يشترك الكثيرون في حلم بسيط يتلخص في عيش مرحلة تقاعد تمتلئ بالفرح والسلام والسعادة. وينصح الخبراء بتجنب بعض العادات التي يمكن أن تقف في طريق تحقيق حلم السعادة خلال إحدى أهم مراحل الحياة، بحسب ما جاء في تقرير نشره موقع Ideapod. يوضح الخبراء أن الحياة تدور حول التعلم المستمر، كذلك التقاعد، لذا، فإن الأمر كله يتعلق بالتكيف والتعايش مع مرحلة جديدة في الحياة.

ويوصي الخبراء بضرورة تجنب العادات السلبية التالية للفوز بمزيد من السعادة والشعور بالرضا: 1. عدم التخلي عن الأحلام والهوايات
يوفر التقاعد فرصة ذهبية لإعادة إشعال الاهتمامات القديمة واستكشاف اهتمامات جديدة. مع حرية التقاعد، سيجد المرء متسعًا من الوقت لمتابعة عواطفه التي طغى عليها جدول عمله المتطلب. إن مرحلة التقاعد تمثل فرصة ثمينة للاهتمام بتحقيق الأحلام وممارسة الهوايات. في عالم اليوم، تتبنى أعداد متزايدة، من الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 55 عامًا فما فوق، مفهوم العودة إلى سوق العمل بعد التقاعد. ويختار العديد منهم العمل بدوام جزئي أو ترتيبات عمل مرنة، مما يحقق توازنًا أفضل بين العمل والترفيه مقارنة بسنوات ما قبل التقاعد. يجب أن يتذكر المرء دائمًا أنه لم يفت الأوان بعد لممارسة الهوايات وتحقيق الأحلام أو العودة للعمل بدوام جزئي. 2. إهمال ممارسة الرياضة
من السهل جدًا التكاسل عن ممارسة التمارين الرياضية خلال أي مرحلة من الحياة. لكن البقاء نشطًا أمر بالغ الأهمية لصحة الإنسان العقلية والجسدية. إن النشاط البدني المنتظم يمكن أن يمنع العديد من المشاكل الصحية التي تأتي مع التقدم في السن، كما يمكن أن يعزز الحالة المزاجية ومستويات الطاقة. 3. البقاء داخل المنزل
عند التقاعد، يكون من السهل الوقوع في عادة البقاء في الداخل طوال اليوم. لكن قضاء الكثير من الوقت في الداخل يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالعزلة وحتى الاكتئاب. إن الخروج والاستمتاع بالطبيعة والتواصل الاجتماعي يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في الحالة المزاجية والسعادة بشكل عام. يمكن القيام بالخروج للنزهة أو مقابلة الأصدقاء بانتظام. 4. التشبث بالضغائن القديمة
يميل البعض إلى التمسك بالضغينة لفترة أطول مما ينبغي. إن التمسك بآلام الماضي والأحقاد القديمة مع التقدم في السن لا ينجم عنه سوى الاحباط. يمكن أن يكون التسامح طوقا للنجاة من الإحباط، علاوة على أن الحياة قصيرة وثمينة جدًا، خاصة أثناء التقاعد، بحيث لا يمكن إهدارها في التمسك بالأحقاد أو الخلافات القديمة. 5. تخطي الفحوصات الدورية
إن الكشف المبكر عن العديد من المشكلات الصحية يساعد بشكل كبير على علاجها أو حتى الوقاية منها. لذا، فإن الالتزام بعدم تخطي الفحوصات الطبية المنتظمة، خاصة عندما يشعر الشخص أنه بصحة جيدة يعتبر من أهم الإجراءات، أكثر من أي وقت مضى، للحفاظ على صحة جيدة. 6. نسيان تعزيز العلاقات
في صخب الحياة وضجيجها، من السهل أن تأتي العلاقات الاجتماعية في ذيل القائمة. ولكن عند التقاعد يمكن أن يكون لدى الشخص المزيد من الوقت للتواصل مع الأقارب والجيران والأصدقاء. إن الرفقة والحب هما ما يجعل الحياة غنية ومرضية. 7. مقاومة التقنيات الجديدة
من المهم أن يستمر الإنسان في التعلم، حتى عندما يكون في مرحلة التقاعد. إن مواكبة أحدث التقنيات يمكن أن يفتح الباب لعوالم جديدة. إن القدرة على إجراء مكالمات فيديو مع الأصدقاء والعائلة، أو إعادة التواصل مع الأصدقاء القدامى على وسائل التواصل الاجتماعي، أو حتى ممارسة هوايات جديدة من خلال الفصول الدراسية عبر الإنترنت، هي بعض من المزايا العديدة لكون الشخص أكثر مواكبة للتقنيات. 8. تجاهل الصحة العقلية
يركز الكثيرون غالبًا على الصحة البدنية لدرجة أنهم ينسون صحتهم العقلية. يمكن للتقاعد أن يحدث الكثير من التغييرات في حياة الشخص، ومن الطبيعي أن يشعر بمجموعة من المشاعر - من الإثارة إلى عدم اليقين أو حتى الحزن. لكن تجاهل هذه المشاعر لن يجعلها تختفي. يجب الاعتناء بالصحة العقلية، تمامًا كما يهتم الشخص بصحته الجسدية. سواء كان ذلك من خلال التأمل، أو التحدث إلى صديق، أو طلب المساعدة المهنية إذا لزم الأمر. 9. الاستسلام للمخاوف
تشهد مرحلة التقاعد تغييرا كبيرا في حياة كل شخص وربما يكون التغيير مخيفا. يمكن أن يكون الشخص خائفًا من المجهول، أو من الملل، أو حتى من الشيخوخة. لكن لا يجب أن يدع الخوف يمنعه من الاستمتاع بهذه المرحلة الجديدة من حياته. إن التغيير يمكن أيضًا أن يجلب فرصًا وتجارب جديدة ومثيرة. 10. الخوض في الماضي أو القلق بشأن المستقبل
مع التقدم في السن، يقضى البعض الكثير من الوقت في التفكير في الماضي أو القلق بشأن المستقبل. لكن الحقيقة هي أن كل ما لدى أي شخص حاليًا هو اللحظة التي يعيشها الآن. إن التقاعد هو بمثابة هدية، وفرصة لمتابعة الأحلام والشغف، والتواصل مع العائلة والأصدقاء والاستمتاع حقًا بكل لحظة.

