قرر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، تفعيل المادة 99 في ميثاق المنظمة، وذلك نتيجة للمشاهد المروعة للقتل والدمار اليومي الناجم عن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. 

 

وتعد هذه المرة الأولى التي يتم فيها تفعيل هذه المادة منذ تولي غوتيريش منصب الأمين العام في عام 2017.

تنص المادة 99 صراحة على أن الأمين العام لديه الحق في إنذار مجلس الأمن بأي قضية يرونها تشكل تهديدًا للسلم والأمن الدوليين.

 

I've just invoked Art.99 of the UN Charter - for the 1st time in my tenure as Secretary-General.

Facing a severe risk of collapse of the humanitarian system in Gaza، I urge the Council to help avert a humanitarian catastrophe & appeal for a humanitarian ceasefire to be declared. pic.twitter.com/pA0eRXZnFJ

— António Guterres (@antonioguterres) December 6، 2023

وفي رسالته إلى مجلس الأمن الدولي يوم الأربعاء، أكد غوتيريش أن النظام الإنساني في غزة يواجه خطرًا جسيمًا من الانهيار، وعبر عن طلبه لمجلس الأمن بتقديم المساعدة لتجنب وقوع كارثة إنسانية، وناشد بإعلان وقف إطلاق النار.

قال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن الأمين العام يستخدم سلطته المنصوص عليها في الميثاق، وهو ما يمكن اعتباره "خطوة دستورية كبيرة"، حيث تُعَد المادة 99 "أقوى أداة" تتاح للأمين العام في إطار الميثاق.

وأضاف دوجاريك أن الأمم المتحدة تواجه تقريبًا حالة من الشلل التام في جهودها الإنسانية في غزة، حيث لقي أكثر من 15 ألف شخص مصرعهم وقُتل 130 عاملًا من الأمم المتحدة. 

وأكد أن الأمين العام لم يستخف بأي حالة عند استخدامه لكلمة "كارثة"، وعبّر عن أمله في أن ينصت مجلس الأمن إلى نداء الأمين العام.

 

ما هي المادة 99؟

من بين المواد الخمس في ميثاق الأمم المتحدة التي تحدد مهام الأمين العام، تعد المادة 99 الأكثر أهمية، لأنها تختص بالسلام والأمن الدوليين. فهي تمنح الأمين العام سلطة "لفت انتباه مجلس الأمن إلى أي مسألة يرى أنها قد تهدد حفظ السلم والأمن الدوليين". 

وبهذه الطريقة، تسمح المادة 99 للأمين العام ببدء مناقشة في مجلس الأمن حول قضية معينة للضغط على الأعضاء لاتخاذ إجراءات وخطوات حاسمة في الأمر لحفظ الأمن والسلم الدوليين.

وكان، داغ همرشولد، الذي شغل منصب الأمين العام للأمم المتحدة، (10 أبريل 1953 إلى 18 سبتمبر 1961)، قال إن المادة 99  "أهم من أي مادة أخرى، لأنها حولت الأمين العام من مسؤول إداري بحت إلى مسؤول يتمتع بمسؤولية سياسية واضحة".

وحين فكر واضعو ميثاق الأمم المتحدة بإدراج المادة 99، فإنهم كانوا معنيين بإسناد مسؤولية للأمين العام للأمم المتحدة "تتطلب ممارسة أسمى الصفات، الحكم السياسي واللباقة والنزاهة".

والهدف الأساسي من المادة 99 هو التعامل مع الحالات التي تواجه فيها ديناميكيات مجلس الأمن صعوبات في التوصل إلى اتفاق بشأن مناقشة الصراعات الناشئة، وذلك لأن لفت انتباه المجلس إلى الحالات التي تشكل خطرا على الأمن والسلم الدوليين من شأنه أن يدفع أعضاء المجلس إلى التركيز على دورهم في منع نشوب الصراعات، وتفعيل مجموعة أدوات منصوص عليها في الفصل السابع. وهذا قد يدفع المجلس إلى اتخاذ خطوات فعالة.

وجاء التفكير في إدارج المادة 99 نتيجة لإدراك مجلس الأمن الدولي منذ فترة طويلة بالحاجة إلى الإنذار المبكر بالأزمات الدولية الوشيكة، لتكون مهام مجلس الأمن الدولي منصبّة على الوقاية أكثر من التعامل المتأخر مع المشاكل التي تهدد الأمن والسلم الدوليين.

ورغم أن الوقاية غالبا ما يتم تبنّيها كهدف للمجلس، إلا أنه كان من الصعب تنفيذها. فغياب الإنذار المبكر، وتحليل المخاطر، والقدرة على جمع المعلومات الاستخبارية، كان من بين الأسباب التي أدت إلى فشل الأمم المتحدة في الرد على الإبادة الجماعية في رواندا وسربرينيتسا، في عامي 1994 و1995 على التوالي.

على سبيل المثال، خلص تقرير أعد حول فشل الأمم المتحدة في التعامل مع الأزمة الإنسانية في رواندا إلى أنه "من الضروري الاستمرار في تحسين قدرة المنظمة على تحليل المعلومات المتعلقة بالصراعات المحتملة والاستجابة لها، وقدرتها التشغيلية على اتخاذ إجراءات وقائية".

