين أُعلن عن تأسيس الدولة العبرية لجأ كثيرون إلى أقرب الأمكنة التي أتيحت لهم، وكان مقصدهم الضفة الغربية وغزة أولاً، ثم لبنان وسوريا، وبعدد أقل مصر، ومع أن الذين لجأوا إلى الضفة لم ينظر إليهم على أنهم غرباء إلا أن إقامتهم في مخيمات أسستها وكالة الغوث، فرضت عليهم تميزاً سلبياً عن أشقائهم، وبفعل اتحاد الضفتين الغربية والشرقية، امتلأت المملكة الأردنية الهاشمية بالمخيمات، وكانت الجنسية الأردنية الكاملة التي حصل عليها الجميع عامل توحيد للحالة، ولكنها لم تكن كذلك في الشعور.
خارج المملكة التي قامت على الضفتين، وأسست لوحدة ناجحة بين شعبين وكيانين، انتشر المخيم واللاجئون بكثافة في ذلك البلد، وكذلك في لبنان وسوريا دون أن يحصل ساكنو المخيم في البلدين الشقيقين على الحقوق والواجبات التي حصل عليها نظراؤهم في الأردن، ذلك عمّق شعور اللاجئ في النفوس، واتحد فيه كل فلسطيني مع فلسطيني آخر أينما وجد ومهما علا شأنه الوظيفي في البلد المضيف.
طول أمد اللجوء وانتشار الفلسطينيين خارج المخيمات بما شمل العالم كله، وفّر لهم بفعل النظم التي تحكم البلدان التي عاشوا فيها، فرصاً للتميز في كل المجالات، وفي بلدان كثيرة وصل اللاجئ الفلسطيني إلى مرتبة رئيس دولة، ورئيس حزب، ورئيس وزراء، وما حول ذلك وما دونه من مراتب.
غير أن الفلسطيني ظل يشعر في قرارة نفسه بأنه لاجئ، ذلك لأنه لم يحمل وثيقة تؤكد انتماءه الأصلي سوى أن أجداده كانوا من تابعيات مختلفة ليس منها الانتماء لدولة فلسطينية معترف بها، وليس له من كل ذلك سوى إشارة إلى مكان الميلاد.
اللجوء حالة شعورية، تبقى في الروح على نحو لم تفلح كل الامتيازات والمكانات في إنهائها، كان الجذر الأعمق الذي دفع اللاجئين الذين هم كل الفلسطينيين لأن يفكروا في الثورة، وكان منطلقها من أكثر الأماكن التي وفّرت فرصاً وثروات لهم وهي دول الخليج العربي، وما إن أعلن بلاغها الأول حتى سرت الثورة في النفوس سريان النار في الهشيم.
اندفع الفلسطينيون الذي يوحدهم الشعور بأنهم لاجئون إلى المشاركة في الثورة دون حساب للخسائر التي سيتكبدونها، ولو راجعت سجل الشهداء والجرحى والمعاقين الذين يعدون بمئات الألوف، في مسيرتهم الثورية الراشحة بالدم فسوف تجد أنهم جميعاً إمّا طلبة في الصفوف النهائية بالمدارس والجامعات، أو مهنيون مختصون في كل المجالات، وإذا دققت في وضعهم الاقتصادي فقلما تجد فقيراً دفعه العوز إلى الذهاب إلى الثورة كي يتقاضى مخصصات تعينه على الحياة. شعور اللاجئ استبد بنفوس الفلسطينيين وازداد تعمقاً كلما فشلت تجربة خاضوها، ذلك بفعل أن الفشل أنتج أكثر من لجوء جديد، ودون استعراض تاريخي لوقائع الفشل وما أنتج، فلنلقِ نظرة على الواقع الراهن، والمكان الأكثر دلالة هو المكان الفلسطيني والفشل الأوضح هو فشل تجربة أوسلو.
من يعيشون على أرض الوطن راودهم ذات يوم، شعورٌ بأن أفقاً انفتح سيؤدي إلى دولة واستقلال، ونُسب ذلك للثورة التي قادها عرفات، ووصل بها إلى غزة ثم الضفة، وبدا كما لو أن تسوية قضية القدس مسألة وقت.
فشلت التجربة أخيراً ليعود الشعور باللجوء حالة مشتركة بين كل الفلسطينيين أينما وجدوا، إذ لا فرق في هذا الشعور بين ساكن المخيم وساكن القرية والمدينة، بين أهل غزة وأهل الضفة، وبين الخارج والداخل، فكلهم بالشعور وواقع الحياة لاجئون.
لا فكاك من هذه الحالة إلا أن تنتهي سطوة الشعور باللجوء بحصول الفلسطيني على ما يساويه بكل شعوب الأرض، أن يضع في جيبه بطاقة هوية وجواز سفر صادراً عن دولته، ساعتها ينتهي الشعور باللجوء القسري الذي يعيشه كل الفلسطينيين، ليحل محله شعور مواطن عادي في دولة عادية.
أخيراً أقول للرئيس ترامب: هل تعالج القضية الفلسطينية بلجوء جديد ومخيمات جديدة؟