كيف تحصن نفسك من الفتن والوقوع في المعاصي.. علي جمعة يوضح
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، إن المسلم يحتاج إلى الفرقان من ربه في كل وقت وفي كل مكان، ويشتد احتياجه له في وقت الفتنة وزمانها، فما هي الفتنة وما هي حقيقتها، وكيف يخرج المسلم منها بفرقان ربه ؟.
وأوضح جمعة فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أن الفتنة في اللغة هي : الابتلاء والامتحان والاختبار, وأصلها مأخوذ من قولك : «فتنت الفضة والذهب» إذا أذبتهما بالنار لتميز الرديء من الجيد.
وعلى هذا المعنى قوله تعالى : ﴿وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ﴾ [البقرة :102]. ومنها قوله تعالى : ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾ [الأنفال :28]. وقوله تعالى : ﴿وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ﴾ [الأنبياء :35].
وتأتي الفتنة بمعنى الكفر كما في قوله تعالى : ﴿وَقَاتِلُوَهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انتَهَوْا فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ﴾ [البقرة :193]. ومنها قوله تعالى : ﴿وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِم مِّنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الفِتْنَةَ لآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلاَّ يَسِيرًا﴾ [الأحزاب :14].
وتأتي بمعنى الفضيحة كما في قوله تعالى : ﴿وَمَن يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِى الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِى الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ [المائدة :41].
وتأتي الفتنة بمعنى العذاب، والعقوبة قال تعالى : ﴿وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ العِقَابِ﴾ [الأنفال :25]. ومنها قوله تعالى : ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [النور :63]. ومنها قوله تعالى : ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِى اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ﴾ [العنكبوت :10]. ومنها قوله تعالى: ﴿أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ * إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ﴾ [الصافات : 62 ، 63].
وتأتي الفتنة بمعنى القتل والاقتتال بين الناس، منها قوله تعالى : ﴿ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِى الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ﴾ [الأنفال :73]. قال تعالى : ﴿أَوَلا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِى كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لاَ يَتُوبُونَ وَلاَ هُمْ يَذَّكَّرُونَ﴾ [التوبة :126].
وتأتي بمعنى السوء والمكروه ومن ذلك قوله تعالى : وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الخُسْرَانُ المُبِينُ﴾ [الحج :11].
وتأتي بمعنى الضلال والغواية، ومن ذلك قوله تعالى : ﴿لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِى الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِى شِقَاقٍ بَعِيدٍ﴾ [الحج :53]
وتأتي الفتنة بمعنى التلبيس والخلط بين الأمور لإخفاء الحقيقة، ومنها قوله تعالى : ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ فِى قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الفِتْنَةِ﴾ [آل عمران :7]. وقوله تعالى : ﴿لَقَدِ ابْتَغَوُا الفِتْنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الأُمُورَ حَتَّى جَاءَ الحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ﴾ [التوبة :48].
وأضاف جمعة: وقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين كل هذه المعاني، فيما كان يتعوذ من الأدعية في الصلاة، فقد روت السيد عائشة رضي الله عنها : «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو في الصلاة : اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر, وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال, وأعوذ بك من فتنة المحيا وفتنة الممات, اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم» [رواه البخاري ومسلم].
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: علي جمعة ق ل وب ه م
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: 5 مليار شخص سيدخلون الجنة بغير حساب
5 مليارات شخص سيدخلون الجنة بغير حساب.. بحسب كلام الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، اليوم فى تصريحاته خلال حوار مع برنامج تليفزيوني على قناة العربية، فى سؤاله عن هل كل المسلمين سيدخلون الجنة؟.
وأضاف جمعة، أن عدد المسلمين الآن يبلغ نحو مليارين، بينما عدد المسلمين عبر العصور لا يصل إلى هذا الرقم.
وأشار الى إن رحمة الله تعالى فوق كل شيء، وأنها تشمل جميع عباده المؤمنين، وبالنسبة للزمن عند الله، "الدقيقة عند الله تساوي 34 عامًا"، موضحًا أنه إذا عشت 100 سنة في الدنيا، فذلك يعني أنك قضيت فقط ثلاث دقائق من الزمن الحقيقي عند الله.
وأضاف أن "اليوم عند الله يعادل خمسين ألف سنة" كما ورد في القرآن الكريم، حيث يقول الله سبحانه وتعالى: "تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ" (المعارج: 4).