الفوط الصحية ليست رفاهية.. نساء غزة يستنجدن بعد تضاعف مأساتهن
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
بعد أكثر من 60 يومًا على الحرب الدامية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، يتجلى أمامنا صورة مأساوية لأزمة إنسانية تلوح بالأُفق وتنذر بكوارث صحية في ظل تدهور الأوضاع وانقطاع العديد من الخدمات الأساسية الخاصة بالنساء، ومنها أزمة نقص و/أو انقطاع الفوط الصحية.
وفي ظل تسارع تأثيرات هذه الحرب الطاحنة بشكلٍ كبير على حياة أهالي قطاع غزة من قتلٍ وتنكيلٍ وإبادة جماعية وتهجير ونزوحٍ، يبرز إلى الواجهة قلق عميق من نوعٍ خاص حيال الوضع الصحي للنساء، حيث يواجهن أزمة طارئة بسبب انعدام السلع الأساسية في الأسواق، وفي مقدمتها الفوط الصحية.
وتُعد الفوط الصحية أحد الاحتياجات الضرورية للصحة النسائية، لكن بفعل الحرب والدمار الذي خلّفته، باتت حياة أكثر من مليون سيدة في غزة لتهديدٍ جديّ بسبب انعدام هذه السلع الأساسية من الأسواق بسبب الحصار المفروض على القطاع منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر الماضي.
ويعاني عدد لا يستهان به من النساء، اللاتي يمثلن أكثر من نصف سكان غزة، من صعوبة الوصول إلى الفوط الصحية، ما يضعهن في مواقف محرجة ويهدد صحتهن بشكل خطير، وقد يلجأن لحلولٍ غير صحية ومنها استخدام الأقمشة غير المعقمة.
ولا يمكن التغافل عن انقطاع المياه في قطاع غزة، وبالتالي حرمان النساء من القيام بالممارسات الأساسية المتعلقة بنظافة الدورة الشهرية، فيؤدي سوء النظافة إلى حكة أو طفح جلدي في منطقة العجان، ورائحة كريهة.
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، قد يؤدي إهمال غسل اليدين بعد تغيير الفوط الصحية إلى انتشار العدوى، مثل التهاب الكبد B، والتهابات المسالك التناسلية والمسالك البولية التي يمكن أن تؤدي إلى العقم ومضاعفات الولادة في المستقبل والحمل خارج الرحم.
View this post on InstagramA post shared by NO2TA the Feminist Lab (@no2ta_fl)
كارثة صحية في قطاع غزةيتطلب الوضع الصحي الحالي في قطاع غزة تدخلًا دوليًا عاجلًا وفعّالًا للتصدي لهذه الأزمة الإنسانية الملحة، وضمان توفير السلع الأساسية للنساء في غزة، وفي مقدمتها الفوط الصحية، من خلال تعاون دولي وإرساء مبادرات إنسانية لضمان وصول المساعدات الطبية والمواد الصحية الأساسية إلى السكان المتضررين.
الفوط الصحية ليست رفاهيةرفعت مجموعة من النساء في قطاع غزّة الصوت حيال أزمة نقص و/أو انقطاع الفوط الصحية منذ بداية العدوان الإسرائيلي الغاشم في السابع من أكتوبر الماضي، قائلات إن:
"الفوط الصحية اختفت من المتاجر".
"وانقطعت من الصيدليات".
"ولا توجد ملابس بالية لتقطيعها واستخدامها كبدائل".
وعبر وسم #الفوط_الصحة مش رفاهية، استنجدت نساء غزة المنظمات الإغاثية بتوفير الفوط الصحية خوفًا من انتشار أمراض، خاصة في ظل غياب الماء وأدوات النظافة وإجبارهن على النزوح من منازلهن والعيش في الخيم والمدارس.
تبنى عدد كبير من مشاهير منصات التواصل الاجتماعي صرخة نساء غزة، أملًا في أن يصل صوتهن للمنظمات الإغاثية التي أثبتت على مدار الأيام الماضي موقفها السلبي في التعامل مع ملف الحرب في غزة، والوقوف في الحياد أمام المجازر والإبادة الجماعية التي تقوم بها إسرائيل بحق أهالي غزة.
