مع الطيور الما بتعرف ليها خرطة
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
كلام الناس
إسمحوا لي بأن اكتب لكم اليوم في شأن ذاتي رغم أنه لاينفصل عن الشأن العام وتداعيات الحرب الكارثية وأنتم تعلمون أن الشأن العام ماثل في دواخلي منذ النشأة الأولى في مدينة الحديد والنار عطبره ومازال حتى وانا في هذه القارة النائية.
معروف أن السودان تشكل نتيجة إختلاط هجرات عربية وأفريقية من دول الجوار الإقليمي بل والدولي، ومن بين تلك الهجرات هجرة أجدادنا الذين نزحوا من صعيد مصير قبل إستقلال السودان ومنهم جدي أبوالحسن محمد الذي عمل في سكك حديد السودان وأسهم مع اخرين في مد خطوط سكك حديد السودان وبناء مباني بعض محطاتها.
إستقرالمقام بجدي أبوالحسن في مدينة ودمدني في قلب الجزيرة حيث وُلد والدي الشيخ مدني أبوالحسن عليه رحمة الله وسُمي على الشيخ مدني السني طيب الله ثراه .. عمل والدي في سكك حديد السودان في وظيفة محاسب صراف.
كان والدي كثير السفر إلى محطات السكك الحديدية بعربة صالون بها خزنة تحوي رواتب العاملين في هذه المحطات .. ولدت في عطبره وإن كانت هناك رواية غير موثقة تقول أنني ولدت في إحدى قرى قوص تسمى جراجوس موطن الجدود.
ترعرت في عطبره في منطقة القيقر وقرأت في خلوة الشيخ زين العابدين المجذوب قبل أن ننتقل إلى بيتنا في قلب عطبره قرب ميدان المولد والجامع الكبير ودرست في مدارس البعثة التعليمية المصرية حتى المرحلة الإعدادية ومنها إنتقلت مع الوالد إلى بورتسودان حيث أكملت المرحة الثانوية بمدرسة الثغر المصرية ومنها إلتحقت بجامعة القاهرة كلية الاداب قسم الدراسات الإجتماعية وحصلت على شهادة البكالريوس فيها.
أتاحت لي ظروف عملي كباحث إجتماعي بمصلحة السجون وكصحافي متفرغ فيما بعد زيارة كل أنحاء السودان الواحد شماله وجنوبه وشرقه وغربه واستمتعت بالحياة الطبيعية التي مازلت أحن إليها بعيداً عن العمارات الأسمنتية ودخان المصانع وعوادم السيارات .
منذ أن تفتح وعيي في عطبره كنت أحلم بالحياة في قطية مثل القطاطي التي خبرتها في كردفان وفي دارفور .. ليس بها سوى سرير هبابي وزير وبرش بلا تلفون ولا كمبيوتر ولا تلفزيون ولا وجع قلب.
كما زرت مختلف أنحاء العالم الأفريقي والأوروبي والأسيوي قبل أن أصل في نهاية الطاف إلى بلاد الواغ واغ في هذه القارة النائية التي استمتعت فيها ببعض مظاهر حياتها الطبيعية والمجتمعية بصحبة دليلي المجتمعي في أستراليا صديقي المغفور له بإذن الله عباس محمد سعيد إبان زيارتي الأولى لها.
كنت أتطلع لاستكمال حلمي بالإنتماء للعالم الرحيب الذي لا تقيده حدود، فقد كنت منذ سنوات عمري الأولى أحس بأنني سوداني عربي إفريقي مسلم إنسان أحلم بحياة منفتحة على الناس والعالم مثل الطيور التي خلدها الفنان السوداني الراحل المقيم مصطفى سيد احمد في رائعته "مع الطيور المابتعرف ليها خرطة ولا جواز سفر".
"بعد أن إستقر بي المقام في أستراليا وُفقت بحمد الله وتوفيقة لأخذ أجازة زرت فيها أولادي وأحفادي ومن أتيحت لي فرصة اللقاء بهم من الأهل والأصدقاء لكن الحرب اللعينة اضطرتني لقطع اجازتي والعودة لاستراليا .. عزائي هذا الفضاء الرحيب الذي يربطني بكم في كل أنحاء العالم عبر الكمبيوتر والمواقع الإلكترونية ووسائل التواصل المجتمعية.
أسأل الله االرحمن الرحيم اللطيف بعباده أن يرفع عن السودان هذه الغمة ويعم السلام كل ربوعه ويسترد الشعب السوداني عافيته الديمقراطية والمجتمعية إنه نعم المولى ونعم النصير..
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
إندونيسيا تحيي الذكرى العشرين لكارثة تسونامي المأساوية التي أودت بحياة مئات الآلاف
استحضارا لما حدث قبل 20 عاما، قرر الإندونيسيون إحياء ذكرى تسونامي الذي ضرب دولا آسيوية، وراح ضحيته أكثر من 230.000 شخص. وخشية من تكرار الكارثة، باتت السلطات تهتم بالتوعية، ولا تكتفي بعرض لافتات كُتب عليها (باللغة الإندونيسية) "أنت في منطقة معرضة للتسونامي"
اعلانشاركت مجموعة متنوعة من طلاب المدارس الثانوية في تدريبات التأهب للزلازل، ضمن الأنشطة المخلدة لذكرى واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخ البشرية. وخرج الطلاب والطالبات من المدارس، وكأنهم يستجيبون فعلاً لتحذير داعٍ ينذرهم بوقوع تسونامي جديد، فمثلوا الدور وكأن الحادث وقع فعلا.
