تضامنًا مع فلسطين.. "الأهمية الجيوستراتيجية لسيناء شريان الحياة لفلسطين" ندوة بالأعلى للثقافة
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
أقام المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور هشام عزمى محاضرة بعنوان: "الأهمية الجيوستراتيجية لسيناء شريان الحياة لفلسطين"، نظمتها لجنة الجغرافيا والبيئة بالمجلس الأعلى للثقافة ومقررها الدكتور عطية الطنطاوى، وذلك فى الخامسة من مساء أمس بقاعة المجلس الأعلى للثقافة، وتأتى هذه الفاعلية بالتزامن مع اليوم العالمى للتضامن مع الشعب الفلسطينى.
ألقت المحاضرة الدكتورة عزيزة محمد على بدر، أستاذة الجغرافيا البشرية بكلية الدراسات الأفريقية العليا بجامعة القاهرة، وأدار النقاش الدكتور عطية الطنطاوى، عميد كلية الدراسات الأفريقية العليا بجامعة القاهرة ومقرر اللجنة، وعقب عليها الدكتور محمد نور الدين السبعاوى، أستاذ الجغرافيا البشرية كلية الآداب بجامعة المنيا وعضو اللجنة، وذلك بحضور المنسق العام لهذه الفاعلية الدكتور سامح عبد الوهاب، أستاذ جغرافيا السكان- كلية الآداب بجامعة القاهرة وعضو اللجنة.
تحدثت الدكتورة عزيزة بدر مشيرة إلى أن موضوع المحاضرة وهو: الأهمية الجيوستراتيجية لسيناء شريان الحياة لفلسطين ينقسم إلى عدة عناصر رئيسية وهى:
-أهمية سيناء الجيوستراتيجية على مر التاريخ.
-مظاهر تفرد سيناء.
-هل سيناء أفريقية أم أسيوية كما يروج؟
-سيناء أحد مفاتیح مصر الاستراتيجية المهمة.
-هل تُعد سيناء معزولة عن ظهيرها وهل تملك إمكانات التعمير والتنمية؟
-ما أهمية ربطها بالوادی؟
-مشروعات الربط، مواقعها ملامحها وأهميتها: الفرص والتحديات.
-جفرافية سيناء ومواردها وتعزيز فرص التنمية والتصدى لما يبرز من موانع معرقلة لذلك.
-متلازمة الأمن والتعمير فى سيناء ومفهوم أمن البشر أو الأمن الإنسانى.
-مشروعات مستقبل التنمية فى سيناء ومقوماتها.
وتابعت الدكتورة عزيزة بدر مؤكدة أن سيناء تمثل قطعة غالية من أرض مصر، منذ استوطن إنسان ما قبل التاريخ هذه الأرض فى بقاع مختلفة من وادى النيل، وفى الصحراوات وعلى شواطئ البحار، كما أن سيناء تمثل الطريق الذى بربط بين قارتى آسيا وأفريقيا، والجسر الذى عبرت عليه حضارات عصور ما قبل التاريخ؛ حيث كان إنسان هذه العصور يتجول بين آسيا وأفريقيا، واستمر عبر العصور التاريخية المختلفة، وشهد ترابها تقديس الملك سنفرو مؤسس الأسرة الرابعة، وضمت أراضيها أحد أقدم الطرق الحربية فى تاريخ العالم القديم (طريق حورس)، وارتبطت فى الكتب السماوية بحدث خروج سيدنا موسى عليه السلام وقومه من مصر، واستقبلت أراضيها العائلة المقدسة أثناء عبورها إلى الوادى، وضمت الأديرة المسيحية وخاصة فى جنوب سيناء. وشهدت أرض الفيروز - سيناء مرور جيوش المسلمين وهى تتجه إلى مصر، ومنها إلى باقى أفريقيا لفتحها، ومازالت الرباطات على طول ساحلها الشمالى شاهدة على ذلك. كما تشهد الآثار القديمة ومواقع المناجم والمحاجر وطرق التجارة القديمة على ذلك أيضًا.
