سودانايل:
2025-04-07@17:36:30 GMT

مع الطيور الما بتعرف ليها خرطة

تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT

كلام الناس

إسمحوا لي بأن اكتب لكم اليوم في شأن ذاتي رغم أنه لاينفصل عن الشأن العام وتداعيات الحرب الكارثية وأنتم تعلمون أن الشأن العام ماثل في دواخلي منذ النشأة الأولى في مدينة الحديد والنار عطبره ومازال حتى وانا في هذه القارة النائية.

معروف أن السودان تشكل نتيجة إختلاط هجرات عربية وأفريقية من دول الجوار الإقليمي بل والدولي، ومن بين تلك الهجرات هجرة أجدادنا الذين نزحوا من صعيد مصير قبل إستقلال السودان ومنهم جدي أبوالحسن محمد الذي عمل في سكك حديد السودان وأسهم مع اخرين في مد خطوط سكك حديد السودان وبناء مباني بعض محطاتها.



إستقرالمقام بجدي أبوالحسن في مدينة ودمدني في قلب الجزيرة حيث وُلد والدي الشيخ مدني أبوالحسن عليه رحمة الله وسُمي على الشيخ مدني السني طيب الله ثراه .. عمل والدي في سكك حديد السودان في وظيفة محاسب صراف.

كان والدي كثير السفر إلى محطات السكك الحديدية بعربة صالون بها خزنة تحوي رواتب العاملين في هذه المحطات .. ولدت في عطبره وإن كانت هناك رواية غير موثقة تقول أنني ولدت في إحدى قرى قوص تسمى جراجوس موطن الجدود.

ترعرت في عطبره في منطقة القيقر وقرأت في خلوة الشيخ زين العابدين المجذوب قبل أن ننتقل إلى بيتنا في قلب عطبره قرب ميدان المولد والجامع الكبير ودرست في مدارس البعثة التعليمية المصرية حتى المرحلة الإعدادية ومنها إنتقلت مع الوالد إلى بورتسودان حيث أكملت المرحة الثانوية بمدرسة الثغر المصرية ومنها إلتحقت بجامعة القاهرة كلية الاداب قسم الدراسات الإجتماعية وحصلت على شهادة البكالريوس فيها.

أتاحت لي ظروف عملي كباحث إجتماعي بمصلحة السجون وكصحافي متفرغ فيما بعد زيارة كل أنحاء السودان الواحد شماله وجنوبه وشرقه وغربه واستمتعت بالحياة الطبيعية التي مازلت أحن إليها بعيداً عن العمارات الأسمنتية ودخان المصانع وعوادم السيارات .

منذ أن تفتح وعيي في عطبره كنت أحلم بالحياة في قطية مثل القطاطي التي خبرتها في كردفان وفي دارفور .. ليس بها سوى سرير هبابي وزير وبرش بلا تلفون ولا كمبيوتر ولا تلفزيون ولا وجع قلب.

كما زرت مختلف أنحاء العالم الأفريقي والأوروبي والأسيوي قبل أن أصل في نهاية الطاف إلى بلاد الواغ واغ في هذه القارة النائية التي استمتعت فيها ببعض مظاهر حياتها الطبيعية والمجتمعية بصحبة دليلي المجتمعي في أستراليا صديقي المغفور له بإذن الله عباس محمد سعيد إبان زيارتي الأولى لها.

كنت أتطلع لاستكمال حلمي بالإنتماء للعالم الرحيب الذي لا تقيده حدود، فقد كنت منذ سنوات عمري الأولى أحس بأنني سوداني عربي إفريقي مسلم إنسان أحلم بحياة منفتحة على الناس والعالم مثل الطيور التي خلدها الفنان السوداني الراحل المقيم مصطفى سيد احمد في رائعته "مع الطيور المابتعرف ليها خرطة ولا جواز سفر".

"بعد أن إستقر بي المقام في أستراليا وُفقت بحمد الله وتوفيقة لأخذ أجازة زرت فيها أولادي وأحفادي ومن أتيحت لي فرصة اللقاء بهم من الأهل والأصدقاء لكن الحرب اللعينة اضطرتني لقطع اجازتي والعودة لاستراليا .. عزائي هذا الفضاء الرحيب الذي يربطني بكم في كل أنحاء العالم عبر الكمبيوتر والمواقع الإلكترونية ووسائل التواصل المجتمعية.

أسأل الله االرحمن الرحيم اللطيف بعباده أن يرفع عن السودان هذه الغمة ويعم السلام كل ربوعه ويسترد الشعب السوداني عافيته الديمقراطية والمجتمعية إنه نعم المولى ونعم النصير..