ماذا يعني اللجوء للمادة 99؟

نادرا ما يتم اللجوء إلى المادة 99، وكانت المرة الأولى التي أدى فيها استخدم المادة 99 إلى اتخاذ مجلس الأمن الدولي إجراء، هي رسالة همرشولد المؤرخة في 13 يوليو عام 1960، والتي يطلب فيها عقد اجتماع عاجل للمجلس بشأن الكونغو.

وبينما لم يشير الأمين العام على وجه التحديد إلى المادة 99، فقد استخدم لغتها عندما قال: "يجب أن ألفت انتباه مجلس الأمن إلى مسألة، في رأيي، قد تهدد صون السلم والأمن الدوليين".

وأدى الاجتماع الذي عقد عقب رسالة همرشولد إلى تفويض المجلس في اليوم التالي لعملية عسكرية تابعة للأمم المتحدة لمساعدة حكومة الكونغو.

هل ينجح الإنذار الذي يطلقه الأمني العام بموجب المادة 99؟

تشير مراجعة أجراها، والتر دورن، أستاذ دراسات الدفاع في الكلية العسكرية الملكية في كندا (RMC) وكلية القوات الكندية، لتاريخ الأمم المتحدة في التعامل مع الصراعات إلى أنه من بين أكثر من 100 صراع تدخل فيها الأمين العام، لم يتضمن سوى عددا قليلا جدا منها اللجوء رسميا لاستخدام المادة 99. 

وبالإضافة إلى ثلاث دعوات صريحة اعترفت بها الأمم المتحدة (الكونغو 1960، وإيران 1979، ولبنان 1989)، هناك أكثر من 12 استدعاء ضمنيا في مجلس الأمن.

ومع ذلك، كانت معظم هذه التحذيرات متأخرة أو بيانات تأييد للتحذيرات التي قدمتها الدول الأعضاء بالفعل. 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: أقوى أداة حرب غزة المادة 99 مجلس الأمن مادة نادرة مجلس الأمن الدولی والأمن الدولیین للأمم المتحدة الأمم المتحدة الأمین العام المادة 99 أکثر من

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: تصاعد العنف في الفاشر بالسودان وتقارير عن وقوع فظائع في مخيم زمزم

أبدت الأمم المتحدة القلق البالغ بشأن تصاعد العنف وتدهور الوضع الإنساني في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور في السودان، وما حولها، وأشارت سيتفاني تريمبليه من مكتب المتحدث باسم الأمم المتحدة إلى تقارير واردة من الشركاء على الأرض بشأن وقوع فظائع بعد ما أفيد عن استيلاء جماعات مسلحة على مخيم زمزم للنازحين.

وورد أن المدنيين، ومنهم عمال الإغاثة، يُمنعون من المغادرة وأن الناجين أفادوا بحدوث أعمال قتل وعنف جنسي وحرق للمنازل. وقالت المتحدثة إن العمليات الإنسانية في الفاشر تواجه الكثير من العقبات بسبب القيود المفروضة على الوصول الإنساني وشح الوقود والبيئة الأمنية المتقلبة. وقد تأثرت بشكل خاص الخدمات الصحة ومعالجة المياه.

في الوقت نفسه، أدت هجمات بطائرات مُسيرة على البنية التحتية للطاقة في العاصمة الخرطوم في الرابع عشر من نيسان/أبريل إلى انقطاع الكهرباء والمياه عن أجزاء كبيرة من مناطق أم بدة وكرري وأم درمان.

ودعت المتحدثة مرة أخرى جميع أطراف الصراع إلى حماية المدنيين وتيسير الوصول الإنساني. وحثت على زيادة الدعم الدولي لضمان استمرار وصول المساعدات الأساسية للأكثر استضعافا في السودان.

وردا على أسئلة الصحفيين، رحبت المتحدثة بعقد مؤتمر لندن حول السودان وبكل الجهود لتعزيز الانخراط الدولي لدعم السلام وحماية المدنيين والوصول الإنساني في السودان. كما رحبت بتعهدات التمويل الكبيرة التي أعلنت خلال المؤتمر.  

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: تصاعد العنف في الفاشر بالسودان وتقارير عن وقوع فظائع في مخيم زمزم
  • الأمين العام لمجلس التعاون يلتقي وزير خارجية أوزبكستان
  • وزيرة الشؤون الاجتماعية تبحث مع نائبة الأمين العام للأمم المتحدة سبل ‏دعم المجتمع السوري
  • الأمين العام للأمم المتحدة يندد بتدفق السلاح والمقاتلين إلى السودان
  • مجلس الأمن يبحث اليوم تصاعد الأزمة في اليمن
  • الأمين العام يدعو العالم إلى عدم نسيان شعب السودان وينادي بوقف “الصراع العبثي”
  • الأمين العام للأمم المتحدة: “إسرائيل” تحرم المدنيين في غزة من المواد التي لا غنى عنها لبقائهم على قيد الحياة
  • سفير الاتحاد الأوروبي: ناقشت مع المنفي العملية السياسية التي تُيسّرها الأمم المتحدة
  • الأمم المتحدة تصدر تحذيرا بشأن الوضع الإنساني في غزة
  • ترقب واسع قبل صدور قرار مجلس الأمن بشأن قضية الصحراء