بقلم : فالح حسون الدراجي ..

شاهدت الكثير من جرائم (الحرس القومي) أثناء وبعد انقلاب شباط عام 1963، حين كنت فتى يافعاً لم يتجاوز الثانية عشر من العمر، ورأيت كيف كانت هذه العصابة تقتل الرجال، وتغتصب النساء، وتذبح الأطفال، وتفعل ما لم تفعله حتى النازية في عهد هتلر ..!

ثم تعرفت أيضاً على قواطع (الجيش الشعبي) وأنا في الثلاثين من العمر.

ورغم أن المنظمتين بعثيتان، والهدف من تأسيسهما واحد دون شك، إلا أن ثمة فرقاً بينهما، يتلخص بأن جميع أفراد الحرس القومي كانوا بعثيين، عقيدة وتنظيماً و (أخلاقاً)، بينما لا تجد في الجيش الشعبي إلا نسبة ضئيلة جداً من البعثيين الحزبيين، أما بقية القوم فلا ناقة لهم ولا بعير ولا حتى (طلي)، إنما جيء بهم بالغصب.. ورغم أن عدد الجيش الشعبي قد وصل في عام 1987 إلى حوالي 700 ألف مقاتل، إلا أن أغلب هذا العدد جند بالإكراه، وليس بدافع عقائدي أو تطوعي محض حتى وصل الأمر إلى إعدام كل من يرفض التطوع في قواطع الجيش الشعبي ومقاتلة الجيش الإيراني ..

وحتى أكون دقيقاً، فإن أفراد الجيش الشعبي من غير البعثيين، لا يكلفون بواجبات خاصة كحراسة المقرات الحزبية البعثية، أو مداهمة دور الهاربين والمتخلفين عن الخدمة العسكرية، كما لا يؤدون الواجبات (القذرة) كتنفيذ أحكام الإعدام وإطلاق الرصاص بحق (المدانين) أو تنفيذ مذكرات الاعتقال (الخاصة)، وغيرها من المهمات التي يتكفل بها البعثيون دون غيرهم من منتسبي الجيش الشعبي.. أقول هذا للتاريخ، رغم أن عائلتي الكبيرة بأفرادها وأقربائها، (نظيفة) تماماً من لوثة الانتساب للجيش الشعبي والحرس القومي. وقد يسألني سائل ويقول: كيف إذاً جمعوا 700 ألف مقاتل إذا كان (الحزبيون) المتطوعون قد لا يشكلون 100 ألف فرد ؟!

وجوابي يأتي عبر حكايتين اخترتهما من بين عشرات الحكايات والقصص المبكية والمضحكة، والتي ظل الناس يتناقلونها حتى اليوم،والحكايتان تلخّصان الطرق والأساليب الدنيئة التي مارستها السلطات البعثية في عملية التجنيد:

الحكاية الأولى حصلت في سنوات الحرب العراقية الإيرانية، حين استدعى الرفيق (أبو رسالة) أحد المواطنين الكسبة، واسمه (طارش)، ليخبره، بتهيئة نفسه للانضمام غداً لتدريبات الجيش الشعبي، والالتحاق بعد اسبوع بجبهة القتال في قاطع البسيتين والدفاع عن (مكتسبات الثورة) .. ولأن (طارش) هو المعيل الوحيد لعائلته المكونة من زوجته وبناته الخمس، فقد توسل بالرفيق أبو رسالة لإعفائه من قاطع الجيش الشعبي، وإيجاد شخص آخر لمهمة الدفاع عن (مكتسبات الحزب والثورة)، مراعاة لظروفه الصحية وظروف عائلته .. لكن الرفيق ( أبو رسالة) أصر على موقفه الرافض، ولم تنفع معه كل توسلات الرجل، ولا تدخلات بعض (الرفاق) الذين حاولوا استبداله بشخص آخر ..

وإزاء ذلك، قرر طارش في صبيحة اليوم الثاني مغادرة منطقته والتوجه لمدينة الشعلة، والاختفاء في بيت شقيقته ريثما يغادر القاطع الى الجبهة.. لكن الرفيق أبو رسالة كان أسرع منه، فقد داهمه في داره عند الفجر، واصطحبه معه قبل أن يغادر، وينفذ مشروع الهروب إلى الشعلة، وكأنه يعلم بما كان يفكر الرجل .