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا من الوقت یمکن أن أو حتى

إقرأ أيضاً:

فى طلب السعادة

تُنقّر الكلمات شبابيك أذنى كُل يوم. أسمعها من زميل أو صديق أو جار أو قريب مُعبّرا عن حصار الهموم لحياته بقوله «أنا حزين». فالأحزان قدر إلهى لا يُمكن الفرار منه، وهى جُزء من الحياة الطبيعية للإنسان، لكنها تغلب وتتسع وتُهيمن، ما لم يقاومها مقاوم بسعيه الحثيث نحو الضفة الأخرى، طالبا السعادة.

ويبقى السر فى كيفية تحصيل السعادة، غائما لدى بنى البشر عبر السنين. فُهناك كما يُفهمنا المبدع الراحل إسماعيل يس، فى مونولوج شهير له حمل اسم «صاحب السعادة» مَن يطلب السعادة فى المال، لكنه لا يُدركها. وهناك من يظن أنها فى النفوذ والسلطة، ثم يكتشف بعد حين أن الفرح مؤقت، وأن الهموم تتراكم فيما بعد. كذلك يحسب البعض أن السعادة تكمن فى الشهرة، لكنه يكتشف بعد حين أن الشهرة تضعه دائما تحت المجهر، وأن كل شىء فى حياته مرصود.