وكان الصحفي أحمد حجازي كان من أوائل من أوصل صوت نساء غزة بحاجتهن للفوط الصحية، مستخدمًا حسابه الرسمي في منصة "إكس"، وكتب مغردًا:
وسخر العديد من النشطاء دور الفعاليات الحقوقية والمنظمات الدولية المدافعة عن حقوق المرأة وموقفها السلبي في هذه الكارثة الإنسانية.
لماذا الفوط الصحية ليست رفاهية؟الدورة الشهرية أمر طبيعي يحدث شهريًا للفتيات والسيدات منذ البلوغ وحتى انقطاعها، ولا يتوقف دم الحيض بسبب الكوارث الطبيعية أو الحروب أو الأوبئة.
الفوط الصحية ليست رفاهية، هي ضرورة لكل امرأة حائض للتخلص من دم الدورة الشهرية بطريقة صحية وآمنة.
يختلف استهلاك كل امرأة عن غيرها لعدد الفوط الصحية، نظراً لاختلاف عدد أيام نزول الحيض التي تتراوح من 2-7 أيام، وكمية الدم المتدفق، وتحتاج كل امرأة بالمتوسط تغيير الفوطة الصحية كل 4-6 ساعات لتجنب حدوث التهابات وحفاظا على صحتها.
ما أثار غياب الفوط الصحيةمع انقطاع المياه وعدم وفرة المياه النظيفة، يشكل سوء النظافة مخاطر صحية خطيرة، مثل التهابات المسالك التناسلية والمسالك البولية التي يمكن أن تؤدي إلى العقم ومضاعفات الولادة في المستقبل والحمل خارج الرحم،
كما تعد عدوى الجهاز التناسلي (RTI) و المضاعفات الشائعة مثل مرض التهاب الحوض (PID)، واحدة من المشكلات الصحية الرئيسية المرتبطة بالنظافة أثناء الحيض.
وفي بعض الأحيان، قد تحدث مضاعفات كبيرة مثل مرض التهاب الحوض ومتلازمة الصدمة التسممية هي إحدى المضاعفات النادرة والمهدِّدة للحياة، والتي تنشأ عن أنواع محددة من العَدوى البكتيرية. غالبًا ما تحدث متلازمة الصدمة التسمُّمية بسبب السموم التي تنتجها بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية.
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: الفوط الصحية غزة فلسطين التاريخ التشابه الوصف نساء غزة قطاع غزة فی قطاع
إقرأ أيضاً:
ابو مازن: فلسطين ليست للبيع وانم نتخلى عن شبر واحد من أرضنا
رحب رئيس دولة فلسطين محمود عباس، اليوم الأربعاء، بتصريحات رئيس دولة الإمارات العربية الشقيقة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، التي أكد خلالها رفض الإمارات الثابت لأي محاولات تهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، وضرورة أن ترتبط عملية إعمار غزة بمسار يؤدي إلى السلام الشامل والدائم الذي يقوم على أساس حل الدولتين، كونه السبيل لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
وقال الرئيس الفلسطيني - في تصريح أذاعته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) - “فلسطين ليست للبيع ولن يتم التخلي عن أي شبر منها سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية أو القدس”
وأضاف "نقدر عاليا هذه المواقف الأخوية التي عبر عنها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الداعمة والمؤيدة لحقوق شعبنا وقضيته العادلة".
وميدانيًا، وفي نابلس، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم، خمسة مواطنين فلسطينيين على الأقل وأصابت آخرين بشظايا الرصاص الحي والاختناق، خلال اقتحامها بلدة تل جنوب غرب نابلس.
وأفادت مصادر محلية بأن آليات الاحتلال اقتحمت البلدة وسط إطلاق الرصاص الحي، وقنابل الغاز والصوت باتجاه المواطنين؛ ما أدى إلى إصابة مواطن فلسطيني بشظايا الرصاص الحي بالقدم، وآخرين بالاختناق، مضيفة أن قوات الاحتلال اعتقلت خمسة مواطنين على الأقل خلال اقتحامها، ولم تعرف هوياتهم بعد.
وفي غزة، انتشلت الطواقم المختصة في قطاع غزة، جثماني شهيدين فلسطينيين هما أب ونجله، من عائلة عابدين، كان آثارهما قد فقدت في أغسطس الماضي، في منطقة تل السلطان غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة، قبل أن يتم العثور عليهما اليوم.
وقال إن قوات الاحتلال الإسرائيلي هدمت 6 منازل، تعود لعائلة قشطة، بالقرب من الكراج الشرقي وسط مدينة رفح.