وهكذا التحق (طارش) بالمعسكر، وأكمل تدريبه، وغادر مع قاطع الجيش الشعبي إلى البسيتين.. ومن سوء حظه، فقد تعرض قاطعه بعد اسبوع واحد، لهجوم إيراني كبير، سقط فيه الموقع، ووقع (طارش) ومنتسبو القاطع في الأسر .. وعندما زار مراسل الاذاعة الإيرانية أقفاص الأسر، لتسجيل رسائل الاسرى لذويهم في العراق، كان (طارش) أكثر الأسرى الحاحاً وطلباً للكلام.. قائلاً للمذيع: أرجوك لدي جملة واحدة فقط.. فتناول طارش المايكرفون، وقال: «ها رفيق أبو رسالة.. هسه ارتاحيت وفخت مو»؟!

ثم أعاد المايكرفون للمذيع الإيراني وهو يقول: (شكراً استاذ هاي هيه .. ماعندي شي)..!

أما الحكاية الثانية، والتي تداولها العراقيون كثيراً، فهي تتحدث عن زيارة طه الجزراوي، القائد العام للجيش الشعبي، لأحد قواطع هذا (الجيش) في النهروان قبل ارسالهم لجبهة الحرب، وبعد أن القى القائد الجزراوي خطابه التعبوي الحماسي، سأل (المقاتلين) ان كانت لهم طلبات أو اقتراحات،

فانهالت عليه الطلبات من كل الجهات، هذا يشتكي التجهيزات، وذاك يشتكي سوء نوعية الطعام، والاخر (اليطغات)، وذاك يطلب إجازة لاكمال احتياجات عائلته قبل الذهاب إلى الجبهة.. الخ .. فما كان من طه الجزراوي إلا أن يصيح بهم: ماهذا ماهذا .. ماذا تقولون.. انكم متطوعون للدفاع عن الوطن والحزب والثورة، وكان عليكم أن تحسبوا حسابكم وتدبروا أموركم، وتجلبوا حاجاتكم معكم.. وفجأه لمح الجزراوي أحد المقاتلين وهو يحمل بيده (ماعون)، فنادى عليه، وطلب منه التقدم اليه وقال (شوفوا هذا المقاتل شلون مستعد للمعركة، حتى ماعون الفرفوري جايبه وياه .. بارك الله بيك رفيقي.. أرجو أن تشرح لهم كيف تهيأت للواجب الوطني، وكيف جبت حتى ماعون الفرفوري وياك) !!

فاجاب المقاتل مبتسماً: (والله يا رفيقي تريد الصدگ، چنت رايح من الصبح اجيب گيمر للجهال ولگفوني الرفاق وجابوني اني والماعون)!!

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات الجیش الشعبی أبو رسالة

إقرأ أيضاً:

وجه رسالة للرئيس.. مجدي الجلاد: هذه أسباب فشل الإعلام المصري

كتب- محمد شاكر:

أجرى الكاتب الصحفي مجدي الجلاد، رئيس تحرير مؤسسة "أونا للصحافة والإعلام"، حوارا صحفيا طولا مع الكاتب عصام الشريف رئيس تحرير موقع "الحرية"، تناول خلاله العديد من القضايا الساخنة التي تشغل الساحة الإعلامية والسياسية في مصر.

وخلال اللقاء، تحدث "الجلاد"، حول مستقبل الإعلام المصري، ودور الصحافة في تشكيل الرأي العام في ظل الانفتاح على منصات التواصل الاجتماعي.

وشدد الجلاد على أنه مهما حاول أي صاحب سلطة أن يضيق عليه للخروج من مصر فإنه لن يخرج، قائلا: لن أعطي أحدًا الحق أن ينزع وطني من داخلي، أنا لي متر في البلد، لي ربع متر، شوية أكسجين، هتنفسهم لحد ما أموت".

وقال الجلاد: سئلت قبل ذلك عن ردة فعلي إن منعت من العمل وأجبرت على الجلوس في منزلي؟ فأجبت أنني لن أفعل شيئًا سأجلس في منزلي، لا مشكلة، وبالفعل جلست لفترة قبل ذلك في المنزل، كل ما أريده أن يسمحوا لي بأن أعمل في الصحافة، لأنني أحب الصحافة. وأما إن كان المقصود من السؤال هو معرفة إن كنت سأسافر إلى الخارج أم لا فهذا ليس من طبيعيتي، أنا أعاني من شيء اسمه « الحنين إلى الوطن homesickness» أي أنني إذا سافرت لمدة يومين أو ثلاثة أصاب بضيق تنفس ولا أرتاح إلى بعد العودة إلى الوطن.

