تردد أمريكي وشعور بالقلق من الرد على هجمات الحوثي خشية تعطيل التقارب السعودي الإيراني (ترجمة خاصة)
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
كشف موقع بريطاني عن تردد وشعور بالقلق في إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بشأن تنفيذ ضربات ضد جماعة الحوثي عقب هجماتها على سفن الشحن في البحر الأحمر وتهديد الملاحة البحرية.
ونقل موقع "ميدل ايست أي" عن مسؤول غربي كبير مطلع على المسألة في واشنطن قوله إن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن الضربات المباشرة على الحوثيين أو إعادة تصنيفهم كمنظمة إرهابية انتقاما يمكن أن تعرض للخطر ليس فقط عملية السلام في اليمن، ولكن أيضا التقارب الأوسع بين إيران والمملكة العربية السعودية".
وذكر الموقع في تقرير له ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن المسؤولين الغربيين يطلبون من أعضاء صناعة الشحن بشكل خاص أن يستمروا في توقع هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر، وفقًا لمسؤولين عرب وغربيين كبار، طلبا عدم الكشف عن هويتهما عند التحدث مع موقع ميدل إيست آي حول المحادثات الخاصة.
ويقول المسؤولون إن التحذيرات تعكس مأزقًا تواجهه إدارة بايدن، وهي تسعى جاهدة لردع الحوثيين بعد أن شنوا هجومًا استمر ساعات على ثلاث سفن تجارية في البحر الأحمر يوم الأحد.
كما تعرضت مدمرة تابعة للبحرية الأمريكية للهجوم بعد وصولها إلى مكان الحادث وأسقطت ثلاث طائرات بدون طيار أطلقت من اليمن الذي يسيطر عليه الحوثيون.
كما نقل الموقع عن مسؤولين عرب وغربيون قولهم إن هجمات الحوثيين على سفن الشحن التجارية تمثل اختبارًا مثيرًا للغضب بشكل خاص لقدرات الردع لإدارة بايدن.
وذكر الموقع أن آخر مرة قامت فيها الولايات المتحدة بعمل عسكري علني ضد الحوثيين كانت في عام 2016، عندما أطلقت صواريخ توماهوك كروز على مواقع الرادار الساحلية التابعة للحوثيين بعد تعرض سفينة حربية أمريكية لهجوم.
يضيف "اليوم إدارة بايدن مترددة في شن مثل هذه الضربات ضد الحوثيين لأنهم يخشون أن يؤدي ذلك إلى عرقلة عملية السلام بينهم وبين السعودية".
وقال مايكل نايتس، الخبير في شؤون الجماعات المدعومة من إيران في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، لموقع ميدل إيست آي: "إن إدارة بايدن أكثر ارتياحاً في استخدام القوة ضد وكلاء إيران في العراق وسوريا من استخدامها في اليمن".
وأشار الموقع البريطاني إلى أن محادثات إنهاء الحرب باليمن اكتسبت زخماً بعد أن أعاد السعوديون العلاقات مع إيران في مارس/آذار. ثم، قبل أقل من شهر من اندلاع القتال في غزة، قام ممثلو الحوثيين بزيارة نادرة إلى الرياض، في محاولة للتوصل إلى التفاصيل النهائية لهدنة طويلة الأمد.
وقال محمد الباشا، كبير محللي شؤون اليمن في شركة الأبحاث نافانتي جروب ومقرها فيرجينيا، لموقع Middle East Eye، إن الولايات المتحدة تقف عند "مفترق طرق" بينما تدرس كيفية الرد على تهديد الحوثيين.
وأضاف: "قد نكون على وشك التوصل إلى اتفاق مع كل من السعوديين والحوثيين، مما يدفع صناع السياسة الأمريكيين إلى توخي الحذر فيما يتعلق بفرض عقوبات أو بدء ضربة عسكرية".