يبتسم البعض ادعاءً، ويضحكون كذبًا، ويقهقون وقلوبهم تكتوى بنار الهم. لذا فإن كثيرين ممّن يحسبهم الناس سُعداء، بربح حققوه، أو سلطة حازوها، أو صيتِ اكتسبوه هُم فى الحقيقة أتعس التُعساء.

وربما نقرأ معنىً قريبا من ذلك فى قول الشاعر غازى القبيصى بقوله «أخفيتُ عن كُل العيون مواجعي/ فأنا الشقيُ على السعادةِ أُحسدُ».

وسؤال السعادة من الأسئلة القديمة، المطروحة عبر الأزمنة لدى الفلاسفة والمُفكرين والنبهاء. لذا رأى الفيلسوف أفلاطون مثلًا أن السعادة فى التناغم بين المطالب والواقع، بينما حدّد تلميذه أرسطو السعادة فى اللذة، وحاول فلاسفة ومفكرى المسلمين اختصار مفهوم السعادة فى الرضا.

ومؤخرًا، طالعت دراسة طويلة المدى بدأتها جامعة هارفارد البريطانية سنة 1938، وانتهت منها بعد ست وثمانين عاما، وشارك فيها رؤساء دول، وزعماء، وساسة، وقادة، وعلماء ومفكرون، وفلاسفة، ورجال أعمال.

وخلصت هذه الدراسة الأطول فى العالم، إلى أن السعادة الحقيقية تتحقق للإنسان من خلال العلاقات الوثيقة مع البشر. ويعنى ذلك أن سعادة الإنسان مقرونة بعلاقته بشخص أو بأشخاص يتآلفون معا، ويتواصلون ويتحدون، ويتناغمون. يقول البروفيسور روبرت والدينغر، أحد المشرفين على الدراسة «إن الأمر لا يتعلق ببناء صداقات بأكبر عدد من الناس، وإنما بوجود أشخاص مقربين يمكنك الاعتماد عليهم».

ويبدو أن مبُدعين وأصحاب أقلام كُثراً فى الشرق والغرب، كانوا أسبق فى التوصل لما توصلت إليه دراسة هارفارد، فقال الروائى الروسى فيودور ديستوفسكى فى إحدى روائعه «إن السعادة لا يصنعها الطعام وحده، ولا تصنعها الثياب الثمينة، ولا الزهو، وإنما يصنعها حُب لا نهاية له».

وهذا الروائى البرازيلى باولو كويليو يقول لنا «إن قمة السعادة أن تجد شخصا يُشبه روحك كثيرا».

كذلك فقد قال الشاعر الراحل محمود درويش فى جداريته الرائعة «فاحذر غدًا، وعش الحياة الآن فى امرأة تُحبك».

وهذه نصائح غالية فى هذا الزمن... والله أعلم.

 

[email protected]

 

مقالات مشابهة

  • فى طلب السعادة
  • "هجوم البسطة".. هل يكون بداية استراتيجية جديدة ضد حزب الله؟
  • يمكن أن يكون أنت.. شاكيرا تبحث عن معجب لإهدائه سيارتها الفاخرة
  • فاتورة تقاعد الضمان تجاوزت فاتورة التقاعد الحكومي.!
  • البابا: علينا إعادة هيكلة نظام صندوق المعاشات التقاعدية الإدارة الحالية تولِّد العجز
  • هل يمكن تقليل الالتهابات بالنظام الغذائي؟.. إليك نصائح وتحذيرات هامة
  • دراسة: الشخص يصبح أكثر ذكاءً في مرحلة الشيخوخة
  • عدن.. ورشة الإصلاحات المؤسسية ترفع توصياتها للحكومة لتنفيذ الإصلاحات خلال عامين
  • "مجلس الإنعاش العربي" يستعرض مبادئ توجيهية جديدة لتقنيات إنقاذ الحياة
  • «أبل» تحيل جهازاً جديداً إلى التقاعد