وتابع: إن كانوا يريدون إجباري على الجلوس في المنزل أو سجني، أو حتى قتلي، فأنا ليس لدي مشكلة، ففي النهاية ليس لدي خيارات أخرى بعيدًا عن هذا الوطن.

كما تحدث الجلاد حول بداية تجربته في الصحافة والإعلام، قائلا: أعتقد أن بداية حياتي الصحفية كانت غنية بالخبرات، إذ عملت في مدارس صحفية متنوعة، لكن التجربة التي يمكنني القول إنها صنعت اسم مجدي الجلاد هي تجربة "المصري اليوم" عام 2004. وقبلها عملت في مؤسسة الأهرام، وما زلت أفتخر بانتمائي لهذا الصرح العريق.

وإطلاق "المصري اليوم" كان بمثابة نقطة تحول في مسيرتي المهنية، فهي أول جريدة يومية مستقلة تصدر في مصر، وواجهت تحديًا كبيرًا بالمنافسة مع الصحف القومية الكبرى مثل الأهرام والأخبار والجمهورية، إضافة إلى الوفد.

وأضاف: كثيرون قالوا حينها إن إصدار جريدة يومية مستقلة دون دعم حكومي أو حزبي هو نوع من المغامرة أو الجنون، وهذا التحدي المهني الكبير جاء في مرحلة الشباب بالنسبة لي، حيث كنت رئيسًا لتحرير "المصري اليوم" لمدة تسع سنوات، وخلال تلك الفترة، تمكنا من التمرد على القوالب الصحفية التقليدية وقدمنا نموذجًا مختلفًا للصحافة. كانت مرحلة مليئة بالشغف، وشعارها الذي كان “من حقك أن تعرف” يعكس طبيعة التجربة وروحها المتمردة.

وحول حلم "الجلاد" في مؤسسة "أونا"، قال: أحلم بإعادة الصحافة المطبوعة إلى ألقها ونجاحها، خاصة في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها الصحافة الورقية في مصر حاليًا.

وأسعى لتحقيق تجربة تزاوج بين الصحافة الورقية المطبوعة والصحافة الرقمية، بهدف المساهمة مع الزملاء في إعادة الصحافة الورقية إلى مكانتها الحقيقية.

وأتطلع إلى تأسيس نموذج لمؤسسة تعتمد على التكامل بين المنصتين الإلكترونية والمطبوعة، حيث تستفيد كل منهما من الأخرى لتحقيق انتشار وتأثير أكبر.

وهذا النوع من التزاوج لم يتحقق في مصر حتى الآن، للأسف، هناك مؤسسات صحفية كبيرة تمتلك صحفًا مطبوعة، لكنها تفتقر إلى القدرة على تنفيذ هذه الصيغة. النتيجة هي أنها لم تنجح في الحفاظ على الصحافة الورقية، ولم تحقق أيضًا التحول الرقمي المطلوب.

وبشأن قراءته للمشهد الصحفي والإعلامي في الوقت الحالي، قال "الجلاد": بصراحة، يمكن القول إن الإعلام المصري بصفة عامة—سواء كان مقروءًا أو مسموعًا أو مرئيًا—شهد ارتكاب خطايا بحقه وليس مجرد أخطاء.

فالقضاء على التنوع في الآراء ووجهات النظر، وعلى تداول المعلومات الحقيقية والتواصل الفعّال مع الجمهور، يعني القضاء على جوهر الإعلام.

والإعلام الحقيقي يجب أن يكون وعاءً للحوار الوطني وداعمًا للوعي العام، ينشر الحقيقة دون فرض وصاية على المتلقي. للأسف، ما يحدث في مصر بعيد عن ذلك.

وهناك ثلاثة عوامل رئيسية ساهمت في فشل الإعلام المصري: أولها هو هيكل الملكية، الذي أصبح غير واضح. لم نعد نعرف من يملك وسائل الإعلام وكيف تُدار.

والأسوأ أن نسبة كبيرة من وسائل الإعلام، تقدر بـ80% أو 85%، أصبحت مملوكة لكيان واحد، مما أدى إلى المشكلة الثانية: تحول الإعلام إلى صوت واحد، هذا التوجه تسبب في عزوف الجمهور عن الإعلام المصري واللجوء إلى مصادر أخرى، بعضها معادٍ للدولة.