وحول تهديد الحوثيين بإغلاق مضيق باب المندب، وبمواصلة هجماتهم، أضاف الباشا: "هذا هو التهديد الأكثر مباشرة الذي شهدناه من الحوثيين منذ اندلاع الحرب في غزة. وسيشكل اختبارًا إضافيًا لقدرات الردع لدى إدارة بايدن".
وقال مسؤولون أمريكيون إن ضربات الحوثيين كانت "بتمكين" من إيران، لكنهم اتخذوا أيضًا لهجة غير تصعيدية.
وتجنبوا يوم الاثنين الأسئلة حول ما إذا كانت الطائرة بدون طيار التي كانت تقترب من السفينة الحربية الأمريكية استجابة لنداءات الاستغاثة من السفن التجارية يوم الأحد هدفًا مقصودًا للهجوم الحوثي.
ومع ذلك، أشار المسؤول الغربي الكبير المطلع على الحوثيين إلى أنهم كانوا يأملون في إلحاق خسائر في صفوف القوات الأمريكية خلال هجوم يوم الأحد، والذي بدا أنه "يستغرق أشهرًا" وأظهر قدرة متطورة على مراقبة ورسم خرائط للعديد من السفن في البحر والانتشار المسبق. القوات للهجوم.
وأضاف: "لقد قام الحوثيون ببناء قواتهم البحرية لهذا اليوم ولديهم المعدات اللازمة للاستمرار. وأضاف المسؤول أن هذه الهجمات ستستمر.
يتابع الموقع "في البداية، بدت إدارة بايدن مترددة في إلحاق خسائر بالجماعات المدعومة من إيران ردا على هجماتها على الأصول الأمريكية، مفضلة ضرب مستودعات الأسلحة والبنية التحتية".
وأردف "تغيرت حسابات واشنطن مع تسارع وتيرة الهجمات، وعبر البعض في واشنطن عن إحباطهم من أن الولايات المتحدة لم تفعل ما يكفي لزيادة المخاطر ضد القوات المدعومة من إيران".
ويرى التقرير أن هجمات الحوثيين تعتبر بمثابة جرعة مريرة يجب على إدارة بايدن أن تبتلعها لأنها جعلت إنهاء الحرب في اليمن أولوية قصوى في السياسة الخارجية. لافتا إلى أن بايدن أزال التصنيف الأمريكي للإرهاب عن الحوثيين وجمد بيع بعض الأسلحة الهجومية إلى الرياض ردًا على حملة القصف في اليمن.
وطبقا لما نشره الموقع البريطاني فإن الخبير نايتس يرى أنه "إذا لم تتمكن من ضمان حرية الحركة في البحار، فإن مؤهلاتك كقوة عظمى ستتضاءل".
*يمكن الرجوع للمادة الأصل: هنا
*ترجمة خاصة بالموقع بوست
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن أمريكا الحوثي اسرائيل الملاحة الدولية إدارة بایدن فی البحر من إیران
إقرأ أيضاً:
اليمن أم إيران؟ صراع داخل إسرائيل حول كيفية التعامل مع الحوثيين
شمسان بوست / سكاي نيوز:
ثار خلاف بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس جهاز الاستخبارات (الموساد) دافيد بارنيا، بشأن طريقة مواجهة هجمات الحوثيين اليمنيين على إسرائيل، التي ارتفعت وتيرتها مؤخرا.
وذكرت تقارير صحفية أن بارنيا كان يدفع نتنياهو للتركيز على شن هجمات على إيران، الداعم الرئيسي للحوثيين، كوسيلة لوقف هجماتهم التي يطلقونها من اليمن.
ويتناقض الموقف الذي تبناه رئيس الموساد مع رأي نتنياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس، اللذين يفضلان الاستمرار في تنفيذ الضربات ضد الحوثيين أنفسهم في اليمن بدلا من إيران.
ولمح مسؤولون كبار إلى أن الهجمات ضد الجماعة اليمنية من المقرر أن تتصاعد في المستقبل القريب.