وأشارت إلى أهمية موقع سيناء الجيواسترتيجى التى تبلغ مساحتها 61000 كم حوالى %6 من جملة مساحة مصر، وتساوى ثلاثة أمثال مساحة الدلتا تقريبًا، تمتد شبه جزيرة سيناء على ثلاث درجات عرضية ونصف بطول 400 كم تقريبًا، وعرض يبلغ أقصاه حوالى 210 كم؛ حيث تقع رأس محمد على دائرة العرض 28 التى تقع عليها مالوى، وهي بذلك أقرب لثنية قنا من القاهرة والدلتا بالطرق البرية أو البحرية، وتمتد بذلك بأكثر من ثلث امتداد عمق مصر من الشمال إلى الجنوب، وهى المدخل الشرقى لمصر وأفريقيا، وحلقة الوصل بين قارتى أفريقيا وآسيا، وكما تتميز سيناء بالموقع فهى تتميز بالبنية والتضاريس؛ فهى عقدة جيولوجية بارزة بل معقدة، وهي نموذجاً مثالى للهورست الأخدودى؛ حيث تمثل كتلة يكتنفها الانكسار الأخدودى من الجانبين حيث خليجى السويس والعقبة، وبذلك تختلف عن الأخدود الأفريقى فهى يابس بين بحرين، وهو بحر واحد بين يابسين، وتختزل جيولوجية سيناء جيولوجية مصر كلها تقريبًا؛ حيث تجمع فى مساحتها المحدودة معظم أنواع التكوينات الجيولوجية، وطبقات الضخور التى توجد فى مصر، بل أنها تنفرد ببعض أنواع التكوينات والعصور التى لا تعرف فى بقية مصر كالعصر الكربونى، مثل فحم المغارة والجوراسى، وتجمع بين ليثولجية ومورفولوجية الصحارى التى تسود صحروات مصر الصخرية فى الحمادة والرملية أو العرق والحصوية أو الرق، وهى اصطلاحات علمية تشير إلى التكوينات الرملية والحصوية والصخرية.
وحول مسألة إنتماء سيناء إلى أفريقيا أم آسيا، استندت إلى قول جمال حمدان: "ما نظن مصريًا واحدًا بحاجة إلى أن يدافع عن مصرية سيناء. إن الإدعاء فيه من السفه أكثر ما فيه من السخف، وبه من الخطأ بقدر ما به من خطيئة؛ فسيناء جغرافيًا وتاريخيًا جزء لا يتجزأ ولم يتجزأ قط من صميم التراب الوطنى والوطن الأب، أو الأم، قد تكون غالبًا أو دائمًا أرض رعاة Nomad’s land، لكنها قط لم تكن أرضًا بلا صاحب Noman’s land، منذ فجر التاريخ، ولتاريخ ألفى هو تاريخ مصر القديمة بل مصر العصور الحجرية، وسيناء مصرية كما أسوان والبرارى وعلبة والواحات.. إلخ مصرية".
وفى مختتم حديثها قالت: "السؤال المحورى هنا إلى أي حد يتلازم الأمن والتعمير لتحدث التنمية، وكيف يمثل عدم تلازمهما تحديًا كبيرًا أمام تحقيق التنمية بأى من أنماطها أو مستوياتها أو أبعادها فى أى مكان، وأى زمان وإلى أى حد تعد تلك المتلازمة ملحة ومسألة حياة أو موت بالنسبة لشبه جزيرة سيناء بوابة مصر وأفريقيا الشرقية، وصمام الأمن القومى لمصر، ومن حولها العالم العربى، ومن ورائها أفريقيا حيث المجال الحيوى والاستراتيجى لمصر، ومن هنا جاء عنوان هذه المحاضرة".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المجلس الأعلى للثقافة فلسطين الأعلى للثقافة الأعلى للثقافة
إقرأ أيضاً:
مستشار الرئيس الفلسطيني: مصر تمثل صمام الأمان لفلسطين ولقدسها ومقدساتها
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد قاضي قضاة فلسطين مستشار الرئيس الفلسطيني محمود صدقي الهباش أن مصر تمثل صمام الأمان لفلسطين ولقدسها ومقدساتها.. مشيرا إلى إن دعم مصر لفلسطين وحمايتها من التهجير والعدوان، هو مصدر قوة وصمود لنا في وجه المحاولات المستمرة لتدمير ما تبقى من هويتنا الوطنية والدينية.
ووجه الهباش تحياته - في كلمته خلال الندوة الدولية الأولى التي تعقدها دار الإفتاء اليوم بعنوان " الفتوى والأمن الفكري " للرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيدًا برعايته لهذه الندوة التي تساهم في تعزيز التعاون بين الدول الإسلامية ودعم القضايا المصيرية للأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وأعرب عن تقديره لجهود دار الإفتاء في جمع العلماء والمفكرين لمناقشة قضايا الأمة الإسلامية، معربًا عن شُكره العميق لفضيلة الأستاذ الدكتور نظير عيَّاد، مفتي الجمهورية، على تنظيم هذه الفعالية التي تفتح الأُفق للتشاور حول ما يُصلح حال الأمة.
ونقل الهبَّاش في كلمته شكرَ الشعب الفلسطيني وقيادته لمصر، لما تقدِّمه من دعمٍ مستمر وثابت للقضية الفلسطينية، سواء من خلال مواقفها السياسية الثابتة أو من خلال دعمها الشعبي والعلمي.