المشكلة الثالثة تكمن في الاختيار غير المهني للقيادات الإعلامية، حيث أصبحت الموالاة الشخصية هي المعيار الأساسي، بدلاً من الخبرة والكفاءة. هذا التوجه أدى إلى تراجع الكفاءات، وتحولت المنابر الإعلامية إلى أبواق توجيه عفى عليها الزمن.

اليوم، منصات التواصل الاجتماعي أصبحت البديل الذي يقدم المعلومة الصحيحة ووجهات النظر المتنوعة بحرية أكبر مما تفعله الصحافة التقليدية.

من يتحكم في سياسة الإعلام المصري يبدو منفصلًا عن الواقع وخارج التاريخ، حيث لم يعد ممكنًا منع المعلومة أو تقييدها. والجمهور ببساطة يترك الإعلام التقليدي ويتجه إلى وسائل التواصل، وهذا ما يحدث الآن.

وأرى أن غياب التخطيط المهني والاحترافية، بالإضافة إلى التضييق غير المبرر، جعل الإعلام المصري يفقد تأثيره.

ومع ذلك، هناك أمل في الأجيال الجديدة، التي تتمتع بحيوية أكبر وتمرد إيجابي يمكن أن يعيد الإعلام إلى مساره الصحيح.

وحول الرسالة التي يرغب "الجلاد" أن يقولها لرئيس الجمهورية، قال الجلاد: رسالتي لرئيس الجمهورية أن المواطن المصري، مثلك تمامًا، غير راضٍ عن حال الإعلام المصري اليوم، والمواطن لم يعد يجد في الإعلام صوته الحقيقي.

وأضاف: الصحفي، المذيع، وكل عامل في وسائل الإعلام يحلم فقط بأن يتمكن من التعبير عن رأيه بحرية وأمان. يجب الإيمان بأن اتساع مساحة الحرية يثري الوطن ويعزز قوته.

من ينتقد أو يتحفظ أو يقدم وجهة نظر مختلفة عن أداء الحكومة أو قراراتها ينطلق من حرصه على مصلحة الوطن، وليس من منطلق عداء للدولة.
والاختلاف في وجهات النظر ضرورة وطنية، إذ يصب في النهاية لصالح البلد.

وتابع الجلاد: أدرك أن السنوات العشر الماضية كانت فترة صعبة تطلبت من الدولة التركيز على استعادة قوتها واستقرارها، لذا قد يكون التحكم في الإعلام مبررًا آنذاك، لكننا الآن، وبعد تجاوز تلك المرحلة، نستحق إعلامًا أكثر قوة وتأثيرًا يعكس صوت الشعب وتنوعه.

وأكمل: الصحفي اليوم بحاجة إلى الأمان في عمله، وهذا الأمان لا يمكن تحقيقه إلا عبر قرارات تأتي من أعلى المستويات، من خلال فتح مساحات حرية أكبر في الإعلام المصري، وإتاحة الفرصة لجميع وجهات النظر.

للأسف، هناك رموز ممنوعة من دخول مدينة الإنتاج الإعلامي، وقائمة كاملة تضم أسماءً تُحظر استضافتها أو ظهورها في البرامج التليفزيونية.
فهل يعني ذلك أن هؤلاء أعداء للوطن أو خطر على الدولة؟ هذا النهج لا يعكس قوة الإعلام، بل يعزله عن المجتمع.

الإعلام بكل أشكاله من المستحيل أن ينجح في خدمة بلده بدون أن يكون مؤثر، فإعلامنا غير مؤثر لأن لا أحد يصدقه، ولا أحد يجد نفسه وقضاياه به، فالمتلقي ليس بحاجة إلى وصاية، وإنما هو بحاجة إلى طرح القضية وعمل حوار ديموقراطي إيجابي حولها، ما يجعل المتلقي يجد وجهة النظر التي يريدها.

وحول رأي "الجلاد"، في وجهة النظر التي تقول أن مصر تتعرض لمخاطر وأن ترك مساحة حرية يزيد من التهديد، قال: أرى أن مساحة الحرية هي العمود الفقري للحفاظ على الأمن القومي المصري، فإذا نظرنا إلى سوريا كمثال نجد أنه لم يكن بها حرية رأي وتعبير، وكانت ولة ديكتاتورية مستبدة، وهو ما أدى إلى سقوطها، ونحن دائمًا لدينا مخاطر ولكن زادت في الوقت الحالي، وعندما تكون القوى السياسية والوطنية والنخب تحاول تجميع الشعب حول هدف محدد فهذا لن ياتي إلا بحرية الرأي والتعبير.