ووفقا لصحيفة “هآرتس”، تحدث بارنيا عن خيار ضرب إيران خلال سلسلة من المناقشات حول “عدم وجود نتائج من 3 جولات سابقة من الضربات على معاقل الحوثيين في اليمن”.
وذكر التقرير أن رئيس الموساد يعتقد أن “ملاحقة إيران، التي تمول وتسلح الجماعة اليمنية، ستكون أكثر فعالية”.
وقال بارنيا للمسؤولين الأمنيين، وفقا للقناة 13: “نحن بحاجة إلى الذهاب وجها لوجه ضد إيران. إذا هاجمنا الحوثيين فقط فليس من المؤكد أننا سنكون قادرين على إيقافهم”.
ولم يرد تأكيد أو رد فوري على التقارير، التي نُقلت عن مصادر لم تسمها قالت إنها مطلعة على المناقشات.
ووفقا للقناة 13، اختلف نتنياهو مع تقييم بارنيا، وبدلا من ذلك افترض أن إيران “قضية مختلفة، وسيتم التعامل معها في الوقت المناسب”.
وأفادت أن “تقدير نتنياهو شاركه فيه كبار أعضاء المؤسسة الأمنية”، من دون تقديم مزيد من التفاصيل.
وعلى مدى الأيام العشرة الماضية، أطلق الحوثيون 5 صواريخ بالستية و5 طائرات مسيّرة على الأقل على إسرائيل، في ما تقول الجماعة إنها حملة لدعم غزة وسط الحرب المدمرة المستمرة هناك منذ أكثر من 14 شهرا.
ومساء الأربعاء، تعهد نتنياهو بأن “يعاني الحوثيون نفس مصير أعداء إسرائيل الآخرين في المنطقة”، وفق تعبيره.
وتوعد نتنياهو قائلا: “سيتعلم الحوثيون أيضا ما تعلمته حماس وحزب الله ونظام الأسد وغيرهم، وحتى لو استغرق الأمر وقتا فسيتم تعلم هذا الدرس في أنحاء الشرق الأوسط”.
وفي وقت سابق، هدد كاتس بأن إسرائيل ستبدأ في استهداف قادة الحوثيين.
كما أشار قائد القوات الجوية الإسرائيلية تومر بار، إلى “زيادة العمل ضد الحوثيين في المستقبل القريب”، حيث قال إن القوات الجوية “ستتصرف بقوة”.
وفي حين يبدو أن عددا متزايدا من المسؤولين يستعدون لتوجيه ضربة قوية للحوثيين، أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، الأربعاء، أن هناك اعتقادا في أن يوقف أي هجوم إسرائيلي على اليمن ضربات الحوثيين على إسرائيل بالصواريخ والمسيّرات.
وكانت إسرائيل نفذت 3 جولات سابقة من الضربات ضد الحوثيين وتعهدت بمواصلة قصفهم، لكن هذا لم يوقف الهجمات القادمة من اليمن.
ويرى محللون أن المسافة الطويلة نسبيا بين إسرائيل واليمن تشكل تحديا عمليا، لكن يمكن التغلب عليه بدعم من الولايات المتحدة أو القوى الغربية الأخرى.
وذكرت “يديعوت أحرونوت” أن مسؤولين إسرائيليين ناقشوا بالفعل مع نظرائهم الأميركيين، خطط تصعيد الضربات على الحوثيين.
ومع ذلك، نقلت الصحيفة عن مصادر لم تسمها، قولها إن إسرائيل لن تكون قادرة على تكثيف هجماتها إلى المستوى اللازم لصد الحوثيين إلا بعد تولي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب منصبه في 20 يناير المقبل.
وقال مصدر للصحيفة: “الحوثيون سيدفعون ثمنا باهظا، وسوف تتصاعد الهجمات الإسرائيلية، لكن هذا لا يقارن بما سيحدث بمجرد تولي ترامب منصبه. يخطط الأميركيون لفرض حظر وعقوبات عليهم”.