كيف أقلقت حماس لبنان؟ 3 أحداثٍ مفصليّة لا تسقط أبداً
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
إطلاق حركة "حماس" لفصيل "طلائع طوفان الأقصى" في لبنان يحملُ الكثير من الالتباسات رغم مُسارعة الحركة إلى نفي الكلام القائل بإنَّ المجموعة الجديدة تُعدّ فصيلاً مسلحاً يهدّد السيادة اللبنانية، والتأكيد على أن إطارها مدنيّ وشعبي. ما يتبين هو أنَّ مسار "حماس" في لبنان لم يكُن "مضبوطاً" نوعاً ما خلال الآونة الأخيرة، وما يحصلُ هو أنَّها تتحرك في إطارٍ غير عادي بات يُثير شكوكاً حول الأهداف والمسارات.
قبل نحو 4 أشهر، شهد مخيم عين الحلوة إقتتالاً عنيفاً بين حركة "فتح" من جهة وتنظيمات مسلحة توزّعت على جولات قتاليّة عديدة. ما حصل شهد تدخلاً لـ"حماس" التي ظهرت وكأنها تريد إنكسار "فتح" داخل المخيّم وبالتالي إنتقال أمنه إليها. الأمر الأكثر إثارة للريبة هو أنّ "حماس" كانت على تواصلٍ مع الجماعات المسلحة، فهي التي كانت تنسق إطار التفاوض معهم لإنهاء التوتر وتسليم المطلوبين الموجودين في صفوفهم والذين تم اتهامهم باغتيال القائد العسكري في "الأمن الوطني الفلسطيني" اللواء أبو أشرف العرموشي أواخر تموز الماضي. المُفارقة الأكثر خطورة هي أنّ "حماس" كانت تعمل على تشكيل مواجهة واضحة ضد "فتح"، وهذا الأمر تعلم الأخيرة به تماماً، حتى أن هناك إتهامات سيقت ضد "حماس" وتقول بأنها شاركت في إشتباكات عين الحلوة وتدخلت بها فعلياً. وبمعزلٍ عن الحيثيات الميدانية للإشتباكات التي حصلت، فإنّ سلوك "حماس" ترك تساؤلاتٍ عن أهدافها بـ"تغيير وجه الأمن في المخيمات". حينها، كانت تحاول الحركة أن تسير وفق مسارٍ يعزّز قوتها، حتى جاءت عملية "طوفان الأقصى" في غزة يوم 7 تشرين الأول الماضي وجمّدت كل المحاولات التي كانت تحصلُ في الداخل اللبناني حتى موعد إعلان "طلائع طوفان الأقصى" يوم الثلاثاء الفائت. من ناحية أو بأخرى، يمكن أن تكون "حماس" من السَّاعين إلى "إختزال" المقاومة في غزة بها فقط، من خلال تخطي الفصائل الأخرى ونسب إنجاز "الطوفان" إليها حصراً، علماً أن هناك أطرافاً أخرى داخل غزة تقاتل إسرائيل وليس "حماس" فقط. الأمرُ هذا يتجلى بشكلٍ غير مباشر، وما يتبين هو أن الحركة حاولت "تسييد" نفسها في لبنان عبر عين الحلوة، والآن داخل غزة أيضاً على حساب أطرافٍ أخرى مساندة لها. عمليات "كتائب القسام – لبنان"
ومنذُ 8 تشرين الأول الماضي، تاريخ اندلاع أحداث الجنوب بين "حزب الله" والعدو الإسرائيلي، برز إلى الواجهة تنظيم "كتائب القسام – لبنان"، وهو الجناح العسكري لـ"حماس" – الفرع اللبناني. مسألة وجود هذا التنظيم تركت إنطباعاً خطيراً من الناحية الأمنية، لاسيما أنّ هذا الفصيل كانت له عمليات عسكرية في الجنوب ضد الإسرائيليين. لا أحدَ يُنكر دور "القسام" في مجابهة إسرائيل، فالعمليات التي حصلت بطولية من دون أدنى شك، لكن الداخل اللبناني سيطرح تساؤلات حول مدى توسع هذا التنظيم في الجنوب وقدرته على التحرّك عسكرياً ومسألة استغلاله لأرض لبنانية لتنفيذ عمليات عسكرية. في الأساس، يعد ما حصل إنتهاكاً للقرار 1701 الذي يتوجب على "حماس" احترامهُ بالحد الأدنى كونها خاضعة لقوانين السلطة اللبنانية، علماً أن الخروقات التي طالت القرار الدولي المذكور كثير ولا تُحصى خلال الآونة الأخيرة.
وبغض النظر عن "أحقيّة" المقاومة بالنسبة لـ"حماس"، فإنّ وجود تنظيم مسلّح بهذا الشكل العلني سيعني أنّ لبنان بات مقراً لها أيضاً، وإذا كانت إسرائيل تريدُ فعلاً إنهاء "القسام" في غزة، عندها ستُبادر إلى ضرب هذا التنظيم في لبنان أيضاً، وبالتالي إدخال البلاد في "معمعة أمنية وعسكرية" أكثر من اللازم. استناداً إلى كل هذه المسارات والأحداث، يتبين أن ما تقوم به "حماس" قد ينقلبُ عليها في لبنان، فهي تعي تماماً أن أي مغامرة ستخوضها ستعني إرتداداتٍ سلبية ضدها. أحد المصادر السياسية يقول لـ"لبنان24" على "حماس" إستخلاص العبر من الماضي وعدم العودة إلى الأخطاء السابقة التي شكلت إستباحة للسيادة اللبنانية من البوابة الفلسطينية. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: عین الحلوة فی لبنان
إقرأ أيضاً:
لبنان: 81 شهيداً و61 جريحاً في القصف الإسرائيلي منذ السبت الماضي
بغداد اليوم- متابعة
أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، اليوم الأربعاء، (13 تشرين الثاني 2024)، عن عشرات الشهداء والجرحى في غارات إسرائيلية منذ السبت الماضي.
وسجلت صحة لبنان، "81 شهيداً و61 جريحا في حصيلة غير نهائية لغارات إسرائيلية على 5 بلدات لبنانية منذ السبت الماضي".
وشنت قوات الاحتلال سلسلة غارات عنيفة على الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت منذ فجر اليوم الأربعاء، كما قصفت بلدات وقرى بجنوب وشرق لبنان، بينما أعلن جيش الاحتلال البدء بالمرحلة الثانية من عملياته البرية بجنوب لبنان.
في المقابل أعلن حزب الله عن قصف مدن اسرائيلية، و بمسيرات انقضاضية نوعية للمرة الأولى قاعدة الكرياه مقر وزارة الحرب وهيئة الأركان في تل أبيب.