هناك مخاطر حقيقية تحف الدولة وأنا موافق على ذلك، ولكن هل تستطيع أمة مثل مصر، أن تواجه هذه المخاطر دون تحقيق التماسك للجبهة الداخلية؟، فلابد أن يوجد هذا التماسك من خلال الوعي لدى المواطن وإعطائه إحساس أنه شريك وله صوت في تقرير مصير الدولة، ويجد صوته الحقيقي في وسائل الإعلام.

وحول رأيه في انحياز الإعلام الغربي أثناء تغطية الحرب على غزة، قال "الجلاد": التغطية الإعلامية الغربية للحرب في قطاع غزة هي ليست تغطية منحازة وإنما هي تغطية مشاركة في الجريمة، ويجب أن تحاكم، فلا يليق بدولة كبيرة مثل مصر منصات إعلامية إقليمية ودولية تواجه هذه الحرب، والتي يشار إليها بأنها أسلحة إعلامية وإنه فيما يتعلق بالشؤون الخارجية والإقليمية، لابد أن يكون هناك تنسيق مع الدولة في كل الرسائل الإعلامية.

لكن هل أنت تمتلك صوت إعلام مؤثر عربياً ودولياً؟، وهل مصر ليست جديرة أن يكون لديها قناة مؤثرة؟ هل الجزيرة غير مؤثرة في صناعة القرار الغربي؟

الجزيرة مؤثرة في صناعة القرار الأمريكي، والعربية مؤثرة.

إذا كيف تكون مصر وهي الدولة الرائدة التي صنع إعلاميوها هذه القنوات العربية بكفاءاتهم، غير قادرة حتى الآن على صناعة منصة إعلامية كبيرة لها.

ولا يجب أن تناسب هذه الجزيرة والقنوات العربية ولكن يمكن أن تتكامل معهم، أن يكون لك قناة توصل صوتك إلى المنطقة والعالم هو جزء مهم جدًا.

رئيس الجمهورية يتكلم عن حروب الجيل الرابع وحروب الجيل الخامس، والإعلام جزء أساسي من أسلحة هذه الحروب.

لكن، عندما جاءت المحاولات لإنشاء قنوات إعلامية، ماذا فعلنا؟ أنشأنا قنوات إخبارية تُخاطب الداخل فقط، فصرنا نتحدث لأنفسنا. في المقابل، مصر تستحق أن تمتلك ليس فقط محطة إعلامية واحدة، بل شبكة إعلامية متكاملة تُدافع عن أمنها القومي وتُعبّر عن ثقلها الإقليمي والدولي، مستفيدة من الكفاءات التي أنشأت كبرى القنوات في المنطقة.

وحول السبب في فشل الإعلام المصري وهل يعود إلى عدم وجود المناخ الإعلامي المناسب، قال الجلاد: أنا أختلف في وجهة النظر هذه، فالمناخ يأتي إذا توافرت الإرادة السياسية، إذا توافرت لديك الإرادة السياسية، هتوفر المناخ والأجواء، عندما كانت هناك محاولات لإطلاق قنوات إخبارية، لماذا فشلت؟

الإجابة هي لأنه لا يوجد الآن عشرين مشاهد يشاهدون الإعلام المصري، والسبب هو إسناد مهماته إلى أصحاب الولاء والانتماء والموالاة، وأصحاب تمام يا فندم وحاضر، دون البحث عن الكفاءات والخبرات التي أخذتها القنوات الأخرى.

أسئلتي لصناع القرار الإعلامي في مصر:

أولًا: مصر في مخاطر حقيقية محيطة بها هل استطعت أن يكون لك صوت إعلامي مؤثر؟

ثانيًا: هل استطعت أن تشكل خريطة إعلامية تحوز على ثقة الناس؟

ثالثًا: هل أصبحت مناخ إعلامي متطور مثل باقي دول العالم؟

رابعًا: هل استطعت استقطاب كفاءات علمية لإعلامك؟

أنا شخصيًا لا أريد شيئًا الآن، وإنما أقول ما أقول لأنني مهموم بمهنة الصحافة، ولست بالذي يستعان به حاليًا، في كفاءات وخبرات كتير جداً غيري.

أنا أتكلم وتاريخي ورائي، أنا لا أريد شيئًا الآن عايز، فأنا أعيش في المرحلة الملكية، والحمد لله لا أحد يمكن أن يغصبني على عمل شيء لا أريده، و«اللي بيريحني هعمله طالما أنا مؤمن إنه صح».