فنانون يؤدون عرضا فنيا خلال عرض مسرحي يصور كارثة تسونامي خلال إحياء ذكرى مرور 20 عاما، في أتشيه في باندا أتشيه بإندونيسيا، السبت 14 ديسمبر/كانون الأول 2024.Achmad Ibrahim/APويستحضر السكان هناك تلك الطامة الكبرى، حينما هاجت الأمواج العاتية في المحيط الهندي، إبان عيد الميلاد، عام 2004، ووقع زلزال تجاوز قوته 9 درجات على مقياس ريختر، ضرب سواحل جزيرة سومطرة الأندونسية، وهاجت الأمواج، وحلقت في الهواء، في ارتفاع تجاوز 17 مترا، واجتاح المد شواطئ دول عديدة في المنطقة، كان أكثرها تضررا، بعد إندونيسا: تايلاند والهند وسريلانكا.
لقطة جوية باستخدام طائرة بدون طيار، تُظهر مسجد رحمة الله في قرية لامبوك، إحدى أكثر المناطق تضررا من تسونامي 2004، في أتشيه بيسار، إندونيسيا، الخميس 12 ديسمبر/كانون الأول 2024.Achmad Ibrahim/Copyright 2024 The AP. All rights reserved.وتُظهر الصور مدى تمسك السكان بأرضهم ووطنهم، واستعدادهم للعيش في تلك المناطق، رغم أن قرى بكاملها قد سُويت بالأرض جراء الأمواج العاتية التي قتلت أكثر من 150 ألفا في أندونيسيا وحدها.
Relatedزلزال بقوة 7.1 درجة يهز جنوب اليابان: تحذيرات من تسونامي وتفتيش للمفاعلات النوويةفيضانات وانهيارات أرضية في إندونيسيا.. وفاة 27 واستمرار عمليات الإنقاذتغير المناخ أحدث موجات تسونامي هزت الأرض 9 أيامإندونيسيا: عمليات إجلاء مستمرة مع استمرار ثوران بركان جبل ليوتوبي "لاكي لاكي"كما تظهر الفيديوهات مناطق أعيد بناؤها، وصارت تتزين بعشرات آلاف المباني السكنية والتجارية والحكومية، فضلا عن بناء المدارس في المنطقة التي شهدت فعليا دمارا شاملا في 2004.
واستذكارا لذلك اليوم الأليم، تقول السيدة تريا أسناني، مدرسة ثانوية في إندونيسيا: ”عندما يسألني الناس كيف نجوت، أقول لهم: الله وحده يعلم. فأنا لا أجيد السباحة. وكان اعتمادي على الدعاء وذكر الله، لأنني آمنت بأننا إذا كنا مع الله فالله أكبر“.
ومن اللافت أن الكارثة تسببت في توحيد الناس، بغض النظر عن دياناتهم ومعتقداتهم، فصار إحياؤها يشمل الصلوات عند كثير من أتباع الملل والنحل، وخصوصا: المسلمين والمسيحيين والبوذيين.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية منظر مذهل في تركيا.. تجمد جزئي لبحيرة في فان يخلق لوحة طبيعية خلابة إل ألتو البوليفية: "المنازل الانتحارية" مهددة بالانهيار والسكان يصرون على البقاء احتفال بالريادة في مجال الاستدامة في إندونيسيا.. شركات في خدمة المجتمع والبيئة عيد الميلادإندونيسياتسوناميذكرىاعلاناخترنا لك يعرض الآن Next إسرائيل تواصل قصف غزة موقعة قتلى وجرحى والحوثيون يستهدفون تل أبيب بصاروخ باليستي يعرض الآن Next ألمانيا: الشرطة تفتش منزل المشتبه به في تنفيذ هجوم سوق الميلاد بماغديبورغ يعرض الآن Next صاروخ باليستي من اليمن يسقط في تل أبيب ويصيب 16 شخصاً بجروح طفيفة يعرض الآن Next هجوم بطائرات مسيّرة يستهدف مدينة قازان الروسية ويتسبب بأضرار مادية يعرض الآن Next من التشويق إلى الدراما.. أفضل أفلام عام 2024 عليك أن تشاهدها قبل نهاية العام اعلانالاكثر قراءة القيادة المركزية الأمريكية تعلن عن تصفية "أبو يوسف" زعيم داعش في سوريا آيتان على سقف قصر السيسي ومُلْك فرعون الذي لا يفنى.. صورة الرئيس المصري تشعل مواقع التواصل عاجل. ألمانيا: 5 قتلى على الأقل وإصابة 200 شخص بعملية دهس بسوق عيد الميلاد واعتقال مشتبه به سعودي الجنسية إصابة شاب بنيران الجيش الإسرائيلي خلال مظاهرة في ريف درعا السورية بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية.. هل تعلم أن للأسد 348 اسمًا؟ اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومضحاياسورياهيئة تحرير الشام قطاع غزةبشار الأسدألمانياأبو محمد الجولاني الصراع الإسرائيلي الفلسطيني اعتداء إسرائيلقصفإسرائيلروسياالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024