بقلم : هادي جلو مرعي ..

قالت سيدة مصرية تعمل في قطاع الصحافة وحضرت القمة الروسية الأفريقية برعاية الرئيس فلاديمير بوتين: إنها إكتشفت شيئا مهما في القمة التي حضرتها وهذا الإكتشاف يدفعها لتقديم الإعتذار للرئيس عبد الفتاح السيسي الذي لاحظت إنه مهتم كثيرا بقطاع الطرق السريعة بين المحافظات المصرية وشق الجبال ومد تلك الطرق فيها وبناء المزيد من الجسور والتحويلات الجانبية والممرات الخدمية والفرعية وتنمية كل مايرتبط بتلك الطرق التي أنفق عليها مايقرب من 50 مليار جنيه مصري.

ومرد ذلك هو النتائج التي تتحقق من سرعة النقل عبر الطرق التي تكون معبدة وسريعة وتبتعد من المساحات والأماكن المزدحمة التي عادة ماتتسبب بتأخير وصول البضائع والركاب ونقل المنتجات الصناعية والزراعية من مكان الى آخر حتى إن بعض الطرق إختصرت الزمن الذي تستغرقه رحلة السيارة من 14 ساعة الى 3 ساعات فقط.
يعاني العراق من التعثر في الملف الإقتصادي عموما وفي قطاع الزراعة والصناعة والطرق التي لم تعد تتسع للحركة التجارية وحركة المسافرين، يقابل ذلك نوع من التخطيط المبرمج الذي يتبعه إقليم كردستان في مجال البنية التحتية لقطاع الطرق الذي وفر مساحات هائلة للإستثمار وسرعة التنقل والوصول وفتح آفاق عمل متعددة في عشرات المدن والقصبات والأقضية والمراكز الصناعية والزراعية والمواقع الأثرية ومواقع الترفيه والسياحة في المصايف التي تستقطب ملايين السياح على مدار العام وتجتذب الإستثمارات المتعددة عربية وإقليمية ومن أوربا وأدت الى تعاقدات لتصدير المنتجات الصناعية والزراعية من الإقليم الى بقية العالم حيث بدأت عديد الدول تستورد تلك المنتجات وتتعزز الثقة فيها ويتزايد الطلب عليها مع فتح المزيد من المصانع والورش التقنية وتسهيل حركة الدخول الى الإقليم وتشريع القوانين الميسرة لحركة الإقتصاد ورغبة الإستثمار في مجالات عدة حيوية وإضافة الى ذلك تهيئة البنية التحتية الملائمة والمساعدة للإستثمار كالطرق والأنفاق والجسور ومحطات الوقود والفنادق الحديثة والمتنزهات والمولات ومحطات الوقود وشركات الصرافة والمستشفيات والعيادات الطبية.
تم إفتتاح مشاريع إستراتيجية عدة في مجال البناء وتلبية الطلب المتزايد على السكن في الإقليم وصار المواطنون من بقية العراق يستثمرون في شراء الفلل الفارهة والشقق في مجمعات سكنية مترامية وتم بناء المجمعات التي تضم دورا فارهة للإستثمار التجاري والإعلامي وجرى توقيع عقود شراكة مع دول ومنظمات ومجموعات إقتصادية والبحث في أوجه إستثمار مختلفة في مجال الطاقة الكهربائية وتقلصت ساعات القطع وزادت ساعات التجهيز كما جرى الإستثمار في قطاع النفط والغاز قابل ذلك تفكير إستراتيجي لدى حكومة الإقليم تمثل في الإنفتاح على الحكومة الإتحادية حيث طبعت الإيجابية العالية العلاقة بين حكومة الإقليم والحكومة الإتحادية وتبادل الزيارات برغم وجود نقاط خلافية عدة بين الطرفين تستمر المفاوضات والتفاهمات بشأنها، وصار التطور والنهوض ووضع الإستراتيجيات الشاملة سمة طبعت عمل حكومة الإقليم وتكلل ذلك بعلاقات متوازنة مع مختلف عواصم القرار وبموجبه حقق الإقليم مكاسب سياسية وإقتصادية وأمنية وهو تفكير بعيد الأمد يهدف الى تحصين الإقليم في مواجهة التطورات السياسية والإقتصادية المتوقعة كما إنعكس ذلك على واقع الخدمات في الإقليم حيث جرى تخصيص مبالغ طائلة لتطوير البنية التحتية في مجال الماء والمجاري والطرق وسواها من مشاريع صغيرة وكبيرة ويقينا فإن التطور في الإقليم هو تطور لبقية العراق وصار واضحا إن التكامل والشراكة هما سمة المرحلة المقبلة.

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات فی مجال

إقرأ أيضاً:

ترامب الذي انتصر أم هوليوود التي هزمت؟

ما دمنا لم نفارق بعد نظام القطب الواحد المهيمن على العالم تظل النظرية القديمة التي نقول إن الشعب الأمريكي عندما يختار رئيسه فهو يختار أيضا رئيسا للعالم نظرية صحيحة. ويصبح لتوجه هذا الرئيس في فترة حكمه تأثير حاسم على نظام العلاقات الدولية وحالة الحرب والسلم في العالم كله.