كان يجب أن يكون وضعنا في الإعلام أفضل بكثير مما هو عليه الآن. العالم يتقدم للأمام بينما نحن نتراجع.

ومن حقي أن أتكلم عن هذا التراجع بحرية كاملة. إذا كان السؤال عن الخبرات والكفاءات، فهي موجودة لكنها تُهمّش أو تُقصى، ويمثلها كل من يجلس في البيت.

ما نشهده اليوم هو تصعيد غير المستحقين، الذين لا يملكون موهبة أو كفاءة، ولا يجدون طريقًا للصعود سوى عبر النفاق والتطبيل أو تقديم الولاء المطلق.

وهذا الطريق لا يمكن أن يُنتج إعلامًا قادرًا على مواجهة التحديات الإقليمية والدولية أو الدفاع عن المصالح الوطنية.

وحول رأيه في التغييرات الأخيرة في الساحة الإعلامية والصحفية، والتشكيل الجديد للمجلس الأعلى للإعلام، قال الجلاد: متفائل بالتشكيل الجديد للمجلس الأعلى للإعلام والهيئة الوطنية للصحافة، لأن الوجوه والأسماء التي تم اختيارها في المجلس الأعلى لتنظيم الصحافة والإعلام مختلفة تماماً عن التشكيلات السابقة فأنا متفائل بأنهم سيقومون بتغييرات وأتمنى ذلك.

إن التغييرات الأخيرة في مجالس وهيئات الإعلام، إلى جانب التطورات في الشركة المتحدة، تمثل تحولًا ملحوظًا في المشهد الإعلامي.

ويعد وجود طارق نور، كأحد رواد صناعة الإعلام في مصر، خطوة خارج الإطار التقليدي المعتاد، مما يضمن تقديم رؤية جديدة ومبتكرة للإعلام في المرحلة المقبلة.

أما عن تقييمه للمؤتمر العام السادس لنقابة الصحفيين، فقال الجلاد: المؤتمر كان ثري جدًا، حيث كان مختلف هذه المرة عن المرات الأخرى بشكل كبير، وكانت به مساحة حرية وتنوع وتعدد الآراء، وناقش جميع القضايا بحرية تامة، وكان به إثراء وحوار إيجابي حقيقي، وأعتقد أنه سيتكرر.

إذ إن التغيريات الأخيرة في مجالس وهيئات الإعلام وكذلك الشركة المتحدة ووجود طارق نور، والي يعتبر وجوده قرار خارج الصندوق القديم، فهو رائد من رواد صناعة الإعلام في مصر، ووجوده يضمن رؤية جديدة للإعلام.

مجدي الجلاد الرئيس السيسي عصام الشريف دور الصحافة في تشكيل الرأي العام مستقبل الإعلام المصري

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة قرار جمهوري بإعادة تشكيل مجلس أمناء هيئة المتحف المصري الكبير -(مستند) أخبار الرئيس السيسي يستعرض الجهود المصرية الداعمة للسودان للخروج من أزمته أخبار الرئيس السيسي ونظيره الأوغندي يبحثان هاتفيًا تعزيز العلاقات الثنائية أخبار خبير سياسي: القيادة السياسية تضع ذوي الهمم على رأس أولوياتها أخبار أخبار مصر وجه رسالة للرئيس.. مجدي الجلاد: هذه أسباب فشل الإعلام المصري منذ 9 دقائق قراءة المزيد أخبار مصر

مقالات مشابهة

  • تقرير: إيران سلّمت الحشد الشعبي جيلاً جديداً من الصواريخ البالستية
  • رسالة غامضة من معلول تثير قلق الأهلاوية
  • وجه رسالة للرئيس.. مجدي الجلاد: هذه أسباب فشل الإعلام المصري
  • السوداني يتلقى رسالة خاصة من ترامب: سوريا وايران والفصائل
  • ترجمة مُضللة لتصريحات وزير دفاع أمريكا عن ضربات ضد الحشد الشعبي.. ما حقيقة الفيديو؟
  • أحبها وأعشقها.. منة شلبي برفقة نبيلة عبيد وتوجه لها رسالة
  • نائب سابق يطالب السوداني بحل الحشد الشعبي من أجل استقرار العراق
  • "صورة البطل في الأدب الشعبي".. لقاء لقصور ثقافة المنيا
  • فوز الحشد الشعبي والكوفة في دوري النخبة لكرة اليد
  • رسالة أحمد عدوية الأخيرة لابنه محمد