مقال يستذكر تساؤل كيسنجر.. الجامعة العربية ما رقم هاتفها؟
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
في مقال له بصحيفة "لوبس" الفرنسية، يستذكر الكاتب والطبيب التونسي محمد صلاح بن عمار عبارة لوزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر، عندما تساءل عن رقم هاتف جامعة الدول العربية، في الوقت الذي يقتل فيه سكان غزة بالآلاف تحت القنابل.
ويفتتح بن عمار، وهو وزير صحة سابق في تونس، مقاله باستعادة ذكرى وصول الناجين من مذبحة صبرا وشاتيلا عام 1982 إلى تونس مبعدين من بيروت، في إشارة خفية إلى قطاع غزة الذي وصل عداد الشهداء فيه إلى أكثر من 15 ألفا إضافة إلى 60 ألف جريح، ونحو مليوني نازح، متسائلا "أين العرب؟".
ولمعرفة ذلك -يقول الكاتب- عليك، ويا للمفارقة، أن تقرأ الصحافة الإسرائيلية، حيث تروي صحيفة "هآرتس" اليسارية أن العديد من القادة العرب، خلف الكواليس، يدعون إسرائيل لمواصلة العمليات العسكرية حتى الإبادة الكاملة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ما تبقى من الإخوان المسلمين، وكأن هذه الحرب تناسب حكام منطقتنا ما دام لم يعرف ذلك أحد.
ولأن "العرب اتفقوا على ألا يتفقوا"، يذكّر الكاتب بأنه قلما توجد دولتان في الجامعة العربية إلا وبينهما حرب مفتوحة أو كامنة، وبأن قادة هذه الدول لم يستطيعوا لمدة 75 عاما الاتفاق على الخيارات الإستراتيجية التي كانت تمليها عليهم حياة كل طفل فلسطيني.
لامبالاة يائسة وموئسة
ومع أن الكاتب لا يشكك -كما يقول- في صدق مشاعر "الشارع العربي" تجاه "الإخوة" الفلسطينيين، فهو يرى أن العرب يجدون متنفسا في الدراما الفلسطينية، لأن التدفق التضامني مع عدم تجاوز مرحلة التعاطف لا يبدو مريحا، إذ ينسى المواطن العادي، أمام الصور المروعة من غزة، كل العقبات التي تعترض الحرية والفقر، وكأن حاله لم تعد سيئة مقارنة مع إخوانه المحرومين من الماء والغذاء والدواء.
وبالتالي، فإن النزعة القدرية تتعزز في ضوء المأساة الفلسطينية بطريقة غير واعية ولكن منتشرة، وكأن الشعوب العربية قد اعتمدت هذا القول المأثور "عندما أنظر إلى نفسي أتأسف، ولكن عندما أقارن نفسي بغيري أجد العزاء".
في مناخ اليأس المعمم يراد لأدنى عمل لصالح فلسطين أن يتحول لعمل بطولي، حتى ولو تجلى ذلك في مجرد إرسال قليل من المساعدات الغذائية أو استقبال مجموعات من جرحى الحرب، أو حتى ارتداء الكوفية في الاجتماعات كعرض رمزي يمكن أن يثير مشاعر التعاطف.. لا يوجد أي عمل بناء.
ولهذا السبب، فإن الدراما الفلسطينية هي أيضا دراما منطقة بأكملها، وبدل الدفع إلى اتخاذ إجراء، فإنها تدفعنا إلى مزيد من اللامبالاة اليائسة والتي تدعو لليأس.
وفي مناخ اليأس المعمم يراد لأدنى عمل لصالح فلسطين أن يتحول لعمل بطولي، حتى ولو تجلى ذلك في مجرد إرسال قليل من المساعدات الغذائية أو استقبال مجموعات من جرحى الحرب، أو حتى ارتداء الكوفية في الاجتماعات كعرض رمزي يمكن أن يثير مشاعر التعاطف.. لا يوجد أي عمل بناء، حسب الكاتب.
قادة ميكيافيليونويخلص الكاتب إلى أن ما نمر به حالا لا يمكن أن يؤدي إلا إلى مصائب أكبر، إذ إن لدى قادتنا الميكيافيليين مصلحة في استمرار هذا الصراع، لأن كل حرب تعد فرصة يجب اغتنامها لبسط سلطتهم وتشديد الخناق على شعوبهم، فهم غير شرعيين، وبالتالي لا يتمتعون بالمصداقية وغير قادرين على إسماع أصواتهم دوليا.
ومع ذلك، يجب أن يتفق العرب على قراءة مستقبلية للتاريخ، وليس بأثر رجعي كما هي الحال للأسف حاليا، وعلى رؤية واضحة لواقع توازن القوى في العالم، وكسب الشجاعة لقبول حلول غير كاملة ومواصلة النضال من أجل المثل المشتركة -كما يقول الكاتب- ويجب أن تصبح مجتمعاتنا ديمقراطية من أجل التغلب على شبح التخلف والفساد والقمع.