ولهذا فإن فوز دونالد ترامب اليميني الإنجيلي القومي المتشدد يتجاوز مغزاه الساحة الداخلية الأمريكي وحصره في أنه يمثل هزيمة تاريخية للحزب الديمقراطي أمام الحزب الجمهوري تجعله عاجزا تقريبا لمدة ٤ أعوام قادمة عن منع ترامب من تمرير أي سياسة في كونجرس يسيطر تماما على مجلسيه.

هذا المقال يتفق بالتالي مع وجهة النظر التي تقول إن اختيار الشعب الأمريكي لدونالد ترامب رئيسا للمرة الثانية ـ رغم خطابه السياسي المتطرف ـ هو دليل على أن التيار الذي يعبر عنه هو تيار رئيسي متجذر متنامٍ في المجتمع الأمريكي وليس تيارا هامشيا.

فكرة الصدفة أو الخروج عن المألوف التي روج لها الديمقراطيون عن فوز ترامب في المرة الأولى ٢٠١٦ ثبت خطأها الفادح بعد أن حصل في ٢٠٢٤ على تفويض سلطة شبه مطلق واستثنائي في الانتخابات الأخيرة بعد فوزه بالتصويت الشعبي وتصويت المجمع الانتخابي وبفارق مخيف.

لكن الذي يطرح الأسئلة الكبرى عن أمريكا والعالم هو ليس بأي فارق من الأصوات فاز ترامب ولكن كيف فاز ترامب؟ بعبارة أوضح أن الأهم من الـ٧٥ مليون صوت الشعبية والـ٣١٢ التي حصل عليها في المجمع الانتخابي هو السياق الاجتماعي الثقافي الذي أعاد ترامب إلى البيت الأبيض في واقعة لم تتكرر كثيرا في التاريخ الأمريكي.

أهم شيء في هذا السياق هو أن ترامب لم يخض الانتخابات ضد هاريس والحزب الديمقراطي فقط بل خاضه ضد قوة أمريكا الناعمة بأكملها.. فلقد وقفت ضد ترامب أهم مؤسستين للقوة الناعمة في أمريكا بل وفي العالم كله وهما مؤسستا الإعلام ومؤسسة هوليوود لصناعة السينما. كل نجوم هوليوود الكبار، تقريبا، من الممثلين الحائزين على الأوسكار وكبار مخرجيها ومنتجيها العظام، وأساطير الغناء والحاصلين على جوائز جرامي وبروداوي وأغلبية الفائزين ببوليتزر ومعظم الأمريكيين الحائزين على نوبل كل هؤلاء كانوا ضده ومع منافسته هاريس... يمكن القول باختصار إن نحو ٩٠٪ من النخبة الأمريكية وقفت ضد ترامب واعتبرته خطرا على الديمقراطية وعنصريا وفاشيا ومستبدا سيعصف بمنجز النظام السياسي الأمريكي منذ جورج واشنطن. الأغلبية الساحقة من وسائل الإعلام الرئيسية التي شكلت عقل الأمريكيين من محطات التلفزة الكبرى إلي الصحف والمجلات والدوريات الرصينة كلها وقفت ضد ترامب وحتى وسائل التواصل الاجتماعي لم ينحز منها صراحة لترامب غير موقع إكس «تويتر سابقا». هذه القوة الناعمة ذات السحر الأسطوري عجزت عن أن تقنع الشعب الأمريكي بإسقاط ترامب. صحيح أن ترامب فاز ولكن من انهزم ليس هاريس. أتذكر إن أول تعبير قفز إلى ذهني بعد إعلان نتائج الانتخابات هو أن ترامب انتصر على هوليوود. من انهزم هم هوليوود والثقافة وصناعة الإعلام في الولايات المتحدة. لم يكن البروفيسور جوزيف ناي أحد أهم منظري القوة الناعمة في العلوم السياسية مخطئا منذ أن دق أجراس الخطر منذ ٢٠١٦ بأن نجاح ترامب في الولاية الأولى هو مؤشر خطير على تآكل حاد في القوة الناعمة الأمريكية. وعاد بعد فوزه هذا الشهر ليؤكد أنه تآكل مرشح للاستمرار بسرعة في ولايته الثانية التي تبدأ بعد سبعة أسابيع تقريبا وتستمر تقريبا حتى نهاية العقد الحالي.