 

   

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

وزيرة البيئة: تحقيق التوازن بين حماية الطيور المهاجرة ومشروعات الطاقة

عقدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة اجتماعا مع لجنة المعنية بدراسة التأثيرات المحتملة علي مسارات هجرة الطيور بمنطقة خليج السويس ، وتبادل الرؤى لوضع  حلول متوازنة تحافظ على التنوع البيولوجي دون التأثير على خطط التوسع في مشروعات الطاقة المتجددة

وذلك بحضور  الدكتور علي ابو سنة الرئيس التنفيذي لجهاز شئون البيئة والأستاذة هدى عمر مساعد الوزيرة للسياحة البيئية والدكتور محمد سالم استشارى قطاع حماية الطبيعة والدكتور أيمن حمادة استشارى قطاع حماية الطبيعة والدكتور صابر رياض خبير بيئى فى مجال هجرة الطيور و الدكتورة بسمة محمد استاذ مساعد بيئة الحيوان بكلية العلوم جامعة دمياط والدكتور هيثم استشارى هجرة الطيور والعميد تامر ابو العينين استشارى قطاع حماية الطبيعة وعدد من المسؤولين والخبراء في مجالات البيئة والطاقة.

في مستهل الاجتماع، أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة أن ملف طاقة الرياح يختلف عن غيره من القضايا البيئية نظرًا لارتباطه الوثيق بالتغير المناخي والتنوع البيولوجي، مؤكدةً أن الوزارة تعمل على تحقيق التوازن بين متطلبات التنمية والحفاظ على البيئة بما يحقق التزامات مصر الدولية ورؤيتها المستدامة للمشروعات القومية.

وقد تم خلال الإجتماع استعراض أهم التحديات التي تواجه مسارات هجرة الطيور فى مصر وخاصة في منطقة خليج السويس، حيث أن منطقة جنوب جبل الزيت تُعد من أكثر المناطق حساسية بيئيًا، حيث تمر بها أعداد هائلة من الطيور المهاجرة خلال فصلي الخريف والربيع، إذ يمر في الخريف نحو 850 ألف طائر، بينما يصل العدد في الربيع إلى حوالي 2 مليون طائر، مما يجعلها منطقة ذات خطورة عالية تتطلب اتخاذ تدابير وقائية ومحكمة، وكذلك إعداد دراسة استراتيجية شاملة للمنطقة، والتي من المقرر أن تنتهي بحلول فبراير 2026.

كما ناقش الاجتماع وجود بعض التحديات في آلية اتخاذ القرارات المتعلقة بإجراءات إغلاق التوربينات عند الطلب، والتي تتطلب التنسيق المستمر بين كافة الجهات المعنية لضمان عدم التأثير سلبيا على عملية مراقبة الطيور.

وفي هذا السياق، شددت د ياسمين فؤاد وزيرة البيئة على ضرورة تشكيل لجنة فنية لضمان أن تكون قرارات الغلق أكثر دقة وتستند إلى بيانات علمية موثوقة، من خلال دور وزارة البيئة في الإشراف على منظومة المراقبة والتفتيش البيئي.

أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة على ضرورة اتخاذ عدد من الإجراءات التي تضمن تحقيق التوازن بين حماية الطيور و مشروعات الطاقة ومنها إنشاء وحدة متخصصة بمشروعات الحفاظ على الطيور المهاجرة تحت إشراف وزارة البيئة، لمتابعة التفتيش البيئي ورصد الطيور النافقة وضمان التزام الشركات بالإجراءات البيئية بالإضافة إلى ضرورة الإنتهاء من دراسة تقييم التأثير البيئى الاستراتيجي لهجرة الطيور التي ستحدد مدى حساسية المناطق بيئيًا ، علاوة علي دراسة إمكانية اضافة تخصص استشاري طيور مهاجرة الي سجل قيد المستشاريين البيئيين بالوزارة وتدريب واعتماد فرق متخصصة لمراقبة الطيور.

وشددت وزيرة البيئة علي أن القرارات المتخذة تعزز استدامة الموارد الطبيعية وتحافظ على التنوع البيولوجي، بما يضمن تنفيذ مشروعات الطاقة المتجددة وفقًا للمعايير البيئية العالمية، مع استمرار التعاون بين مختلف الجهات المعنية لضمان تحقيق الأهداف الوطنية في مجال الطاقة النظيفة وحماية الطيور المهاجرة.

مقالات مشابهة

  • شاء ربك الحكيم أن يجعل السودان كله جيشاً
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: الضلع الرابع للمثلث
  • وزيرة البيئة: إنشاء وحدة خاصة بمشروعات الحفاظ على الطيور المهاجرة
  • وزيرة البيئة: تحقيق التوازن بين حماية الطيور المهاجرة ومشروعات الطاقة
  • الجنجويد والطائرات المسيرة: سيمفونية الدمار التي يقودها الطمع والظلال الإماراتية
  • المفتي قبلان: اللحظة للتضامن الوطني وليس لتمزيق القبضة الوطنية العليا التي تحمي لبنان
  • "الصحة المكسيكية": تسجيل أول حالة إصابة بشرية بإنفلونزا الطيور
  • الصحة المكسيكية: تسجيل أول حالة إصابة بشرية بإنفلونزا الطيور
  • التحالف الراسخ لحماية السودان
  • الحرب العالمية التجارية التي أعلنها ترمب لا تخصنا في الوقت الراهن