وذكر بن عمار بأن الرئيس التونسي السابق الحبيب بورقيبة كان صاحب رؤية، وكان سياسيا ذكيا ومحترما عرف كيف يحدد موعدا مع التاريخ قبل روح أوسلو، عندما أعلن عام 1965، في أريحا ضرورة الاعتراف بإسرائيل رسميا ودون مواربة داخل حدودها في ذلك الوقت، مع ضمان قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة داخل حدود آمنة ومعترف بها.
وخلص الكاتب إلى أن العرب ظلوا يفضلون لفترة طويلة الوهم الذي يتحدث عنه الشعبويون الرجعيون، مع أن الموقف التاريخي لتونس بورقيبة، وهو مزيج ذكي من الدعم الثابت للفلسطينيين في مواجهة الاحتلال ومبدأ الواقعية، يمكن أن يكون بمثابة نموذج للمجتمع الدولي للخروج من المأزق الحالي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: یمکن أن
إقرأ أيضاً:
"المنشاوي" يهنئ فريق طلاب كلية الحاسبات والمعلومات جامعة أسيوط لفوزه في البطولة العربية الإفريقية ACPC
هنأ الدكتور أحمد المنشاوي رئيس جامعة أسيوط، فريق كلية الحاسبات والمعلومات بالجامعة، لفوزه في البطولة العربية الإفريقية للبرمجيات وطرق الحل المنهجي ACPC، والتى نظمتها الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري ACPC، بمدينة الأقصر، حيث تصدُّر الفريق المركز الثاني عشر، من بين (١٣٠) فريقًا مشاركًا يمثلون 16 دولة عربية، وإفريقية، وحصل على الميدالية البرونزية في المسابقة، ليتأهل بذلك للمشاركة في البطولة الدولية، وذلك بدعم، ورعاية صندوق رعاية المبتكرين والنوابغ.
جاءت مشاركة الطلاب، تحت إشراف: الدكتورة تيسير حسن عبد الحميد عميد كلية الحاسبات والمعلومات، والدكتور خالد فتحي وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب، والدكتور ماجد عسكر المدرس بقسم علوم الحاسب بالكلية، ورائد الفريق.
وأكد الدكتور المنشاوي، كفاءة طلاب الجامعة وتميزهم وقدرتهم على المشاركة الفعالة والمشرفة في المسابقات المحلية والدولية في مختلف المجالات، متمنياً لفريق جامعة أسيوط (Silence)، أن يكون هذا التفوق، دافعاً لتحقيق المزيد من النجاح، والإبداع في شتى المجالات، ونقطة الانطلاق نحو المستقبل الباهر الذي ينشدونه جميعاً.
كما أكد رئيس جامعة أسيوط، أن الجامعة تبذل جهودا كبيرة لرعاية طلابها المبتكرين، وتحرص علي تهيئة بيئة محفزة على الابتكار، والتميز، مشيرا إلى أن تفوق الطلاب يعكس قوة التدريب والإعداد، بهدف بناء جيل من الكوادر الشبابية، قادر علي استكمال مسيرة التنمية المستدامة، ومواجهة التحديات، بأسلوب علمي متطور، ومبتكر.
وثمن رئيس الجامعة، كافة الجهود التي يبذلها صندوق رعاية المبتكرين والنوابغ، في دعم قدرات الطلاب الإبداعية، ووضع آليات لاكتشافهم، فضلاً عن تمويل مشروعات العلوم والتكنولوجيا، والابتكار، للباحثين، والمبتكرين النوابغ، وتحويلها إلى منتجات ذات جدوى اقتصادياً، خاصةً في المجالات التي تتعلق بخدمة أغراض التنمية في مصر، وذلك في إطار الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي 2030، التي يعد مبدأ الابتكار، وريادة الأعمال، أحد مبادئها المهمة.
ومن جانبها، أفادت الدكتورة تيسير حسن عبد الحميد: إن البطولة العربية الإفريقية، شهدت تنافسًا قويًّا بين (١٣٠) فريقًا مشاركًا من 16 دولة، وكان من بينهم (٦٨) فريقًا من مختلف الجامعات المصرية، حيث قدّم صندوق رعاية المبتكرين والنوابغ دعماً مادياً لنحو (٢٦) فريقًا منهم، يمثلون أصحاب المراكز الأولى بالجامعات المصرية، وقدره 100، 000 جنيه لكل فريق، موضحةً أن فريق كلية الحاسبات والمعلومات (Silence)، تمكّن من الحصول علي أعلي المراكز المتقدمة من بين (٤) فرق جامعية، وهي فرق جامعات ( القاهرة، عين شمس، سوهاج، وأسيوط)، مُتمنيةً للفريق مواصلة التألق، وتحقيق المزيد من النجاحات في البطولة الدولية القادمة.
وتكوّن أعضاء الفريق من أبناء كلية الحاسبات والمعلومات، وهم، محمد رضا، نورهان حنا، وعبد الرحمن سعد، بجانب إثنين من المدربين من خريجي الكلية، وهما، حسين إبراهيم أبو الحسن، وأحمد عزت، واستمرت المسابقة لمدة 5 ساعات، حيث تنافس المشاركون خلالها في تصميم، وحل برامج معقدة باستخدام خوارزميات متقدمة.