وهذا هو مربط الفرس في السؤال الكبير الأول هل يدعم هذا المؤشر الخطير التيار المتزايد حتى داخل بعض دوائر الفكر والأكاديميا الأمريكية نفسها الذي يرى أن الإمبراطورية ومعها الغرب كله هو في حالة أفول تدريجي؟

في أي تقدير منصف فإن هذا التآكل في قوة أمريكا الناعمة يدعم التيار الذي يؤكد أن الامبراطورية الأمريكية وربما معها الحضارة الغربية المهيمنة منذ نحو٤ قرون على البشرية هي في حالة انحدار نحو الأفول. الإمبراطورية الأمريكية تختلف عن إمبراطوريات الاستعمار القديم الأوروبية فبينما كان نفوذ الأولى (خاصة الإمبراطوريتين البريطانية والفرنسية) على العالم يبدأ بالقوة الخشنة وبالتحديد الغزو والاحتلال العسكري وبعدها يأتي وعلى المدى الطويل تأثير قوتها الناعمة ولغتها وثقافتها ونظمها الإدارية والتعليمية على شعوب المستعمرات فإن أمريكا كاستعمار إمبريالي جديد بدأ وتسلل أولا بالقوة الناعمة عبر تقدم علمي وتكنولوجي انتزع من أوروبا سبق الاختراعات الكبرى التي أفادت البشرية ومن أفلام هوليوود عرف العالم أمريكا في البداية بحريات ويلسون الأربع الديمقراطية وأفلام هوليوود وجامعات هارفارد و برينستون ومؤسسات فولبرايت وفورد التي تطبع الكتب الرخيصة وتقدم المنح وعلى عكس صورة المستعمر القبيح الأوروبي في أفريقيا وآسيا ظلت نخب وشعوب العالم الثالث حتى أوائل الخمسينات تعتقد أن أمريكا بلد تقدمي يدعم التحرر والاستقلال وتبارى بعض نخبها في تسويق الحلم الأمريكي منذ الأربعينيات مثل كتاب مصطفى أمين الشهير «أمريكا الضاحكة». وهناك اتفاق شبه عام على أن نمط الحياة الأمريكي والصورة الذهنية عن أمريكا أرض الأحلام وما تقدمه من فنون في هوليوود وبروداوي وغيرها هي شاركت في سقوط الاتحاد السوفييتي والمعسكر الشيوعي بنفس القدر الذي ساهمت به القوة العسكرية الأمريكية. إذا وضعنا الانهيار الأخلاقي والمستوى المخجل من المعايير المزدوجة في دعم حرب الإبادة الإسرائيلية الجارية للفلسطينيين واللبنانيين والاستخدام المفرط للقوة العسكرية والعقوبات الاقتصادية كأدوات قوة خشنة للإمبراطورية الأمريكية فإن واشنطن تدمر القوة الناعمة وجاذبية الحياة والنظام الأمريكيين للشعوب الأخرى وهي واحدة من أهم القواعد الأساسية التي قامت عليها إمبراطورتيها.

إضافة إلى دعم مسار الأفول للإمبراطورية وبالتالي تأكيد أن العالم آجلا أو عاجلا متجه نحو نظام متعدد الأقطاب مهما بلغت وحشية القوة العسكرية الأمريكية الساعية لمنع حدوثه.. فإن تطورا دوليا خطيرا يحمله في ثناياه فوز ترامب وتياره. خاصة عندما تلقفه الغرب ودول غنية في المنطقة. يمكن معرفة حجم خطر انتشار اليمين المتطرف ذي الجذر الديني إذا كان المجتمع الذي يصدره هو المجتمع الذي تقود دولته العالم. المسألة ليست تقديرات وتخمينات يري الجميع بأم أعينهم كيف أدي وصول ترامب في ولايته الأولى إلى صعود اليمين المتطرف في أوروبا وتمكنه في الوقت الراهن من السيطرة على حكومات العديد من الدول الأوروبية بعضها دول كبيرة مثل إيطاليا.

لهذا الصعود المحتمل لتيارات اليمين المسيحي المرتبط بالصهيونية العالمية مخاطر على السلم الدولي منها عودة سيناريوهات صراع الحضارات وتذكية نيران الحروب والصراعات الثقافية وربما العسكرية بين الحضارة الغربية وحضارات أخرى مثل الحضارة الإسلامية والصينية والروسية.. إلخ كل أطرافها تقريبا يمتلكون الأسلحة النووية!!

حسين عبد الغني كاتب وإعلامي مصري

مقالات مشابهة

  • رغم تحديد الجلسة الأولى.. مباحثات تشكيل حكومة الإقليم تراوح مكانها والـ5 أيام تنفد
  • قبل تشكيل حكومة.. برلمان كردستان العراق الجديد يقر موعد أولى جلساته
  • الخوف.. الشعور الذي جلب التأتأة والمعاناة لأحمد
  • حزب طالباني يدعو إلى تغيير جذري في شكل حكومة الإقليم الجديدة
  • 2025 بلا حكومة: كردستان أمام شلل سياسي طويل
  • زيتوني: تخصيص قطاع للتجارة الداخلية هدفه الحفاظ على سيادة الجزائر الإقتصادية
  • بينهم رئيس حكومة.. رفض الإفراج عن متهمين بملف تسفير إرهابيين في تونس
  • بين التحديات الداخلية والإقليمية.. تشكيل حكومة كردستان على نار هادئة بعد مصادقة النتائج
  • بين التحديات الداخلية والإقليمية.. تشكيل حكومة كردستان على نار هادئة بعد مصادقة النتائج- عاجل
  • ترامب الذي انتصر أم هوليوود التي هزمت؟