وواصل الهباش حديثه عن التحديات الكبيرة التي تواجه الأمة الإسلامية في الوقت الراهن، مستعرضًا وضع المنطقة العربية التي تشهد صراعاتٍ مستمرةً، والتهديدات التي تواجه الشعب الفلسطيني.
وذكَّر الحضورَ بحديثين نبويين شريفين يقدمان وصفًا دقيقًا لواقع الأمة الإسلامية؛ الأول، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها"، مبيِّنًا من خلال هذا الحديث التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية في ظل الانقسامات والتدخلات الأجنبية في شؤونها.
وأشار إلى أن الحديث الثاني كان عن فقدان العلم، حين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا، ولكن يقبضه بقبض العلماء." مستعرضًا بذلك أهمية دَور العلماء في حفظ القيم والثوابت الإسلامية في وجه محاولات تحريف الوعي.
وأشار الهباش إلى أن الشعب الفلسطيني يتعرض لمحاولات مستمرة لانتزاع هويته وحقوقه من خلال الاحتلال الصهيوني الذي يسعى إلى محو الوعي الفلسطيني وإجبار الشعب على الاستسلام.
وقال: "إن الاحتلال يسعى من خلال قتل الأطفال، وتدمير المساجد والمستشفيات، وتخريب المنشآت، إلى زرع الإحباط في نفوس الفلسطينيين ودفعهم إلى الاستسلام. لكنهم، رغم كل ما يمارس عليهم من ظلم، لن ينكسروا ولن يتخلوا عن أرضهم."
وأكد الهباش أن الشعب الفلسطيني، كما هو الحال مع الأجيال السابقة، سيظل متمسكًا بأرضه ولن يغادرها، وأنه سيظل يدافع عن المقدسات الإسلامية، وعلى رأسها المسجد الأقصى، قائلًا: "كما بقي التين والزيتون في أرضنا، سيظل المسجد الأقصى حاملًا لآمالنا، وسننتصر في النهاية، إن شاء الله."
وفيما يتعلق بالتهديدات التي يواجهها الشعب الفلسطيني من جانب الاحتلال الإسرائيلي، أشار الهباش إلى تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي قال فيها إن "إسرائيل" يجب أن تبقى قائمة لـ 100 عام، مضيفًا: "لكن هذا الأمل الذي يراوده بعيد المنال، لأن وعد الله في سورة الإسراء حاسم وواضح: {إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا} [الإسراء: 108]، وكل ما يفعله الاحتلال لن يغير من هذه الحقيقة".
وأكمل الهباش متحدثًا عن التحدي الثاني الذي يواجهه الشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية، وهو التحدي الداخلي المتعلق بالوعي، حيث أشار إلى محاولات الاحتلال الصهيوني لتغيير وعي الأجيال الفلسطينية، وزرع أفكار تدفع إلى الاستسلام وإضعاف الهوية الوطنية. وأوضح أن هناك جهودًا مكثفة من قِبل بعض القوى الخارجية لاستغلال الفكر الإسلامي وتحريفه لصالح مصالح الاحتلال، من خلال حملات إعلامية وفكرية تسعى إلى غزو العقول وتضليل الشباب العربي والفلسطيني، وخلق حالة من الإحباط والتنازل عن الحقوق.
وقال: "إن محاولات تغيير الوعي الفلسطيني تندرج ضمن مخطط استعماري طويل الأمد يهدف إلى تدمير فكرة المقاومة والتمسك بالأرض."
وأكد الهباش أنَّ هذه المحاولات يجب أن تواجَه بتعزيز الوعي الديني والسياسي، وتربية الأجيال القادمة على فهم تاريخهم ومقدساتهم، وعلى أن فلسطين ستظل قلب العالم العربي والإسلامي، وأن الطريق الوحيد هو المقاومة والصمود في وجه كل محاولات الاحتلال وأعوانه.
وفي ختام كلمته، أكد الهباش أن الشعب الفلسطيني ماضٍ في نضاله ولن ينهزم، مشيرًا إلى أن الشعب الفلسطيني لا يترقب إلا وعد الله بالنصر، مؤكدًا: "نحن ماضون في دربنا، ولن ننهزم، وسنبقى على عهدنا بالدفاع عن أرضنا ومقدساتنا. وإننا ننتظر وعد الله في النصر القريب، حيث سيكون المسجد الأقصى مسرحًا لصلاة المسلمين بأمان، وسنصلي في المسجد الإبراهيمي في الخليل، بإذن الله، لنحقق وعده سبحانه."
وتوجه الدكتور الهباش بالدعاء إلى الله أن يكتب لفلسطين النصر القريب، وأن يعيد للأمة الإسلامية عزتها وكرامتها، وأن يتمكن المسلمين من أداء صلواتهم في المسجد الأقصى الشريف، وفي المسجد الإبراهيمي في الخليل.